أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - فساد بغداد وفساد كردستان: 1- الإقليم يسطو على حقول نفط جيرانه















المزيد.....


فساد بغداد وفساد كردستان: 1- الإقليم يسطو على حقول نفط جيرانه


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2193 - 2008 / 2 / 16 - 10:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


انتهت ازمة "القوانين الثلاثة" بنتيجة "سعيدة". او على الأقل فأن الأكراد كانوا سعداء جداً بها. فقد أشاد رئيس الجمهورية جلال طالباني بأهمية إقرار مجلس النواب ووصفه بأنه "يوم تاريخي". عبدالباري الزيباري قال ان تمرير القوانين الثلاثة انتصار للشعب العراقي وان كل العراقيين من دون استثناء سيستفيدون من هذه القوانين الاساسية. هذا كلام انشائي لو صحّ لما تأخرت القوانين دقيقة واحدة، الا اذا كان البرلمانيون لا يمثلون ناخبيهم. اقرب الى التصديق قول نائب رئيس الوزراء برهم صالح بأنه كان "مكسبا كبيرا" للشعب الكردي.

والحقيقة انه من المشكوك به ان يكون الأمر مكسباً حتى للشعب الكردي لأسباب عديدة، اهمها ان "الشعب الكردي" تحت حكم الحزبين الكرديين، شأنه شأن الشعب العراقي تحت حكم صدام حسين، لم يكن له اية علاقة بمقدار ما يدخل البلد من موارد، فمثل عهد صدام حسين لم تكن هناك ميزانية اصلاً فما شأن "الشعب الكردي" بهذا "المكسب"؟ لكنه بلا شك "مكسب كبير" لآخرين. انه "يوم تأريخي" فعلاً، ولكن للفساد الكردستاني وليس الشعب الكردي!

ان كان الأمر غامضاً بالنسبة للشعب الكردي، فهو ليس كذلك لبقية "شعوب" العراق. انه نكسة متعددة الوجوه وخطيرة، وليس المال هو اهم وجوهها. لقد ارتكب الساسة الكرد، بمطالبتهم ونجاحهم بالحصول على حصة اعلى من نسبتهم السكانية، عملية لصوصية وسطو وابتزاز واستغلال لحظة ضعف شديد لفرض تمييز عنصري يثبت للكردي نصيباً اعلى من غيره, ويثبت لبقية العراقيين قيمة ادنى، ويثبت علاقة مريضة خطيرة جداً بين الكرد وغيرهم، قد لا يكون حلها سهلاً مستقبلاً. لن يطول الوقت حتى تتكشف الأمور ويصحوا الناس على ما يرتب لهم وسيلحق العار كل من صوت بالإيجاب في هذا اليوم "التأريخي" الذي لن يذكر بفخر مستقبلاً في كتب تأريخ العراق!

في مقالتين سأوضح وجهة نظري في هذا الموضوع الخطير راجياً اثارة انتباه الشرفاء في العراق وخاصة في الشعب الكردي الى الإتجاه الخطير للأمور قبل ان يفوت الأوان، وهو ما اتوقعه سريعاً ومفاجئاً. في المقالة الأولى هذه سأركز على لصوصية الساسة الكرد في عقود شركات النفط الأجنبية, وفي الإستيلاء على اراض نفطية خارج حدود اقليم كردستان، وساستند في معظم المقالة الى دراسات الإستاذ فؤاد الأمير. في المقالة الثانية سأتطرق الى لصوصيات اخرى ومنها "المكسب الكببير" الذي اسعد برهم صالح بسرقة الجياع من بقية ابناء الشعب العراقي.
الفساد في بغداد قوي. يضرب ضرباته ويفلت. يقوم بسرقاته الجريئة ويختفي دون اثر، وان احتاج، فهو قادر على احراق البنوك المنهوبة او قتل من يلاحقه وارهاب الباقين. لكنه مازال يواجه مقاومة باسلة هنا وهناك وقد اضطر احياناً ان يستعمل ورقته الأخيرة في اللجوء الى حماية الأحتلال الأمريكي الجاهز دائماً لتقديمها.
اما فساد كردستان فقد استولى على السلطة التنفيذية تماماً وسيطر على السلطة التشريعية لتحميه من الصحافة ورشى السلطة القضائية. لم يعد يحتاج الى احراق البنوك المسروقة ولا الى قتل مطارديه ولا الى الألاعيب السياسية لتنقذه من المحاكمة. ليس هناك اصلاً من يطالب بمحاكمة! فساد كردستان فساد وقح مهاجم متحدي، كفؤ، منظم وموحد بشكل مذهل لاتشوبه اية صحوة ضمير او تساؤل لأي فرد من افراده، وله امتدادات دولية غير معلومة الحدود. لقد انتهى من معاركه في كردستان بالنصر الحاسم وهاهو يستعرض قدراته على بغداد!

أعلن اليوم عن ابرام اقليم كردستان لصفقة مع شركة كورية جنوبية لمبادلة النفط باعمال بناء تقدر قيمتها بنحو 12 مليار دولار. هل يعرف احد ما يعني هذا بالضبط؟ اليست هذه الـ 12 مليار دولار نفط من حصة الشعب العراقي؟ كيف إذن تصرفها حكومة الإقليم كما تشاء؟ من قال ان الشعب العراقي الذي يملك هذا النفط حسب القانون يريد بيعه مقابل "اعمال بناء" في كردستان او اي مكان اخر؟ نيجرفان برزاني اعلن العقد متوقعاً ان الحكومة لن تعارض، والحكومة التزمت الصمت، فيبدو انها ارهقت من الخلافات مع كردستان والتي لم تحصل منها سوى على الإهانات، فقررت ان تحمي بعض كرامتها ان لم تستطع ان تحمي مالها.

هذا "الإستيلاء" النفطي ليس إلا اخر سلسلة من نوعه ولن يكون الأخير. ففي الفترة الماضية وفي غفلة من الجميع، وخلال ثلاثة شهور من صدور قانون النفط الإقليمي، وقعت الحكومة الكردستانية عدداً هائلاً من عقود مشاركة الإنتاج مع شركات نفط اجنبية، مستندة الى غموض وثغرات دستورية تم ادخالها الى الدستورالدائم عن عمد، كما يستنتج من مقارنة بين نص الدستور الدائم و"قانون ادارةالدولة العراقية للمرحلة الإنتقالية، لاحظها خبير النفط العراقي فؤاد الأمير ونشرها في كتابه "ثلاثية النفط". يقول" أود ان أُوضح إن الكثير من تفاصيل العقود الموقعة قد تم أخذها من مصادر أجنبية مختلفة، فمحتوى هذه العقود لا يزال ضمن الأمور "السرية"، وما أعطته حكومة إقليم كردستان عنها هو معلومات بسيطة وأولية جداً" (#)

انفجرت ردود فعل عنيفة من حكومة المركز وبتأييد سياسي وشعبي واسع:

أسامة النجيفي: "هناك شركة كندية تدعى (trsais) ومقرها في الشيخان تقوم بالتنقيب عن النفط في ناحية القوش التابعة لقضاء تلكيف (شمال الموصل)، وحفرت بئرا استكشافيا في المنطقة، دون ان تحصل على أي موافقات من الحكومة العراقية." "مخالفة صريحة للقانون العراقي، واعتداء على أراضي محافظة نينوى من قبل حكومة إقليم كردستان."
عبدالهادي الحساني: «تسرع الاكراد في ابرام عقود النفط مع شركات أجنبية تسبب في ازمة سياسية ليست في صالح البلاد ما يوجب تعديل الفقرات الخاصة بالعقود في قانون النفط والغاز قبل إقراره».
"الاكراد منحوا الشركات نسبة عالية جداً من المردود تراوح بين 15 و18 في المئة ويجب مراجعة العقود المبرمة». «ابرموا العقود بعيداً عن أنظار البرلمان الكردي كما انهم لم يطلعوا مجلس النواب العراقي على الأمر».
"المادة 39 من الدستور تشير الى الغاء كل العقود النفطية التي يتم ابرامها قبل اقرار قانون النفط والغاز" «وبذلك فإن هذه العقود تعد ملغاة تلقائياً وغير رسمية».
جلال الدين الصغير:« توقيع الاكراد عقوداً نفطية ولد أزمة كبيرة والموضوع له عمق سياسي أبعد من المعلن».
بيان وقع عليه 61 خبيرا نفطيا أعلن عدم شرعية الإتفاقات.
اتحاد نقابات النفط "العقود النفطية التي ابرمتها حكومة اقليم كردستان باطلة"

الحكومة الكردستانية اختارت ان تهاجم الشهرستاني وحده كأنه الوحيد المعارض للعقود وانه هو المشكلة، واستخدمت اللغة مجابهة شرسة واتهامات جاهزة بالبعث وصدام الخ. ومن الطريف ان وزير الحكومة المركزية استخدم يوماً نفس الأسلوب لمهاجمة معارضي قانون النفط ووصفهم بنفس تلك الأوصاف!

جمال عبدالله المتحدث بإسم حكومة إقليم كردستان" تصريحات السيد حسين الشهرستاني تفوق حجمه وصلاحياته"
" لن تؤثر على الشركات الأجنبية المتعاقدة مع الإقليم" "هذه التصريحات ليس لها قيمة عملية في إقليم كردستان. هذه الشركات تعمل وفق العقد المبرم معها من قبل حكومة إقليم كردستان".
(طبعاً ان كانت تصريحات وزير النفط ليس لها قيمة في الأقاليم، فهذا يعني ان ليس لها قيمة في أي مكان في العراق)

ثم انتقل التحالف الكردستاني الى لغة التهديد:
د.حسين بلو في الشهر الماضي: " سيضطر التحالف الكردستاني للمطالبة بتغيير الشهرستاني أذا ما استمر في تصرفه كما هو الآن"."لم يعبر الشهرستاني في تصريحه سوى عن رأيه الشخصي، ومن المستحيل في ظل بقائه في الوزارة الاتفاق على قانون النفط و القضايا المتعلقة بها لأنه يفرض رأيه الشخصي." "سوف تظهر في الأسبوعين القادمين أنباء جديدة حول تغيير الشهرستاني".
،مدير مكتب العلاقات الخارجية في حكومة الإقليم فلاح مصطفى :حكومة الإقليم «غير مستعدة للجلوس معه"
الناطق باسم حكومة إقليم كردستان حذر الشهرستاني من أن حكومته ستطالب بتغييره «إذا ما أصر على سياسته ضد شركات النفط الأجنبية المتعاقدة مع حكومة الاقليم»،
الى اي شيء يستند التحالف في ثقته بقدرته على "ازالة" الشهرستاني؟ ليس هناك تفسير الا اللهم اعتمادهم على الضغط الأمريكي....
فلاح: "هذه تصريحات قديمة، وباليه من حيث المحتوى. حتى العقلية التي تنتج مثل هذه الأنواع من التصريحات، هي عقلية ما قبل التاسع من نيسان/أبريل عام 2003. للأسف الشديد أن نسمع هذه التصريحات التي هي قريبة من التصريحات البعثية".
آشتي هورامي :"حتى صدام حسين لم يستخدم هذه التكتيكات". "كلما سمعنا "غير قانوني" سنوقع عقدين جديدين"

برهم صالح لم يستهجن لغة التحدي الطفولي المثير للتقزز لجماعته، ولجوئهم الى الشركات الأجنبية قبل التحدث مع "زملاء الوطن" لكنه:«استهجن موقف الاستقواء باطراف خارجية، فيجب حل هذه القضية من خلال الآليات الدستورية في البلاد». «البت في مسألة العقود وصلاحياتها يعود الى المحكمة الاتحادية وليس لأي وزير ان يقرر شرعيتها بناءً على رؤية شخصية».
رئيس وزراء حكومة اقليم كردستان نيجرفان بارزاني:«حكومة الاقليم مستمرة في اتفاقها وعقود النفط مع الشركات الاجنبية ستدخل حيز التنفيذ».

***

السرية التي تحدث عنها فؤاد الأمير والمثيرة للقلق كانت مطلقة في بعض العقود مثل العقد الموقع بين حكومة الإقليم والكونسوريتوم الكندي التركي Addax – Jenel بقي سراً ولا تُعرف محتوياته، بالرغم من مرور اكثر من ثلاث سنوت من توقيعه.
يتحدث الأمير عن موضوع العقد، حقل طقطق، الذي وصفه بأنه "وقد يكون أثمن اكتشاف في حقول الشمال منذ اكتشاف حقل كركوك." وكيف نقله اشتي هورامي وزير نفط كردستان الى ملحق "الرقع الإستكشافية"، وهو ما يقلل من قيمته كثيراً بالنسبة لمالكه و يتيح للشركة المتعاقدة ان تضع شروطاً وارباحاً اضافية على اساس ان "الرقعة الإستكشافية" قد لاتحتوي نفطاً، وانها تخاطر باموالها. ان "تحويل" الحقل الى "رقعة استكشافية" يتيح للسيد اشتي حجة توقيع عقد "مشاركة انتاج" سيء كما تريد الشركات، وكما حدث بالفعل عام 2004 ولم يتم ابلاغ الحكومة الإتحادية به. يكتب فؤاد الأمير: " لا أريد أن اعلق عما مكتوب أعلاه عن حقل طق طق، ولكن ألا يجعل هذا الأمر القارئ يفكر بإرتياب؟!، إن لم نقل بغضب!!، وخصوصاً في هذه السنوات العجاف. حقل جاهز ذو نوعية نفط عالية جداً، يحال الى شركة "بالسر" ولا نعرف محتويات عقد المشاركة بالإنتاج هذا، وفي أحسن الأحوال بالنسبة للشعب العراقي أن تكون حصة الشركة الأجنبية 15%، بدون أي مجازفة أو تعب، أليس هذا تبرع بمال الشعب الكردي خصوصاً والشعب العراقي عموماً!!؟

وكذلك كان سرياً تماماً عقد كردستان مع شركة "هنت اويل" الأمريكية التي يرأسها "راي هنت" المقرب من الرئيس بوش واشغل مناصب هامة في حكومته كما كان احد المتبرعين الرئيسيين لحملته.
ليس العراق ولا كردستان، وانماالنائب الديمقراطي في الكونغرس "دينيس كوسينيج" ، طلب فتح تحقيق في اتفاقية هنت "بسبب علاقة رئيسها بالرئيس بوش"، قائلاً "إن هذه الإتفاقية، وبسبب كونها عقد مشاركة بالإنتاج، فإنها تنسجم مع محاولات الإدارة الأميركية لخصخصة الصناعة النفطية العراقية". بوش يصر انه لايعرف شيئاً عن الصفقة.

يكتب بول كروكمان في النيويورك تايمز: "حين يضع هنت امواله مع الكورد، بالرغم من معارضة بغداد، فإنه يراهن بصورة رئيسية بأن الحكومة العراقية، ... لن تستطيع أن تعمل شيئاً إزاء ذلك."
والحقيقة ان جرأة هنت واعتماده على خلفية القوة انتقلت مباشرة الى حكومة كردستان حيث لم تكتف "ببيع املاك" لا تمتلك دستورياً إلا جزءً ضئيلاً من واردها، بحجة وقوعها في اراضيها بل تعدت ذلك الى الإستيلاء على اراض اسمتها"الأراضي المتنازع عليها" حتى ان بعضها تقع ضمن محافظة نينوى!! فقد اشار موقع "الغد" عن مجلة "ميدل ايست ايكونومك سرفي" (MEES ) الى ان العقد يتضمن "تراكيب جبل قند وفجر ونرجس" وهو ما وصفته المجلة بأنه "خطوة تتخذها حكومة إقليم كردستان لتصنع وقائع على الأرض لأي نقاش مقبل."

وتتضح المؤامرة لضم الأرض من اشارة جريدة "أخبار دلاس الصباحية Dallas Morning News الصادرة في 28/11/2007، والتي كانت تجري مقابلة مع الوزير آشتي "ان رقع عقد هنت تقع في محافظة نينوى والتي هي تأريخياً كردية ولكن يطالب بها العرب!!!". ويضيف السيد آشتي "على هنت أن لا تقلق لأن المنطقة 90% كردية وإنها تدار من قبل الكرد سنة إثر سنة".

هل من مفر ان يذكر هذا بأساليب الإستيطان الإسرائيلي على الأراضي العربية؟ هل من مفر من القلق من ان تأخذ العلاقة العربية الكردية هذا الشكل مستقبلاً بوجود مثل هؤلاء الحكام في كردستان؟

ثم يتحدث الأمير عن مشكلة حقل كركوك العملاق الذي يتكون من ثلاث قبب متصلة ضمن حقل واحد: بابا وافانا وخرمالة. في 27/11/2007 اتهم الشهرستاني وزير النفط العراقي، حكومة إقليم كردستان بمنع بغداد من تطوير خورمالة، وهي جزء من حقل كركوك، وذلك بإستخدام القوة العسكرية (والمقصود بهذا البيشمركة)، حيث قال لمراسل داو جونز "إن قوات تعود الى إقليم كردستان تمنع كادر شركة نفط الشمال من تنفيذ مشروع حقل خرمالة"
بعد ذلك أحيلت القبة من قبل وزارة الإقليم ومجلس النفط فيها الى "شركة النفط الوطنية الكردستانية كنوك"!!
يقول الأمير "لا يمكن بالمرة أن أفهم لماذا استقطعت خرمالة من حقل كركوك واعطائها الى KNOC، فهو عمل لا يمكن أن يكون مقبولاً من الناحية الفنية والإقتصادية والأهم من الناحية السياسية، فهي عملية إستفزازية فقط!!."
"ماذا تريد حكومة الإقليم؟! هل تريد إستغلال الوضع المأساوي في المناطق الوسطى والجنوبية لفرض رأيها، وبمعزل عن رأي القوى الأخرى، ولا حتى بمشاورتهم؟.... هل تريد حكومة الإقليم وضع حقائق على الأرض بإستغلال الموقف الضعيف جداً لبقية المجتمع العراقي (حكومة وشعباً) ولفرض الرؤيا التي تريدها لشكل ونص قانون النفط والغاز؟"
واقول:اليس مضحكاً ان حكومة كردستان تطالب حكومة المركز بالصرف على هذه القوات التي تتصدى لفرقها وتمنعها من العمل بقوة السلاح؟ اليس منطقياً اكثر ان تتوجه حكومة المركزالى بناء قوة عسكرية خصيصاً لردع هذه القوة بدلاً من الصرف عليها؟ ان كان هذا الكلام يبدو مثيراً وغريباً فأخشى ان لايكون كذلك غداً ان استمر هذا المنطق، وان يجد العراق ان عليه ان يتحسب لإعتداءات البيشمركة اكثر من تحسبة لإعتداءات ايرانية او تركيه، خاصة ان كانت مسنودة من القوات الأمريكية الباقية "لحماية" البلاد!

ذكرت "IAS" "إن بعض العقود الموقعة من قبل حكومة إقليم كردستان، تظهر وكأن هذه الحكومة تريد توسيع حدودها غرباً وجنوباً، وبطريقة يمكن أن تخلق توترات مع باقي العراق في المستقبل. إن الكورد يريدون، بالإضافة الى كركوك، توسيع أراضيهم نحو الجنوب للوصول الى سلسلة جبال حمرين، والتي يدعون انها الحدود الطبيعية لكردستان، والوصول الى الجنوب، خانقين في المحافظة الشرقية ديالى، وكذلك الى الحدود الغربية لتصل الى الموصل".
أما النيويورك تايمز فلقد كتبت " إن عقود النفط هذه هي محاولة خطرة بوضع حقائق على الأرض وتثير أكثر من عدم الثقة والمعارضة المتبادلة ".

وكما خفض السيد آشتي حقل طقطق الى "رقعة استكشافية" ليتمكن من "اهدائه" الى الشركات فعل نفس الأمر مع حقل كورمور الغازي (والذي هو ضمن محافظة صلاح الدين. كذلك طلب نقل حقل جمجمال الغازي من ملحق رقم (3) الى ملحق (4) للرقع الإستكشافية!!
.
يكتب فؤاد الأمير عن غطرسة الإقليم: " لأول مرة أقرأ أو أسمع في حياتي أن تذهب الحكومة الفيدرالية للمحكمة الدستورية للإعتراض، إذ من المفروض أن تعترض الأقاليم على الحكومة الإتحادية في هذه المحكمة وليس العكس."
" إن حكومة إقليم كردستان ستدخل بالتأكيد، وبدون منازع، كتاب كينيز للأرقام القياسية، إذ لم يسبق أن وقعت دولة (وليس إقليم) مثل هذا العدد من عقود المشاركة خلال سنتين، ولم توقع أية دولة حتى ربع هذا العدد خلال مثل هذه المدة القصيرة. ...لو كنت شوفييني عربي لقلت دعهم ينهون نفطهم ونحن نأخذ حصتنا الدستورية منهم، وفي المستقبل سيركضون وراءنا بعد أن ينفذ نفط إقليم كردستان!!؟."

ورغم ان"غلوبال بولس فورم" كانت تكتب: بافتراض كون سعر برميل النفط 40 دولاراً، فإن العراق سوف يخسر من الحقول الإثنى عشر الأولى وحدها المزمع تطويرها ما بين 74 ملياراً و 194 مليار دولار خلال مدة سريان العقود ان تم الإتفاق على عقود "مشاركة الإنتاج" التي يتم الترويج لها في العراق. لكننا نعلم ان السعر الحالي يعادل هذا مرتين ونصف اي ان الخسائر قد تصل الى 500 مليار دولار!! 500 مليار دولار للشعب العراقي او للشركات، لاتثير هورامي، ولاتثيره الـ 85 مليار دولار التي ستكون حصة الكرد منها ان كانت للعراق. انه متحمس لتسليم الشركات اكثر ما يمكن وبعقود مشاركة انتاج: "إذا كنا سنضع 90% من احتياطي النفط العراقي تحت تصرف شركة النفط الوطنية، عند ذاك لانحتاج الى قانون للنفط...هذا لايساعد في إجتذاب الإستثمارات"! انه يفضل ان يحصل على المال بشكل "استثمارات" ليست له على ان يحصل عليه امتلاكاً من بيع النفط بشكل افضل!

لنواجه الحقيقة المرة: انها ليست قصة خلاف سياسي او اختلاف وجهات نظر او قراءات مختلفة للدستور تحل عن طريق المحكمة الدستورية، انها ببساطة قصة لصوصية وسلب لحكومة عاجزة وشعب تحت الإرهاب! لأبطالها رائحة اللصوص وحماسهم وتهورهم وليس لهم صفات من يبحث عن الخير وضمان المستقبل لشعبه. ربما تقول: "وهل وحدهم اللصوص؟" واقول لا. لكنهم ربما كانوا اقوى من يسعى لتستولي اللصوصية على النهار ايضاً، بينما يكتفي الباقون بالليل، وللباقون يومهم ايضاً ان تمكنا من انقاذ النهار على الأقل. لذا فأن المحكمة التي يفترض الذهاب اليها في مثل هذه الحالة ليست المحكمة الدستورية انما محاكم العقوبات العادية بعد اجراء تحقيقات مفصلة كما تجري العادة حين يوقع وزير او موضف عقوداً مشبوهة. الحل الحقيقي لها ليس "بالتفاهم" ولا بالوصول الى حل وسط يسعد اللصوص بنصف غنيمة، بل بتطبيق قانون العقوبات. لكن القانون في العراق يناضل من اجل بقائه نفسه ولا قدرة له على التحرش بالفساد القوي المتحدي المهاجم من كردستان! حتى يتغير هذا الحال ربما لن نجد بديلاً من اعطاء اللصوص بعض غنائمهم، ولكن علينا دائماً ان نعد انفسنا ونسعى الى يوم يقدمون فيه الى يد القانون ليحاسبوا على كل جرائمهم بحق شعوبهم، ويجب ان تصل الى اللصوص هذه الرسالة وان يقلقوا بأن الإحتلال والشعارات القومية اللاهبة وإساءة استخدام ضحايا شعبهم لن تحميهم من المحاسبة الى الأبد!

(#) المصدر الرئيسي للمعلومات دراسة فؤاد الأمير: حكومة اقليم كردستان وقانون النفط والغاز
http://www.ahewar.org/news/s.news.asp?ns=&t=&nid=173833

مطالب الكرد النفطية ونهاية العراق
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=104165



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغنية الخوف
- حلبجة وغيرها...تحدثوا لنا ولا تتعبوا...نريد ان نعرف لغتكم..
- عندما تقود الخيوط الى الإتجاه غير المناسب لتفسير الإرهاب: مص ...
- لماذا كانت جريمة قتل مبدر الدليمي -شديدة الغرابة-؟
- الإتفاقية الأمريكية العراقية: وزير الخارجية وقضية لاتجد سوى ...
- مرة ثانية يبدأ التأريخ من جديد على الفلسطينيين وسيبقى يبدأ م ...
- الخلط بين مقاييس نجاح -التجربة- و -تطبيق النظرية- – مناقشات ...
- وثائق سرية:أميركا فكرت باحتلال حقول النفط عام 73، فكيف مع قو ...
- إعلان النوايا: العراق وقصة الفصل السابع
- تصميم مقترح لشعار وعلم العراق
- الإحساس بالدونية في منطق شاكر النابلسي واسلوبه
- اخيراً، همسات انتصارات قادمة لشعب العراق....
- من لم يكن منكم صداماً فليرم المالكي بحجر
- اصوات اليوم واصوات الأمس
- حول نقل التجربة بين مجتمعات مختلفة: مناقشات يسارية مع د.كاظم ...
- شروط نفي النظرية - مشاركة حوار اليسار كاظم حبيب – سيار الجمي ...
- إكشفوا اين اختفت المنحة النفطية الكويتية للأردن قبل توقيع ال ...
- العراق والأردن - ديون غريبة ومفاوضات مريبة
- العلاقة المخجلة للحكومة العراقية بالحكومة الأردنية
- الجزية السرية 1- العجائب السبعة للعلاقة العراقية الأردنية


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - فساد بغداد وفساد كردستان: 1- الإقليم يسطو على حقول نفط جيرانه