أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجيب المغربي - أصداء حلم يتردّد على ايقاع نواقيس الذاكرة…. !














المزيد.....

أصداء حلم يتردّد على ايقاع نواقيس الذاكرة…. !


نجيب المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 2245 - 2008 / 4 / 8 - 06:55
المحور: الادب والفن
    



مع الليل تشهق الذاكرة…تنبلج كل الاشياء المحاصرة …تترك زمن الصقيع…الأسئلة تمهّد الطريق…الحسرة المخبأة في القلب تغالبني.. تتململ في الصدر…آلة الاشتهاء لا تسقط … ينمحي النوم كغروب يفقد المأوى…الشتاء بالخارج يستفز تكوّن الصّور… ألقي بنظري من الشّباك قبل أن أردّه… السماء تمتدّ امتدادا باردا… في الذاكرة تعرجات قديمة…. الأسئلة القصوى تهبط…تستحيل نداءا…. أشياءا متنافرة لا معنى لها…لا بدّ من بداية جديدة…كيف تتمنع عني الذاكرة كلوحة صمّاء هذا المساء؟!..ربما هي الأخرى تفسق الآن بالنّسيان خلسة…؟….الحجرة تمارس غوايتها علي… تنقل عدوى أحلام العزلة مرّة اخرى…أطراف وجوه تحمل مشعلا مألوفا….تشرد عن طريقها…تبرق كوميض منفلت و تختفي…أقترب من الموقد…تلتهب ذاكرتي… كثدي أمومي…هي الآن تنفذ في النوم ربما !…كبدائي يحضّر طقسه… أبسط يديّ لأتدفّأ…أتذكّر أعياد النار…غوايتها لنا حينما كنا أطفالا بالغناء… تتراقص مخيّللتي و أسرح….
تأوي خطاي المتثاقلة الى مكاني الأول…أضع راسي على حافة المكتب…تختلط في ذهني الكلمات… شكل يمتدّ فوق خطّ غريب….دائرة تشبه الموت…أطياف بلون البرتقال…ألم يخلع جدار قلبي…يضغطه كوردة جرح…تتزاحم أحاسيس متناقضة بداخلي…تدغدغ الذاكرة ببطء…تغرس صورا و كلمات…الى صحاري أزمنة موغلة… يشدّني الحنين… لمكان ما…يحترق جوف القلب…يقارب بيني و بينه هذا الظّلام كلّ ليلة…أوراق تبعثرها الريح….تدور بالغرفة… تمحو وجهي و تسقط… أتأكد من اغلاق الباب و الشّباك…الآن أول الحزن…أسافر على مدى جرح آخر…أعود لأجلس على الكرسي صامتا…هذه الذاكرة لا تسع غير الوجع أتمتم !…لا تقيم الاّ في رياح الألم !…أتشرّب رحيق الأسى ببطء…ضحكتك كشظية تصيبني فجأة…مجرد هلوسة..كان لصوتك دوما شكل العصف…على الجدران تنام صور بئيسة لم تعد تثير انتباهي… أحدق ذاهلا في الفراغ…في الضوء الخافت أقوم…أتحرك بهدوء…كزوبعة أدور بلا اتّجاه…ذكريات كثيرة تختلط برأسي…كحكاية وثنية….ما أن تتهدم وجوه…حتى أدوس ملامح أخرى… مخزون كلمات قديمة…يشع في الحشايا…يفورصداه بلا توقّف…
أقلّب صورا صامتة مبعثرة على المكتب…ها… تتجوّل بداخلي الحكاية الآن !…تبدين واقفة على درج طيني…تضعين قلادة من الضوء…تكبر حدقات الحنين… لا ينطفئ بريق عينيك …في الخلف جدول يتشكّل يابسا… قطرات المطر تردّد شكل انحناءتك…أنا أستلقي الى جانبك…أنحدر مسمّرا في الظلام… أتوغّل في الرّمل…تحجمين عن الكلام…تقفين بصعوبة…تخطين مبتعدة…ترمقينني بنظرات باردة…لا أقترب من وجهك… شريط أسود يمرّ سريعا…أحاول التقاطه…يتسرّب في الهواء….أنساب مع ظل اللّيل نحوك…أنسج كلمات تتحرك في كل اتجاه…عيونك هذه المرّة تضخني بلغز…صخور تلتصق بي…لا أقوى على الحركة… تتجمّد قدماي…تعودين الى سريرك دوني…جفونك ترتدي لون الأرق…تتوسدين يدين مرتعشين…ينكسر صوتك…لا يكتمل…لا يصلني هذه المرة…أتمايل لأمسك بيديك…يرتفع الدّرج عاليا…تكبر المسافة… أراك تصابين بدوار…تنادينني لأعود…تسقطين عند أقصى الطريق…تنبت بك صرخة مخلوطة بالبكاء…تتنفّسين أنينا مخيفا…ينتصب فراغ موحش… كعود قصب معمّر…ألمس برودة الليل بأنفي…أتوه و أنا أقرؤ أشرطة رصيف غريب… لم أعد اميز هيأة الأشياء…أمام منازل مغلقة أقف كتمثال… أشتمّ هواءا باردا…يشحب لون الغرفة…يتناهى اليّ صوتك غريبا…يخمد المطر…صورتك ترتدي قناعا من الغبار…تضيق كضوء أبيض…لا استطيع تهجي اسمك… لا اقرؤ جسد البحر…توهان الريح يلفّني…الجدران مليئة بالفراغ…شيء ما يمتصّ الذاكرة…يجرّ خيوط كلماتها….صورها تتبلّل… تضيع كل الألوان…أفرك عيني.. أنظر الى الساعة متعبا…أنهض من على الكرسي… رأسي يدور…أنطرح على الفراش….يسرع النوم اليّ مضطربا…أشرع أبواب الذاكرة على اللاّشيء…ها أنا عدت…اتخلص من الحلم الرّاحل…يتدحرج ضوء الموقد…تغور أصابع النار… يمحيها البرد…في عين أخرى بقية الحلم… حكاية تقاسمني النّوم … ترتجع ممزوجة برماد ذاكرة متصدعة….



#نجيب_المغربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصوات لا يسمعها أحد …( …أبجديات حكايا الليل…)!
- همسات أصوات منثورة فوق صفيح الصّمت… .
- كوابيس عائدة من عام جديد…!
- ارتباكات على مرآة اللّيل !..
- باقة حجريّة لمدينة غير مكتملة ..
- هذيان بطعم الصداع ! .
- شذرات فلسفية ! .
- لا… ليست هذه آخر طلقات الصّمت الثقيل .
- ...و للموتِ فينا بياتٌٌُ أبديّ
- تأملات فلسفية جدلية ! .
- تأملات فلسفية دياليكتيكية ! .
- شذرات عرفانية صادمة ! .
- دياليكتيك الوجدانات : الحب كرمز مكثف لفراريتنا من حتمية المو ...
- دياليكتيك الانطولوجيا الوجدانية : الحب كرمز مكثف لفراريتنا م ...
- دياليكتيكية الانطولوجيات الوجدانية : الحب كرمز مكثف لهروبيتن ...
- موضوعات لاجل فلسفة مستقبلية ! ( 2 )
- افكار من اجل فلسفة مستقبلية !
- الحركة الشيوعية المغربية وبناء الخط الطبقي في مواجهة الانتها ...


المزيد.....




- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...
- فنانو أوبرا لبنانيون يغنون أناشيد النصر
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أسرار المدن السينمائية التي تفضلها هوليود
- في مئوية -الرواية العظيمة-.. الحلم الأميركي بين الموت والحيا ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجيب المغربي - أصداء حلم يتردّد على ايقاع نواقيس الذاكرة…. !