أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - كذب الصغار،كذب الكبار















المزيد.....

كذب الصغار،كذب الكبار


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 1837 - 2007 / 2 / 25 - 12:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



اختلاف الأسباب وتوحد النتائج .
تجمع المنظومات الأخلاقية والقيمية ذات الروافد الدينية أو البشرية بمختلف أشكالها على استنكار الكذب وتصنيفه ضمن السلوكات السلبية والمشينة . هذا لم يمنع من انتشاره وملازمته للحياة البشرية بمختلف الحضارات . يختلف مستوى انتشاره باختلاف مستوى أداء المنظومة التنشيئية وآليات الضبط الاجتماعي ودرجة تماسكها وفعاليتها في تنظيم العلاقات الاجتماعية وقدرتها بالتالي على تحقيق التوازن المنشود ما بين الحاجيات النفسية والحاجيات الاجتماعية بمستوى مقبول من الشفافية والوضوح .

-مجالات الكذب /
يحضر الكذب في مختلف المجالات وبدون أي استثناء : في السياسة والإدارة والتجارة والإعلام و الخدمات ..في العلاقات الاجتماعية و التربوية والأسرية والعاطفية ..يلازمنا في حياتنا اليومية ؛يشوش على مختلف تفاعلاتنا البشرية ،ويسمها بالارتباك والتناقض والحيطة والحذر أو يضفي عليها نكهة من المزاح واللزوجة
و القفز على الأحلام المجهظة.. في بعض الحالات حسب فاعله و غاياته وأهدافه ومحتواه ودرجة خطورته.

أسباب الكذب /
- الكذب الاجتماعي :
- الضغط الاجتماعي القوي
- ينتشر الكذب اجتماعيا في المجتمعات التي يحضر فيها الضغط الاجتماعي بدرجة كبيرة تخنق عبره الحاجيات النفسية بالخصوص على حساب حاجيات اجتماعية تصوغها معزوفة أخلاقية تتسم بالتقوقع والجمود و لا يتم عبرها الاعتراف بحق الفرد أو بعض الجماعات المهمشة في إثبات رغباتهم وآرائهم ومواقفهم . معزوفة غالبا ما يتناقض معها حتى منشدوها في الخفاء
- ويتم التظاهر السطحي باحترامها عبر نفاق اجتماعي واسع الانتشار . ويشكل الكذب عبرها مناورات دفاعية ضد أحكام قيمة تثبت منطق الإقصاء والعقاب الجاهز عوض التفهم والتسامح والتوجيه.

• جمود التراتبيات الاجتماعية وضعف التواصل التربوي
داخل مجتمعات شبه مغلقة ، عملت عبر منظوماتها التنشيئية على تقنين تراتبيات تكاد تكون محنطة ،تعيد إنتاج هالة تقديس الكبار بأنواعهم ،سنا أو مركزا اجتماعيا أو إداريا أو سياسيا أو علميا حتى
على حساب تقزيم من هم أصغر منهم عمريا أو مركزيا . يحضر الكذب كأسلوب لمقاومة التراتبيات الجامدة والصارمة حيث يحتكر الكبار سلطة المعرفة والقرار على حساب آراء ومصالح ورغبات من هم أصغر منهم أو أقل منهم تراتبيا .
ذلك أنه في مواجهة تسلط الأب أو الأم أو المعلم أوالأستاد أو المدير أو الجار أو الفريب
أو أي تراتبية أخرى تعطي للبعض إمكانية مصادرة حقوق الآخرين ،يكذب الطفل أو الشاب خوفا من الزجر والعقاب الدي قد يحضر عوض الحوار والتواصل والتقاش والاعتراف للآخر بالحق في الوجود وإثبات الذات ،والحق في الخطأ حتى كلازمة من لوازم التعلم واكتساب المهارات والخبرات .

الكذب كسلوك انتهازي :
يستعمل الكذب وربيبه النصب والاحتيال للحصول على حاجيات لا تدخل في صميم المستحقات.
حيث يكذب التاجر الغشاش عبر عرض بضاعة مغشوشة بأثمان مغشوشة . أو الحرفي الغشاش أيضا عبر التهاون في احترام التزاماته و أبسطها الوقت ، ثم نوعية الخدمة المؤداة والثمن المطلوب .
كما يكذب الإداري على المواطن عبر التقاعس في إعداد وثائقه وجرجته قصد ابتزاز رشوة .
كما يحضر الكذب داخل العلاقات الاجتماعية بما فيها العاطفية ،حيث يسعى كل طرف
إلى قضاء وطره من الطرف الآخر وفق أساليب ملتوية يشكل الكذب أحد روافدها .
و لا تخلو بيوت الزوجية بدورها من الكذب عندما تتقلص الثقة ويفرض تعايش ما لأسباب ما تتحول معها
المعاشرة إلى مجرد صفقة تؤثث تفاعلاتها بالكذب والمناورات .

الكذب كوسيلة لتملك احترام أو تقدير اجتماعي:
في مجتمعات تبنى فيها التراتبيات الاجتماعية وما يوازيها من مراكز تدر الاحترام والتقدير
على صاحبها وفق معايير نادرا ما ترتبط بمقوماته كإنسان يحضر عبر السلوكات والخطابات سعي محموم نحو تملك رمزي لمعايير تدر عليه احترام أو مودة مخاطبه .فهناك من يركز على التباهي بانتمائه الاجتماعي المفترض لطبقة راقية . وآخرون يسعون إلى استظهار وسائل للغنى والترف المفترض : ملابس ،سيارات ،عمارات ..
ونوع آخر يؤكد انتماءه الحضري للمدينة مند عدة قرون ضدا على الوافدين الجدد من المدارات المهمشة والمحتقرة ..وفئات أخرى تدعي تقربها من أصحاب النفود والسلطة السياسية ..وقلة أخرى لا زالت تلوك انتماء ها لنسب شريف يؤكد نبل عرقها


….ونوع آخر ينبش في التاريخ القريب عن صداقة مفترضة لدويه مع النصارى المستعمرين ويتباهى عبر ذلك بتحضر مفترض عبر تقليدهم في اللباس أو اللغة سبق فيه الآخرين حتى و إن أتى عبر أدوار الخدمة البيتية أو الاحتقار المسبق لهويته أو العمالة ضد وطنه حتى .
قد يتموقع الكذب في مجرد تبني مباهاة اجتماعية يراد من ورائها استدرار احترام ناقص أو مفقود .. وقد يهدف إلى التغرير بالمخاطب والإيقاع به عبر نصب أو احتيال بفضي إلى الإضرار بمصالحه المادية أو النفسية أو الاجتماعية .

الأسباب النفسية للكذب:
يصنف علماء النفس الإنسان الكذاب داخل خانة المرض النفسي ، وهذه الفئة غالبا ما تتسم بالجبن ولا تتوفر على شخصية قوية تمكنه من مواجهة الآخر وفق قيم الصدق والشفافية والوضوح .وهو عبارة عن مناورة دفاعية يكون سببها الخوف من العقاب أو فقدان حاجة لا بستطيع ضمانها بأساليب أخرى .أو عدم الثقة في مقوماته الخاصة والحقيقية وقدرته عبرها على تملك نصيبه من التقدير والاحترام الاجتماعيين . فيسعى عبر سيلان الكذب إلى استدرار هذا الاحترام المفترض الآيل للزوال بمجرد اكتشاف حقيقته التي قد يفقد عبرها تقدير محيطه بشكل أكبر ذلك ن عقوبة الكذاب هي أن لا أحد يصدقه حتى ولو حكى الحقيقة كمايقول المثل الفرنسي . حيث أن حبل الكذب قصير حسب الحكمة العربية ومن يتشبث به يهوى في بداية الطريق .

الكذب على الذات :
ولعل أبشع أنواع الكذب الكذب على النفس . ومعتنق الكذب كأسلوب في التعامل مع الآخرين لا بد أن يفضي به إلى الكذب على نفسه ذاتها . يكذب الإنسان على ذاته ،عندما يحيطها بأدوار قد لا
تناسب مؤهلاته المادية والعقلية والنفسية . لكل إنسان حدوده ، وعندما لا تدرك هذه الحدود وفق
الإمكانيات الموجودة فإن صاحبها غالبا ما يزج بنفسه في أمور قد تخلق لديه صراعات نفسية لا يقدر على ضبط تنافراتها ، فتكون مصدر تعاسته :فمثلا الطموح الذي يتجاوز الإمكانيات المتاحة قد يفضي بصاحبه إلى الانزلاق في متاهات الانحراف . فالمختلسون وتجار المخدرات هم مغامرون انبنت مغامراتهم على طموحات قوية تنشد الاغتناء اللامشروع والسريع .
و من أنواع الكذب على الذات عدم إدراك الواقع كما هو ،بل كما يريده الشخص أن يكون
وفق رغبات قوية يود تحقيقها . فيدخل في تسويغات تمكنه من تقبل هدا الإدراك اللاواقعي.
مناورات نفسية كثيرة يلجأ إليها الإنسان من أجل إخماد صوت صراعاته الداخلية . تدخل ضمنها أحلام اليقظة التي نلجأ إليها جميعنا لمعالجة إحباطاتنا النفسية أو الاجتماعية . لكنها إدا أصبحت
متجاوزة للسقف المطلوب ، بهيمنتها على خيال يلف كل تصوراتنا وتفاعلاتنا
فإنها قد تزج بصاحبها إلى نوع من التشويش الدي قد يتحول إلى اضطراب نفسي.

كدب الكبار : تمظهراته وأسبابه .
إدا كان الصغار سنا أو مركزا يكذبون كمقاومة ضد تسلط الكبار أو لاكتساب حاجيات يحتكرها الكبار لأنفسهم فلمادا يكذب الكبار إذن وما هي الروافد الحقيقية للكذب الاجتماعي؟
يشكل حقل السياسة في نظرنا أكبر مستنقع لإنتاج الكذب الاجتماعي . على الأقل بالشكل الدي خبرناها فيه . ذلك أن كيفية تملك السلطة عالميا ومحليا هي التي تعمل على تحديد كيفية توزيع الخيرات المادية والمعنوية وتهندس التوجه العام لمنظومة القيم وآليات الضبط الاجتماعي ….بقدر ما تحضر دولة الحق والقانون بقدر ما يتسع فضاء الحرية وإمكانية إثبات الذات الجماعية والفردية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا .وبقدر اتنعاش ثقافة الحرية وكرامة الإنسان كيفما كان يتقلص الاضطهاد ومعه المناورات الدفاعية بمختلف أشكالها ومنها الكذب .
إلا أن الساسة يكذبون بدورهم على المسوسين وذلك كي يستمروا في احتكار السلطة .
أو سعيا لتملكها عبر تسويغات أخلاقية قلما يتم الوفاء بها . الفرق بين الحاكم والمحكوم هو أن هذا الأخير لا يتوفر بعد في مجتمعاتنا على وسائل معاقبة السياسي الكذاب عبر الاستنكاف عن انتخابه طالما تتسم الانتخابات بالتزوير وطالما يبحث الحقل السياسي عن وسائل للتخليق نتمنى أن تكون ناجعة في القريب العاجل .
يكاد مركز السياسي يتماهى داخل الوجدان الشعبي مع صورة الكذاب في تمظهراته الصارخة … يكذب محتكرو السلطة على المحكومين عبر وسائل إعلامهم الرسمية وبرامجهم التي قلما يتم تنفيدها وفق ما يتم التصريح به . عبر وعود قلما تتبلور إلى أفعال ..عبر صياغة تمثلات للحكام أو الزعماء يشوبها التقديس والتهويل والمبالغة في احتكار المقومات النفسية والخلقية والقيمية وكأنهم بشر فوق باقي البشر . خارج خانة الخطإ التي تلازم الجنس البشري .
دوليا تعطي أمريكا عن نفسها صورة للديموقراطية وحقوق الإنسان ووظيفة الحاكم الأكبر مطهر البشرية من الأستبداد.. لا تعفيها من تقتيل الشعوب البريئة وصب صواريخها على العزل والأطفال والشيوخ بدون مبرر حق .
.زعماؤنا العرب بمختلف أشكالهم قديسون وفي أحسن الأحول عباقرة في جميع المجالات بدون اسثناء،لم تفض بهم عبقريتهم المفترضة إلى إيجاد وسائل لاحتواء مساحات البؤس والإقصاء والتهميش والمهانة التي ترضض جراح الجسد العربي يوما عن يوم وتجعل من خير أمة أخرجت للناس مجرد مقولة موقوفة عن التنفيذ مثل الوحدة التي تشنف أسماعنا صباح مساء بدون الأهتداء إلىآلياتها.

عائشة التاج



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعهير النسوي : امتداداته الداخلية والخارجية
- لنحمي شمعة الأمل من رياح اليأس .
- رفيق الزمان الهارب
- ثقافة الاستعراض و التفاخر عبر حياتنا
- أحلام نازفة.
- ضحايا الهجرة السرية بالمغرب
- أالمرأة الحديدية ،أي وصف لأية امراة ؟
- الحداثة المؤسساتية ما بين الجوهر والصورة .
- أكبر الخسارات : خسارة النفس
- تضامنا مع جريدة نيشان .الحكومة المغربية تسقط في شرك -الغوغائ ...
- تخمة العنف اللامتناهي : عنف السياسة وسياسة العنف
- تخمة الرعب اللامتناهي عبرعنف السياسة وسياسة العنف.


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - كذب الصغار،كذب الكبار