أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صائب خليل - بالون ودبابيس














المزيد.....

بالون ودبابيس


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2208 - 2008 / 3 / 2 - 11:03
المحور: الادب والفن
    


اتحرش أيضاً بالموسيقى. آخر تحرشاتي كان محاولتي تعلم الإيقاعات التي وجدتها على كتاب لأغاني عراقية اشتريته مؤخراً للفنان حميد البصري، وتنفيذها مع الغناء على طبل افريقي كبير (جمبي) جميل الرنين كنت اشتريته قبل فترة. وجدت ان معظم الأغاني كانت على ايقاعين: سنكين سماعي و جورجينة (انا ايضاً لم اكن اعرف هذه الأسماء)، وقد وجدت على الإنترنيت موقعاً رائعاً يعلمنا عدداً هائلاً من الإيقاعات الشرقية (*).

كان الكتاب والموقع والطبل كل ما احتاجه للبدء وبالفعل كنت اقضي احياناً ساعة كاملة دون ان احس بها، في صراع بين الـ "دم" والـ "تك" وترهيمها مع الأغنية حتى اتمكن منها فاتحول الى غيرها، وبالطبع كانت بعض الأغاني اكثر عناداً من اخريات حبابات. من الأغاني العنيدة اغاضتني "يا نبعة الريحان" اكثر من غيرها، لكني اصررت عليها لأني احبها بشكل خاص، وبعد محاولات متكررة بدت علائم الهزيمة عليها، وانسابت ايقاعاتها العسيرة البطء اخيراً مع الكلمات وهنا حدثت المفاجأة التي لم اكن اتوقعها!

فجأة إختنق صوتي وتقلص حلقي وامتلأت عيناي بالدموع! إندهشت لنفسي لكني لم اتوقف عن الغناء والعزف لأمسح دموعي بل اندفعت اكثر في حالة اشبه بالمازوكية وأنا احاول ان اكتشف لماذا تنهال الدموع، التي صارت تصب بلا توقف، مني بلا مناسبة. اخيراً لم يعد ممكناً ادامة هذا الغناء النشيجي الكوميدي المتقطع فتوقفت كمن فاجأ نفسه في موقف محرج! كنت بلا شك في لحظة ازدواجية شخصية حادة: احداهما تغص في البكاء والعاطفة والثانية تحاول تحليلها ببرود علمي قاتل.

لم يحدث لي ذلك؟ صحيح انني اعاني من ضغوط متعددة لكن معظمها كان باختياري، ولم اشكُ لأحد ولا لنفسي. لم ابكي بهذه الحرقة وانا الذي اضع نصب عيني شعار نيتشة: "المحارب لايطالب ان يعامل بالمراعاة" واعتبر نفسي محارباً في معارك ادخلها بإرادتي؟
راجعت كلمات الأغنية متسائلاً ان كانت قد اثارت في نفسي انعكاساً لتجربة شخصية فلم اجد رابطاً بينها وبين ذكرياتي. اللحن حزين بلا شك، ولكن الا يشمل هذا الغالبية الساحقة من الأغاني العراقية، فلمَ جعلتني هذه بالذات اسبح في بحيرة من الدموع؟

لكن هل هي الأغنية بالذات ام المشكلة فيّ انا، وانها ظهرت صدفة عند وصولي هذه الأغنية؟ حاولت اغنية ثانية وما هي إلا ثوان حتى تشنج صوتي وتقطع وعادت الدموع, وعدت ابكي واضحك من نفسي في مشهد كوميدي وددت لو اني كنت قد سجلته بالفيديو لنفسي. وقلبت الصفحة لأغنية ثالثة فتكررت المسرحية خلال ثوان ايضاً…

عندها ادركت ان المشكلة لم تكن في الإغنية ولا حتى في ذكريات حزينة في اللاوعي…لقد كان انفجار توتر من مختلف الضغوط التي كنت اخزنها الواحدة فوق الأخرى دون ان احسب لذلك حساباً. لم اتعاطف مع نفسي بل ذكرتها بمن يعيش من اهلي واصدقائي في العراق والضغوط الهائلة التي يتعرض لها، ورغم ذلك فأن ضغوطي الباهتة امامها ابت إلا ان تنفجر في اول فرصة وجدتها، حتى وان لم تكن لها علاقة مباشرة بتلك "الفرصة".
يبدو ان العراقي قد صار بالون منفوخ بالدموع…لا بأس....ولنمض قدماً, ولكن لتنتبهوا يا اصدقائي حين يمر احدكم قرب دبوس 

http://www.khafif.com/rhy/rhylist.html (*)



#صائب_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاهدة لاتجد ما يدافع عنها سوى الكذب- تآمر لشلّ ديمقراطية ال ...
- لست وفياً جداً لأصدقائي: قصة واقعية قصيرة
- دعوة للصدر لتجميد آخر
- وداعاً ايها التميمي الجميل
- بوش والمالكي: معاهدة من وراء شعبيهما
- لا تدعوا جريمة البرلمان العراقي العنصرية تغور في ذاكرة العرب ...
- فساد بغداد وفساد كردستان: 1- الإقليم يسطو على حقول نفط جيران ...
- أغنية الخوف
- حلبجة وغيرها...تحدثوا لنا ولا تتعبوا...نريد ان نعرف لغتكم..
- عندما تقود الخيوط الى الإتجاه غير المناسب لتفسير الإرهاب: مص ...
- لماذا كانت جريمة قتل مبدر الدليمي -شديدة الغرابة-؟
- الإتفاقية الأمريكية العراقية: وزير الخارجية وقضية لاتجد سوى ...
- مرة ثانية يبدأ التأريخ من جديد على الفلسطينيين وسيبقى يبدأ م ...
- الخلط بين مقاييس نجاح -التجربة- و -تطبيق النظرية- – مناقشات ...
- وثائق سرية:أميركا فكرت باحتلال حقول النفط عام 73، فكيف مع قو ...
- إعلان النوايا: العراق وقصة الفصل السابع
- تصميم مقترح لشعار وعلم العراق
- الإحساس بالدونية في منطق شاكر النابلسي واسلوبه
- اخيراً، همسات انتصارات قادمة لشعب العراق....
- من لم يكن منكم صداماً فليرم المالكي بحجر


المزيد.....




- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...
- عشرات الفنانين والإعلاميين يطالبون ميرتس بوقف توريد الأسلحة ...
- حكايات ملهمة -بالعربي- ترسم ملامح مستقبل مستدام
- مسرحية -لا سمح الله- بين قيد التعليمية وشرط الفنية
- أصالة والعودة المرتقبة لسوريا.. هذا ما كشفته نقابة الفنانين ...
- الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ضربة موجعة جديدة لقطاع الإعلام ا ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صائب خليل - بالون ودبابيس