أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجيب المغربي - كوابيس عائدة من عام جديد…!














المزيد.....

كوابيس عائدة من عام جديد…!


نجيب المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 2233 - 2008 / 3 / 27 - 05:48
المحور: الادب والفن
    


من أقاصي الغياب أرجع…ككابوس مفخّخ…يرتسم الخوف مجدّدا على القلب…تندلع بي هواجس جائعة…أشتمّ روائح الألم المرصوف…تطلع عند أقدام سنة أخرى …معفّرة بتراب قديم…لن يبادلنا الزمن قطعا أشياءا جميلة… هذا العام أيضا…فقط سيخلع من العمر وريقات هذا الخريف المبكّر…ماذا تبقى لهذا الجسد بعد؟…وشاحات جراح ممدّدة تنتظره …فجائع أخرى محتجزة بالصمت…البوح متعب بنزيف الوجع…والفرح يحمل ظله عنّا بعيدا… كل مرة يصفرّ القلب…يصير مجذبا أكثر…لا أفهم لما أرمق انحدارا قادما…ربما هي الكآبة العميقة…تنمو ساكنة بالقعر…هل هناك أمل ما لم يسلخ منا حتّى الآن؟…غبطة لم ترتخي حدّ الموت ؟…النوم يجافيني …عيناي بدأتا مجدّدا تشرعان على الأرق…الحلم ينهمر سائلا…يلوّن الأوراق بكلمات قانيّة… تتدفق من رئة الذاكرة… لا لم تسكن أنفاسها المحرّضة بعد…لم ينفعني قعر الشبق البائس أيضا…لم يعد لكل تلك المسكّنات أثرعلى قلقي هذا… لما أحسّ مع كل ارتجاج… أن زنزانة تنام بداخلي ؟…تكبر مع خطاي…تتّخذ تعاستي خندقا…لا تتحرّك كهذا البرد…و اللّيل كروح نهر عميق…يغسل عنا ما تبقّى من الضوء…أحس بارتخاء الكلمات…يذكّرني هذا الايقاع… بشيئ ما… نعم برتابة ال..م..ض..ا..ج... تلك صرت أقرف منها هي الأخرى…
تجاوزنا ظلال الحلم الفضفاض… لذلك كلام النهار يبدو متوترا…لم تعد تغرينا الوجوه كما كانت…تشرد عيناي …الجراح ، الذكرى ، الأمنيات البائسة…وحدها تنبض بأنفاس متغطرسة …تلوح على حائط غائم…تنقّب عن مرايا الصراخ…اللّيل بدأ يزحف متكسّرا… يدقّ نواقيسا غامضة…على الأقل هو ليس الأسوأ…حتّى الآن لا يميّز… ينحث سواد الأشياء كلها… لا يزال المزاج متقلّبا…تغطّيه غيمة حزينة… ترتفع فوقه…تنتصب كقبّعة…الذاكرة غارقة في أنقاض أزمنة جريحة…الكلمات تشهق بصعوبة…تتسارع في الذبول …تنام مستسلمة…في حضن هذا الهذيان…لكنها لا تغطّي احساسي بالسقوط…فقداني لكل قدرة على التحمّل…هاهنا صرنا نتأمل الأحلام أخيرا…في مرآة البكاء القديمة…نعانق الانهيارات العارية…الآن نجرّ أنفاس الظلام العميق…ندخل مداخنا سوداء بلا انقطاع…هذه الروح بدأت تهرم بلعناتها …تتعذّب ساخرة بوجه خسائرها…تنظر بحسرة الى المقصلة… و مع كل ليل يزحف…تتلمّس أحداقنا المتعبة منفاها… أفواهنا تطلق أصوات التّيه …وحده الشقاء يرتفع ليصل هذا الريح… يدوّي ليلقي بما بقي لدينا من النشوة للأبد…

سأغرق هناك ذات يوم..
خارج فتنة الضوء..
سيفيض صوت الموت..
يتمدّد جسدي في الظلام ..
يتبلّل أعزلا بارتماءات التراب..


فوق الوجه البارد ستصرخ الرياح..
تغرب الروح وحيدة..
لا تحسّ ضوضاء الطّقس الحزين..
و لا تقوم ثانية من القبر..
تمتلؤ صورتي بالرماد ..
و الفراغ يجلجل بي هادرا..
مبدّدا كالبخار أستسلم للصمت..


سيشبع هذا الجسد من الموت..
لأتغلغل داخل عيون النّسيان..
هناك…
على حافة الذكريات التي تجفّ..
سينحفر اسمي بهدوء..
لا شيء يستلقي بجواري..
هناك…
بنهاية الرحيل سأودع غريبا..
و جثتي لا ترتفع بعدها..
الى ما فوق صفيح الأرض..


سوف لن أعبأ بايقاع النحيب..
لون الحزن المرسوم لن يرهبني..
ذاك الذي سيزحف بثياب قاحلة خلفي..
كلّما اقتربت من تلك الحفرة ..
أصير معطّرا أكثر بالغياب..
لست الاّ أنا على منصّة الجنازة الآن..
الآن أسقط كالظّل معانقا التراب..
أتدحرج الى رحم الأرض الرّطب ..

كلّ الآخرين سيتركونني..
تعود المواكب لتغادر بعيدا..
و أبقى أنا هناك..
خلفها وحيدا ببيتي الجديد..
مطمورا على أرض موحشة..

( الموت حطّاب لا يتقاعد أبدا…يطارد حتى الأشجار المرتخية… انّه يتلمس طريقه الترابي وسط الغابة.. كذلك هو دائما يمضي… تترسب فؤوسه الآن…تنهش الأجساد… )



#نجيب_المغربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارتباكات على مرآة اللّيل !..
- باقة حجريّة لمدينة غير مكتملة ..
- هذيان بطعم الصداع ! .
- شذرات فلسفية ! .
- لا… ليست هذه آخر طلقات الصّمت الثقيل .
- ...و للموتِ فينا بياتٌٌُ أبديّ
- تأملات فلسفية جدلية ! .
- تأملات فلسفية دياليكتيكية ! .
- شذرات عرفانية صادمة ! .
- دياليكتيك الوجدانات : الحب كرمز مكثف لفراريتنا من حتمية المو ...
- دياليكتيك الانطولوجيا الوجدانية : الحب كرمز مكثف لفراريتنا م ...
- دياليكتيكية الانطولوجيات الوجدانية : الحب كرمز مكثف لهروبيتن ...
- موضوعات لاجل فلسفة مستقبلية ! ( 2 )
- افكار من اجل فلسفة مستقبلية !
- الحركة الشيوعية المغربية وبناء الخط الطبقي في مواجهة الانتها ...


المزيد.....




- وزارة الثقافة السورية تصدر تعميما بمواصفات 6 تماثيل مسروقة م ...
- هنادي مهنّا وأحمد خالد صالح ينفيان شائعة طلاقهما بظهورهما مع ...
- السعودية تُطلق -أكاديمية آفاق- لتعزيز الشراكة بين التعليم وا ...
- بدورته الـ 46.. مهرجان -القاهرة السينمائي- يكرم خالد النبوي ...
- مع تحدي السياحة.. هل يحافظ دير سانت كاترين بعمر 1500 عام على ...
- -أعرف مدى دناءة دونالد ترامب-.. جيفري إبستين في رسالة عن قضي ...
- قمر كوردستان
- الشارقة... عاصمة الكتاب وروح اللغة
- الفنان المغترب سعدي يونس : مثلت مع مائدة نزهت، وقدمت مسرحية ...
- لبنان.. تقليد الفنان صلاح تيزاني -أبو سليم- وسام الاستحقاق


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجيب المغربي - كوابيس عائدة من عام جديد…!