أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صائب خليل - المالكي يحقق اقدم وعوده الإنتخابية ويخرس متهميه بالطائفية















المزيد.....

المالكي يحقق اقدم وعوده الإنتخابية ويخرس متهميه بالطائفية


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2241 - 2008 / 4 / 4 - 12:46
المحور: كتابات ساخرة
    


لم يكن سهلاً على جماعة المالكي والمجلس الأعلى اقناع الناس ببطولة السيد رئيس الوزراء وحنكته وحزمه رغم الجهود الجبارة لفضائية "العراقية"، فانصب معظم المديح الى جانب مقتدى الصدر ومبادرته. لكن ابو اسراء حصل على مديح من نوع اخر ربما كان اكثر اقناعاً من اسطورة انتصار فرسانه في البصرة او رواية استهدافه اللصوص وليس الصدريين التي ركزت عليها "الجهود الجبارة" لعلي الدباغ. انه النصر الذي عاد به من البصرة ولم يستطع احد من خصومه ان يرد عليه او يجرؤ على نفيه حتى الآن، وهو انتفاء اتهامه بالطائفية!

لكي نفهم اهمية هذه النقطة لدى السيد المالكي، اسمحوا لي ان اعود بكم الى بداية استلامه الحكم، على "جثة" الجعفري، الذي لم يناسب الولايات المتحدة فهاجمه الجميع بلا استثناء تقريباً ليخرج على انه طائفي. وطبعاً حين جاء المالكي فهم ان اول عمل مطلوب منه هو ان يثبت انه ليس طائفياً. لذلك فأن حكومته كانت "حكومة تولد في قفص الإتهام" كما كان عنوان مقالة لي قبل سنتين (1) (اقترح قراءتها)، وقبل المالكي الدور الذي فرضه عليه طوفان اعلامي بلا مناقشة لأنه لم يكن "من السهل على من يولد في قفص ان يحس بأنه محبوس فيه."
و "ظهرت على المالكي أعراض "القفص" من قبوله بلا مقاومة، للتهمة التي وجهت الى حزبه وحكومة زميله الجعفري, فحرص في مؤتمره الأول على ان يطمئن الجميع انه "من الان وصاعدا سيكون جهدنا منصبا على الغاء كل هذه المفاهيم والعمل على أساس الهوية العراقية وعلى أساس الشراكة الوطنية". وهكذا وضع المالكي نفسه في قفص الإتهام والذي سيجبره منذ بداية حكمه على تقديم التنازلات المتتالية لكي يثبت حسن سلوكه المرة تلو المرة، وقد استغلت القوى المختلفة ذلك وابرزها عدوه اللدود علاوي، والأمريكان اضافة الى الأحزاب "السنية" وكل هؤلاء لم يقبلوا دليل على البراءة من الطائفية سوى إعادة رجال الأمن البعثيين الى الوزارات المسلحة، وهو الضغط المستمر حتى اليوم.
وبالطبع ليس لمن يجد نفسه في موقف الدفاع ان يحاول المبادرة الى حركات لا تعجب الأمريكان مثل التحقيق في احداث البصرة او حي اور مما تركه الجعفري معلقاً كأسئلة في اذهان الناس، لذا لم يأت المالكي على ذكر مثل ذلك.

هكذا يمكنك عزيزي القارئ ان تتوقع عمق تأثر السيد المالكي حين امتدحه بوش قائلاً إن الهجوم إجابة لأولئك المنتقدين الذين اتهموا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وحكومته، التي تحتل الأحزاب الشيعية الأكثرية فيها بـ«الانحياز». وقال بوش ان الحملة تظهر للعراقيين ان المالكي مستعد للتحرك ضد الشيعة المتفقين معه في المذهب. واضاف "من اجل استمرار هذه الديمقراطية يجب ان يثقوا في قدرة حكومتهم على حمايتهم وعلى ان تكون عادلة." (2) وان قرار المالكي بالتحرك نحو البصرة "أظهر تطبيقا منصفا للعدالة" (3) وقال بوش ايضاً ان "القرار الجريء لرئيس الوزراء المالكي.... يدل على زعامته والتزامه بتطبيق القانون بطريقة عادلة." (4)

بالطبع كان بوش يقصد من "تطبيق القانون بطريقة عادلة" و " تطبيقاً منصفاً للعدالة" الخ، ان المالكي لم يكن متحيزاً طائفياً. وكان كلام السناتور غراهام في حديثه اكثر وضوحاً في امتداح سلوك المالكي اللاطائفي حين قال لمحطة فوكس نيوز الأميركية إن منتقدي الوجود العسكري الأميركي في العراق دأبوا على اتهام حكومة نوري المالكي بالطائفية، قائلين أنها لم تتخذ يوما إجراءات بحق الميليشيات الشيعية في الجنوب." وهاهو المالكي إذن يثبت العكس!

ولم يتأخر الجماعة القريبين من الأمريكان في ترديد مديح بوش وغراهام فسمع المالكي بإذنه من البي بي سي ان الزيباري قال إن الحكومة أثبتت من خلال هذه المواجهات أنها حكومة لكل العراقيين وليست حكومة طائفية ولا تدعم الميليشيات!! ولم يمنع المالكي من الرقص طرباً حينها سوى وجود اخرين في الغرفة.

ويبدوا ان طول المدة التي ضغط فيها المالكي بتهمة الطائفية اثرت عليه كثيراً، لذا كان وقع هذه المدائح قوياً وغطى على الأقاويل والتهم التي صاحبت حملته على البصرة مثل وصف صحيفة امريكية له بانه يبدو كالبطة العرجاء.
لقد اعطاه رفع صفة الطائفية عنه من قبل المجموعة الأمريكية بشكل رسمي وعلى لسان بوش واتباعه شعور الغريق حين يحصل على الهواء! فتأثير مثل هذه الطمغات التي توزعها اميركا على الشخصيات السياسية كتأثير طمغات "الإرهاب" التي توزعها على الدول والمنظمات وكتأثير ابقاء العراق تحت الفصل السابع: كلها تجعلك عارياً بلا دفاع امام اي ابتزاز...ليس من اميركا فقط وانما من اصغر رعاياها ايضاً!
إلا ان فرحة المالكي الكبرى كانت في الحقيقة في "تبويش" خصمه علاوي، الذي فقد سلاحه الوحيد الذي طالما اطلق منه قذائفه على المالكي بتهم الطائفية بمناسبة وبلا مناسبة، وود المالكي لو يرى وجه علاوي في تلك اللحظة وهو حائر لايدري ما يقول! وكيف ستستطيع شركة اللوبي التي اجرها للإساءة الى سمعته ان تقنع الكونغرس والخارجية الأمريكية بوجوب استبداله به؟ كان يسير سعيداً وهو يدير في رأسه مختلف الخواطر والأفكار..
لكن انتظار أبا اسراء لم يطل، ولشدة عجبه ودهشته كان تعليق علاوي: "ان كل ما يحصل الان سببه تفكيك الدولة العراقية ومؤسساتها وتبني سياسة المحاصصة الطائفية!!!"

المالكي لم ينزعج، واعتبرها زفرة الموت لخصمه يطلقها من حرّ قلبه. لكنه "....الما ينفّه" كما يقول المثل العراقي! لقد صار بيده الف دليل تقريباً، تكفي ليخرس اكبر شخص وتثبت بانه ليس طائفياً! لذلك قرر المالكي ان يحتفل بخروجه من "القفص" الذي وجد نفسه فيه منذ ولد كرئيس حكومة، فبادر إلى كتابة رسالة الى بوش (ارسل منها نسخة الى مجلس الأمن مصراً على ان يتم تضمينها في القرار القادم عن العراق، بغض النظر عما يكون)، يبين فيها خروج العراق من قائمة الدول الطائفية, ولم ينس ان يحث بقية رفاقه في الحكومة والعملية السياسية على الإقتداء بمبادرته و"تفعيل" زخم هذا النصر للقضاء نهائياً على الطائفية وكل اخواتها، فكتب الى الأحزاب "السنية" ان "تشد حيلها" كما فعل. وكتب كذلك الى المامين جلال ومسعود يحثهما على إثبات براءتهما من "القومية الشوفينية"، حيث انه لم يجر اي قتال بينهما منذ مدة مما قد يعني ان "الشوفينية" القومية قد تسربت الى قلوب الأخوة في التحالف الكردي لاسامح الله؟ ووعد في نهاية الرسالة السيد بان كيمون على المحافظة على تجديد الدليل براءة سمعته من الطائفية بين الحين والآخر، بل ان يطور ما بدأ به ليقضي ايضاً على اية تهمة اخرى مثل "الحزبية الضيقة" مشيراً الى انه سيقدم دليله على نظافة حزب الدعوة منها قريباً بـ "التعاون" مع السيد الجعفري، الذي حصل على نسخة من الرسالة ويقال انه اصيب بوعكة نقل على اثرها الى المستشفى على اثر قراءته لها.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=64097 (1)
http://www.masrawy.com/News/MidEast/Reuters/2008/March/29/462719.aspx?ref=rss (2)
http://us.moheet.com/show_news.aspx?nid=105691&pg=2 (3)
http://www.swissinfo.ch/ara/international/detail.html?siteSect=143&sid=8904549&cKey=1206673996000&ty=ti27 (4)



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب عصابات وعصابات وليست حرباً بين حكومة وعصابات
- الرصاص الذي يقتلكم ليس موجهاً اليكم فلا تنزعجوا
- ذبح الصدريين تهيئة لإنتخابات تفتيت العراق وبيعه
- ابريل غلاسبي كذابة
- صفر الدين القبانجي وخطبته العصماء
- متى يعترض عادل عبد المهدي ومتى يقبل؟
- هنري برغسون: وفاء سلطان وأمثالها مختلي الأخلاق
- دور علاوي في فقدان سيادة العراق على العمليات العسكرية ووجوده ...
- حلبجة...السادة أمنوا منازلهم جيداً
- قضايا تختفي واعدامات بالمئات من اجل التستر؟
- الحزب الشيوعي العراقي والمعاهدة - (2 من 2) المطالبة بإجماع و ...
- الحزب الشيوعي العراقي والمعاهدة - مفاهيم مشوشة (1 من 2)
- على الإنترنيت كتاب يكتبون بدمهم وقراء اصابهم التعب والإحباط
- كيف يمكن لمفاوضينا صياغة معاهدة تستعيد السيادة الكاملة؟
- الفرق بين الدفاع عن المرأة واستخدامها كهراوة لضرب الإسلام
- جمال يساعد امه – فكرة لمناسبة عيد المرأة
- كيف دافع المؤيدين الخجولين عن معاهدة مخجلة؟
- فرصة الفلسطينيين للسلام الكريم تبدأ بحسم امرهم مع الفساد
- إبداعات مسرحية للرئاسة العراقية
- بالون ودبابيس


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صائب خليل - المالكي يحقق اقدم وعوده الإنتخابية ويخرس متهميه بالطائفية