أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - العانس : قصة قصيرة














المزيد.....

العانس : قصة قصيرة


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 2060 - 2007 / 10 / 6 - 10:06
المحور: الادب والفن
    


ارتديت أحسن ما لديك من ملابس ، ذهبت إلى مصففة الشعر ، لتعمل لك تصفيفة تليق بهذا اللقاء ، وضعت الأصباغ التي لم تكوني ترحبين بوضعها سابقا ، لقد بشروك انه قادم إليك ، وان السنين التي انتظرت فيها قدوم العريس لم تذهب هباء ، كنت تطمحين أن يحبك أحدهم ، بعد أن أعياك ان تجدي الحبيب الذي طالما حلمت به ، قد فر غير آبه بك ، لعله لم يكن يعلم : ان السهاد قد غلبك وأنت تفكرين به ، وتضعين الخطط كي يلتفت إليك ، ولكن كل محاولاتك ذهبت أدراج الرياح ، وأحب واحدة أخرى ، لم تكن أجمل منك ، فكتمت حزنك في القلب ، وقلت لنفسك ان الأمر لايعدو ان يكون حظا ، وانك لم تعتادي على ابتسام ذلك المخلوق بوجهك ، كان عابسا ، دائما أراك ظهره ، مات أبوك ، وأنت صغيرة ، ولم تجدي أبا رحيما يحنو عليك ، ويضمك الى صدره كشأن الآباء ، الذين كانت صديقاتك يقصصن عليك اهتمامهم ، وعطفهم وحبهم الكبير للبنات ، فحلمت برجل حنون ، يعوضك رأفة الأب المرحوم ، ويروي ظمأك الى الحب التي تجدين بذرته في أعماق قلبك تناديك. بكل حرارة المحروم .
أخبرتك صديقتك مها ، ان الرجل يريد الارتباط بك ، وان السفر والترحال في بلاد الله الواسعة ، قد أتعب قلبه ، وأضنى منه الفؤاد ، وانه يطمح بعد ذلك المسير ، الى الاستقرار ، في كنف زوجة عاقلة ، تعرف مميزات الأسرة الهادئة ، ولا تجري خلف التقليعات الغريبة ، وتعرف مالها ، وما عليها ، رحبت بالخبر ، رغم ما فيه من شروق قاسية ، الا انك تعبت من برودة الحياة ، التي وجدت نفسك وحيدة فيها ، ولم يقف بجانبك أحد من الأحباب والأصحاب ، وأين لك بالأحباب ؟ ، وقد فارقك الأب الحنون ، وأنت طفلة صغيرة ، من يهتم بأوجاع الأبناء ، ويحنو على ضعفهم مثل الأب ، فإذا ذهب بعيدا ، اختلت الموازين ، وتدهورت أحوال العالم ، وحل اليتم في الأفئدة ويبست القلوب.
تنظرين الى نفسك في المرآة ، أنت جميلة بكل المقاييس ، العالم من حولك أعمى ،
العيون واسعة كحيلة ، والصدر ناهد ، والأنف دقيق ، والحواجب كثيفة ، والرقبة طويلة ، والبشرة بيضاء صافية ، والشعر أسود طويل ، ينسدل فوق الكتفين ، والفم غليظ وكأنه خلق للتقبيل ، والخصر أهيف ، والورك عريض وووووو
تنظرين الى نفسك معجبة ، لقد زال حرمانك ، وهاهو قادم ، من يضع حدا لتعبك المرير ، وينهي معاناتك الباردة ، ويضمك اليه بلوعة المشتاق.
الهاتف يرن
- نعم ، صديقتي ، الرجل مشغول هذا اليوم ، سوف آتيك أنا بعد قليل.
- متى يأتي ؟
- ربما غدا
تضعين سماعة الهاتف ، وأنت جذلة ، سوف تنتهي متاعبك غدا ، وتهل عليك فرحة العيد ، بعد ان أوشك الهلال على الظهور.
- الرجل يبلغك تحياته ، وطلب مني ان أبلغك أنكما يجب ان تتفقا على بعض الأمور
- انا مستعدة
- لكل واحد منكما حريته المطلقة ان يفعل ما يشاء ، أنت متدينة ، تؤدين الفرائض ، وتحبين ان تقومي بالنوافل ، بعض الأحيان ، وهو لاديني يحب ان يكون حرا ، كما تحبين أنت ان تكوني حرة ، يمكن ان يشرب ويلعب الميسر ، ويجلب صديقاته الى المنزل ، كما انك حرة في ان تظلي على حجابك ، او أن تخلعيه ، أنت حرة كما هو حر ، يمكن ان تسافري الى أي مكان تشائين ، كما يمكن ان يسافر هو وقتما رغب.
تذهب صديقتك ، بعد ان تخبرك انها مكلفة بتبليغك طلبه ، ولأنك يجب الا تلوميها ، فليس لها ذنب ، ولماذا توجهين اللوم لها ، وهي تقوم بأنبائك آراءه ، تصعب عليك نفسك ، كيف تجعل الحياة ، أعزة القوم أذلة بعد تراكم الأيام وتوالي السنين ، فإذا الأذناب تصبح رؤوسا ، وإذا الأسود تتمرغ هاماتها بالتراب.
ولكن وضعك يؤلمك ، الى متى تظلين وحيدة منبوذة ؟ تقتلك البرودة ، وتفتك بنفسك اللامبالاة ، وتبدد طاقتك الغربة ، ظل رجل يدفئ بيتك المقرور ، ويضع حدا لمتاعبك.
- من قال انه يريحك ، هذا الذي يضع شروطا تعجيزية للارتباط ؟
وما الذي تخسرين ، أنت وحيدة معه او بدونه ، لماذا تترددين ؟ وافقي
سوف تزول بنظر الناس متاعبك ، لن تجدي نظرات الاستهانة والإشفاق ، تلاحقك أينما حللت ، نظرات ملؤها الرثاء من واقعك الأليم.
سوف توافقين على شروطه ، وترسمين على ثغرك ابتسامة السعيدات ، انك لم تقضي الليل وحيدة ، تتقلب على فراش قاس كالأشواك ، أنت زوجة ، وبجانبها رجل ، ملء السمع والبصر. لن تواجهي نظرات الشماتة ، بعد اليوم
غدا حين يأتي ، ستحل السعادة في وجدانك ، وينبعث صوتك مغردا مرحبا بالحدث السار
سوف تعتنين بنفسك ، وترتدين أجمل ملابسك ، وتصففين شعرك على أحدث طراز ، وتضعين عطورك الرائعة ، لقد وصفوك بالجميلة ، وحان لك ان تكوني جميلة حقا بعيون رجل ، وليس فقط بعيون النساء ، ليضع شروطه ، وأنت تتمسكين بما ترينه مناسبا لك ، كلاكما حر في التصرف كما يرغب ويريد.
لماذا أنت حزينة ؟ وما الذي تخشينه ؟ وليس في حياتك ما يمكن الخوف من فقدانه ؟ مرحبا به ، الفرحة حلت بأرضك ، والابتسامة رسمتها على شفاهك ، غدك سيكون أحلى من أيامك المنصرمات.
تسرّحين شعرك ،ويعلو صوتك مترنما ، بأعذب الأصوات ، أنت سعيدة الآن ، لقد ولت أيام السهد ، والقر الى غير رجعة.
يأتيك صوت مها مجددا
- عزيزتي ، حين أرسلني إليك ، أخبرك بشروطه ، بعث صديقتنا منى الى إحدى معارفنا ، لتخبرها بنفس الشروط



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتفال تقييم : قصة قصيرة
- رأي في - مؤسسة - الحوار المتمدن
- التابعة : قصة قصيرة
- وجاهة :قصة قصيرة
- حول اشاعة الديمقراطية في العراق
- أحلام محبطة
- حالة
- القسم
- المسابقة : قصة قصيرة
- المرأة العراقية في ظل التحولات الجديدة
- لست أنت
- الطائفية في العراق
- التابوت
- قراءة في مجموعة قصصية
- الصورة
- ثقافتنا والتعميم
- لماذا الاساءة للاديان ؟
- القزمة
- تشابك مهن
- كيف نقرأ نصا أدبيا ؟


المزيد.....




- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...
- بغداد السينمائي يحتفي برائدات الفن السابع وتونس ضيف الشرف
- أبرز محطات حياة الفنان الأمريكي الراحل روبرت ريدفورد
- حوار
- ماري عجمي.. الأديبة السورية التي وصفت بأنها -مي وزيادة-
- مشاهدة الأفلام الأجنبية تُعاقب بالموت.. تقرير أممي يوثق إعدا ...
- وفاة الممثل والناشط البيئي روبرت ريدفورد عن عمر يناهز 89 عام ...
- نجم الفنون القتالية توبوريا يعرب عن تضامنه مع غزة ويدعو إسرا ...
- نجم الفنون القتالية توبوريا يعرب عن تضامنه مع غزة ويدعو إسرا ...
- عودة قوية للسينما البحرينية إلى الصالات الخليجية بـ-سمبوسة ج ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - العانس : قصة قصيرة