أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - رواية بلاد البحر والهزائم التي تلد النصر















المزيد.....

رواية بلاد البحر والهزائم التي تلد النصر


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2254 - 2008 / 4 / 17 - 06:30
المحور: الادب والفن
    



صدرت رواية بلاد البحر للأديب أحمد رفيق عوض أواخر العام 2006 عن الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين بالتعاون مع دار الماجد في رام الله . وتقع الرواية في 274 من الحجم المتوسط .
أحمد رفيق عوض روائي متميز منذ روايته الأولى " العذراء والقرية " هذه الرواية التي أدهشت القراء ، ولفتت انتباه الجادين منهم أنهم أمام روائي ذي شأن في الابداع الروائي .
ومنهم الروائي المصري المبدع جمال الغيطاني الذي كتب عن تلك الرواية في مجلة أخبار الأدب الناطقة باسم اتحاد الكتاب المصريين : " بأنها أفضل رواية عربية قرأتها في العقد العقد الأخير " . كما أن الناقد الفلسطيني المعروف محمد البطراوي اقترح على وزارة الثقافة الفلسطينية ترجمتها الى الانجليزية كنموذج للرواية الفلسطينية الابداعية . ومع ذلك فقد حاول البعض- لأغراض في نفس يعقوب- الايقاع بين الكاتب وبين أهل مدينة يعبد التي ولد وتربى وعاش فيها ، مما أوقع الكاتب مرغماً في مشاكل لم تخطر على بال . غير أن أحمد رفيق عوض الروائي المطبوع ابداعاً واصل مسيرته الابداعية التي لم تقتصر على الفن الروائي فقط ، بل تعدته الى القص للأطفال والكبار ، وللبحث الدؤوب المتواصل وليتوج ابداعه بحصوله عام 2002 على جائزة الملك عبد الله الثاني للابداع في الرواية العربية . وليتوالى ابداعه حيث تقوم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونسكو " بترجمة احدى رواياته الى الانجليزية .
ورواية " بلاد البحر " هي العمل الروائي السابع لأديبنا المبدع أحمد رفيق عوض .
وقد جاء في الرواية ص 211 " أما المثقفون البلغاء فقد آمنوا بعلم الاجتزاء ، وهو علم يقوم على تجميع الكلام من مصادر مختلفة ، ومن ثم يخيطون ما بينه ليبدو قميصاً يمكن ارتداؤه "
وواضح من هذا التعريف ، وممن قرأ الأعمال الروائية السابقة لأديبنا أحمد رفيق عوض أنه واسع الاطلاع على التراث العربي ، خصوصاً التاريخي منه . وقد استفاد من ذلك في ابداعه الروائي خصوصاً رواية " القرمطي " ورواية " عكا والملوك " ورواية " بلاد البحر " التي بين أيدينا ، هذه الرواية التي اعتبرها كاتبها " منامة " عندما قال " ها أنذا أكتب منامتي في ضيق وعذاب " ص 5 وليخبرنا أيضاً أن " هناك منامتان معروفتان في تاريخ الأدب العربي ، الأولى هي منامة الشاعر الفلسطيني أبي عبد الله شرف الدين محمد بن نصير المعروف بابن القيسراني ، التي كتبها أثناء احتلال الفرنجة معظم بلاد الشام ، ومنها القدس الشريف ، أما الثانية فهي للشيخ ركن الدين محمد بن محرز الوهراني الذي كتب منامته عندما انهارت الدولة الفاطمية التي أحبها وانتمى اليها " .
ومع أنني لم أقرأ المنامتين المذكورتين إلا أنني أستشف مما كتبه الأديب أحمد رفيق عوض عنهما بما يشبه المقدمة لروايته بلاد البحر ، أنهما كتبتا في ظروف سياسية كانت فيها حالة الأمة العربية من الهزائم والتردي ما يشبه الحال الذي هي عليه الآن، وكأني بكاتبنا يقول بان التاريخ يعيد نفسه مرتين ، فجاءت روايته أو " منامته " ما يشبه المقارنة بين عصرنا هذا وعصر احتلال الفرنجة لبلاد الشام ، فيما سماه المؤرخون الغربيون المعاصرون لتلك المرحلة " الحروب الصليبية " بينما اعتبرها المؤرخون العرب والمسلمون حرباً اقتصادية شنها الفرنجة على بلاد العرب والمسلمين .
لذا فإن أحمد رفيق عوض الذي اختط لنفسه أسلوباَ روائياً أدبياً خاصاً يواصل ادهاشنا ، واثارة الأسئلة فينا من خلال اجتزائه لبعض الأحداث التاريخية في مراحل هزائم سابقة ، ليسحبها على هزائمنا المعاصرة ، لا لتكريس الهزيمة ، وانما للتبشير بالنصر ، وقد حلّق بنا بلغة أدبية ، وسرد روائي بعشرات اللقطات المفصلية ، دون ان يضع بينها حواجز ، ودون فواصل ، تارة يلسع بها لسعاً هازئاً وساخراً ، وتارة يضرب بها بسوطٍ دون رحمة ، يقترب من الحدث ويبتعد عنه ثم يعود اليه ويغوص فيه دون كلل أو ملل ، ودون رحمة أو استحياء وكأنه يدق جدران الخزان ، ولولا عنصر التشويق الذي يطغى على الرواية لضاع القارىء بين صفحاتها .
ولمّا كانت للحياة الثقافية والاجتماعية دلالات تاريخية أيضاً فإن كاتبنا مثلاً ينتقد بشكل ساخر ولاذع مدى الهبوط في الغناء العربي من خلال خلال فنانة اعتقد أن اسمها وهمي عندما قال : " وهل تعتقد أننا هزمنا الفرنجة ومملكة الايلخان ومملكة ارمينية ونحن نستمع الى أغاني ميساء حلمي ؟
ميساء حلمي قنبلة الجنس المتفجر ، وحاملة لواء تكبير الأثداء ، والمنادية بضرورة التعري للحاق بركب العصر وأمور الحداثة وما بعدها " ص 78 بينما أشاد بالفنانتين الكبيرتين تحية كاريوكا وسامية جمال ويستشهد بمقالة لمفكر عظيم " يذكر فيه للفنانتين الكبيرتين تطوير الرقص الشرقي اذ خلصتاه من حركات الابتذال الى حركات الجلال ورموز التعبير الجميل " ص 79
ويعود بنا الكاتب الى مقارنة عجيبة مفادها أن الهبوط الفني مصاحب للهزائم عندما استشهد بما ذكره المؤرخ ابن الأثير في كتابه الكامل " أن عامة بغداد اجتمعوا على باب الخليفة القائم بالله العباسي ، واستغاثوا طالبين منه أن يمنع الغانيات من الفسق العلني ، وأن يأمر بهدم المواخير والحانات ويعطلها ، ولكن الخليفة القائم لم يكن قائماً بامره " ص 78
ويعرج الكاتب على مواضيع كثيرة منها منع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من ممارسة سبعين مهنة ، ومنها الفاسدون والمفسدون في الأراضي الفلسطينية الذي نهبوا ثروات الشعب والوطن ، وتاجروا بدماء الناس ونصبوا أنفسهم قادة لهذا الشعب ، ومنهم من لا يتورع من أن يرى مصلحته مرتبطة بدوام الاحتلال ، ولا جديد في ذلك ، فقد شهد عصر احتلال الفرنجة لبلاد الشام أن هناك من تعاون معهم وربط مصلحته بوجودهم، وسماهم الكاتب حزب المصانعة ، كما أن بعض ملوك " الطوائف " أيضاً تحالف مع الفرنجة على احتلال بلاده .
ويروي لنا الكاتب عنصرية الحركة الصهيونية حتى باستغلالها لليهود " الشرقيين " من خلال ما رواه لنا عن هجرة اليهود اليمنيين ، وكيف تمت سرقة أبنائهم منهم ، وعملية اجبار نسائهم على ممارسة البغاء مع " الاشكناز " دون أن يستطيع زوج الباغية فعل أي شيء .
وهناك نقد لاذع لبعض المثقفين الذين باعوا انفسهم للشيطان ،ومارسوا الفساد والافساد ايضا.
يبقى أن نقول أن هذه الرواية بحاجة الى دراسات معمقة من قبل مختصين كونها تمثل اضافة نوعية للمكتبة العربية .



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعة انسان الشعرية والابداع اللافت للانتباه
- حمار الشيخ: تعلموا من الحمير
- عشّ الدبابير رواية للفتيات والغتيان
- عشّ الدبابير رواية للفتيات والفتيان
- أستريد ليندجرين في ندوة اليوم السابع في القدس
- دولة للفلسطينيين أم للمستوطنين
- كلب البراري- قصة
- كلب البراري
- علة هامش القمة العربية العتيدة
- النهر......بقمصان الشتاء في ندوة اليوم السابع
- نبضات سمير الجندي في ندوة اليوم السابع
- جدار التوسع الاسرائيلي ودلالة المصطلح
- الزهرة العجيبة والاضرار الصحية
- السياسة التمييزية لبلدية القدس
- الصبي الذي اراد امتلاك الثلج في ندوة بالقدس
- الصبي الذي أراد امتلاك الثلج في ندوة اليوم السابع
- اذا عرف السبب
- قتل القدس كمركز جذب
- كوسوفو تثير المخاوف
- التعاون - قصة للأطفال


المزيد.....




- مازال هناك غد: الفيلم الذي قهر باربي في صالات إيطاليا
- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - رواية بلاد البحر والهزائم التي تلد النصر