أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - مسيحية سقراط















المزيد.....

مسيحية سقراط


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2258 - 2008 / 4 / 21 - 11:03
المحور: سيرة ذاتية
    


ولد سقراط سنة 470 قبل الميلاد وتوفي أو أعدم في سنة 300قبل الميلاد أي قبل مولد المسيح وبعثه ب300عام .
وليس هنالك من خلاف كبير على مولده ورحيله فالخلاف يكمن بعام واحد فقط لا غير فهنالك أراء تقول أنه ولد سنة 469قبل الميلاد ورحل عن أثينا سنة 399قبل الميلاد .
وهذا يعني أنه عاش 70 سبعون عاما قضاها في نضال وبطولة مع الأليغارشية والفوضوية , وله أقوال جميلة ومأثورة منها :
أنت لا تستطيع أن تمنع طيور الهم والغم من أن تحلق فوق رأسك ولكنك تستطيع منعها من أن تعشش في رأسك.
والعلاقة بينه وبين المسيح هي علاقة إفتراضية : فالمسيح ما جاء لينقض الناموس وإنما ليتممه , والمسيح هو الذي أعطى ما لقيصر لقيصر وما لله لله .
وسقراط والمسيح جميعهم ماكانوا متمردين على القوانين الوضعية بل كانوا منتقدين للقضاة الذين يتلاعبون بالقوانين الوضعية والسماوية .
ويعتبر سقراط بجد المؤسس الرسمي لعلم المحاماه فقد كانت السفسطائية بمثابة أكاديمية علمية لتعليم الجدل (الديالكتيك).
وكان سقراط وهو أكبر سفسطائي يقوم بتدريب الشباب على علم المحاماه ومجادلة القضاة والناس .
ومن بين تلاميذه أفلاطون وأرسطو , فكان يقول إذا حضر أرسطو حضر معه العقل , ويعتبر أرسطو المؤسس الفعلي للفلسفة المادية ويعتبر أفلاطون المؤسس الفعلي للفلسفة المثالية .
وبهذا يكون لسقراط تلاميذ يعلمون الناس الفلسفة والمنطق منشقين على معلمهم الأول سقراط , فواحد منهم أسس الأفلاطونية المثالية والآخر أسس المادية الأرسطية .
وما زال التاريخ إلى اليوم يأخذ عن هذين التلميذين فلسفاتهما وتفرعاتهما .
وهذا يشبه تلاميذ المسيح الذين سعوا في الأرض يعلمون الناس الدين ويبشرون بحضن يسوع وبالخلاص الدائم والأبدي.
وتعتبر شخصية سقراط وهمية وخرافية فكثير من الباحثين يعتبرونه رمز إبتدعه أفلاطون في كتابه العظيم (المدينة الفاضلة ) ويظهر أن عنوان الكتاب عنوان مثالي مثل صاحبه أفلاطون .
فهذا يدل بوضوح على مدرسة أفلاطون المثالية التي رفضها زميله في المقعد الدراسي أرسطو والذي أدب بدوره الإسكندر المقدوني ...إلخ.
وعاش سقراط حياته مجادلا بارعا ومعلما بارعا وحين سقطت أثينا في حربها مع إسبارطة ألقي باللوم على مجلس الخمسمائة والذي كان سقراط من أبرز أعضاءه كلاما فأحيل سقراط في ظروف غير غامضة إلى المحاكمة ليحكم عليه بالسجن ومن ثم بالإعدام .
وكانت طريقة الإعدام أن يشرب المعدومشرابا فيه سم يقال له (الشوكران).
وقبل أن ينفذ به شرب السم عرض عليه أن يهرب من السجن وأتيحت له الفرصة ولكنه أبى وقال أن أدعو الناس لإحترام القانون فكيف بي أهرب وأتحدى القانون ورفض سقراط أن يهرب من السجن ومن عقوبة الإعدام وشرب الشوكران راضيا لا مرضيا وأسلم روحه للآلهة التي يبجلها ويحترمها ويحترم القوانين ومن وضعها .
ويقال أن حياة المسيح فيها نوع من حياة سقراط فكلاهما عانا من مشاكل إحترام القوانين الوضعية والتي لم يريدان أن يغيراها ولا أن يعدلاها ولكنهما كانا يطلبان من الجميع فقط إحترام القوانين الوضعية .
ويبدو أن غرس فكرة إحترام القانون كانت شعارا وطنيا بين الشعب الأثيني الفلسفي وبين الحكومات الأثينية ففي المعركة التي ذهب بها أكثر من 100ألف جندي أثيني ولم يرجع منهم واحد لأهله ما عدى رجلا واحدا فلم يحتمل نظرات الناس والنساء له فلأنه عاد سالما أصبحت الناس تتكلم عنه من أنه خائن وإلا كيف عاد سالما؟ وزملاؤه ماتوا في الحرب فقتل نفسه وأوصى أن يكتب على قبره :
أيها المار من هنا قل للذين هناك أننا راقدون هنا وذلك إحتراما للقوانين التي فرضوها علينا .
إنها بجد عبارة مؤلمة ففي ذلك ألم كبير أن يفرض على الإنسان الحرب والدمار وأن تنصاع الناس والشعوب لقرارات العسكريين فلا يخالفونها بحجة سيادة القانون .
وسقراط أصلا هو مؤسس الفلسفة العلية وتلامذته وهو معهم من مؤسسي علم الجدل والسفسطائية ناهيك عن كون سقراط نحاتا مارس النحت وقطع الأحجار أما بالنسبة لأمه فقد كانت قابله .
وفي أواخر سنين حياته إهتم سقراط بالشباب وقضاياهم وكلفته السلطة الأثينية بتوعية جيل الشباب فإهتم في أواخر سنينه بعلم السلوك النفسي ومن أقواله التي تدل على ذلك : أنت لا تستطيع أن تمنع طيور الهم والغم من أن تحلق في رأسك ولكنك تستطيع منعها من أن تعشش في رأسك .
وأيضا :هنالك معنى وحيد وجيد للمعرفه وهنالك معنى وحيد سيء للجهل.

وبعد موت سقراط حزن عليه الشعب الأثيني فأقاموا له تمثالا مازال قائما إلى اليوم.
فيبدو أن من عادة البشر أن يقتلوا الفلاسفة والشعراء والأدباء والأنبياء ومن ثم يحزنون عليهم ويقيمون بإسمهم كنائس ومعابد ومعاهد علمية ودينية ومساجد ومواقع سياحية .
وتعتبر محاورة المأدبة من أجمل المحاورات في كتاب المدينة الفاضلة لأفلاطون وفيها تهكم على قبح منظر سقراط وسوء خلقته ومن ناحية أخرى جماله وهو يتكلم ويسحر الحضور وفلسفته الراقية التي يعجز أي لسان عادي عن النطق بها .
وفي محاورة المأدبة يؤذن لسقراط في أن يكون آخر المتحدثين ويقارن سقراط بين جمهوره وجمهور المغني فيقول :
أنت جمهورك كبير في حجمه أما أنا فجمهوري لا يتعدى أصابع اليد ولكنهم هم القلة النادرة في المجتمع الأثيني .
وفعلا كان جمهور سقراط القلة النادرة فلقد مات جمهور المطرب والمغني والذي يعد بالمآت وعاش جمهور سقراط والذي لا يتجاوز أصابع اليد ولكن جمهور القلة النادرة ما زال حيا وجمهور الكثرة مات بلحظته .
وهذا الشيء نلحظه أينما ذهبنا لننظر بأعيننا إلى جمهور شاعر يقرأ شعرا وجمهور مغني يقف على خشبة المسرح , ولكن من الذي يعيش للأبد ؟ لا بد أنه جمهور الشعراء فجمهور الغناء يموت بيومه ولحظته , ولسوف يلاحظ قارىء هذا المقال كيف هو بنفسه ينسى مطربا بمجرد غيابه عن الغناء ساعة واحدة وكيف لم تنسى إلناس إلى اليوم سقراط.
وبما أن سقراط إهتم بالمشاكل النفسية لدى الشباب في أواخر حياته فإنها غدت سببا في إلقاء التهم عليه من قبل الأهالي حيث قالوا من أن سقراط أفسدهم فأحيل إلى المحاكمة بتهمة الكفر والإلحاد ويبدو أنه حجة من قبل بعض العسكريين .
وهكذا تصور الكثيرون أن سقراط شخصية وهمية خرافية إبتدعها أفلاطون وهي ليست موجودة .
إن سقراط يشبه المسيح في تصرفاته وسوء فهم الناس والقانون له وسقراط هو كل فيلسوف عاش مدافعا عن الناس فرموه بالحجارة وسقراط هو كل نبي يرمي الناس بالعطر القادم من السماء وبنفس الوقت ترد الناس عليه بالحجارة .
وسقراط هو الشجرة المثمرة التي ترمى بالحجارة فالشجر المثمر يرمى بالحجارة أما غير المثمر فلا يرمى بالحجارة .
وسقراط هو الكلمة والمعنى وهو البرهان ذو حدين فقد كان سقراط بجدله يستطيع أن ينفي الفكرة ويثبتها .
وسقراط هو كل كاتب يعاني من زوجته




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمل والصهيونية
- المسيح الإنسان
- العرب أمة تكفير وليست أمة تفكير
- الإسلام والمسيحية
- الإسلام والمسيحية 3
- هكذا رأيتك في منامي
- الطلاق1
- أقلام النت
- الحب والجنس
- طفل العراق
- العراق الحزين
- السماء لا تمطر رحمة والآلة رحمتنا
- صباح الحب والقبلات الندية
- قارة آسيا المأزومة عاطفيا وسياسيا وإجتماعيا 1
- الغيورون على الإسلام
- خمسة ملايين يتيم في العراق
- شريعة النساء أرحم من شريعة السماء
- حجاب المرأة الإجتماعي1
- الضعفاء والأقوياء
- ليس من حق الرجال التصرف بأجساد النساء2


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - مسيحية سقراط