أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صبيحة شبر - أبو العلاء المعري والمقابر الجماعية














المزيد.....

أبو العلاء المعري والمقابر الجماعية


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 2229 - 2008 / 3 / 23 - 09:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من يقرأ في شعر أبي العلاء المعري ، ذلك الإنسان الذي جرب الدنيا ، وعرف انه لاشيء يجدي ، ضحك المرء أو بكى ، النتيجة واحدة في الاثنين
غير مجد في ملتي واعتقادي × نوح باك ولا ترنم شاد
ما الذي يدرينا إن غنت الحمامة على غصنها المياد ، أم بكت ؟ الألحان نفسها ، تنطلق من الطائر وقت الفرح والحزن ، فيأخذ بالإنشاد معبرا عما يشعر به من شجن يهز النفس ، ويثلم الفؤاد ، فلماذا يصرخ الإنسان ، ويلطم الوجه حين يأتيه الناعي مخبرا إياه عن فراق إنسان حبيب ، قد عز له المثيل ، جاء شاعرنا النبأ حزينا ينقل له فراق من يحب من بني البشر ، وكان المعري قد أعتزل الناس ، ولم يخالط الكثير من العباد ، فيستقبل المعري الخبر الحزين بحكمة كبيرة ، مفادها ان صوت النعي يشبه صوت البشير ، فنحن نسمع الصوت عاليا دون أن نفهم ما المراد منه
وشبيه صوت النعي اذا قيـ ××ـس بصوت البشير في كل ناد
وبالحكمة العالية التي اكتسبها المعري ، من حياته الغنية بالعلوم والآداب يتساءل أين قبورنا الكثيرة التي هبط إليها أناسنا الأعزاء، الذين حنوا علينا وأطعمونا الحب والرحمة ، والقبور كثيرة تملآ الرحب من عهد عاد الى أيامنا هذه ، التي زادت حدة الموت فيها ، فلم تقتصر على الموت الطبيعي ، او ذلك الذي يحدث جراء المرض العضال الذي لابراء منها ، وإنما أصبح عدد الموتى المغادرين هذه الحياة ، بلا شعور بالأسف أكثر أضعافا عما كان في عهد المعري ، حيث تكالب البعض من اجل وضع حد ، لحياة الكثير من الناس الطيبين ، الذين آلوا على أنفسهم مساعدة الآخر والذود عن حياضه ، واذا بهم يتلقون جزاء سنمار
هل كان المعري يملك من النظرة الثاقبة ،ما يجعله يتوقع ان الحياة تتدهور باستمرار ، وان الأمس أفضل من اليوم ، كما أن الغد اشد بشاعة من اليوم ، ما الذي جعل حياتنا بهذا السوء ؟ أليس عدم احترامنا للآخرين ، واتصافنا بصفات تنفر المرء منا حين لانجد في الغير حسنا او جمالا ، لاسيما في اختلافهم بوجهات النظر ، فلماذا يتكبر المرء على من وهبه الحياة ، ومن منحه الحب السامي ورعاه
خفف الوطء ما أظن أديم ااــ××أرض إلا من هذه الأجساد
هل يكفي قدم الآباء والأجداد ، وارتحالهم الى الحياة الأخرى ، ان نتناسى ما أضافوه إلينا ، وما جادت به أياديهم من عظيم الهبات
وقبيح بنا وان قدم العهـــ ×× ــد هوان الآباء والأجداد
ما الذي يدعونا الى الاختيال والعجب ، بما فعلناه ونحن لم نستطع ان نفعل ما يستحق الفخر ، فلماذا نضر بمن استقر في جوف الأرض
سر ان اسطعت في الهواء رويدا ×× لااختيالا على رفات العباد
فأين ذهبت القبور ؟ هل اندثرت ؟ وهي كثيرة من عهد عاد الى الآن ، أليس القبر يشاد على موضع قبور أخرى قد سبقته ، وضمت رفات الملايين من الموتى ، بعد ان أودعهم ذووهم في الثرى ، وهي تحمل الأضداد الذين تقاتلوا في دنيا البشر ، وإذا بهم يقطنون اليوم لحدا واحدا ، يضم الأسود والأبيض والمسالم والمتحارب والهاديء والصاخب ، أليس القبر يضحك من تقلب الناس من حالة التناحر الى حياة الوئام ،
رب لحد قد صار لحدا مرارا ××× ضاحك من تزاحم الأضداد
كم ضمت قبورنا من أجساد بشرية ، بعضها يعود الى مذنبين ، بحق الناس والبعض الآخر ، يعود الى أبرياء لم يذنبوا بشيء الا انهم كانوا يملكون قلوبا ناصعة ،أحبت كل الناس وتمنت الخير لهم
ماذا يمكن للمعري ان يقول ,، في هذا الزمن الذي تراكمت فيه الجرائم بحق البشرية ، وأضحى الناس متحاربين من اجل قضية غيرهم ، يسيرون معصوبي الأعين من بؤس الى آخر اشد ايلاما



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر
- احتفالات عيد المرأة العالمي في السفارت العراقية
- الى امرأة في بلادي
- الجثمان : قصة قصيرة
- بالاحضان يا عامنا الجديد
- الناس والكتابة
- لقاء : حوار عن مجموعة قصصية
- اشهار ..قصة قصيرة جدا
- حقوق المواطنة وواجاتها
- حوار
- منطق : قصة قصيرة جدا
- حرية رأي : قصة قصيرة جدا
- الزمن الحافي : رواية مشتركة عن العراق قبل دخول القوات الامري ...
- العانس : قصة قصيرة
- احتفال تقييم : قصة قصيرة
- رأي في - مؤسسة - الحوار المتمدن
- التابعة : قصة قصيرة
- وجاهة :قصة قصيرة
- حول اشاعة الديمقراطية في العراق
- أحلام محبطة


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صبيحة شبر - أبو العلاء المعري والمقابر الجماعية