أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - حلبجة وغيرها...تحدثوا لنا ولا تتعبوا...نريد ان نعرف لغتكم..














المزيد.....

حلبجة وغيرها...تحدثوا لنا ولا تتعبوا...نريد ان نعرف لغتكم..


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2180 - 2008 / 2 / 3 - 11:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مجاميع من اللوريات تقطر بشراً.... اخذت لتدفن بعيداً عن ارضها....
مقابر جماعية...بقايا لرجال ونساء واطفال يرتدون ملابس غريبة عن هنا...
معذرة يا رسول: ايه يا مقبرة كردستان...لم قذفت بأشلاء اولادك الى كل هذا البعد؟

تحدثوا الينا...تحدثوا الينا وبصدق نريد ان نستمع وان نفهم ما مر بكم...
لتقل لنا عيونكم ما لا تستطيع السطور ان توصله الينا... لتحك لنا عن هول الامكم....
لا تسمحوا لأحد ان يشوه انسانية قصة شعبكم...لاتسمحوا لأحد ان يصغر الام اهلكم....لاتسمحوا لمسؤول ان يتهرب من مسؤولية دماء شبابكم، وصراخ امهاتكم واستغاثة اطفالكم...عربياً كان المسؤول ام كردياً ام كان امريكياً...

لسنا نقف معكم فقط في كشف المجازر التي حدثت، بل نطالبكم بهذا الكشف..
ان قصة وقوف الشعب الكردي بوجه الظلم ليست قصة كردية فقط...هي ليست ملكاً لكم وحدكم..
انها قصة عراقية ايضاً، ولكل عراقي الحق بمعرفتها...
وقبل هذا وذاك، هي قصة احد شعوب الإنسانية...وللإنسانية فيها حق تطالبكم به..

الإنسانية تريد ان تعرف تفاصيل ما حدث لأبنائها الأكراد...كيف قتلوا؟ هل تعذبوا؟ هل تركوا وصية؟ قالوا شيئاً قبل ان يقتلوا؟ هل تكاتفوا وصبّر بعضهم بعضاً، ام فضلوا الصمت احتجاجاً؟ هل كانوا يأملون حتى اخر لحظة ان قدراً ما سيأتي لإنقاذهم؟ ...انهم ابناؤها...لايكفي ان تقولوا لها انهم كانوا 180 الفاً...عددوا لها الـ 180 الفاً وانقشوا اسماءهم بعناية...
أخبروها واخبرونا ايضاً عن الجنود القتلة....ألم يك في قلب احدهم بصيص انسانية نساه المدرب الوحشي...
بصيص انسانية يثيره وجه اب حائر في طمأنة اولاده كذباً وهو يعلم ان موتهم على بعد امتار....واي موت!
الم يفقد جندي اعصابه ويطلق النار على رفاقه فيردوه قتيلاً؟ الم يجد احداً في رفقة الضحايا هذه، خيراً من رفقة الوحوش المبرمجة. الم يجد اي منهم....

كنت احسبني فاهماً لما حدث، مكتفياً بمعرفتي اللازمة لتحديد المذنب والبرئ واقناع الآخرين بما اعرف...
شكراً لمن نبهني، دون ان يدري، الى اني لا اعرف شيئاً,
وان ارقامي لاتساوي ظفر معرفة،
شكراً لمن نبهني ان في بعض الأمور، يتوجب تعليم القلب ايضاً وإلا بدا الرأس باهتاً مضحكاً...

أخبرونا بما حدث لكم، وإلا فلن نفهم لغتكم بعدذاك...
نريد ان نعرف معاني الكلمات في قاموسكم...
نريد ان نعرف ما تثير في نفوسكم، وإلا كان كل حديثنا بعد الآن حديث طرشان
أخبرونا...اخبرونا..نريد ان نتعلم لغتكم...تحدثوا لنا ولا تتعبوا...

لا تفشل قصة يكتبها من عايش الألم في كردستان من استدرار دموعي...
رغم ان القصة لن تضيف الي اية معلومة، ولن تغير رأيي بشيء...
لكني احس اني بحاجة ان اغور في عمق القضية...
ان ما اعرف من ارقام لن يسعفني في تصور المشهد المرعب..
رجال يتسلقون الجبل فاغرين عيونهم بلا وعي..
ولن يسعفني في تصور الم اب يشاهد اولاده يختنقون في حلبجة وهم ينادونه لنجدتهم....

تعالوا...ربما تسعفنا طاقة خيالنا قليلاً لنقف مع الذين ذهبوا لوحدهم، في ليال الرعب...
تعالوا نتصور شعور الأم التي دفنت حية مع ابنها الملتصق بها في لحظات النفس الأخير تحت التراب وهي تسمع اخر حشرجاته وندائه لها وهو يختنق قبل ان يسعفهما الموت من عذاب بني جنسهما الوحشي: البشر!

يا الله....هل يبقى بعد ذلك منطق وتفهم وحساب؟؟
هل هناك مجال لمسامحة من كانوا "ينفذون الأوامر فقط!!"
وهل هناك "فقط" في هذا الهول؟
كيف تحسبها؟؟ اليست ذرة مشاركة في هذا تساوي جبلاً من الجرائم؟؟
فلتسقط السماء عندها على الحساب وعلى العدل والظلم....ولتبتلع الأرض الأبرياء قبل المذنبين....



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تقود الخيوط الى الإتجاه غير المناسب لتفسير الإرهاب: مص ...
- لماذا كانت جريمة قتل مبدر الدليمي -شديدة الغرابة-؟
- الإتفاقية الأمريكية العراقية: وزير الخارجية وقضية لاتجد سوى ...
- مرة ثانية يبدأ التأريخ من جديد على الفلسطينيين وسيبقى يبدأ م ...
- الخلط بين مقاييس نجاح -التجربة- و -تطبيق النظرية- – مناقشات ...
- وثائق سرية:أميركا فكرت باحتلال حقول النفط عام 73، فكيف مع قو ...
- إعلان النوايا: العراق وقصة الفصل السابع
- تصميم مقترح لشعار وعلم العراق
- الإحساس بالدونية في منطق شاكر النابلسي واسلوبه
- اخيراً، همسات انتصارات قادمة لشعب العراق....
- من لم يكن منكم صداماً فليرم المالكي بحجر
- اصوات اليوم واصوات الأمس
- حول نقل التجربة بين مجتمعات مختلفة: مناقشات يسارية مع د.كاظم ...
- شروط نفي النظرية - مشاركة حوار اليسار كاظم حبيب – سيار الجمي ...
- إكشفوا اين اختفت المنحة النفطية الكويتية للأردن قبل توقيع ال ...
- العراق والأردن - ديون غريبة ومفاوضات مريبة
- العلاقة المخجلة للحكومة العراقية بالحكومة الأردنية
- الجزية السرية 1- العجائب السبعة للعلاقة العراقية الأردنية
- السجن بمناسبة شهر ذي الحجة
- امثلة من الإعلام العراقي وغيره 5 - التلاعب بالحقائق


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - حلبجة وغيرها...تحدثوا لنا ولا تتعبوا...نريد ان نعرف لغتكم..