أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل الحاج عبد العزيز - اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [10]














المزيد.....

اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [10]


عادل الحاج عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2243 - 2008 / 4 / 6 - 11:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


(( دع القوارير يدلون بأحكامهن، وما من احدٍ من اسلافنا سيشعر بالخزيّ، ..انها ستقف الى جانبي بالمحكمة))
(ميشيلا جانان، سياسة الرَّغبة) [1]
استدعاء
لا ادري تحديداً من منَّا يظلم الآخر هنا، عندما نأتي الى الكتابة ونحن في تماماً اليقظة والتربص؛ وكلَّ ما نعتزمه ربَّما هو ان نكفكف بوح النص الذي يسكنّنا. او عله يجرحنا. لنلقي به في وجه هذا الكون العجيب.
لنعلن على الملأ حينها ،هاكم اقرأوا كتابيّ. فإن كان الأمر كذلك اهو هنا نهاية لنصنا حقاً، ام بداية لعذاباتنا التي نحمل وتجددها بعد انقضاء احلامنا الشقيات. وهي التي "الاحلام" تمغص عليك حياتك وربّما حياة آخرين معك.
لا اظن ان احداً منا مصيره في مثل هذه الحالة ان يخرج منتصراً تماماً؛ من هكذا معارك. ينتفي فيها العقل احياناً، وتتخلّلها الأحلام في الغالب الأعم.
إن كل ما نلناه من هكذا مسلك لكتاباتنا الطائشة مرات .. والحائرة في بعضها الآخر.. لا ينازعني اليقين ابداً في احتمال .. ان خللاً ما كان ينتاشني وانا استدعي ذكرياتي الماثلة حتى الآن.. المصطفة بأرقامها السالفة وربّما القادمات لا علم لي!
وإني لأصدق من هو يقرأني في هذه الساعة، انني ما كنت أبداً اريد لها ان تتخذ في سمتها او شكلها طابعاً يتجاوز بداخله عنصرٌ على آخر.
السرد/التاريخ/الفلسفة/ الجنس/، كلَّ بمقدار.
ولكني احياناً ما تتملكني واحدة على آخرى، او علي اكون قد وصلت من النشوةِ كتابةً حداً لا رجعة فيه. او من الامكان تداركه، وهو هنا لأمر لا ألومن نفسي فيه ولا اعتذر ولكني اتجمل!
الطرش الثقافي
ما ازاوله كل يوم في هذه الأيام، هو بالطبع مزيج من الأشياء التي يزاولها كل انسان منكم، وما امتهن يجعلني
امارس الوقوف طويلاً؛ والتجوال احياناً بين البشر من مختلف القارات، هو عالمهم للتسوق وعالمي كذلك للتأمل بخلق الله وربَّما حراستهم ان اقتضى الامر!
عادة ما تجدني أحاول دون جدوى ترك رهافة الشعراء والمبدعين. وأنا ابدأ يومي في العمل لكنها "الروح"
دون ان تشعر، يقودك انجذاب غريب، لتتفكر فيما حولك من جمال وروعة.
كانت هذه المرة شقراء تسر الناظرين
عبرتني وأنا اقف مذهولاً .. بحسنها وجمالها
حمدت الله انها قررت ان تشتري بعض الخبز من ذلك المخبز الفاخر.
تحركت نحوها.. متظاهراً .. بأنني كمن هو مازال يؤدي خدمته كالمعتاد .. وقفت بجوارها.. ملقياً عليها التحية.. بلغتها هي الأم.
فما كان من مجيب .. القيتها في المرة الثانية بلغتي أنا.. وكأنما لم يكن من شئ.
حدثت نفسي بأنها ربَّما هي لا تستطيع السمع
ولكن .. واليوم يمضي
عاودتني مجدداً حالة الإنجذاب الجمالي تلك ..والتي كنت اشعر بها تتملكني منذ الصباح.
ولكنها هذه المرة بمذاقٍ مختلف تماماً..
فهي هيفاء .. فاحمة الشعر.. بل قل هي ليلةٌ .. كل ما فيها كان كما ينبغي.. ان يكون!
قلت لنفسي انه من الجائز تماما ان يكون هناك خيارات.. بالأمر
فهذه الفتاة هي عربية أو هي عربية
خاطبتها .. وهي ايضاً لا تجيب..
سواد شعرها الفاحم قد فضح ذلك الخيط الأبيض .. الذي كان يتدلى من على اذنيها.
بسرعة.. عرفت انها تنتمي لهواة ذلك الجهاز .. IPod
والذي يحتمل اسمه ان يترجم ويعرَّب بـ "عبود" مثلاً.
وهو جيل يفضل المناجاة مع الذات وإهمال الجمهور!

دبلوماسيَّة المجاز
لتجاوز حالة الإحباط التي ارتسمتها كتابتي في الجزء اعلاه من مقالتنا هذه، فقد تذكرت بهذا الموضع احدهم وقد كان حدثني يوماً ما، بأن على الرجل منا ان يكون صبوراً ولا يقنط من الأمر ابداً.
في هذا الزمان الذي يسقط فيه التسلط يوماً بعد يوم، اذ آخر معاقله التي دُكت كانت لدينا في افريقيا، هذه الأيام.
فآباء الإستقلال لدينا ما زالوا يتشبثون
وآخر السقوط لجيلهم ذاك كان لموغابي
ثم دون سابق انذار عاد صديقي مواسياً وقائلاً:" ان كثير منهن هذه الأيام يتمنعن وهن راغبات"
نظرت نحوه وانا اتمتم .. اعترف اليك بعدم خبرتي بهذه الشؤون المسيسة.. فهَمْهّم بدوره .. اذ يبدو ان اجابتي لم تقنعه بما فيه الكفاية!
لا املك سوى الأعتراف .. بأنني كنت متردداً جداً .. ان اضع كديباجة فرعية لهذا الجزء من هذه الكتابة تلك التسمية" ديبلوماسية المجاز"
ولكن ما جعله كعنوان يسكن عقلي حتى الآن هو ذلك المقال الرصين للبروفيسور تومس فارThomas
F. Farr بعنوان " الدبلوماسية في عصر الإيمان" Diplomacy in a age of faith [2]
انه في هذا العصر الذي بلغت فيه حساسية المؤمنين الذروة، جعلت فيما يبدو ، لكتابات سافرة أو وقحة حسب رؤيتهم لا سبيل لها ان تجد النور .. او ان يسمح لها ان تصبح بديل .. يساعد على نشر التنوير .. ومجادلة الآخر المتطرف .. بالتي هي احسن.. والتي هي الكلمة هنا.
ففي هذا العصر المشار اليه، كأنه لا سبيل لان تؤتى البيوت من أبوابها.. وهي هكذا محروسة.. فعليك مثلاً إن اردت ذكر حدث كالاوليمبيات القادمة .. ما عليك سوى ان تقول مجازاً " النار ولَّعت"
ان اردت ان تشير لأهلها المحجوبين عن الفضاءات.. فعليك بالعلاج الطبيعي .. والأبر الصينية.
عادل الحاج عبد العزيز
هامش:ـــــــــــــــــــ
[1] Janan, Micaela, The Politics of Desire, 2001, P157 University of California Press, Los Angeles. USA.
[2]Foreign Affairs, March/April 2008 Volume 87 Number 2 , The Clash of People.



#عادل_الحاج_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [9]
- اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [8]
- اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [7]
- اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [6]
- اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [5]
- اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [ 4]
- اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [ 3]
- اللاَّ مُنتَصِّرْ جيلٌ مهدرة احلامه [ 2]
- اللاَّ مُنتَصِّرْ - جيلٌ مهدرة احلامه [ 1]
- استغاثة! لنجدة الأستاذ علي محمود حسنين
- ذهنيَّة التَّخوين - لإبداع المهجر السوداني المعاصر
- عيدٌ جنوبيّ الباسفيك
- إن جاز لكلماتي ان ترثيك يا محمد
- لا عليكِ -اشْراقة-- إنه التجني
- في ظِل الحرب: العلاقات الاسترالية مع السودان - من غُردون إلى ...
- التلفيقيون الجدد - سؤال الأخلاق والسياسة في السودان
- النًخبة وادمان الحفر
- التُرابي يَضع المرايا أمام الجميع[1]
- التُرابي يَضع المرايا أمام الجميع[2]
- التُرابي يَضع المرايا أمام الجميع[3]


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل الحاج عبد العزيز - اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [10]