أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - صائب خليل - الفرق بين الدفاع عن المرأة واستخدامها كهراوة لضرب الإسلام














المزيد.....

الفرق بين الدفاع عن المرأة واستخدامها كهراوة لضرب الإسلام


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2214 - 2008 / 3 / 8 - 11:25
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    


مما لاشك فيه بالنسبة لي ان المرأة تحصل على حقوقها بشكل افضل واكبر في مجتمع علماني، وبذلك تنسجم مصالحها مع مصالح دعاة خلق مجتمع علماني...لكنها لاتنطبق دائما! لا توجد جهتين تتطابق مصالحهما دائماً، وهي حقيقة يعرفها جيداً حتى المبتدئين في السياسة. لذا يضع طرفا أي حلف او صداقة نصب اعينهم متى تفترق مصالحهم عن مصالح اصدقائهم دائماً.
وبللنسبة الى علاقة المرأة والعلمانيين نقول ان علمانيي هذا الوقت وبسبب اندماجهم في الفوران السياسي في العالم، وخصوصاً الهجمة الشرسة على الإسلام باسم "الحرب على الإرهاب" وحرية "الشتم" فأنهم تبنوا الطروحات الأمريكية المتطرفة بالنسبة للإسلام كما هو واضح من مراقبة مواقع الإنترنيت التي تتحدث باسم العلمانية وصارت العلمانية كلمة مرادفة عملياً لمعادات الإسلام، وتهمشت بقية اهداف وتصورات العلمانيين عن العالم الى الخلف. صار نقد الإسلام تخصصاً وهواية للعديد من المثقفين العلمانيين بل صار لدى البعض اشبه بالداء الذي يعمي صاحبه عن كل حقيقة لاتناسب هذا النقد، ووصل الأمر الى حالة شبه جنونية نراها في التعاطف مع شخصيات سايكوباثية مثل وفاء سلطان حتى عندما تتفوه بكلام عنصري صريح ومقزز للحس الإنساني السليم.

يفقد العلمانيون المندمجون في هذا الجو المريض ميزتهم الأساسية في النظرة الإنسانية الأخلاقية والذكية ويبتعدون عن اهدافهم الأساسية، وبذلك تزداد فرقتهم عن حلفائهم الطبيعيين الذين سيجدون انفسهم اكثر فأكثر محاصرين للبحث عن مصالحهم من خلال تلك الحرب الكلامية الخشنة مع الإسلام، ومن هؤلاء الحلفاء حركات تحرر المرأة.
يزيد الطين بلة والرؤيا تشويشاً، الجهلة من الإسلاميين المتطرفين. هذه القلة النشيطة واحساسهم المقيت بحرية الإعتداء على حرية الناس وفرض رأيهم عليهم، وخاصة النساء، كأن الله لم يوصي بغير طول الملابس وتغطية الشعر. انهم بنشاطهم وتطرفهم المثير للإنتباه يفرضون صورة الإسلام وحدهم ويغمطون وجود كثرة معتدلة متفهمة، كانت موجودة معنا منذ الأزل وما زالت ولم يصل الخلاف معها في هذا الأمر الى اي احتكاك ملحوظ مع المجتمع. ان نقد التصرفات الهوجاء لهؤلاء حق وواجب لكل علماني او غيره، لكن النقاش لم يعد يدور حول هؤلاء، بل استلم بعض العلمانيون المهمة غير المشرفة لتحويل النقاش الى تجريح وسد اي باب للحديث والحوار المفيد مع المسلم، معتدلاً كان ام متطرف. هكذا اصبح العلماني المهاوش والإسلامي المتطرف متعايشين يساند احدهما وجود الأخر ويبرره، تماماً كما يساند الإرهاب والإحتلال كل وجود الأخر ويبرره.

كيف يؤثر هذا الإندفاع المتطرف للحرب مع المسلمين لدى العديد من العلمانيين، على صراع حقوق المرأة؟
بشكل سلبي بلا شك! فاولاً ان استعادة المرأة لحقوقها عملية اجتماعية تعيش وتزدهر في جو من الهدوء والثقة الإجتماعية وهذه اول ضحايا هذا "المهالس والكفش". وثانياً انه يدفع الى التركيز على الحقوق التي تريد انتزاعها من الإسلاميين دون غيرها من حقوق، وكأن تخلف المجتمع وتراثه حتى قبل الإسلامي لم يكن مسؤولاً عن ظلم للمرأة, وكأن كل شاب غير مؤمن بالله، يؤمن بمساواة المرأة.

ان انصع دليل على زيف هذا الدفاع، يتبين حين يكتشف العلمانيون المدافعون عن حقوق المرأة عن طريق المهاوشة وحدها، حين يكتشفون حديثاً او آية تظلم المرأة وتنكر مساواتها بالرجل. هل ينزعجون ويحزنون؟ هل يحاولون البحث عما يناقضها وينقضها في حديث اخر او آية اخرى لنفيها؟ ابداً...بالعكس! انهم يطيرون من الفرح ويسارعون لتبادل ونشر هذه الأدلة الثمينة على صدق روايتهم في شيطنة الإسلام والمسلمين، حتى على حساب انتشار مفهوم معاد للمرأة ومساواتها! ولو رد بعض المسلمين بأن تلك احاديث غير صحيحة او ضعيفة اي مشكوك بصحتها، او ان الآيات لها تفسير اخر لايسيء الى المرأة، ماذا يكون رد علمانيي المهاوشة؟ هل يفرحون؟ هل يأخذون هذا الرد وينشروه لكي يقطعوا الطريق على من يظلم المرأة به، كما يفترض لو كانوا صادقين في دوافعهم؟ ابداً...انهم يستنفرون ويستفزون ويحاولون جهدهم اثبات ان الحديث الظالم للمرأة موثوق به وصحيح وان التفسير الظالم للمرأة سليم من الناحية الدينية!

هل ينشرون تصرفات مسلمين تأريخية تؤكد احترام المرأة لتثبيتها وتوجيه الناس اليها ام يجهدون لنبش كتب التأريخ والدين بحثاً عن كل ما يسيء للمرأة في الإسلام؟ أين مصلحة المرأة في ذلك؟ هل حاولوا البرهنة للأكثرية المسلمة ان روح الدين تدفع باتجاه اعطاء المزيد من الحقوق والمساواة للمرأة ام كانت جهودهم منصبة على العكس؟ هل حاولوا استبيان اتجاه الإسلام من خلال تحريمه وأد البنات الذي كان منتشراً واعطاء المرأة حصة في الميراث ولم تكن لها وتحديد الزواج باربعة وكان مطلقاً وغيرها من التشريعات؟ لو ان المرأة وكلت محامياً للدفاع عن حقوقها، لكان فعل ذلك بلا شك، ولربما اقنع المسلمين ان دينهم كان يدفع بحقوق المرأة باقصى ما يسمح به المجتمع حينها نحو المساواة في الحقوق ولعله كان اقنع نسبة منهم بضرورة الإقتداء بهذا التوجه الإسلامي، ولربما كسب هؤلاء مع العلمانيين اصواتاً للحصول على قوانين افضل للمرأة، لكنهم لم يفعلوا ذلك.
ما الذي فعله العلمانيون المهاوشون للإسلام؟ بعضهم تخصص بالكتاية عن حادثة مفاخذة الرسول لطفلة قبل 1500 عام كأنها اخطر ما مرت به البشرية من احداث منذ ذلك الحين، فصفق له الباقون دون خجل، وبعضهم اختص بما يقوله ابو هريرة وفرح الباقون، وبعضهم زيّف تحديد عدد الزوجات كأنه اطلاق وزيادة للعدد فقال الباقون آمين!

هل للمرأة ان تثق بأن هؤلاء يتصرفون بدافع الحرص على حقوق المرأة؟ القرار لك يا عزيزتي, وفي كل الأحوال لك اجمل امنياتي وكل عام وانت بالف خير.



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمال يساعد امه – فكرة لمناسبة عيد المرأة
- كيف دافع المؤيدين الخجولين عن معاهدة مخجلة؟
- فرصة الفلسطينيين للسلام الكريم تبدأ بحسم امرهم مع الفساد
- إبداعات مسرحية للرئاسة العراقية
- بالون ودبابيس
- معاهدة لاتجد ما يدافع عنها سوى الكذب- تآمر لشلّ ديمقراطية ال ...
- لست وفياً جداً لأصدقائي: قصة واقعية قصيرة
- دعوة للصدر لتجميد آخر
- وداعاً ايها التميمي الجميل
- بوش والمالكي: معاهدة من وراء شعبيهما
- لا تدعوا جريمة البرلمان العراقي العنصرية تغور في ذاكرة العرب ...
- فساد بغداد وفساد كردستان: 1- الإقليم يسطو على حقول نفط جيران ...
- أغنية الخوف
- حلبجة وغيرها...تحدثوا لنا ولا تتعبوا...نريد ان نعرف لغتكم..
- عندما تقود الخيوط الى الإتجاه غير المناسب لتفسير الإرهاب: مص ...
- لماذا كانت جريمة قتل مبدر الدليمي -شديدة الغرابة-؟
- الإتفاقية الأمريكية العراقية: وزير الخارجية وقضية لاتجد سوى ...
- مرة ثانية يبدأ التأريخ من جديد على الفلسطينيين وسيبقى يبدأ م ...
- الخلط بين مقاييس نجاح -التجربة- و -تطبيق النظرية- – مناقشات ...
- وثائق سرية:أميركا فكرت باحتلال حقول النفط عام 73، فكيف مع قو ...


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- المرأة النمودج : الشهيدتان جانان وزهره قولاق سيز تركيا / غسان المغربي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - صائب خليل - الفرق بين الدفاع عن المرأة واستخدامها كهراوة لضرب الإسلام