إحتجاجاً على الموقف المتخرّص، والمدلّس لإتحاد الأدباء والكتاب العرب. . أعلن إستقالتي من عضويته

عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 697 - 2003 / 12 / 29 - 03:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

أثار موقف الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في دورته الثانية والعشرين والمنعقد في الجزائر، أثار ردود أفعالٍ مُستهجِنةٍ، ساخطة إثر رفضه بالإجماع مشاركة وفد إتحاد الأدباء والكتاب العراقيين الذي كان يرأسه القاص حميد المختار بحجة أنهم لا يمثلون المثقفين العراقيين في ظل الإحتلال! وقد تناسى السيد علي عقلة عرسان، رئيس الإتحاد، والمحرّض الأساسي على عدم مشاركة الوفد العراقي، أن أعضاء الهيئة الإدارية الجديدة لإتحاد الأدباء والكتّاب العراقيين منتخبون لأول مرة إنتخاباً حراً، ديمقراطياً، نزيهاً، لم يعتمد كما في الدورات السابقة على آلية الإقصاء، والتهميش، والمصادرة، وعدم إحترام الرأي الآخر. فبدلاً من أن يحتضن هذا المؤتمر الوفدَ العراقي، ويبارك له غياب الديكتاتورية، وعودة السلطة إلى أصحابها الحقيقيين الذين سيبذلون قصارى جهدهم من أجل بناء عراق ديمقراطي متحضر، تزدهر فيه السلطة الرابطة، وتراقب السلطات الثلاث، وتقطع الطريق منذ البدء على لصوص الثورات، وقطاع الطرق، والمفسدين، واللاهثين وراء المنافع الشخصية، كأولئك الذين تلاعبوا بمقدرات البلاد والعباد أيام النظام البعثي البائد. نسأل السيد عرسان وبقية الوفود العربية المشاركة في فعاليات هذا المؤتمر: مَنْ هو الأجدر بتمثيل الأدباء والكتاب العراقيين، أهُمْ ذباب المؤائد، وقطاع الطرق، وكلاب الصيد البوليسية الذين زجوا بالجزء الأكبر من الأدباء والفنانين والمفكرين العراقيين في السجون والمعتقلات السرية في أثناء حكم النظام المقبور، أم هُم أصحاب الأقلام الشريفة، وحملة المبادئ الأصيلة من منتجي الفكر والفن والثقافة الحقيقية؟ لقد تناست الوفود العربية المُشارِكة في هذا المؤتمر، وعلى رأسهم، علي عقلة عرسان، المجازر الجماعية التي كان يرتكبها أزلام السابق بحق المواطنين العراقيين الأبرياء، كما غضوا الطرف عن كل الجرائم، والكوارث، والمحن، والحروب العبثية التي راح ضحيتها مئات الألوف من العراقيين العُزّل عرباً، وكرداً، وتركماناً وكلدوآشوريين، وملايين المُقتلعين والمشرّدين والمهجّرين خارج حدود الوطن الجريح. لقد تناسوا كل هؤلاء ( وتذكروا فقط أن الوفد العراقي الجديد لا يمثل الأدباء والكتاب العراقيين لأن العراق رازح الآن تحت نير الإحتلال الإنكلو- أمريكي! ) وكأن العراقيين يهلّلون، ويطبّلون، ويزمّرون ليل نهار للغزاة والطامعين بثروات هذا البلد المعطاء! ألم يشاهد علي عرسان ومَن معه المظاهرات السلمية التي تطالب بجلاء الإحتلال بعد كتابة الدستور، وإجراء الإنتخابات، الحرة، النزيهة، التي لا تسرق السلطة في رابعة النهار؟ أم أنهم يريدون تصفية حساباتهم، ومصالحهم الشخصية،  ومصائر أحزابهم الشوفينية المتخلفة التي أكل الدهر عليها وشرب على أرض العراق الجريح؟ وإحتجاجاً على هذا الموقف الإزدواجي، المتخرّص، والمدلّس، الذي لا يحترم رغبة العراقيين في بناء وطن، حر، ديمقراطي، متعدد يحترم إنسانية الإنسان، ويضعها في أعلى سلم أولوياته أعلن إستقالي من عضوية إتحاد الأدباء والكتاب العرب الذي لم يستطع، مع الأسف الشديد، أن يكون بمستوى أحلام النخبة العراقية المثقفة التي عانت الأمرّين في ظل النظام السابق، وما زالت تعاني من أذنابهم، والمروّجين لهم، والمخدوعين بشعاراتهم الزائفة.

#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل