أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - حين تغني الحكومة للإنحطاط، تذكروا هذه النكتة















المزيد.....

حين تغني الحكومة للإنحطاط، تذكروا هذه النكتة


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2248 - 2008 / 4 / 11 - 10:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في أخر محاولة لتبرير موقفه من المعاهدة الجارية سرا مع الولايات المتحدة، تساءل المالكي في لقاء مع قناة الحرة الفضائية عن اسباب "الحديث دوما عن العراق، في حين ان العديد من دول المنطقة والعالم ترتبط باتفاقيات امنية مع الولايات المتحدة، ولديها قواعد عسكرية امريكية على اراضيها"
إن تذكروا، فان أغنية "لستُ وحدي" هذه رددها اكثر من مرة قادة ومثقفون كرد كلما أثار شخص التساؤل عن حماسهم للعلاقة مع اسرائيل، فأشاروا في كل مرة الى الدول العربية التي قبلت بهذا، وغناها ايضاً من دافع عن موقف الكرد هذا من العرب العراقيين، وغنتها طبعاً كل الدول العربية حينما بدأت هذه العلاقة المثيرة للخجل، مع الدولة العنصرية الأخيرة في العالم، والمجرمة بكل المقاييس الإنسانية.

هذه "الأغنية" ستسمعها عزيزي القارئ، في كل مرة يريد شخص ان يقنعك بتقديم تنازل او هبوط، خاصة ان كان مخلاً بالشرف. انه ببساطة يقول لك: انظر...هناك الكثير ممن تخلوا عن شرفهم، فلماذا تلح عليّ انا بالذات؟ هل انا الوحيد الذي يفعل ذلك؟

شعوب البلدان ذات القواعد الأمريكية ليست سعيدة بها, وشعوب البلدان العربية التي تقيم حكوماتها علاقة مع اسرائيل خجلة منها، وتحدد اسرائيل تلك الحكومات اكثر مما يحددها شعبها. هذه وتلك كانت دائماً نقاط توتر يتزايد بين الحكومات والشعوب، فتقف القواعد والعلاقات المكروهة بين الشعب وبين سلطته على حكومته. إنها تعلم ان البقاء في البلاد اما لها او لسلطة الشعب فيها. أميركا واسرائيل كما تشير احصاءات عديدة دولتان مكروهتان من معظم شعوب العالم فمن يريد ان يدخل مكروها الى بيته ان لم يكن مضطراً لذلك؟ من يريد ان يحول بلاده الى قلعة عسكرية لأكبر دولة عدوانية في العالم؟ من يريد ان يوقع اتفاقية خطيرة مع الدولة التي لم تلتزم يوماً بالقوانين الدولية ولا توجد قوة يمكنك ان تشتكي عندها ان اختلفت معها؟

لا احد يريد، لذا فلا بد من بث المخاوف لخلق هذه الأرادة عنوة. مخاوف تبثها "شقاوة" او "فتوة" العالم واتباعها في تلك الدول المضيفة امثال الصميدعي الذي طالما كرر "ان خروج اميركا سيقدم العراق الى ايران على صحن من ذهب". انه في الحقيقة يقدم العراق الى اميركا على صحن من ذهب فعلاً، خوفاً من احتمال تقديمه على صحن من ذهب الى ايران، كما يحاول ان يخيفنا. وكأن لم تكن هناك دولتان في العالم تجاورتا بدون حماية من دول الفتوة، حتى صارت احداها فريسة للأخرى "على صحن من ذهب", وكأن ليس في العراق من سيقاوم ان اعتدى عليه احد. الصورة التي يريد الصميدعي والمالكي تثبيتها في رؤوسنا هي ان العراق ليس سوى حمل وديع مهدد من قبل الذئاب التي تحيط به ان لم يقبل حماية تلك الشقاوة، واننا يجب ان نتجاوز الخجل من تلك الحماية المهينة لأننا "لسنا وحدنا" من يفعل ذلك، و"حشر مع الناس عيد" كما يشدو خطاب المالكي. والحقيقة ان الخطر الأساسي ان لم يكن الوحيد المثبت بالدليل التأريخي، هو حالياً خطر الحماة هؤلاء، فلا يجرؤ احد سواهم وتوابعهم على تلك المغامرات الكبيرة المكلفة، حتى عندما تكون الضحية صغيرة ضعيفة، وليس العراق كذلك.

ستفتح أغنية "لستُ وحدي" هذه، ابواباً عديدة واسعة للتراجعات. فمن يريد ان يقبل بتجويع شعبه إرضاء لصندوق النقد، سيمكنه ايضاً ان يقول "لست وحدي", ولن يكون وحيداً في العالم ايضاً من يرغب ان يوقع قوانين لصالح الشركات الكبرى وضد شعبه, ولا من يريد جعل بلاده جنة للمستثمرين وجهنم لسكانها، ولا من اراد دخول احلاف عسكرية خطرة، ولا من يرفض استشارة برلمانه لفرض او لتجديد إعلان الطوارئ او توقيع معاهدات يعلم مسبقاً انها مرفوضة، ولا من يريد السماح ببناء سجون سرية أجنبية او وطنية في بلاده ولا من يمنع التظاهرات ولا من يرفض تنفيذ احكام القضاء او مذكراته، ولا من يرغب في اعدام المئات بصمت، ولا من يرغب باعطاء الأمريكان تخويلاً بقتل مواطنيه بلا تبعات! هناك اوغاد من كل نوع في العالم وقد فعلوا الكثير مما يغري بالتقليد لكل من تعب من مقاومة الضغط. أغنية "لست وحدي" كانت دائماً وستبقى الأغنية المفضلة لتهدئة ضمير الحكومات المرهقة من الضغوط والمتشوقة الى سلطة اوسع.

لن تجد بين هؤلاء من يقول "علي ان اتحمل المخاطر من اجل استقلالي وكرامتي، فـ "لستُ وحدي" من فرض عليه تحمل هذا"، ولن تجد من يقول "هذه خطوطي الحمراء، لن اتراجع ادنى منها، ولست الوحيد الذي تحمل من اجل مبادئه في العالم"...لن تجدهم يبحثون عن امثلة صمدت من اجل اجيالها القادمة وحرية خياراتها وكرامة عيشها وسعادتها، بل يجردون المكان والزمان بحثاً عمن تنازل وعمن تراجع وعمن انهار ليرفعوه بوجهنا مثلاً يقتدى به، وكل منهم يصرخ: "لستُ وحدي"!

يقال ان امرأة اشتكت لزوجها من رجل يعاكسها باستمرار، فاتفقا على خطة فدعت الزوجة المتحرش الولهان الى البيت. وقبل ان يبدأ الغرام، سمع صوت الباب الخارجي يفتح فقالت المرأة لعاشقها انه يجب ان يختبئ بين الخراف في الزريبة واعطته جلد خروف يلبسه.
دخل الزوج وصاح بصوت عال:"آه يا امرأة...لي رغبة قوية ان اركب اليوم خروفاً"...ودخل الزريبة فاختار من بين كل الخراف، الرجل المتنكر كخروف وركبه... حتى تعب، ثم جلس يستريح. وبعد قليل صاح ثانية ان رغبته لم تشبع بعد فعاد يختار "الخروف المتنكر" وكرر ما فعله. وحين جاءه في المرة الثالثة لم يتحمل هذا اكثر، فصاح:"وهل انا الخروف الوحيد هنا؟؟!!"

معذرة قرائي اني لم اجد مثالاً اكثر أدباً للتعبير، لكن كيف يمكنك ان تجد مثالاً لايخدش الحياء لوصف حال مخدش للحياء؟ على اية حال لا أظنني ظالم للمالكي او بقية منشدي اغنية "لستُ وحدي" بهذه النكتة الصعبة، بل لعلنا ظلمنا "الرجل الخروف"، لأن هذا صاح "لستُ وحدي" احتجاجاً على الوضع المهين، اما الجماعة فتصيحها تبريراً لرغبتها بقبول "الوضع". ان ما "يخدش الحياء" حقاً هو الوضع الذي لايحسن وصفه خير من مثال خادش للحياء!

تقول فيروز: "يا حبيبي...كلما بتسمع هالغنيّة....فكر فيّ"، وأنا سأحاول ان أطبق نصيحتها وافكر في هذه النكتة كلما سمعت مثل هذه الأخبار لعلي اضحك فلا اموت قهراً. اتوقع، استمراراً للنهج "الثقافي" الحالي المرافق لتوقيع المعاهدة ان تبث أغنية "لستُ وحدي" هذه كثيراً في الأيام القادمة، فلا تنسوا النكتة وإلا اصابتكم القرحة!



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية المعلم الذي تحول جنرالاً
- محاولة للتفاهم بين مؤيدي صولة الفرسان ومعارضيها – شروط اولية ...
- الإعلام وخطابات حميد مجيد والدباغ والمالكي
- المالكي يحقق اقدم وعوده الإنتخابية ويخرس متهميه بالطائفية
- حرب عصابات وعصابات وليست حرباً بين حكومة وعصابات
- الرصاص الذي يقتلكم ليس موجهاً اليكم فلا تنزعجوا
- ذبح الصدريين تهيئة لإنتخابات تفتيت العراق وبيعه
- ابريل غلاسبي كذابة
- صفر الدين القبانجي وخطبته العصماء
- متى يعترض عادل عبد المهدي ومتى يقبل؟
- هنري برغسون: وفاء سلطان وأمثالها مختلي الأخلاق
- دور علاوي في فقدان سيادة العراق على العمليات العسكرية ووجوده ...
- حلبجة...السادة أمنوا منازلهم جيداً
- قضايا تختفي واعدامات بالمئات من اجل التستر؟
- الحزب الشيوعي العراقي والمعاهدة - (2 من 2) المطالبة بإجماع و ...
- الحزب الشيوعي العراقي والمعاهدة - مفاهيم مشوشة (1 من 2)
- على الإنترنيت كتاب يكتبون بدمهم وقراء اصابهم التعب والإحباط
- كيف يمكن لمفاوضينا صياغة معاهدة تستعيد السيادة الكاملة؟
- الفرق بين الدفاع عن المرأة واستخدامها كهراوة لضرب الإسلام
- جمال يساعد امه – فكرة لمناسبة عيد المرأة


المزيد.....




- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...
- خبير عسكري يكشف مصير طائرات F-16 بعد وصولها إلى أوكرانيا
- الاتحاد الأوروبي يخصص 68 مليون يورو كمساعدات إنسانية للفلسطي ...
- شاهد: قدامى المحاربين البريطانيين يجتمعون في لندن لإحياء الذ ...
- وابل من الانتقادات بعد تبني قانون الترحيل إلى رواندا
- سوريا.. أمر إداري بإنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين والاحتفا ...
- طبيب: الشخير يمكن أن يسبب مشكلات جنسية للذكور
- مصر تنفذ مشروعا ضخما بدولة إفريقية لإنقاذ حياة عدد كبير من ا ...
- خبير أمني مصري يكشف عن خطة إسرائيلية لكسب تعاطف العالم


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - حين تغني الحكومة للإنحطاط، تذكروا هذه النكتة