المرأة والإبداع في العلوم الاجتماعية

عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 2258 - 2008 / 4 / 21 - 11:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

مهرجان المبدعات العربيات في دورته 13 يحتفي بالدراسات النسائية في العلوم الاجتماعية بسوسة تونس


ليس من الغريب على تونس الخضراء ، ليس فقط بأراضيها الزاهية لكن أيضا بتوهجها التاريخي والحضاري : أرض ابن خلدون و أبي القاسم الشابي وبورقيبة أن تحتفي بالنساء العربيات المبدعات كل سنة تشجيعا للمرأة والإبداع في آن واحد .
هذه السنة كان القرار مميزا من طرف الهيئة المشرفة على المهرجان كما أكدته مديرته السيدة نجوى المنستيري ذات المواصفات القيادية بنكهة أنثوية بامتياز
حيث تم الانتباه إلى البحث العلمي من خلال العلوم الاجتماعية ,
ومما لاشك فيه أن الاختيار كان موفقا نظرا للأهمية الاستراتيجية للبحث العلمي عموماوللعلوم الاجتماعية بشكل خاص بالنسبة لواقع عربي لا زال يصارع العديد من التحديات لتحقيق التنمية المنشودة .
ولا شك أيضا بأن أوضاع النساء تشكل أحد وجوه نجاحات الأهداف المتوخاة باعتبارها الأكثر تضررا من شروط التخلف بكل أنواعه التي يرزح تحتهاالعالم العربي برمته ولو بدرجات متفاوتة.
من هنا شكلت الدراسات النسائية المرتكز الأساسي لهذا المهرجان الإبداعي ذي الطابع الراقي الذي انعقد ما بين 10 و 12 أبريل الجاري بمدينة سوسة التونسية .
ولقد حضرت المهرجان البلدان العربية التالية :

المغرب ،الجزائر ،تونس ،مصر ،السودان ، ،لبنان ، ، سوريا ، الكويت ، الإمارات العربية ولأسباب قاهرة تغيبت الأردن وليبيا والعراق مع الإشارة إلى غياب التوازن في تمثيل البلدان المدعوة حيث حضر المغرب مثلا بباحثة واحدة رغم كثرة جامعاته وتميزه في حقل السسيولوجيا وبشكل خاص في الدراسات النسائية على المستوى العربي.
و قدمت خلال 6 جلسات حوالي 18 مداخلة ،
و تأرجحت الأوراق المقدمة ما بين مقاربات ذات طابع تركيبي بقيت وفية لروح أرضية الملتقى ومحاوره التوجيهية فركزت على بعض جوانب الدراسات النسائية في البحث الاجتماعي بالبلدان العربية من بينها نذكر المداخلات التالية :
مداخلة ذة سعيدة الرحموني بعنوان : البحوث والدراسات وفق مقاربات النوع الاجتماعي نحو المساواة وتكافؤ الفرص من تونس ،مداخلة المراة والبحث السسيولوجي لعائشة التايب من تونس

مداخلة فادية حطيط من لبنان حول ميادين اهتمام الباحثات الاجتماعيات في لبنان وإسهامها المعرفي وعائشة التاج من المغرب : البحث النسائي في العلوم الاجتماعية : خصائص و /مميزات و الباحثة العربية في العلوم الاجتماعية بين البحث الأكاديمي والمجتمع المدني لفتحية معتوق من الجزائر ونفيسة الدسوقي من مصر حول :مشكل الباحثات الاجتماعيات في مصر
و غير بعيد عن هذا الاتجاه جاءت مداخلة منى البحر من الإمارات العربية حول وضعية البحث الاجتماعي في دبي من خلال ورقتها ذات العنوان الشاعري : زهور لا تنبث في الاسمنت و مداخلة إحسان مهدي احمد من السودان :جدلية البحث الاجتماعي والواقع السياسي.
وتوزعت باقي المداخلات على مواضيع جزئية تتعلق بقضايا متعددة في البحث الاجتماعي من أهمها مداخلة الأستاذة عزيزة محمد بدر من مصر حول دور المرأة في الدراسات الحضرية والهجرة النسوية من الداخل إلى الساحل التونسي لحبيبة الحمروني .
ولقد افتتحت أعمال الملتقى بمداخلة جد ممتعة للسيد عز الدين العامري: المبدع بين تقنين المعرفة و التأسيس الحضاري من تونس واختتمت بشريط وثائقي حول رائد البحث السسيولوجي :عبد الرحمان ابن خلدون،تلته سهرة موسيقية من التراث التونسي الأصيل
تخللته عروض أزياء ذات طابع تقليدي وأشعار رقيقة للشاعر الإماراتي : د علي تميم و الشاعرة التونسية :آمال موسى ..
هذا ولقد حظي المهرجان بتغطية إعلامية جد مكثفة سواء عبر الإعلام المرئي أو المسموع أو المكتوب ومن طرف بعض وكالات الأنباء الأجنبية والعربية .
وكانت من أهم توصيات الملتقى :مطالبة المسؤولين العرب بالاهتمام بالبحث العلمي عموما
وبالبحث الاجتماعي بشكل خاص باعتباره قاطرة للرقي الحضاري بامتياز وبإيلاء الثقافة والفكر الأهمية التي يستحقانها داخل عالم يتصارع فاعلوه بشكل محموم نحو الاختراع والخلق والإبداع
كما تعهدت مديرة المهرجان بطبع أشغال الملتقى في كتاب حتى يتم تعميم الفائدة .

#عائشة_التاج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل