|
القسم
صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 1973 - 2007 / 7 / 11 - 05:34
المحور:
الادب والفن
القسم ما زالت رسائله تواصل الانهمار علي ، سائلة إياي ان كنت غاضبا من تصرفه ، وكل مرة أجيبه بالنفي ، فهو عزيز لدي وأثير على نفسي ، ومن المستحيل ان يؤدي تصرفه الى غضبي ، او الى إثارة نقمتي ، كل ما في الأمر انه قد أثار حيرتي بأعماله التي لا أجد لها تفسيرا ، وانه يجعلني أشفق على نفسي ، فانا أحبه كثيرا ، رسالته الأخيرة تنبئني انه عرف أخيرا بحقيقة الأمر ، وانه تسرع بإصدار حكمه على ظواهر الأمور ، وكان من واجبه ان يتريث قليلا ، ليتيقن من دو اخل نفوس البشر ، وتصرفاتهم الغريبة التي تدعو الى الاندهاش حاولت مرارا ان أتناسى الأمر ، مسدلا عليه ستار التغاضي ، ولكن رسائله ما فتئت تذكرني إنني شخص مجني عليه أحيانا ، بسبب طيبتي المفرطة او سذاجتي التي لا مبرر علميا لها لم يطلب مني احدهم القسم، على أمر من الأمور ، فقد كنت دائما موضع ثقة ، وأنا أتحرج من هذه المسألة ، لماذا يطلب شخص ما منك ، ان تقسم له بأغلظ الأيمان انك لم تقم بعمل ، قد اتهمك به احد المغرضين ، مررت بلحظات عصيبة كنت ألاحظ تكذيبا لما أقول على سنحة السامع ، ولكني حين انظر اليه يسارع الى القول - إني افهم كلامك ، استمر يقول أصدقائي ان وجهي كتاب مفتوح ، يمكن لمن يتحدث معي ان يلمس صدقي ، فان كذبت ظهرت علامات الكذب ، واضحة على محياي ولكن هذه المرة أتاني طلب ، من إنسان قريب مني ، أكن له كل الود ، ان اقسم وبكتاب الله ان ما تقوله هذه المرأة كذب واحتيال ، أخذت على حين غرة كما يقولون ، أردت ان أدافع عن نفسي ، فلم يشأ لساني ان يتحرك ، وشعرت ان قوة كبيرة تجثم على أنفاسي ، وتسلبني الإرادة ، وان خصمي اشد مكرا مني ودهاء ،وأنني كنت دائما سليم النية طاهر الطوية. الرسالة الأخيرة أمامي ، تنبئني انه عرف الحقيقة أخيرا ، وانه تسرع كثيرا في الحكم ، مما سبب التضحية بصديق عزيز ، من الصعب جدا العثور على مثاله في هذه الأيام. أتتني السيدة زوجته ، تريد ان تستلف مني نقودا ، لأنها صرفت ما هو مخصص لإيجار المنزل ،في شراء حاجات خاصة لها ، وأنها لم ترد ان تخبره بالأمر ، لئلا يغضب ويثور ، وأنها سوف ترد لي ما أخذته بعد ثلاثة أيام حين تسال أخاها ان يمنحها ما تريد . تمضي الأيام الثلاثة ، والأسبوع ،ثم يمر شهر ، أكون بحاجة الى استرداد نقودي ، فانا موظف ، ولا املك فائضا من الأموال تفاجئني التهمة ،التي لم أكن أتوقعها أبدا ، ومن أخت لي ، وزوجة اعز صديق - صديقك يراودني عن نفسي. يستبد الغضب بصديق العمر ، وكأنه لم يعرفني أبدا - ليقسم كلاكما ، هذا القران مشهد تمثيلي لممثلة ماهرة ، تبكي بحرارة لا مثيل لها وتقسم بأيمان مغلظة ، - وحق كلام الله ، صديقك أتاني. يستبد بي الغضب ، ولا أعلم كيفية التصرف في هذا النوع من الامور الذي يداهمك ، على حين غفلة منك ، ولم أستطع ان اغير طبيعتي ، التي تميل الى تصديق الناس ، وتبرير أعمالهم ، وخاصة ان كانوا أصدقاء خلص ، يعز مثيلهم في هذا الزمن الموبوء . وها هي رسالته تأتيني ، فأقرأ فيها حرارة الصداقة التي افتقدتها ، لعل الأيام تنسيني ما سببت لي من جروح . صبيحة شبر 17 ماي 2007
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المسابقة : قصة قصيرة
-
المرأة العراقية في ظل التحولات الجديدة
-
لست أنت
-
الطائفية في العراق
-
التابوت
-
قراءة في مجموعة قصصية
-
الصورة
-
ثقافتنا والتعميم
-
لماذا الاساءة للاديان ؟
-
القزمة
-
تشابك مهن
-
كيف نقرأ نصا أدبيا ؟
-
ظلم يدوم ولا أمل قريب
-
أية ثقافة ؟؟
-
البشر نسخ مكررة
-
مع الاعدام ؟ ام مع الغائه ؟
-
جارتي والحرب
-
القيود المكبلة لالاف النساء
-
حقوق الانسان في التقاعد
-
الشاهدة : قصة قصيرة
المزيد.....
-
ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
-صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل
...
-
أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب
...
-
خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو
...
-
في عيون النهر
-
مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة
...
-
”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا
...
-
غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم
...
-
-كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
-
«بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|