أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - حلبجة...السادة أمنوا منازلهم جيداً














المزيد.....

حلبجة...السادة أمنوا منازلهم جيداً


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2223 - 2008 / 3 / 17 - 08:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تحت وابل من المطر الربيعي، انطلقت الى مدينة دلفت الصغيرة ذات الجالية العراقية النشطة، حيث اقيم بعد ظهر هذا اليوم احتفال بمناسبة مرور عشرين عاماً على جريمة حلبجة. إضافة الى الرغبة بالتعرف اكثر على ما جرى في تلك المأساة و"تعريف قلبي" عليها وليس عقلي فقط، كما كتبت في مقالة لي، فقد كنت ارغب في مقابلة النائب الإشتراكي هاري فان بومل، الذي كان معنا في لجنة الشرق الأوسط في الحزب الإشتراكي الهولندي، وكان هناك نائبة عن اليسار الأخضر اعرفها ايضاً، لكنها لم تأت، اضافة الى نائب عن الحزب الليبرالي (الأمريكي بلا منازع) والذي كان "ضابط العدالة" في محاكمة "انرات" الذي ادين بتصدير مواد كيمياوية الى صدام حسين وهو يعلم بما سوف تستخدم به, وحكم عليه بالسجن 17 عاماً بعد جهود بطولية للمنظمات الكردية في هولندا ودون دعم من اية جهة.

بعد ان قدمت شابة كانت قد تعرضت للضربة الكيمياوية ونجت منها، كلمتها، القى فان بومل كلمة وكذلك تيفن الليبرالي وأكد كل منهما التزامه بدعم الجهود الرامية للإعتراف بالجريمة كـ "جريمة إبادة"، ثم كانت هناك فرصة للأسئلة، ربما كان اهمها اولاً سؤال من مديرة الحفل فتساءلت: "لماذا يصعب الى هذه الدرجة اقناع السياسيين في هولندا بنوع هذه الجريمة، اليست جريمة واضحة؟" وكان سؤال اخر من احد منتسبي "إتحاد الشبيبة" سأل : "لماذا لم ينتبه الغرب الى هذه الجريمة ويدينها وقت حدوثها؟ لماذا توجب الإنتظار 20 عاماً لنسمع منكم هذا الكلام؟ لماذا يحدث نفس الأمر لمثل هذه الجرائم في مختلف بلدان العالم؟" والسؤال الثالث هو عن امكانية تقديم اخرين مسؤولين عن الجريمة اضافة الى انرات.

لم اسمع جواباً واضحاً عن السؤالين الأولين وكان "تيفن" بارعاً طبعاً في تجنب الجواب الحرج بتحويل السؤال الى سؤال تكنيكي وليس اخلاقي. اما السؤال الثالث فكان هناك جواب واضح لديه عليه وهو ان معظم المذنبين الذين صدّروا المواد الكيمياوية قد فعلوا ذلك قبل عام 1984 ولم تكن في حينها عملية ممنوعة، ليس في هولندا فقط بل في العالم كله، ولذا لن يكون ممكناً ملاحقتهم قانونياً.

ولما لم يكن الوقت كافياً للجميع حاولت استغلال فسحة الراحة لتوجيه سؤالي مباشرة الى السيد تيفن، فقلت له: "لكن في حالة إقرار الجريمة كجريمة إبادة فسيكون بالإمكان ملاحقة هؤلاء اليس كذلك؟ فحسب علمي فأن مرتكبي مثل هذه الجرائم لن يعفيهم انها لم تكن ممنوعة في بلادهم، بل حتى ان كانوا يعملون تحت الأوامر العسكرية..فهل هناك علاقة بين صعوبة اقرار الجريمة كجريمة إبادة وبين هذه الحقيقة باعتبار انها قد تحرج عدداً كبيراً من امثال انرات في مختلف بلدان الغرب؟ قال: "لا..حتى إن اقرت كجريمة إبادة لن يكون سهلاً ملاحقة هؤلاء لأنهم انما كانوا يصدرون مواد يمكن استخدامها لأكثر من غرض". الححت: "وماذا لو امكن اثبات انهم كانوا يعلمون ان موادهم ستستخدم لإبادة البشر كأسلحة كيمياوية"؟ قال: "حتى في هذه الحالة لن يمكن ملاحقتهم، لأن هناك فرق بين من يرتكب جريمة الإبادة ومن "يتيح الجريمة" ولذا ليس هناك طريقة للإمساك بهم" سألت: "ألا يعتبر المشارك في جريمة مجرماً؟" فأجاب وقد ضاق صبره قليلاً: "لايعتبرون "مشاركين" بل هم "أتاحوا الجريمة" فقط حسب القانون" قلت: "وهؤلاء لا يمكن ملاحقتهم؟ " قال "لا"!

أدركت ان "السادة" قد أمنوا انفسهم جيداً ضد القانون، وقد يسقط واحد او اثنان كعمل لايزيد كثيراً عن الإستعراض، لكن لن يكون السقوط كبيراً ليصيب كباراً او يؤثر على حماس الجدد لتسهيل او ارتكاب المزيد من هذه الجرائم. شكرت الضيف وابتعدت تحت رذاذ المطر أدمدم كلاماً مع نفسي عن جدوى كل هذه الوعود والكلام الكبير...



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضايا تختفي واعدامات بالمئات من اجل التستر؟
- الحزب الشيوعي العراقي والمعاهدة - (2 من 2) المطالبة بإجماع و ...
- الحزب الشيوعي العراقي والمعاهدة - مفاهيم مشوشة (1 من 2)
- على الإنترنيت كتاب يكتبون بدمهم وقراء اصابهم التعب والإحباط
- كيف يمكن لمفاوضينا صياغة معاهدة تستعيد السيادة الكاملة؟
- الفرق بين الدفاع عن المرأة واستخدامها كهراوة لضرب الإسلام
- جمال يساعد امه – فكرة لمناسبة عيد المرأة
- كيف دافع المؤيدين الخجولين عن معاهدة مخجلة؟
- فرصة الفلسطينيين للسلام الكريم تبدأ بحسم امرهم مع الفساد
- إبداعات مسرحية للرئاسة العراقية
- بالون ودبابيس
- معاهدة لاتجد ما يدافع عنها سوى الكذب- تآمر لشلّ ديمقراطية ال ...
- لست وفياً جداً لأصدقائي: قصة واقعية قصيرة
- دعوة للصدر لتجميد آخر
- وداعاً ايها التميمي الجميل
- بوش والمالكي: معاهدة من وراء شعبيهما
- لا تدعوا جريمة البرلمان العراقي العنصرية تغور في ذاكرة العرب ...
- فساد بغداد وفساد كردستان: 1- الإقليم يسطو على حقول نفط جيران ...
- أغنية الخوف
- حلبجة وغيرها...تحدثوا لنا ولا تتعبوا...نريد ان نعرف لغتكم..


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - حلبجة...السادة أمنوا منازلهم جيداً