أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - صبيحة شبر - ظلم يدوم ولا أمل قريب














المزيد.....

ظلم يدوم ولا أمل قريب


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1878 - 2007 / 4 / 7 - 11:55
المحور: ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟
    



حكم عراقنا طيلة عقود بالحديد والنار ، قسوة لا متناهية ، قمع وحشي لا مثيل له ، استبداد جهنمي لم يسبق ان رأته البشرية ، طغيان فوق المألوف ، قتل مستمر بلا أسباب ، ترويع للإنسان ، واعتداء على كرامته ، نفي وقهر وحرمان ، سحق لإرادة الملايين ، من أبناء الشعب المغلوب على أمره ، امتهان متواصل لكرامة الإنسان ومسخ لشخصيته ، كتم للأنفاس ، إجبار على كل شيء ، يصاحبه منع لكل مرغوب ، افرز ذلك الامتهان المستمر ، مجتمعا عاجزا عن تحقيق أي شيء من الأحلام ، حتى لو كانت بسيطة ، ويمكن للفرد الطبيعي تحقيقها ، ظن اغلب الناس ان التغيير غير ممكن ، في ظل هذا الطغيان والعنت الطويل ، وان أية حركة مصيرها إلى الفشل الذر يع ، والحكم على كل نفس في تلك المدينة ، بالموت والابادة الجماعية ، فتحول الشعب الشجاع الى مجموعات خانعة أسيرة ، للخوف والرعب والإعدامات الجماعية وحفلات التعذيب
حلمت الجماهير بالتغيير ، ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل ، بعد ان احكم النظام الجائر ، سلطته على الجيش وأبعده عن إمكانية التغيير ، كما استولى على كل المؤسسات المسلحة ، والتي كانت الجماهير تأمل منها خيرا ، نادت أمريكا الشعب العراقي إبان تحرير الكويت ، ان يسقط النظام وان أقوى دولة سوف تسانده ، وحين قامت التظاهرة الشعبية نقضت أمريكا وعودها ، وسمحت للسلطة الصدامية باستعمال طيرانها لسحق الانتفاضة الباسلة ، وأمريكا الحريصة على مصالحها لا تتحرك الا ان كانت تلك الحركة لخدمة المصالح الأمريكية ، أسقطت النظام في التاسع من نيسان 2003 وكان في سقوطه مفاجأة للعالم ،اذ سبق وان تبجح انه قادر على تدمير إسرائيل ، وإذا به لا يقدر ان يدافع عن نفسه ، ولم تكتفي أمريكا بإسقاط النظام ، وإنما حلت الجيش والشرطة ، لانها تريد ان تجعل الشعب العراقي وحيدا لا يدافع عنه احد ، وغير قادر على الدفاع عن نفسه ، كما فتحت الحدود العراقية أمام كل المتطرفين ، الذي يرون ان الجهاد هو في اغتيال العراقيين العزل وترويع حيوانهم ، ظل المجتمع العراقي المعروف بوحدته وتألفه ، يواجه مخاطر التشتت والتقسيم ، والانهيار التام ، وفرضت أمريكا نظام المحاصصة الطائفية والقومية ، وبقيت هذه النزاعات الطائفية والقومية والعرقية تهدد وحدة شعبنا الوطنية ، وتقضي على أحلامه ، في ولادة حياة جديدة قائمة على التقدم وتحقيق تطلعات الإنسان في حياة آمنة ، أربع سنوات مرت على سقوط النظام ، وشعبنا العراقي الذي أنهكته الممارسات الدكتاتورية يعاني اليوم من الصراعات السياسية والطائفية ، أزهقت فينا الأحلام وأصبحت أيامنا كابية ، تجتاح إنساننا العراقي في الداخل والخارج ، المخاوف ان تزهق روح أحبابه المفخخات ، وهو ذاهب لأداء الصلاة او للسوق للتبضع او للمدرسة للتعلم ، اثر الكثير من الناس ان يتركوا أبناءهم بعيدين عن المدارس ، خوفا من فقدانهم ،لان عمليات الابادة لاتفرق بين طفل وشيخ ، وبين امرأة او رضيع ، وفي ظل الخطة الأمنية التي تتناقض الأقوال بشأنها ، البعض يقول أنها ناجحة ، قد قللت من حوادث التفجير المروع التي تطال حيوات المواطنين ، هذا الوضع المتفجر ،لايمكن ان نحلم بظله بغد أفضل ، ما لم يسارع العقلاء الى اخذ الزمام بأيديهم ، لان كل تأخير من شأنه ان يعقد الوضع ، ويقضي على الوحدة الوطنية ، وبعد ان ناضل شعبنا من اجل الديمقراطية طويلا واتخذت أمريكا من هذا الشعار ، منطلقا لحربها ضد العراق ، أصبح الآن يواجه فشلا ذريعا ، الديمقراطية تلك الكلمة الجميلة ذات المعاني الرائعة ، لايمكن ان تكون سيارات مفخخة ، تقضي على معالم الحياة وتهدد المصير ، وتحول الناس الى مخلوقات بائسة ، فقدت الرغبة بالحياة بعد ان فتكت العصابات المسلحة ، بالحبيب والزوج والأب والابن ، لماذا يعيش الفرد ان كانت الحروب تقضي على أسرته ،التي تمنحه الحب والرعاية وتجعل منه شخصا يائسا وحيدا ، الديمقراطية لا تتحقق فجأة ، لايمكن لشعب عانى من ظلم أبشع دكتاتورية في التاريخ ، ان يعرف الديمقراطية وان يحافظ عليها ، كما لايمكن لإنسان عانى الأمرين ، من تنكيل النظام السابق ، ان يتصرف بديمقراطية وهو يرى العصابات المسلحة ، تأتي للقضاء على حلمه واغتيال أبنائه ، هل يمكن للديمقراطية ان تنشأ في ظل تفاقم الأحزاب الإسلامية السياسية ،والتي كل منها تجد الحكمة في طروحاتها فقط ، وان الآخرين خطاءون ، ان كانت الأحزاب المهيمنة على القرار في العراق ، تتصارع مع بعضها طائفيا وعرقيا وقوميا ، فكيف يتصرف ابن الشعب البسيط ،وهو يجد ان كل أحلامه قد باءت بالفشل ؟؟ وانه لم يحصل بعد على الكهرباء التي يحتاج ؟ او الماء العذب الذي يطمئن لعد م تلوثه بالإضافة الى انعدام الأمن ، وتكاثر المسلحين المتقاتلين في ظل البطالة واستحالة العثور على العمل ، المحقق لتطلعات الإنسان ومطامحه
أربع سنوات من المعاناة ، بسبب همجية الاحتلال وعدم قدرة الحكومة على تحقيق مطالب الشعب وان أجهزة الدولة ، ما زالت مخترقة من قبل الأعداء ، هذه المدة كافية كي ترينا ان حزب واحد ، لايمكن ان يأتي لوحده بالعلاج الناجع لكل ما يعانيه الوضع المتأزم في العراق ،÷ من مخاطر وأمراض ، القوى الوطنية التي يهمها مصلحة العراق أولا هي المدعوة اليوم ان تقوم بواجباتها الكثيرة الملقاة على عاتقها ، ان تلم الشمل وتوحد الصفوف ، وان تقضي على معالم الترحم على النظام السابق ، وان تبين للجميع ان العراق ملك لكل أبنائه ، لافرق بين عربي وكردي وتركماني ، وبين مسلم شيعي او سني ، وبين مسيحيي او صابئي الا بالتقوى ، العراق يجب ان يكون موحدا ، ولجميع أبنائه الذين ما ذاقوا طعم الراحة منذ سنين ، وكانت العقود المتوالية عجافا قد قضت على معالم الحياة الكريمة ، واغتالت منا الأحلام ، التي تمر بفكر كل البشر من جميع الأقطار ، الا نحن العراقيين ، عانينا طويلا ، وان لنا أن نجد الراحة التي نستحقها

صبيحة شبر



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أية ثقافة ؟؟
- البشر نسخ مكررة
- مع الاعدام ؟ ام مع الغائه ؟
- جارتي والحرب
- القيود المكبلة لالاف النساء
- حقوق الانسان في التقاعد
- الشاهدة : قصة قصيرة
- المصالحة في مجتمع العراق
- مجتمع مدني في العراق
- لماذا يهاجم جميعهم شخصية الرسول ؟
- الازمة التي يعيشها الاساتذة
- قراءة في المجموعة القصصية ( لائحة الاتهام تطول)
- مزاح : قصة قصيرة
- اندهاش
- تقدم المجتمع والمدارس
- الرهان : قصة قصيرة
- المراة في عام 2007
- هل لنا ان نتفاءل ؟؟
- تأنيب : قصة قصيرة
- الى صديقتي


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف / الكتاب الشهري - في الذكرى الرابعة للغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري , العراق إلى أين؟ - صبيحة شبر - ظلم يدوم ولا أمل قريب