أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - صبيحة شبر - أما أن لهذا العنف أن يزول ؟؟















المزيد.....

أما أن لهذا العنف أن يزول ؟؟


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 2250 - 2008 / 4 / 13 - 11:20
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


تعاني المرأة في بلادنا من الكثير من سياسة الإلغاء ، والتمييز بينها وبين الرجل بالحقوق ، رغم ان الاثنين يقومان بنفس الواجبات ، وأحيانا تتضاعف واجبات المرأة ، بسبب تغيب الذكور ، أما بفعل الإبعاد القسري بدافع الموت والإعدامات ، وأما لان الرجل أراد طوعا ،الابتعاد عن المرأة لانه مل منها ، وأحب ان يغيرها بامرأة أخرى ، يتخذها بديلا لإشباع المشاعر ، والاستجابة لنداء العواطف ، والحاجة الضرورية الى الجنس الآخر ، بعيدا عن المرأة الأولى التي ارتبط بها ، فتعاني المخلوقة من الهجر والإلغاء والتهميش ، ومن العجز عن إشباع العواطف ، أسوة بالجنس البشري في كل أصقاع الدنيا
ورغم كل المعوقات التي تعاني منها المرأة العراقية ، من حياة غير طبيعية ، ومن انعدام الخدمات الضرورية ، ومن حاجة الى العمل المناسب ، والأجرة التي تسد الحاجات المختلفة ، ومن انعدام تكافؤ الفرص ، ومن الحاجة الملحة التي لاتجد الاستجابة ، الى الدفء والسفر وتوفر الصداقات ، والتمتع بالهوايات ، وعدم الحصول على التطبيب المناسب ، بسبب عدم توفر التشخيص للمرض ، لان الكفاءات العلمية والطبية قد غادرت البلاد ، نتيجة إرغامها على الهجرة او القتل بسبق الإصرار والترصد ، رغم كل هذه المعاناة ، التي وجدت المرأة العراقية نفسها تحت وطأتها ، الا ان البعض قد أراد ان يزيد النار اشتعالا ،والمعاناة غلوا ، والحرمان فظاعة ، فأعادوا الى الحياة قانونا جائرا ، قد أثبتت الأيام مدى ظلمه ، وتعديه على النساء الفاضلات ، بإحياء ما يسمى غسل العار ، وكأن العار يمكن ان يغسل ، حتى لو أريقت البحار من الدماء ، ولكن ماذا يفعل الإنسان أمام إرادة جهنمية ، بالإساءة الى عائلة من الغوائل ، واتهام نسائها بما هن بريئات منه ، وما أسهل هذا الاتهام الفظيع ، حيث يسارع الناس الى تصديقه ، وكأنهم لايعرفون الفتاة الطاهرة البريئة ، التي تتهم زورا وبهتانا ، فأي وشاية كاذبة لايسأل عن صحتها ، ولا يطعن في منطقيتها ، فتسلخ المسكينة وتطعن ، وأسرتها ان كانت غير واعية تنطلي عليها هذه التهمة
والدوافع لهذه التهمة كثيرة ، منها العداوات بين الغوائل ، ومنها رغبة بعض الذكور الحصول على ميراث الإناث ، او رغبة الزوج ان يتخلص من زوجته ، فيكيل لها التهم جزافا ، او نظرة بعض الذكور غير المتشبعين بالثقافة الإسلامية ، الى المرأة وكأنها أداة للإشباع الجنسي ، متناسين ما أضفى عليها الإسلام ، من احترام وتقدير ، فالمصدق لهذه التهمة الشنيعة لايستطيع ان يثبت عدم صحتها ، أمام من لايريد ان يفهم ، وقد ذهبت الكثيرات من النساء ، وهن بريئات من هذه التهمة ، أما بدافع الاتهام الظالم ، او لان غشاء البكارة لديهن ، من النوع المطاطي السميك ، بحيث لاتسقط قطرات من الدم ،اثناء الدخول في الزواج ، فيسارع الزوج الجاهل إلى اتهام زوجته ، مما يدفع الأهل الى المسارعة بالتضحية بحياتها ، متناسين أنهم يجب ان يكونوا واثقين من ابنتهم ، كما ان رأي بعض القبائل غير المتعلمة ،ان المرأة مخلوق دوني قد سكنها الشيطان ، وانها يمكن ان ترتكب كل أنواع المحرمات ، وانها لايمكن ان تتصف بحكمة الرجل ، واستطاعته ان يميز بين الخير والشر , هذه النظرة دفعت بعض الرجال ، ان يحيطوا المرأة بأسوار عالية من الشك والقيود ، مدافعين عن عملهم ذاك ، ان المرأة مخلوق ضعيف لاتستطيع مواجهة العالم ، وأنها تخضع لغريزتها الجنسية ، فلا تملك الإرادة لمقاومة المغريات التي توضع أمامها ، وانها مهما بلغت من السن والحكنة ، قد تشتهي ان تقوم بكل شيء ، مهما بلغت دناءته او معاداته للرأي العام المحلي ان توفرت على درجة ضئيلة من الحرية.
والمجتمعات العربية عموما ، ومجتمعنا العراقي على وجه الخصوص ، حيث عانى لعقود طويلة من سياسة الدكتاتورية ، وتكميم الأفواه وعدم القدرة ،على قول رأي مخالف حتى لو كان بسيطا ، من الطبيعي ان نجد ظاهرة غسل العا ،ر في هذا المجتمع الذي لم يتمتع بحريته الا في ظلال الاحتلال ، ونظرية الشرف الكامنة بين فخذي الأنثى ، تجد لها تأييدا لدى الكثير من أبناء الشعب العراقي ، الذي عانى كثيرا من الحروب الكثيرة العبثية ، ومن انعدام أي ظل للحريات العامة ، ونجد هذا الراي لدى النساء ، المحرومات من ابسط الحقوق الإنسانية ،واللاتي رزحن تحت نير أنواع من القهر ، كل سنوات عمرهن ولم يعشن جميلا ، ولم يتمتعن بشباب ، او تتكحل عيونهن بجمال ، فبالغن في تضخيم ظاهرة الحب العفيف ،التي قد يلمسنها لدى الفتيات ، او ينقلن كل مظاهر البراءة والاعتناء بالمظهر ، والرغبة في الأناقة التي تتصف بها المرأة عادة ، وكأنها امر سيء بحاجة الى عقاب من لدن الرجل .
ان عراقنا اليوم في ظل الصعوبات التي تعترض مسيرته ، ووجود الجماعات المسلحة ، وعدم وجود الأحكام الرادعة ، لمن يحلو له ان يقبض على حيوات الناس ، الذين وهبهم الله القدرة على الحياة والعقل ، والتفكير والتمييز بين الحق والباطل ، فالذي يلجأ الى إزهاق روح إنسانة حباها الله الحق في الحياة ، قد لايجد الأحكام التي تردعه ، من فعل ذلك المنكر ، فشهور قليلة من السجن ، يقضيها الفتى بين تشجيع الأهل والأحباب ، باعتباره بطلا أعاد الشرف السليب ، هذه الشهور القليلة ،لايمكن ان تكون مانعا لذوي النفوس المريضة ، الذين لم تتح لهم فرص التنوير ، والاطلاع الحقيقي على مباديء الدين الحنيف ، الذي أكرم المرأة كثيرا وأمر بمنحها كل الحقوق التي منحها للرجل.
ان المجتمع يكيل بمكيالين في هذه القضية ، فالرجل حين يرتكب الفواحش، وخاصة في أمر الاعتداء على الأعراض ، يتحدث مفاخرا بما قام به من أعمال يحسبها رجولية ، وقد يكون كلامه زورا وبهتانا ،الغرض منه الإساءة الى بنات الغوائل ، ولكن المرأة حتى لو كانت معتدى عليها ، تقتل غسلا للعار ، فأي جريمة هذه ؟ وأي مجتمع يكافئ الجاني ويعاقب المجني عليه ؟
على منظمات المجتمع المدني ، ووزارات التربية والتعليم ، ان تتصدى لهذه الظاهرة الخطيرة ، بان تعدل من المفهوم الخاطئ لقضية الشرف ، فليس الشرف مقصورا على ما تشعر به المرأة ، من عواطف سامية ومشاعر نبيلة ،وحب بريء تجاه الرجل ، بل الشرف كل لايتجزأ ، انه الشجاعة والمروءة ، والإحسان الى الناس وقول كلمة الحق ، والدفاع عن المظلوم والوقوف بوجه الظالم ، ونصرة الأخ والصديق وإغاثة الملهوف وإعانة المحتاج ، هذا هو الشرف الذي تبنته المواثيق الدولية وجاءت به الأديان
وجسد الإنسان ملك له ، سواء كان رجلا ام امرأة ، وليس لأحد الحق ان يسلب من أي شخص حق الحياة وقد وهبه الله إياه



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشخيص : قصة قصيرة
- شاعر شغل الناس
- أبو العلاء المعري والمقابر الجماعية
- وجهة نظر
- احتفالات عيد المرأة العالمي في السفارت العراقية
- الى امرأة في بلادي
- الجثمان : قصة قصيرة
- بالاحضان يا عامنا الجديد
- الناس والكتابة
- لقاء : حوار عن مجموعة قصصية
- اشهار ..قصة قصيرة جدا
- حقوق المواطنة وواجاتها
- حوار
- منطق : قصة قصيرة جدا
- حرية رأي : قصة قصيرة جدا
- الزمن الحافي : رواية مشتركة عن العراق قبل دخول القوات الامري ...
- العانس : قصة قصيرة
- احتفال تقييم : قصة قصيرة
- رأي في - مؤسسة - الحوار المتمدن
- التابعة : قصة قصيرة


المزيد.....




- السعودية.. فيديو دموع امرأة مغربية في الحرم ردا على سؤال يثي ...
- شاهد..امرأة في مصر تؤدي دور المسحراتي خلال رمضان وتجوب شوارع ...
- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة والإعل ...
- صلة رحم.. معالجة درامية إنسانية لقضايا النساء
- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة رغم ان ...
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025
- انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وسط ...
- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - صبيحة شبر - أما أن لهذا العنف أن يزول ؟؟