أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - أكبر الخسارات : خسارة النفس














المزيد.....

أكبر الخسارات : خسارة النفس


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 1791 - 2007 / 1 / 10 - 11:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لعل من نبل الأخلاق ومكارمها الاتصاف بقيم الشهامة والكرم المادي والمعنوي والتواضع والوفاء و إبراز التضامن أمام الشدائد والتسامح أمام الأخطاء العابرة والاعتراف بالجميل والعفو عند المقدرة و إغاثة المحتاج والانضمام للحق ومحاربة الظلم والجهر بالرأي وحب الناس خارج مصالحنا الخاصة والضيقة .وقبل هدا وذاك الاتسام بالصدق في كل تحركاتنا لأن الصدق هو الطبيعة وما عداه طفيليات سرعان ما تختنق بافتقاد أوكسجين الحياة..
قيم تعتبر اسمنت العلاقات الاجتماعية الخاصة منها أو العامة ، وبقدر توفرها تزداد العلاقات نكهة
وصلابة و تصمد أمام كل العواصف و الرياح العابرة .
و بدون هذه الأخلاق قد يختزل مفهوم المجتمع إلى مجرد تجمع شبه بشري ،تغيب منه نكهة التعايش
الإنساني بمفهومها العميق والنبيل أيضا .
صفات يعبر الواقع على أنها في حالة انحسار داخل دوامة الانهيار الأخلاقي والقيمي. انحسار مساحات الثقة واتساع خطاب التنبيه والتحذير الذي يهيمن على أغلب تفاعلاتنا يعبر على أن شيئا ما يحدث بيننا اسمه انحلال القيم والأخلاق .
تنبني أغلب علاقاتنا اليوم على المصلحة العابرة وتشكل الانتهازية والأنانية في أبسط تمظهراتها
أحد روافد التفاعلات الأكثر هيمنة . لم يعد للحب أو للصداقة أو الالتزام أو الزواج حتى أي معنى خارج حسابات الربح والخسارة التي تحول العلاقات إلى شبه صفقات حيث يذوب دفء المشاعر داخل ثلج الحسابات. فيختزل الإنسان إلى مجرد رقم حسابي داخل منطق الصفقات هذا.
منا من يفتقد للبوصلة الأخلاقية التي قد توجه سلوكه وتصرفاته وتجده ينط هنا وهناك يعبر
تناقض تفاعلاته الاجتماعية عن اختياراته الانتهازية و المتذبذبة .يسعى إلى تسلق بجموح قوي.
وضمن هؤلاء من يمتلك فعلا شروط التسلق فيصل حيث يريد أو يراد له بالنيابة عنه فيظل رهينة بين أيدي موصليه طوال حياته .
و منهم من يحاول فينزلق على حافة الانهيار فلا هو بهذا ولا هو بذاك . يتناسى علاقات الشدة واثقا في فقاعات مصطنعة سرعان ما تنطفيء بانطفاء المصالح العابرة .
و منا أيضا من تسول له نفسه بأنه قد قضى وطره من فلان أو فلانة ،الذي انتهى دوره بانتهاء
فترة من الشدة عليه طي صفحتها ونسيان كل عناصرها بما فيها من لعب دور الدعم والتضامن
كي ينعم بوهم علاقات جديدة من نوع جديد داخل فترة جديدة. يستغلها لقضاء مآرب من نوع جديد هذه المرة .متناسيا بأن من تسعى إلى استعماله يسعى إلى استعمالك وأغبى الأغبياء من يستغبي الآخرين .
. ذلك أن من ألف أن يأخذ قلما يعطي , ومن ألف أن يعطي سيظل يعطي و أكرم
الكرماء من يعطي من رصيده المادي والمعنوي الصافي والحلال حتى وإن كان قليلا فهو كالماء الزلال يروي ظمأ العطشان..في صحراء اللامبالاة هذه حيث ينبري الفضلاء منا كواحات مزهرة تعطي الأمل لفاقديه وتساعد على المقاومة والإصرار والتمسك بإنسانية الإنسان إلى أن يأتي وقت الانعتاق
فيتوارون إلى رسالة أخرى بدون انتظار أي اعتراف بالجميل .
ذلك أن أفقر الفقراء من نعتقدهم أغنياء بوصوليتهم لأن ثمن النجاح الانتهازي غالبا ما يكون على حساب الشرف والأخلاق والقيم والمباديء ، يكون قد أدى عنها ثمنا من ذاته ومقوماته وأكبر الخسارات خسارة النفس .
اسأل الانتهازيين عن طبيعة نومهم وأحلامهم ...؟
عن مغص ضمائرهم و أمان مساراتهم ....؟
.عن رصيدهم من العدوات والأحقاد ..؟
عن عدد ضحاياهم من المغلوب عن أمرهم .؟
عن سمعتهم ومكانتهم بين الناس ....؟
عن آثارهم و سكينتهم المفقودة ..قبل الانبهار بمنجزاتهم المادية أو المظهرية لأن المثل المغربي يقول "آلمزوق من برا آش اخبارك من الداخل؟
إذ أن فاقد الشيء لا يعطيه .و إن تعددت اليافطات و المناصب و الأسماء و المظاهر الخارجية . لكن الغباء الاجتماعي غالبا ما يعوقنا عن الغور في الأعماق .وانقلاب القيم في عصر الردة هذا جعل
الكثير منا يقيس النجاح بعدد المساحيق الخارجية
و من كان سطحيا في فكره ومشاعره واختياراته سيظل كذلك ..حيث لا يصح إلا الصحيح عندما لا تفلح مساحيق التلميع في إخفاء التشوهات البنيوية ..ونحن النساء نعلم بأن أغلى الماكياجات غالبا ما تترك آثارا جانبية قد تكون أخطر من السابق حيث ينضاف مسخ المساحيق إلى مسخ التجاعيد الأصلي .
اللهم احفظنا من المسخ الأخلاقي الخاص أو العام في زمن المسخ هدا حيث حول أنذالنا إلى نماذج يتم السعي إلى التماهي معها بجموح مهرول .........في زمن الهرولة هذا نحو المسارات الملغومة.

عائشة التاج /باحثة اجتماعية .



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تضامنا مع جريدة نيشان .الحكومة المغربية تسقط في شرك -الغوغائ ...
- تخمة العنف اللامتناهي : عنف السياسة وسياسة العنف
- تخمة الرعب اللامتناهي عبرعنف السياسة وسياسة العنف.


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - أكبر الخسارات : خسارة النفس