أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - قضايا تختفي واعدامات بالمئات من اجل التستر؟















المزيد.....

قضايا تختفي واعدامات بالمئات من اجل التستر؟


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2222 - 2008 / 3 / 16 - 11:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بينما ينشغل العراقي بالف هم ومشكلة، تجري في العراق عجائب كبرى وتمضي دون انتباه، وما كانت لتمضي لولا هذه الحال. كتبنا سابقاً عن اسرار النفط الذاهب الى الأردن، وعن لغز مذبحة اطفال النعيرية وعن الجريمة "العجيبة" التي ادت بحياة اللواء مبدر الدليمي، وعن طائرة هليوكوبتر أمريكية تحرق مصفى الشعيبة في البصرة، وغيرها وغيرها، ورغم ذلك فأن ما يتاح لنا ان نكتب عنه اكثر بكثير والإسئلة التي لا يتاح لها الوقت ان تطرح اكثر من تلك التي تطرح ولا تحصل على جواب.

كم تحقيقاً قالوا انه بدأ، وانتظرنا نتائجه دون جدوى؟ لقد نسيناها لكثرتها وتتابعها وتتابع الغرائب والفجائع. ألم تكن احداث كربلاء قبل فترة من اخطر الأحداث في العراق. ألم تعلن الحكومة، وفقط بعد تهديد الصدريين ببدء التحقيق بها؟ الم تعلن بعد ذلك انها القت القبض على المجموعات التي ارتكبتها؟ فأين هؤلاء؟ واين من يدفع بهم؟ هل يعقل ان مجموعة قررت لوحدها دون ان يكون لها ارتباط بجهة ما، سياسية او عسكرية او دولة خارجية او قوة احتلال، تدفعها الى عملها؟

وقبل ايام أعلن فجأة عن تبرئة وفيق السامرائي من جميع التهم المنسوبة اليه. وفيق السامرائي تبين انه لم يلمس شعرة من احد, وان الناس ظلمته واتهمته....رئيس استخبارات في زمن اشرس حاكم في اقسى بلدان العالم، برئ من كل شيء! لقد اختار هذا الدكتاتور الرهيب صدفة انظف خلق الله لرئاسة منظمة استخباراته! ثم تقرأ بيان لمركز حلبجة يوضح لك المؤامرة كلها:

"مركز حلبجة ضد انفلة وابادة الشعب الكوردي، تدین وتستنكر بشدة قرار قاضي التحقيق فی المحكمة الجنائية العليا لصالح المتهم وفيق السامرائي. اننا نشك فی نزاهة وحيادية هذا القرار، لاننا لم نسمع او نری ای طلب منشور او معلن عنه من قاضي التحقيق للضحایيا، لتقديم الادلة ضد المتهم الذی كان من المسئولين االمباشرين عن ادارة عملیات الانفال والابادة الجماعية ضد ابناء شعبنا فی جنوب كوردستان. ولم تطلب من الجهات المختصة او من مركز حلبجة المتخصصة فی هذا الامر لرفع الادلة الثبوتية الكافية ضد المتهم وما أكثر تلك الادلة الموجودة بحوزة مركز حلبجة/ جاك. "

من الذي منع المحكمة من اجراءاتها الطبيعية, ولم فعل ذلك؟ من له السلطة ليفعل ذلك؟ إنه بلا شك نفس من وضع السامرائي في منصبه الحالي رغم عن انف الشعب العراقي، كرده قبل عربه.


إن لم تكن مذبحة إعدام 200 شخص أدينوا بجرائم تتعلق بقتل وخطف العلماء والكفاءات العراقيين، في وقت قصير، ودون نشر اسمائهم، جريمة حكومية للتستر على أسرار خطيرة، فالحكومة تبغي ان يطير ما بقي من عقل المجتمع العراقي! القصة كلها خرافية الحجم والأرقام مثلما هي خرافية الأحكام واسطورية السرعة في اصدار تلك الأحكام وتنفيذها..

هل الحكومة التي تأخذ على عاتقها كل هذا الجهد والوقت والصبر والتضحيات لتظهر كدولة قانون عند محاكمة صدام، تعود لتخرب كل ذلك بمحاكمة آلاف في صمت مريب، ولتحكم على الاف منهم بإستعجال مدهش احكاماً بين الإعدام والسجن المؤبد!

الأمر مثير للريبة اضافة الى تلك السرعة في نقاط عديدة، وهي:

أين تغطية الصحافة للخبر؟ اين تساؤلات الصحفيين عن كل غرائبها؟ على متابعتي، لم اجد من تساءل عن الموضوع سوى اثنين هما علاء اللامي الذي كتب: " آلاف المتهمين ومئات الأحكام بالإعدام فكم عدد القتلى من ذوي الكفاءات والعلماء ؟ " و رضا الظاهر (طريق الشعب) والأخير هو الذي اثار الإنتباه الى المسألة الخطرة وكتب: " هل سمعتم عن بلد في العالم يحكم على 600 شخص بالاعدام وينفذ الحكم بـ 200 بدون إعلان (.....) ما من أحد يعرف من الذي حقق مع المجرمين، ولماذا جرت كل هذه القضايا خلف الكواليس، ثم أعلن عنها فجأة ؟ ولماذا لا يُكشَف عن أسماء القتلة إذا كان القضاء نزيهاً
فإن ذلك يمكن أن يدخلنا في طور إعادة إنتاج الاستبداد بصيغ جديدة، ويؤدي الى إرساء نظام أبعد ما يكون عن نظام دولة المؤسسات والقانون" وكتب: "لا يمكن لكل ذي إحساس وطني ومسؤولية أخلاقية وبصيرة ترى الحق أن يقبل بالتعامل على نحو مسيّس وغير شفاف مع قضايا خطيرة تهم مصائر البشر وحياتهم ومستقبلهم. ويتعين على البرلمان ووسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان أن ترفع صوتها عالياً للكشف علناً عن خفايا مثل هذه القضايا، وعدم التستر على هذا الملف وإخضاعه للمساومات السياسية، كما كان الحال مع مصير ملفات أخرى دخلت في "دهاليز اللجان التحقيقية".

اين اعتراض رئيس الجمهورية على مبدأ الإعدام والذي بلبل به ومبادئه العراق ايام محاكمة صدام حسين؟ هل وجد فعلاً الوقت بين كل انشغالاته ومتابعاته للمؤتمرات وكل اضطرابات السياسة العراقية، الوقت ليراجع ملفات 200 شخص، وبدقة تريح ضميره المرهف، ليحكم بأن ليس بينهم من يستحق تخفيف الحكم؟ لماذا يتقبل الأمر بسهولة مثيرة للعجب حين يتعلق الأمر بإعدامات جماعية، ويعرقله عندما يتعلق بأفراد؟ واين طارق الهاشمي الذي تخصص بعرقلة كل ما يمكن عرقلته، وطالما اتحفنا بصوره وافلامه وهو يتجول بين المساجين يراجع احكام القضاء ويطالب بالعفو العام الشامل؟ هل هي مسألة عفو شامل بلا تمحيص او اعدام شامل بلا تمحيص إذاً؟

وإذا كانت سرعة الأحكام بالإعدام وسرعة تنفيذها تثير العجب، فتثير العجب اكثر منها سرعة تبرئة الباقين وإطلاق سراحهم. فمن المعروف ان الحقائق قد تأتي وتتداعى في مثل هذه الحالة مع الوقت. لماذا لم تنشر أسماء المدانين على الأقل وصورهم لعل لدى بعض الناس معلومات عنهم تفيد التحقيق؟ كما ان من حق ذوي الضحايا, والشعب كله ذوي هؤلاء الضحايا، ان يعرفوا تفاصيل قتل وقتلة ضحاياهم، فكيف يتم العمل بسرية ولماذا؟

وما سر هذه الأرقام المدورة الغريبة؟ ان كان عدد المتهمون في القضية المعلن وهو 8000 رقم تقريبي، وان كان الرقم الغريب لعدد ضحايا من قدموه لنا في التلفزيون (60) قتيلاً، كان صدفة، فلا يمكن ان تكون الأرقام التالية تقريبية او صدفة: 600 يحكمون بالإعدام و 600 يبرئون و 2000 يحكمون بالمؤبد!!

الجزء الأكثر اهمية وريبة في كل هذه القضية، هو ان الناس لم تعرف دوافع هؤلاء المجرمين. فليس من المعقول ان يتجمع 8000 شخص ويتفقوا على قتل الكفاءات العراقية بانفسهم! هل هناك مرض او وباء مثل السادية او غيرها لم نسمع به من قبل يكون من اعراضه الرغبة في قتل الكفاءات، وان 8000 من هؤلاء تجمعوا بقدرة قادر، وقرروا قتل العلماء دون غيرهم؟ هل يعقل ان لاتكون خلفهم جهة تستفيد من هذا القتل بالذات، جهة تنظم لهم امور عملهم،.. تدفع لهم،... تنسق بينهم؟؟؟ هل يعقل انكم نفذتم احكام الإعدام والتبرئة دون التوصل الى تلك الجهة؟ ألم تجدوا اي من الألاف الثمانية من يخبركم بشيء مقنع؟ بجهة يعقل ان تستهدف العلماء دون غيرهم؟ وإن اخبركم فلم تخفون ذلك عن الناس؟ هل هذا من حقكم؟

بل هل من المعقول ان تعمل شبكة بهذا الحجم، وتتخصص بقتل الكفاءات، دون ان تكون لها صلات بشبكات مماثلة تقوم ببقية انواع الإرهاب في العراق؟
هل اعترف من اعدمتموهم على عجل، اعترافات فوق طاقتكم على مجابهتها، فلفتم القضية هكذا؟ هل تفسر هذه الفلفة ايضاً نتائج تحقيقات كربلاء وغيرها؟ هل يتم التستر في كل مرة عن المدير الأساسي للإرهاب في العراق لأنكم لستم قادرين على مجابهته مثلما عجزت الحكومة عن محاسبة بريطانيا عندما امسكت بجندين بريطانيين متلبسين بأسلحة الإرهاب في البصرة قبل سنوات؟ إن كانت هذه اوهام خيالية فاخبرونا بالحقيقة لنبعد الأوهام عن رؤوسنا!
هذه الأمور اكبر من ان تخفى الى الأبد، وأجزم ان في الأمر لعبة كبيرة للغاية ووسخة للغاية قد يكون وراءها كشف كل اسرار الإرهاب والدماء العراقية التي سالت حتى اليوم ومازالت تسيل!!

مقالات متعلقة:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=123684

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=99928

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=123583

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=46809





#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي العراقي والمعاهدة - (2 من 2) المطالبة بإجماع و ...
- الحزب الشيوعي العراقي والمعاهدة - مفاهيم مشوشة (1 من 2)
- على الإنترنيت كتاب يكتبون بدمهم وقراء اصابهم التعب والإحباط
- كيف يمكن لمفاوضينا صياغة معاهدة تستعيد السيادة الكاملة؟
- الفرق بين الدفاع عن المرأة واستخدامها كهراوة لضرب الإسلام
- جمال يساعد امه – فكرة لمناسبة عيد المرأة
- كيف دافع المؤيدين الخجولين عن معاهدة مخجلة؟
- فرصة الفلسطينيين للسلام الكريم تبدأ بحسم امرهم مع الفساد
- إبداعات مسرحية للرئاسة العراقية
- بالون ودبابيس
- معاهدة لاتجد ما يدافع عنها سوى الكذب- تآمر لشلّ ديمقراطية ال ...
- لست وفياً جداً لأصدقائي: قصة واقعية قصيرة
- دعوة للصدر لتجميد آخر
- وداعاً ايها التميمي الجميل
- بوش والمالكي: معاهدة من وراء شعبيهما
- لا تدعوا جريمة البرلمان العراقي العنصرية تغور في ذاكرة العرب ...
- فساد بغداد وفساد كردستان: 1- الإقليم يسطو على حقول نفط جيران ...
- أغنية الخوف
- حلبجة وغيرها...تحدثوا لنا ولا تتعبوا...نريد ان نعرف لغتكم..
- عندما تقود الخيوط الى الإتجاه غير المناسب لتفسير الإرهاب: مص ...


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - قضايا تختفي واعدامات بالمئات من اجل التستر؟