أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - عائشة التاج - اليوم العالمي للمراة : الحق في الاعتزاز بالذات















المزيد.....

اليوم العالمي للمراة : الحق في الاعتزاز بالذات


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 2215 - 2008 / 3 / 9 - 09:25
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    


ككل الأعياد يهفو الإنسان إلى استقبال هكذا مناسبات بطقوس احتفالية تنم عن الفرح والأمل والتطلع إلى غد أفضل بنفس جديد و آمال جديدة.
ولعل ربط موضوع المرأة بتيمة العنف كإشكالية محورية لمن شانه أن يسد النفس كما نقول بالدارجة …ويحبط كل استعداد للبهجة والفرح مهما كان عابرا .
ترددت كثيرا في الكتابة حول الموضوع ،ليس فقط لضيق الوقت أو لعدم اقتناعي بجديته ومشروعيته …ولكني أردت اقتناص لحظات من الفرح بعيدنا النسائي خارج ما هو سلبي ؟
أليس من حقنا بل من واجبنا اقتلاع أنفسنا من دائرة الاحتجاج والمطالبة وأجواء الاختناق التي تلف واقع المجتمعات العربية برمتها ولو بدرجات متفاوتة ولربما أمكن اعتبار نوعية الخطاب المتداول حولها جزءا منها
ألم يحن الوقت بعد كي نتعلم فن الاعتراف بمنجزاتنا مهما كانت بسيطة ؟ واقتلاع لحظات من البهجة والسرور والاعتزاز بالذات وسط هذا الزخم من النكد الذي يفرض نفسه علينا .سياسيا واجتماعيا وإعلاميا ؟
لربما أسعفتنا استراحة المحارب هذه في انطلاقة جديدة اكثر حماسة وبصيرة وإقداما .

عيد بأية حال عدت يا عيد ؟

لن يكون جوابي عدميا كما قد يوحي بذلك السؤال ؟
لأنني ببساطة لست من هواة النكد والتركيز فقط على الجزء الفارغ من الكأس . فوحده الذباب يجتمع على المواقع المتعفنة
رجعت بي الذاكرة إلى الوراء من عشريتين
تذكرت زخمنا النضالي …ومطالبنا…. ومعاناتنا…. وووو
تذكرت ….. و…………تذكرت
وبدا لي الفرق واضحا بين المرحلتين :

اليوم هناك مكاسب هامة في رصيد الحركة النسائية والحقوقية المغربية لا بد من تثمينها :
- تغييرات قانونية من حجم كبير خلخلت ما كان يعتبر مقدسا : حيث تزحزح مركز المرأة القاصر على الدوام من خلال مدونة الأحوال الشخصية في أفق المرأة الشريكة داخل مؤسسة الزواج من خلال مدونة الأسرة الجديدة وتم الاعتراف بكينونتها
-بالأمس القريب كنا اقلية قليلة تنادي بحقوق النساء و عانينا من سوء الفهم ومن الإقصاء ومن التهميش أما اليوم فالتنظيمات النسوية وصلت إلى أقصى بقعة جغرافية داخل المغرب وشكلت وضعية المرأة إحدى أولويات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .
وهي الآن تعد بالآلاف (على علاتهاوكل المآخذ التي قد تسجل في هذا الاتجاه )…فحرية التنظيم خطوة اساسية نحو الديموقراطية الحقيقية –
-بالأمس القريب كنا كمناضلات نسائيات نتعرض للغمز والهمز والشتائم وسوء الفهم واليوم غدا عيد المرأة مناسبة لتقديم الورود والهدايا والتكريمات سواء بشكل رسمي أو شبه رسمي أو حتى اجتماعي .
- بالأمس القريب كانت حركية المرأة مكبلة بالعادات والتقاليد البائدة
وهاهي المرأة اليوم تمارس حقها في التنقل والتملك المجالي بالكثير من الاستقلالية سواء داخل الوطن أو خارجه لأغراض اقتصادية أو اجتماعية أو علمية أو سياحية…
-المرأة اليوم ولجت مراكز القرار سواء كوزيرة او برلمانية او موظفة سامية وفرضت مناقشة نظام الكوطا سواء في الانتخابات الرسمية أو المدنية وغدت تمثيليتها في مختلف أشكال الأجهزة احد معايير المصداقية والانفتاح .
-وفي المقابل تترأس المرأة اليوم الجمعيات الحقوقية وتتصدر الحركات الاحتجاجية بكل شجاعة وإقدام من أجل تحقيق المكاسب المشروعة للعديد من الفئات .


-المرأة اليوم تتصدر العديد من الجمعيات الهامة للمجتمع المدني سواء منها ذات الطابع الإنساني او الاجتماعي .. تطالب وتحاور وتتفاوض مع أصحاب القرار وتنتزع المكاسب انتزاعا باحترافية ممزوجة بحب الوطن والمواطنة .
-المرأة اليوم تمارس حقها في التعبير والإبداع والكتابة والنشر أكثر من أي وقت مضى بجرأة وتميز …وتنافس الرجل في الحقل الرمزي
بإصرار كبير.
-المرأة اليوم هي شريكة فعلية في إعالة الأسرة وتترأس بمفردها حوالي ربع الأسر المغربية بشجاعة واقتدار .
-المرأة اليوم تقدم براهين جديدة في التضحية والإيثار عبر تقديم العون الاجتماعي لأسرتها حيث آلاف الفتيات المغربيات يساهمن في إعالة آبائهن وإخوتهن بكفاحية ممزوجة بحنان المرأة وحرصها على التماسك الأسري مهما كان الثمن.
-المرأة اليوم اقتحمت كل المجالات ولم تترك للذكور أي استثناء اللهم إلا حالات نادرة جدا …

من المؤكد بأن كل هذه الأمور لا تخلو من شوائب و مؤاخذات ترتبط بنوعية ديمقرطيتنا السياسية والاجتماعية و ببنياتنا المجتمعية والثقافية التي تتسم بثوابت التخلف المنتجة للعديد من أشكال الهدر على حد قول الباحث النفسي الاجتماعي :" "مصطفى حجازي ".
الطريق أمام المساواة الفعلية بين الرجال والنساء لا زال بالتأكيد طويلا وشاقا شأنه شأن كل التغييرات السياسية والاجتماعية المنشودة وفق مواصفات الألفية الثالثة التي تضع الإنسان الحالي أمام رهانات أكثر تشعبا و تعقيدا .
حيث تتقاطع هذه الأخيرة مع كل العوامل التي تعمل على تأبيد التخلف
بحماسة تدعو بالفعل إلى التساؤل عن موقعنا من الإعراب داخل التشكيلة البشرية المعاصرة ؟
هكذا نحن نتأرجح ما بين مد وجزر بمختلف رهاناتنا في التغيير
هذا لا يمنع من أننا نتشبث بحقنا في الاعتزاز بالذات والفرح بمنجزاتنا حتى وإن كانت دون تطلعاتنا.
ما أنجز تم تحقيقه بفضل التضحيات الجسام والكثير من الإصرار والإبداع النضالي النسائي والحقوقي والسياسي .
ما أنجز ينم عن حيوية الشعب المغربي وقدرته على مقاومة العديد من أشكال القهر والتقزيم مهما بدت عاتية
ما أنجز ينم عن أريحية وانفتاح بعض أصحاب القرار الذين أبانوا عن شجاعة الموقف لما كان ذلك لازما.
ما أنجز هو أيضا نتاج ملموس للتعاون الدولي والتضامن ما بين نساء العالم عبر تبادل الخبرات والتآزر انطلاقا من ثوابت المعايير الدولية والحقوق الإنسانية
فألف تحية وألف وردة حب وامتنان لكل من ناضل ولا زال ، إناثا وذكورا من أجل كرامة الإنسان ومن ضمنها الحقوق الإنسانية للمرأة .
ألف تحية وألف وردة لكل امرأة تقاوم الاضطهاد بأنواعه بأي شكل من الأشكال.

كم أنت جميلة أيتها المرأة لكن تاج الجمال هي الكرامة
فقاومي من أجل كينونتك كاملة بدون أي نقصان ….
قاومي التبعية والدونية والشعور بالنقص
قاومي كل أشكال التبضيع والتشييء تحت أية "دوغما" كانت .
قاومي تكبيل طاقاتك تحت أية مرجعية أو روافد تسوغ للقهر الجنسي والإنساني عامة
ذلك أن أبلغ اشكال القمع هو القمع الاجتماعي …
الحقوق تنتزع انتزاعا بالإصرار على الكفاح مهما كانت العراقيل
والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم بالفعل .
مسافة الألف ميل تبدا بالخطوة الأولى ….والانبطاح للقهر هو أكبر عائق نحو الانعتاق .
ولنكف عن الاستمتاع او الاكتفاء بدور الضحية .
ذلك ان مازوخية العديد منا تعمل بدورها على تأبيد القهر أو إطالة عمره .
ولنا عودة إلى الأجزاء الفارغة من كؤوسنا علما أن مساحات الفراغ من واقعنا المحكوم بآليات ماضوية هي كثيرة ومتنوعة .
وكل عام ،بمنجزات جديدة من اجل عالم اكثر امنا وعدالة ومساواة

عائشة التاج 8 مارس 2008 .



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لآليء المعاني...داخل جوهرة اللغات
- الوضع الاعتباري للثقافة والمثقف في العالم العربي (تابع)
- الوضع الاعتباري للثقافة و المثقف في الوطن العربي
- عزوف سياسي أم إفلاس حزبي ؟ بعض ملابسات الحقل السياسي بالمغرب
- الانتخابات التشريعية.....وحملة بنكهة الثلج ......باردة باردة ...
- فضاءات بنكهة الالتباس :الرمزية والتجليات
- الحروب ،أية مشروعية ؟
- الإفتاء الغوغائي عبر علاقاتنا الاجتماعية
- من يحمي المواطن من عنف المؤسسات
- الشباب والقراءة
- بطالة الشباب الجامعي ،إلى أين
- حول آفة الخيانة الزوجية
- لنحصن ثقافة الحياة ضد ثقافة الموت والدمار
- سيدي مومن والوصم الإعلامي
- قراءة في رواية: حب في زمن الشظايا
- إلى روح المناضلة المغربية الأصيلة : حبيبة الزاهي
- الرعونة الملتبسة لشهريار عصري
- رعونة شهريار عصري
- .قراءة في الدلالات الاجتماعية و الثقافية لظاهرة الحجاب
- كذب الصغار،كذب الكبار


المزيد.....




- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...
- قانون جديد يسمح للألمان بتغيير جنسهم كل عام!
- تغييرات جديدة وعاجلة في الحكومة المصرية
- وسائل إعلام: شي يطرح أمام شولتس 4 مبادئ على طريق حل الأزمة ا ...
- مصر.. قرار بشأن ابنة أهم رجال عصر مبارك
- مصر.. أول ظهور لقاتل حبيبة الشماع بعد الحكم عليه بالسجن 15 ع ...
- فيديو مرعب يكشف كيف تدمر السجائر الرئتين
- إسرائيل تتعهد بالرد على الهجوم الإيراني وطهران تحذرها


المزيد.....

- المرأة النمودج : الشهيدتان جانان وزهره قولاق سيز تركيا / غسان المغربي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - عائشة التاج - اليوم العالمي للمراة : الحق في الاعتزاز بالذات