أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نجيب المغربي - شذرات عرفانية صادمة ! .















المزيد.....

شذرات عرفانية صادمة ! .


نجيب المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 2092 - 2007 / 11 / 7 - 11:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



ماذا تريدون أن تقرؤوا ؟ تلك الافكار النمطية التي تقع داخل المعنى ؟ ظلال الحقيقة التي يتبجح المخرفون بالتباسات صرامتها المضللة ؟…!. أنا سأماهي لغتي مع ماهو خارج المعنى ، مع الحقيقة : تلك التي تزدري ارتكاسات فشل عرفان لا يتحقق و لكنه غير مشوش بخطأ اللاّصحة ، ساقول كل ما يقدر أن يردم هوة تردي اللاحقيقة الخائبة !.

1- ترفضون هذا القلق المنفّر، هزاته التي قد تصيبكم بالبلبلة ؟ هذا الشقاء الذي يتمرد ضد سحر التسليم بالجاهز، تخافون أن يقض شغب التساؤل طمأنينتكم السّاذجة ؟ اغراءات سعادتكم الخادعة ؟ . أنا اريد أن أفزع ، أن أقف أقل رعبا أمام الحقيقة !. طوبى لكم اذن بمسخ سكينتكم تلك ، أما أنا فأريد أن أرتبك و فوق هذا أن أزعجكم بقسوة . افضل ان أكون قبارا للبداهات حتى أتمنع ضد تدجين دوغما العبث تلك التي تخترق عالمنا .

*أولا :

الأخلاق : انها دعاوى طيبة - أو منحطة حتى - الى فسق أقل : تهذيب الترذل الجذري .انها تعمل بسلطة انفعاليتي الخوف و الذنب . الانسان لا يمكن الا أن يكون في اقصى حالات فضلانيته سوى فاجرا أقل، أو مذنبا يصارع للتراجع قليلا الى الوراء من أجل بعض التوبة . كل دعوة الى الأخلاق تطعن ضمنيا في جدواها ، انها برهان مفزع على استحالة استرجاع ذلك الأصل الطهراني . التخلق لا يمكن أن يكون حتى مصالحة مع تلك الحالة السابقة عن الخطأ : وجود الأخلاقيين دليل على استمرارية النقص ، لديهم هم أيضا !.

*ثانيا :

السعادة : انها وهم أو استحالة لا نريد أن نصدقها ، ما معنى أن تواصلوا بحثكم المحموم عنها؟ هل هو رفض لانتصاب هذه الحقيقة ؟ انقاص من حدة ذاك الاحساس الدائم بالتعاسة و لو باقصاء عدواني لهلعنا أمامه ؟ . أم أنكم تريدون فقط معارضة حافزية قلقكم لانتشال أنقاض سعادة موهومة !. أليست السعادة ها هنا مجرد أمل يتبدد كل حين بالشقاء ؟ ، وحده الألم يمكن أن يسعدنا أكثر ، انه يبعث فينا اشراقا متعاليا ، هو ذاك ما تسمونه بالضبط : حكمة . هل خبرتم ديمومة سعادة أطول منها ؟!.

* ثالثا :

الأمل : انه مكابدة لخداع نفس مصيرها الانهاك بالهزائم الدائمة و بالفشل - الانسان يسير نحو أفق دمار مخبأ في زمن ما بانتظاره - وحده اليأس المكتئب له ما يبرره ، على الأقل هو لا يريد أن يحسّن بطلانا أصليا كامنا في هذا العالم ، هل تجهلون أنكم بالنهاية ستخسرون كل شيء ؟ ، بما فيه ما كنتم تريدون تزيينه : الحياة - سأسخر منكم و اقول حتى و لو أردتم نفي مصيرية امّحاء وجوداتكم لن تقدروا على تغطية ذلك التنافر بين الأمل وشيء كلي الحضور في أذهانكم انه : الموت ذاك الذي يفترسكم الخوف منه كافناء - !.

*رابعا :

العقل : انه جهل أقل ، احتماء من ضجر اللامعرفة….هل تُشكّكم فيه صدوعه ؟ سقطاته ؟ انحطاطه ؟. اذن هو لا يستطيع أن يكتمل ، أن يصير مطلقا حتى في ذاته ، حينما يقترب من نفسه أيضا . ليس ثمة ما هو أكثر اتساعا من : الجهل ، الخطأ ، اللامفكر فيه ، اللاعقل …كلها ارتكازات تقع على الضد من العقل تؤرقه ، تحرجه ، و تحفز حركته الدائمة أيضا . ان العقل البائس دوما شبيه بآلة معطوبة لاتعمل في الحقيقة سوى أنها تحاول على امتداد تاريخها أن تصارع نقصها ، عيوبها ، عجزها… أمام نقيضها الأقوى : الجهل !.

* خامسا :

الحرية : انها تعاكس استعدادا قديما مستبطنا للعبودية ، منذ أن وجد الله و ساد الأب و تشكلت الدولة و سيطرت الملكية الخاصة ، لم يعد من معنى لها. أليست سوى صراعا يائسا للتحرر من حقيقة عبوديات كثيرة تغتالنا و تخترقنا بقهرية طقوسها رموزها آلياتها أشكالها ؟ . انها خيال طوباوي ،أنطولوجيا أيضا تقع حرياتنا في أزمة : انها ميزة تناقض الارادة و القدرة ! . فوق كل هذا يمكن أن نطمئن و نقول : على نقيض العبودية بقيت الحرية بلا مضمون تاريخي ! .

* سادسا :
الوفاء : هل أنتم متأكدون عما تتحدثون ؟ هل هو ممكن ؟ انتبهوا :انه ينقض ذاته ، كل وفاء للغير هو خيانة للذات. لا أعتقد أن أنانيتكم تضعف مطلقا . حتى حينما تضحون فمن أجل الوفاء لأنفسكم : تلك اللذة الذاتية ، ذلك العرفان الغيري … هناك أشباه قيم كثيرة كلها موجودة لارواء نزوعكم الى خيانة الآخرين. حينما تمتحنون الحد الأقصى لغيريتكم ستنقلبون حتما على كل وفاء للآخر يتهددكم ايا يكن ، لتخلصوا لانيتكم : مفارقة اللاتماثل هنا تجعل حتى اقصى حالات الانفراغ في الآخر و محاولات التوحد به تجهض و لا تتم الا على هامش الفردانية الفجة . لا تتحدثوا مجددا سوى عن خيانة مقلوبة ، مموّهة ، أو قولوا : خيانة متنكرة في ثوب الوفاء .

* سابعا :
الحب : انه محاولة لاقتلاع توحّدنا ، ليس أكثر من أن نحب ذواتنا في الآخرين: مرآوية بغيضة أخرى ! ، أن نعطيهم شيئا ما ليس حبا بالفعل ليعطونا ما نحتاجه مما يشبهه . ذلك الشعور ألا تمّزقه الأهواء المأساوية ؟ ، ألا تقتله تلك الفردانية الفضة التي تفترض الآخر وجودا مزاحما و اعتراضا منافسا لحقل الأنانية المتضخمة ؟ نعم تلك المتأصلة فيكم ، كالصدأ تحرمكم من أن تعرفوه : سائلوا أنفسكم و ستصلون الى هذه الحقيقة : لا يمكن أن تكون كل تلك الأحاسيس المختلطة حتى مع كل تجاربنا المتشابهة حبا، انها ألفة …ممكن أو ربما شيئ آخر لكنه حتما ليس هو : الحب! .

* ثامنا :
التعاسة : هي مماثل للا ّمتعة ، ان أردتم هي ما يحاصر وهم السعادة ، ذلك الهروب من الفجيعة الراقدة على حيواتكم حتى ان أنكرتموها ، هي موجودة حتما انها تنزع رغما عنكم غشاوة الانخداع بكل شعور مؤقت جميل و تفتته . لا تبحثوا عنها انها تقبع في كل مكان حتى بدواخلكم . هي اذن نقطة التقاء لاشتراطات جوهر كيونينتكم الهشّة تلك التي تقاتلون مع ذلك لتغييرها . أما كان من الأفضل لو نسبنا تمزقاتنا ، وجوداتنا الممهورة بالعبث الى هذه الأم : التعاسة.

* تاسعا :
البؤس : هو براديغم مخصب مزروع فوق كل حقيقة مهما ألبسناها كلّنا بالزيف ، علامة تعيق الحلم . في دينامية كل الغايات الحقيرة ، كل النزوعات المريضة ستجدون البؤس . وراء الاحساس المفجع بالحيرة و الضياع ايضا يكمن . حينما لا نتحايل على المعنى الكلي للعالم ، حينما نعري حيل العقل و اللاعقل ، سنجد حتما حدا منطقيا كائنا وراء كل شيء غير مرمم انه : البؤس وحده له الملكوت الأعلى هنا ! .

* عاشرا :
الذاكرة : قاعدة خلفية للفكر ، مستودع ترميزات لكل خبراتنا السالفة . حينما تجرد و ترتب وتعمم اليست هذه التعوجات دليل خيانتها لحقيقة الاشياء كما هي معطاة و متحركة في الواقع الموضوعي ؟ . اذا كانت قوتها هي قوة تجميد المعرفة ، أليس انسيابها هو ما يكمن أيضا وراء ما يتهددها من ضعف ، خذاع ، خيانة ، تمرد حتى ؟ . لأنها قد تضايق ما نريده منها بتمنع أو استفزاز ، لا يمكن أن تكون محل ثقة لانها قد تختلط بكل ما هو وهم أو تلفيق : انّ في توسط الذاكرة أيضا تكمن كل احتمالات الانزلاق الى اللاّحقيقة . بشكل دقيق كل آليات ما يسمى عقل /عقول ، لا يمكن الاعتداد بها : الذاكرة أيضا لا تكفل ! .



#نجيب_المغربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دياليكتيك الوجدانات : الحب كرمز مكثف لفراريتنا من حتمية المو ...
- دياليكتيك الانطولوجيا الوجدانية : الحب كرمز مكثف لفراريتنا م ...
- دياليكتيكية الانطولوجيات الوجدانية : الحب كرمز مكثف لهروبيتن ...
- موضوعات لاجل فلسفة مستقبلية ! ( 2 )
- افكار من اجل فلسفة مستقبلية !
- الحركة الشيوعية المغربية وبناء الخط الطبقي في مواجهة الانتها ...


المزيد.....




- -بلادنا ليست للبيع-.. رد مباشر من رئيس وزراء كندا على طلب تر ...
- ترامب: الولايات المتحدة ستوقف غاراتها على الحوثيين في اليمن ...
- رئيس الحكومة اللبنانية: لبنان عاد إلى الحضن العربي
- هنغاريا تعارض خطة المفوضية الأوروبية بوقف إمدادات الغاز الرو ...
- اتهامات بوجود وقود -مغشوش- في مصر والحكومة تنفي، ما القصة؟
- فريدريش ميرتس يؤدي اليمين الدستورية كمستشار جديد لألمانيا
- -يديعوت أحرونوت-: مصر تلقت مقترحا أمريكيا لوقف إطلاق النار ف ...
- مراسل RT: مقتل 18 وإصابة العشرات بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة ...
- سوريا.. إحباط محاولة تهريب أكثر من 800 ألف حبة مخدّرة في محا ...
- -وثق جريمته في فيديو-.. تلميذ يعترف بإضرام النار في معهده لع ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نجيب المغربي - شذرات عرفانية صادمة ! .