أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - مجموعة انسان الشعرية والابداع اللافت للانتباه















المزيد.....

مجموعة انسان الشعرية والابداع اللافت للانتباه


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2252 - 2008 / 4 / 15 - 10:42
المحور: الادب والفن
    



صدر في أواخر العام 2006 مجموعة " إنسان " الشعرية للأطفال للشاعر فاضل جمال علي ورسومات ميمي سليمان الجبالي وتقديم الدكتور محمود العطشان عن منشورات مركز ثقافة الطفل في دار الأسوار في عكا .
وتقع المجموعة في 48 صفحة من الحجم الكبير .
أول ما يلفت انتباه القارئ لهذه المجموعة الموجهة للأطفال هو اسم المجموعة "إنسان " والذي هو عنوان قصيدة جاءت في الصفحة 12 من المجموعة ، ويتساءل القارئ النبيه عن هذا الإنسان ، من هو ؟؟ وماذا يريد الشاعر من هذا العنوان ؟؟ وما أن يبدأ القارئ المتمكن من قراءة المجموعة حتى يتكشف أن الشاعر فاضل جمال علي مثقف واسع الاطلاع في نفسية الأطفال ، فهو لا يكتب لهم أناشيد حماسية ، بل يغوص في نفسياتهم ويتكلم باسمهم وهنا يكمن ابداعه .
وهو يرسل رسائل باسمهم للكبار كي يعرفوا كيف يتعاملون مع الأطفال دون أن يلقي عليهم محاضرة أو خطبة عصماء حول تربية الأطفال .
وهو يقول للكبار ما يشعره الأطفال وربما لا يستطيعون التعبير عنه ، ومن هنا جاءت قصيدته " أنسان " التي يقول فيها :
أنا أنا انسان
أحب أن أعيش في أمان
وقد يتساءل البعض : وهل هناك أطفال ليسوا في أمان ؟؟ والواقع أن الجواب نعم ، فأطفال فلسطين والعراق على سبيل المثال لا يعيشون في أمان ، بل يتعرضون للقتل اليومي بدون سبب ، أي لا أمان على حياتهم ، ولا أمن لهم في بيوتهم أو في مدارسهم أو ملاعبهم . ولا أمن اقتصادي أو اجتماعي أو غذائي لهم . وفقدان الأمن ليس مقصورا على النواحي السياسية والحروب فقط ، بل يتعداه إلى التخلف الاجتماعي بدءا من الأسرة ومرورا بالمدرسة وانتهاءا بالمجتمع، لذا فإن الطفل يصرخ :
اذا غلطـــــــت مرة
لا تجرحوا شعوري
لا تصــــــــــــرخوا
لا تضـــــــــــــربوا
فالطفل ليس علاّمة ولا حكيم العصر، بل هو إنسان لطيف ضعيف وصفحة بيضاء ، يتعلم ويخطئ ، ويجب أن لا يقابل خطؤه بالإهانة والتجريح اللفظي أو بالصراخ أو الضرب .
إذن ماذا يريد الطفل ؟؟ فتجيب القصيدة :
تكلمـــــــــوا بلطف
يزول عني الخوف
وهكا فإنه يريد الحنان حتى يستوعب الأمور ، وهنا يناشد الكبار أن يحترموا جهله في بعض الأمور فيخاطبهم قائلا :
بعض الأمور صعبة لديّ
احترموا صعوبتي ... وحافظوا عليّ
وفي ذلك نداء لمن يريد من الكبار أن يتعامل مع الأطفال وكأنهم راشدون .
وفي قصيدة " انكسر الشرّ " فإن الشاعر يعاتب الكبار على تسامحهم مع الكبار مثلهم ، في حين لا يتسامحون مع الأطفال حتى لو تساووا في الخطأ مع الكبار ، وأول غير المتسامحين هن الأمهات مع أنهن الأقرب إلى الطفل ، فحينما يكسر الأب كأسا زجاجيا فإنه يضحك ويقول : " انكسر الشر " بينما اذا كسر الطفل كأسا فإن :
أمّي تصرخ غاضبة
مــــــــا هذا الأمـــــر
لا تعرف أنت الصبر
وفي قصيدة " لينار " فإن الشاعر وعلى لسان الأطفال يعالج تناقض معاملة الأمهات والآباء مع أطفالهم، بحيث يصعب على الطفل فهم هذا التناقض ، لأنه مهما فعل لا يرضي والديه فجاء في القصيدة :
أمّي قالت : يا لينار
اخرج لا تلعب في الدار
بعد قليل قالت : ادخل
لا تلعب تحت الأمطار
أنا محتار أنا محتار
ومع ذلك فإن الطفل يدرك أن الأمّ لا تقسو على أبنائها فيقول :
نظرت لي قالت : لا تزعل
ما رأيك أو ماذا تختار
هيا نلعب نرسم بسمة
نصنع تيجانا من أزهار
قلت لها : نذهب للجده
وفي قصيدة "أفكار" فإن الشاعر يعبر عن نفسية الأطفال وثقتهم بالكبار ، وفي هذا دعوة للكبار بأن لا يخيبوا ظن الأطفال وذلك بالاستماع لما يقوله الأطفال ، وأن يفوا بما يعدونهم به فيقول :
..... ولا يغضبون
إذا قلت رأيي بشكل صريح
......................
وأن الكبار
إذا وعدوني بشيء
فهم دائما يذكرون الوعود .
وفي قصيدة " تغير في لحظة رأيها " يبدو واضحا أن الأطفال يفهمون نفسية الكبار ، وإذا ما رفضوا لهم طلبا ، فإن الأطفال يعبرون عن رفضهم بالبكاء ، فلا تلبث الأمهات أن يستجبن لطلبهم :
سئمت الجلوس وحيدا
طلبت الخروج مع الأصدقاء
ولكن أمّي أنّت غاضبة :
لا تخرجوا في المساء
غضبت حزنت كثيرا
وحين رأتني بدأت البكاء
تغير في لحظة رأيها
.... وأما أنا ففرحت كثيرا لأني
حصلت سريعا على ما أشاء
وفي قصيدة " في غرفتي " هناك خصوصية للأطفال يجب احترامها ، كما أن فيها تعليما للأطفال :
في غرفتي
وحدي انا
أو مع الأصحاب
لا تدخلوها فجأة
من غير طرق الباب
وفي قصيدة " لا ولا " احتجاج من الأطفال على كثرة الممنوعات التي يفرضها عليهم الكبار، لذا فإن الطفلة تقول :
عندما أكبر
سوف أبني منزلا
أكتب فوق باب
كل شيء عندنا مسموح
وبما أن الكبار خصوصا الوالدين قدوة للأطفال ، فإنه يجب عليهم أن لا يطالبوا الصغار بما لا يطبقونه على أنفسهم، ففي قصيدة " مثل كلام أبي " يقول الطفل :
حين أخاطب أختي وأخي
بكلام مثل كلام أبي
فأبي يصرخ !
أنت قليل أدب
وفي قصيدة " ما يشاء " فإن الشاعر يدرك اختلاف الأهواء والهوايات ليس عند الكبار فقط ، بل عند الأطفال أيضا ، ويجب احترام ذلك .
مها تحب الصيف
رشا تحب الشتاء
سامي يحب أن يسير حافيا .....
..... وكل واحد يحب ما يريده
وكل واحد يختار ما يشاء
ومع أن القصائد جميعها تربوية تعليمية إلا أنه في قصيدة " قطة الجيران " تعليم وإرشاد خاص للرفق بالحيوان :
لقطة الجيران
خمسة أولاد وبنت واحدة
وعمرهم يومان
اليوم لم آكل فطوري كله
أكلت نصفه
وقدمت لهم
قسما من الحليب والأجبان
وفي قصيدة " يا بطل " درس تربوي للكبار الذين يسلبون الأطفال طفولتهم ، عندما يحاولون مخاطبتهم وكأنهم بالغون ، فكثير من الآباء يعتبرون أطفالهم رجالا أو أبطالا مع أنهم ليسوا كذلك .
أبي يقول
يا بطل
لكنني طفل أنا
صغير أخاف لو سمعت حولي نحلة تطير
أما القصيدة اللافتة للانتباه ، والتي ربما يعتبرها من يعيش خارج فلسطين تحصيل حاصل ، إلا أن الواقع المعاش للفلسطينيين داخل الخط الأخضر وما يتعرضون له من قهر قومي وطبقي ، بعد ان تحولوا بجبروت الغزو الصهيوني إلى أقلية في وطنهم ، إن هذا الواقع يفرض أن يتمسكوا بلغتهم ، وهويتهم القومية ، ومن هنا جاءت قصيدة لغتي العربية :
أقرأ باللغة العربية
أكتب باللغة العبرية
أحلى كلماتي أكتبها
شمس أزهار برية
بحر أقمار حرية
أكتب مكتوبا لصديقي
اقرأ لافتة بطريقي .
يبقى ان نقول ان القصائد العشرين التي احتوتها المجموعة قصائد جميلة وتحمل قيما تربوية وتعليمية ، وتستحق النشر والتعميم على الأطفال ليس في فلسطين ، وانما في العالم العربي ، كما انها تستحق الترجمة إلى لغات أخرى كنموذج للقصائد العربية الموجهة للأطفال
الاخراج والرسومات :
في الواقع أن اخراج هذا الكتاب على درجة عالية من الفنية والجمال ، فالغلاف مقوى ، والورق صقيل ، ومقابل كل قصيدة رسومات مفروزة الألوان على صفحة منفردة ، لكن هذه الرسومات في غالبيتها لم تكن موفقة بما في ذلك لوحة الغلاف ، حيث أن الرسومات لم تعبر عن براءة الأطفال وجمالهم ، بل إن رسم بعض الأطفال جاء مثل المومياء المحنطة ، وفي الرسمة ص19 على سبيل المثال رسمة المرأة العجوز في وجهها طفولة أكثر مما في وجه رسمة الطفل .
وهذا يقودنا إلى القول أن ليس كل فنان تشكيلي قادر على الرسم في الكتب الموجهة للأطفال ، بل هناك مختصون يعبرون عن روح النص المرافق ،وهذا ما يجب ان تنتبه له دور النشر .



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمار الشيخ: تعلموا من الحمير
- عشّ الدبابير رواية للفتيات والغتيان
- عشّ الدبابير رواية للفتيات والفتيان
- أستريد ليندجرين في ندوة اليوم السابع في القدس
- دولة للفلسطينيين أم للمستوطنين
- كلب البراري- قصة
- كلب البراري
- علة هامش القمة العربية العتيدة
- النهر......بقمصان الشتاء في ندوة اليوم السابع
- نبضات سمير الجندي في ندوة اليوم السابع
- جدار التوسع الاسرائيلي ودلالة المصطلح
- الزهرة العجيبة والاضرار الصحية
- السياسة التمييزية لبلدية القدس
- الصبي الذي اراد امتلاك الثلج في ندوة بالقدس
- الصبي الذي أراد امتلاك الثلج في ندوة اليوم السابع
- اذا عرف السبب
- قتل القدس كمركز جذب
- كوسوفو تثير المخاوف
- التعاون - قصة للأطفال
- حمار الشيخ-3-أبو العظرط يحل ويربط


المزيد.....




- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...
- -مكان وسط الزحام-: سيرة ذاتية لعمار علي حسن تكشف قصة صعود طف ...
- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...
- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - مجموعة انسان الشعرية والابداع اللافت للانتباه