|
التابعة : قصة قصيرة
صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 2044 - 2007 / 9 / 20 - 12:15
المحور:
الادب والفن
طالما أرهقتني بطلباتها العسيرة ، وانا اسارع الى تلبية كل ما ترجوه ، وما تتمناه من أشياء قد تكون بعيدة ، عن القدرة على التصديق ، وكثيرا ما كنت أسمع نصائح جادة من أشخاص معروفين بالانصاف وحب العدالة ، انني يجب ان انتبه لنفسي ، وان أحرر ارادتي من الانصياع لرغباتها الكثيرة ، والتي يرهقني الوفاء بها ، وأمانيها المتزايدة على الدوام ، ما دامت تجد مني مسارعة الى تنفيذ ما تأمرني به ، استمع الى النصائح التي اعلم تمام العلم انها مخلصة لي ، ولكن ماذا افعل واليد قصيرة كما تعلمون ، وانا وحيدة والدي ، وليس لي صديقات استمع لكلامهن ، واسير حسب مشيئتهن الا سلوى ، التي مهما بلغت سيطرتها على شخصي الضعيف المتواضع ،الا انني أجد نفسي معزولة في هذا العالم الغريب ، ان خاصمتني يوما لتقاعسي عن تلبية طلباتها الشاقة المؤبدة ، حالما انتهي من اعداد واجباتي المدرسية ،حتى أسارع الى منزل سلوى ، استمع بانبهار يثير فيها الفخر ، الى ما ترويه من حكايات ، اعرف انها مبالغ فيها كثيرا ، وقد لاتتضمن من الصحة الا خمسا في المائة ، ولكن ماذا افعل وانا غريبة ، لااحد يحدثني عن امره ويخبرني عن أحواله ، وكيف قضى نهاراته ؟ ، الا تلك المخلوقة التي مهما قالوا عنها ، أنها متكبرة ومغرورة ،الا انني اسارع الى منزلها كل يوم لأمتع نفسي برواياتها المثيرة للاعجاب . ولا ابالي ان نعتني احدهم ،باحدى الصفات البعيدة عن حقيقة شخصيتي ، كل ما ارجوه ان اكون قريبة من محمود ، ذلك الرجل الذي طالما داعبت شخصيته خيالي ، اعرف انني امرأة لاتحسن التعبير عن نفسها ، لاتظهر عليها عواطفها ، ولكن من يعلم ؟ ربما عرف بحالي ، وما أقاسيه وانا ساهرة طوال ليلي ، أتضرع الى الله ان يجعله يرأف بحالي ، ولكن كيف يمكنه ان يهتم بأمري ؟ ، وانا شبه خرساء ، لااحسن الا خدمة صديقتي سلوى ، والتفاني في ارضائها. خلقني الله هكذا ، لاأثير الالتفات ، مع انني أحمل صفات ناصعة ،كما يقول العارفون بكنه الامور وحقيقتها ، سلوى حبيبتي قد تعرف حالتي ، وقد اقتدي انا بها ، فأصبح امراة تحظى بالاهتمام ، وانا لااطمح الا بان يراني محمود ، ويعرف كم أعاني من عذاب الوجد ، ومن عناء الهوى ،وما أقاسيه من ابتعاد الناس ، الذين لاأبالي بأمرهم ، الا هو المخلوق الأثير
لااحسن رواية الاحاديث ، وان كنت اعرف الكثير من الحكايات ، وحين اخبر سلوى باحدى الحكايات التي سمعتها ، تسارع هي الى اضافة التوابل والبهارات الى ما سمعته مني ، فتأتي قصتها اجمل من قصتي ، واشد فتنة ومهارة ، استمع اليها بشغف ، متناسية انها من قصصي انا. احل لها التمارين المدرسية ، وأقوم بالواجبات الملقاة على عاتقها خير قيام ، اذهب الى المكتبات لكتابة أحد البحوث ، الذي طلبه الاستاذ منها ، وانا راضية مغتبطة ، ما دامت سلوى راضية عني ، وحين تأتي نتائج الامتحان اكون عالمة بها في البداية ، فانا لااحرز الا على الدرجات الدنيا ، اما سلوى المجتهدة اللبقة ، فانها تكون في مقدمة الناجحين والناجحات اكوي لها ملابسها ، واخرج انا مرتدية لباسي بلا كوي ولا ترتيب ، انا طبيعية ، لااحسن تزويق الأمور ، والجري وراء المظاهر الخداعة ، كل ما في قلبي يظهر على لساني ، اقول للقبيح صراحة عن صفة القبح ، دون ان اخشى شيئا ، فابتعد عني الأصحاب ، وتجنبني الأحباب ، وكل منهم يجد انني لااحسن الصحبة ، ولا احترم الصداقة ،الا سلوى ، بقيت ملازمة لي ، تستقبلني في منزلها وتحدثني بحكاياتها الجميلة التي لاتنقضي. انتم لا تعرفون صديقتي سلوى ، الانسانة الخلوقة المبتسمة على الدوام ، الطموحة التي تحسن معاملة الناس ، الذين تهمهم المظاهر فقط ، ولا يحاولون ان يعرفوا شيئا عن الجوهر ، يشتري لي ابي الملابس الانيقة وحين ارتديها ، تبدو على جسدي بالية عتيقة ، وحين ترتديها سلوى تبدو ساحرة الجمال ، الجميع يتغنى بفتنها وجلالها وبهائها ، ان ذهبنا معا في نزهة او مشوار ، سارت أمامي والجميع ينظر اليها بافتتان واعجاب ، يظنون انني خادمتها ، مع انها صديقتي الوحيدة. افرح حين تحقق سلوى احدى امنياتها الكثار ، ويتملكني السرور عندما تصل الى مبتغاها ، أحببت محمود بصمت ، دون ان احدث احدا بقصتي ، كنت اهديه وردة فيظن ان سلوى هي الواهبة. جاءتني يوما لتزف لي البشرى - انت صديقتي الحبيبة ، وسوف تفرحين لفرحي يتحدثون عن الحب والغيرة ، لماذا أغار ومحمود لم يلتفت لي يوما ؟، اخفي شعورا بالمرارة يحيط بي ، هل أظل هكذا شخصية هامشية ؟ وكيف أتغير ؟ والجميع يرى انني امّعه بائسة . أشعر احيانا بضرورة ان أتغير ، ولكن سرعان ما يصدمني سؤال غريب يلح علي باستمرار : - لماذا التغير ؟ وحلمي الوحيد أفل نجمه واندثر. ألعق جراحي وخيباتي وانا ارسم ابتسامة ، كل من رآها يعرف ان صاحبتها امراة بلهاء لايرجى شفاؤها اتناسى اخفاقاتي ، والازم سلوى ، وألبي طلباتها صبيحة شبر 12 حزيران 2000
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وجاهة :قصة قصيرة
-
حول اشاعة الديمقراطية في العراق
-
أحلام محبطة
-
حالة
-
القسم
-
المسابقة : قصة قصيرة
-
المرأة العراقية في ظل التحولات الجديدة
-
لست أنت
-
الطائفية في العراق
-
التابوت
-
قراءة في مجموعة قصصية
-
الصورة
-
ثقافتنا والتعميم
-
لماذا الاساءة للاديان ؟
-
القزمة
-
تشابك مهن
-
كيف نقرأ نصا أدبيا ؟
-
ظلم يدوم ولا أمل قريب
-
أية ثقافة ؟؟
-
البشر نسخ مكررة
المزيد.....
-
بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح
...
-
سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا
...
-
جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
-
“العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
-
المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب
...
-
نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط
...
-
تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
-
السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
-
فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|