أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة التاج - التعهير النسوي : امتداداته الداخلية والخارجية















المزيد.....

التعهير النسوي : امتداداته الداخلية والخارجية


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 1834 - 2007 / 2 / 22 - 11:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تشكل مسألة الدعارة أحد أشكال العنف الممارس على النساء نظرا لما تتصف به من مس بالكرامة البشرية و من امتهان لحرمة الجسد بل لكينونة الشخص الذي يزج به في غياهب هذه الحرفة القديمة الجديدة
حرفة توجد في كل مكان وزمان ولا تختلف إلا باختلاف الشروط المحددة لدرجة بروزها داخل مجتمع من المجتمعات . .
و إذا كانت هذه الحرفة ترتبط تاريخيا بالعنصر النسوي نظرا لما فرض على المرأة من أوضاع الدونية مقارنة بالرجال فإن انتشار الجنسية المثلية وكذا الاستغلال الجنسي للأطفال في عصر العولمة هذا بفضل الثورة التكنولوجية جعل مجال الدعارة يؤثت بنكهة ذكورية لتتأكد مساواة الجنسين في عالم الاستغلال و امتهان الذات البشرية تحت وطأة قيم الاستهلاك التي حولت الكائن البشري إلى بضاعة قابلة للبيع والشراء مثل أية بضاعة أخرى .


داخل هذا السياق يمكن طرح مسألة دعارة الفتيات المغربيات المرتبطة بعالم البترودولار والتي خلقت نقاشا تجاوز حدود الإعلام ليخترق قبة البرلمان انطلاقا من امتدادات الظاهرة و انعكاساتها المتعددة ..
وبدءا في التحليل لا بد من طرح السؤال التالي ؟
هل هو تعاطي الفتيات للدعارة أم هو تعهير للفتيات ؟
فالمصطلح ليس محايدا ،ولا بد من التذكير بأن عملية التعاطي تؤكد على المسؤولية الفردية لممتهنات هذا النشاط المريب .

وحيث أن المسألة في نظرنا تتجاوزهن بالتأكيد نحو ترسانة تنظيمية تستعملهن كمجرد أدوات داخل نسق مهيكل فإن الأمر يغدو تعهيرا ،لا تشكل داخله النساء إلا ضحايا و في أحسن الأحوال فاعلات من الدرجات الدنيا لأن الرابح الأكبر من هذا النشاط المريب يتموقع في مستويات أخرى توجد خلف الستار .

في هذا السياق يمكن القول بأن التعهير : فعل قهري ويغدو فعل القهر أكثر حمولة عندما يتعلق الأمر بشبكات متداخلة تستهدف امتهان كرامة النساء والشباب أو الأطفال أحيانا لأغراض تجارية أو اقتصادية أو سياحية حتى .... ومعها كرامة شعب لا حول له و لا قوة أمام آليات أقوى من حصانة مجتمعية يبدو أنها تعيش تهلهلا تزداد حدته وتمظهراته بشكل بالغ القسوة لكل من لا زال يتشبث بشيء اسمه "عزة النفس" سواء منها الفردية أو الجماعية .






بعض آليات التعهيرفي ظل العولمة:



إذا كانت الدعارة ظاهرة قديمة قدم التاريخ فإنها في ظل الواقع الحالي ( العولمة) تغدو أكثرا تعقيدا نظرا لتقاطعها مع آفات أخرى .

ولعل أهمها في هذا السياق تقاطعها مع الهجرة وملابساتها ،سواء منها المقننة أو السرية وكذا استغلال بعض شبكات التهجير للظروف الاقتصادية أو الاجتماعية لهؤلاء الفتيات للزج بهن في غياهب الانحراف و المجون وامتهان الكرامة .

و إذا كانت الهجرة ليست ظاهرة مغربية بامتياز فمما لا شك فيه أن المشكل يأخذ أبعادا دولية حيث تتعدد هوية هذه الشبكات وتتعدد معها بالتالي هوية الضحايا ،وإن كانت بعض إرهاصاتها تشي بأن نسبة الضحايا المغربيات قد تكون مرتفعة مقارنة بجنسيات أخرى على الأقل على المستوى العربي ..مما يدل على طابع الهشاشة ( الفقر ، وتقلص مستوى الحصانة الأخلاقية والمؤسسية )

عوامل قد تجعل الحقل المغربي أكثر إغراء لمن يحب الاصطياد في الماء العكر من شبكات التهجير والتعهير و من قد يتواطؤ معها داخليا وخارجيا من وسطاء من مستويات مختلفة .
وإذا أردنا بالفعل إعطاء مقاربة هادئة ورصينة لهذه الظاهرة لا بد من إجراء بحث ميداني كي نتمكن من استخلاص الأسباب والانعكاسات وفق منهجية علمية تتجاوز الأحكام المسبقة أو أحكام القيمة

هذا لا يمنع من طرح بعض التساؤلات المرتبطة بالموضوع في أفق تفكير أعمق من طرف المهتمين والمهتمات :



* ما هو أثر العولمة وانتشار ثقافة الجنس والجسد المبتذل باعتباره الموضوع الأكثر تداولا على شبكة الانترنيت (حسب إحصائيات دولية مختصة في هذا المجال ) في إنعاش الدعارة عموما ومعها السياحة الجنسية وشبكات التعهير التي لم تعد مرتبطة بجنس معين و ذلك عالميا و ليس فقط محليا .

* داخل نفس السياق يبدو انتشار العديد من الفضائيات ذات الطابع البورنوغرافي أحد آليات استعمال الجسد النسوي وحتى الذكوري أحيانا لأغراض تجارية دنيئة .

و من ضمن هذا العتاد اللوجيستيكي لدعم ثقافة الجنس أو الجسد المبتذل (التعهير الغير المباشر) يمكن الإشارة إلى بعض الفضائيات الخليجية التي تعمل على نشر الفن المبتذل أو ما يمكن أن نسميه بالفن البورنوغرافي والذي يعرض شبابا عربيا (من المشرق العربي بالخصوص ) إناثا وذكورا يترنحون بأشكال تدعو بالفعل إلى التساؤل عن الخلفيات الاستراتيجية لهذه الفضائيات ؟ و إلى أهدافها غير المعلنة بالنسبة للمجتمعات العربية عموما وللتأثير الثقافي المستهدف؟

- وإذا كان للفن المبتذل دوره في نشر صورة معينة عن المرأة البضاعة بل حتى الرجل البضاعة عبر التركيز على العري وفنون الإغواء ... فلا بد من الإشارة إلى دور بعض دول المشرق العربي على وجه الخصوص باعتبارهما منتجين تاريخيا لهذا النوع من الفن في تكريس هذه الصورة النمطية للمرأة البضاعة و ما يرتبط بها من قيم مصاحبة تشرعن لسلوكات الإغواء والدعارة الخفية و تعمل على إدماجه داخل الوجدان العربي عبر الرقص أو الغناء العاريين و ما يصاحب ذلك من أكسسورات غريبة تدخل في هذا النسق التعهيري . ( نوع من الدعارة التي تستفيد منها فئات جد محظوظة ماديا ولا تطالها يد الرقيب أو الحسيب )

عوامل ذات طابع خارجي عملت على نشر صورة المرأة البضاعة القابلة للاستهلاك داخل فضاءات للتسلية والمجون هي جزء لا يتجزأ من المنتوج الفني العام

-

من هنا يمكن التساؤل : كيف تتداخل هذه العوامل الخارجية أو العامة مع بعض العوامل الداخلية أي المحلية كي تفرز شكلا جديدا من الدعارة تطبعه تيمات ألفية ثالثة جعلت من العالم قرية صغيرة تتداخل أو تتصادم فيها المصالح والارتباطات والقيم والمعتقدات ؟

-قد نجازف وفق تقديرنا الأولي بأن الأسباب الاقتصادية والاجتماعية قد تجعل من بعض الفئات النسوية أحيانا مضغة سهلة في أفواه هذه الشبكات التي تتفنن في الإيقاع بهن عبر وعود سرعان ما تبدو تمويهية أو كاذبة .

لكن هذا لا يمنع أيضا من الإشارة إلى تأثير بعض العوامل الأخرى ذات الطابع القيمي :ذلك أن استبطان النسق السسيوثقافي لقيم وسلوكات جديدة تعمل على إقامة نوع من التطبيع مع أشكال متعددة من المنزلقات السلوكية كانت بالأمس القريب تثير بعض أشكال المقاومة المجتمعية ويمكن القول بأن هذا المعطى يعمل على إضعاف مستوى الحصانة الفردية أو الجماعية .

ولعل من ضمن هذه المنزلقات "آفة الوساطة " - لئلا نستعمل المصطلح الدارجي بحمولته القوية - باعتبارها سلوكا مشينا يسبق بالضرورة وقوع فعل الدعارة و يسبقه من حيث الأهمية في سلم الانزلاق .

وحيث أن الوجدان المجتمعي غالبا ما يستبطن صورة المرأة" الشيطان" فإنه نادرا ما يصب جام غضبه على الجاني "الوسيط أو المستفيد" بل على الضحية "الأنثى" علما أنها الحلقة الأضعف داخل سيرورة معقدة ومتشابكة .

من هنا يمكن القول بأن "تعهير" النساء عموما يدخل داخل رهانات ذات طابع تجاري واقتصادي لا يشكل الجسد النسوي إلا احد أدواته البسيطة . وتتسم هذه الرهانات بامتداداتها الدولية أو المحلية .

هذا بالتأكيد لا يلغي المسئولية الفردية للنساء /الضحايا في بعض الأحيان اللواتي ينخرطن في هذا المجال تحت ضغط الطمع أو الجشع حتى .

لكن عموما يبقى دور المؤثرات الخارجية أقوى سواء في بعدها التنظيمي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو القيمي أو حتى السياسي أحيانا. .

: :ملاحظة:
وصل المردود المادي الذي تدره"تجارة" العمليات المشبوهة في مجال الدعارة علي أصحابها خلال السنة الماضية فقط إلى أكثر من 7 مليارات سنتيم (نحو 2 مليون إ *دولار



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنحمي شمعة الأمل من رياح اليأس .
- رفيق الزمان الهارب
- ثقافة الاستعراض و التفاخر عبر حياتنا
- أحلام نازفة.
- ضحايا الهجرة السرية بالمغرب
- أالمرأة الحديدية ،أي وصف لأية امراة ؟
- الحداثة المؤسساتية ما بين الجوهر والصورة .
- أكبر الخسارات : خسارة النفس
- تضامنا مع جريدة نيشان .الحكومة المغربية تسقط في شرك -الغوغائ ...
- تخمة العنف اللامتناهي : عنف السياسة وسياسة العنف
- تخمة الرعب اللامتناهي عبرعنف السياسة وسياسة العنف.


المزيد.....




- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة
- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...
- “انقذوا بيان”.. مخاوف على حياة الصحافية الغزية بيان أبو سلطا ...
- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...
- السعودية ترأس لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بدورتها الجدي ...
- تطورات في قضية داني ألفيش -المتهم بالاغتصاب-
- رومي القحطاني.. أول سعودية تشارك بمسابقة ملكة جمال الكون 202 ...
- شون كومز.. مغني الراب الأمريكي الشهير واتهامات -الاغتصاب وال ...
- بصورة مع علم السعودية.. رومي القحطاني تعلن تمثيل المملكة بأو ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عائشة التاج - التعهير النسوي : امتداداته الداخلية والخارجية