أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل الحاج عبد العزيز - اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [8]















المزيد.....

اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [8]


عادل الحاج عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2205 - 2008 / 2 / 28 - 01:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


(( .. احتفظ بنسخة منها وترجمتها لهنري روشفور، فصحيفة (الإنترانزيجان) هي الجريدة الوحيدة التي لا تزال تعلن براءتي، واما الأخريات فينعتني بالقاتل، وجميع الناس يرجون موتي. فليطمئنوا، فأنا مصاب بالسرطان، سرطان الفك! ))
( سمرقند، امين معلوف)[1]
دعوة للتهدئة
يا..الهّي ما اتعس الشعر حين تصادره السياسة، ويصبح لا فكاك له دونها؛ ويا.. لقسوة الإختيار بين ان تكون حروفك طليقة – حرة تماماً – تمكنك من الإنتصار لذاتك الوضيعة؛ هذا من جهة؛ اما من الجهة الأخرى فطلاقة حرفك تجعلك تستخدمه وهو الذي لا يخفي هزاله، لخوض اشرس المعارك للوجود على اطلاقها هنا.
ليتحول بذلك حرفك الى زادك ورَّبما هو بمثابة رصاصك لا تمتلك غيره لتحشو به بارودتك الصدأة بفحل ما يحيط بنا من رطوبة.
ان الحروف العزيزة تلك والمشار اليها آنفاً؛ فهي بكل شموخها ذاك، تحيلها السياسة لحالة من الخساء.
في قمة فجيعة حروفي تلك – ارسل الى نفسي خيطاً من أمل بقراءتي للمقالة الأخيرة لاستاذي الشاعر الدبلوماسي الحصيف محمد المكي ابراهيم[2]. اذ اكتشفت من خلاله ان ( علم الله واسع)، وأنه لم يكتب تلك الخلاسية من فراغ ابداً؛ فهو الذي استطاع ان يزاوج بين السياسة/الشعر بالحلال.
ليخرج بذلك بصيرتي وهي التي لم تزل تتعلم من رّوحْ هذا الكون العجيب.
وان يجعلني اخرج من اسر حالة العَور التي تعتريني، اذ كنت سابقاً اؤمن ايمان اليقين. ان جسد الإبداع لا يحتمل غير عين واحدة؛ وياله.. من ضلال كان يعتريني سيدي ود المكي.
ضلالي ذلك لا يضاهيه سوى حالة اقتصادنا الوطني السوداني، فقد احالته ظروف السياسة الى مجرد ابرة صينية عوراء. لا سبيل لأن يعبر من خلالها غير ذلك الخيط الواهن الشرقي الأشواق فقط.
اذا هي رغبة مضمرة دائماً تطارد المبدعين، ان يتخففوا في كتاباتهم وان تصير نصوصهم كأنها تطلب الرضى انىّ ما ولت وجهها.
بل وان تكتب كمن هو يمشي على اطراف اصابعه، فذلك يعلم الله لا يشبه كصنيعة واخلاق، سوى اللّصوص فهناك كثير من الكتاب حولنا، قدرهم دائماً ان يسرقوا عقول شعوبهم بطيب الكلام، ليضعوها على موائد السلطان انى كان ... اشهدك الله ود المكي ان ما بي لذلك من طاقة ولا معرفة؛ وانت اكثر العارفين ان في تراثنا دائماً ما يقال: ان (العرجى لمراحى)، فأدام الله فضل نصوصك وانت من قال: من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى ان يعيش وينتصر.

جلَّنا جلابة
اقترنت متابعاتي المتوصلة لكل ما يكتب من حولنا وعلى وجه الخصوص ما ترشح به (الاقلام السودانية)[3]، اعجبت غاية الإعجاب بانه لم يزل في عقلنا السوداني المعاصر مساحة للمراجعات المستبصرة لما اقترفته تجربتها السياسية/الفكرية على مدى العقود الاخيرة.
وهي التي يمكن ان تعيدنا الى فترة الثمانيات في السودان، وخاصة ان اصحاب المشروع المقاوم حينها ممثل في ( الحركة الشعبية لتحرير السودان)؛ يعلم جلّنا ان مشروعها نفسه كان يتأسس على مرجعيات غير ثابتة في متنها الأساس، غالباً ما تتهادى جراء ما يعصف بها من تحولات دوليّة يساراً/ يميناً ؛ ويطوقها كذلك الرغبة للإتساق في ثنايا خطاباتها المبثوثة تلك؛ يحفزها هنا تحالفاتها الإقليمية (نموذجاً: اثيوبيا الحمراء),
هو اذا توجه لتعقل وإعمال العقل، وذلك بمحاولة إعمال المراجعة لهكذا تراث كان ما يبرره بحسبان المرحلة الثورية السالفة؛ التي يتطلبها كامل مشروعها او منفستوها (الحركة الشعبية لتحرير السودان).
من الطبيعي اذا ان اي تساؤل معرفي يتصدى لمهمة التمحيض في ذلك التراث؛ ان يخرج من تجربة بحثه تلك خالِ الوفاض إلاّ النزير واليسير جراء الإبتسار والتسيس الذي مورس من قبل العقل (المجيَّش) بكثافة لإنجاز مكاسبه السياسية لا غير.
بحسبانها هنا محاولة لإضافة متواضعة على ما تم تقديمه من جهد مقدر للوصول للجذور المفاهيميّة لبعض المصطلحات / المفردات ، التي اسسَّت بلا شك جدران من عدم الثقة المتبادلة بين شطري مكونّنا الوطنيّ السودانويّ؛ لا سبيل لدينا لبلوغ غاية الوحدة والتعايش؛ سوى محاولتنا الدائبة لتحطيم هذه الجدران المفاهيميّة الحاجزة لسريان مفاهيم اكثر حداثة، يمكن ان تؤسس لخطابات حديثة، و لوحدة مفاهيمية في المقام الأول. ومن ثمة نشر معارف جديدة تتزلَف بنقائها؛ انعتاقاً من براثن الماضي الدموي، تطلّعاً لإنجاز وحدة طوعية مرغوبة.
لم يتم الإتفاق حول الأصل اللَّغوي لكلمة مثل (جلابة)، الاّ ان من محاولة بحثي للتعرف على اصل الكلمة اللَّغوي في اللَّغة العربيّة. وانا هنا اتكئ على الذائقة لا اكثر لادلو بدلوِّ في هذا النقاش المفيد.
ان الجلبة : نبات طبيّ مسهِّل
كما ان من المعاني التي اهتديت اليها لمعاني كلمة (الجلبة) وهي الضجة او الصخب
وهو المعنى الذي تفضله ذائقتي اذ انه (قطع شك) نحن الآن نعيش في فترة لا احد يمتلك ان ينكر اننّا كبشر بكامل تنوعنا الإنساني، نحب بشدة الضجة والصخب و الاستشفاء بـ (الشمار).

اما ما ورد عنها في الكتاب المقدس [4]: 1 وَانْتَقَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْضِ الْجَنُوبِ، وَسَكَنَ بَيْنَ قَادِشَ وَشُورَ، وَتَغَرَّبَ فيِ جَرَارَ. 2 وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ سَارَةَ امْرَأَتِهِ:«هِيَ أُخْتِي». فَأَرْسَلَ أَبِي مَالِكُ مَلِكُ جَرَارَ وَأَخَذَ سَارَةَ. 3 فَجَاءَ اللهُ إِلَى أَبِي مَالِكَ فيِ حُلْمِ اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ:«هَا أَنْتَ مَيِّتٌ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَخَذْتَهَا، فَإِنَّهَا مُتَزَوِّجَةٌ بِبَعْلٍ». 4 وَلكِنْ لَمْ يَكُنْ أَبِي مَالِكُ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيْهَا، فَقَالَ:«يَا سَيِّدُ، أَأُمَّةً بَارَّةً تَقْتُلُ؟ 5 أَلَمْ يَقُلْ هُوَ لِي: إِنَّهَا أُخْتِي، وَهِيَ أَيْضًا نَفْسُهَا قَالَتْ: هُوَ أَخِي؟ بِسَلاَمَةِ قَلْبِي وَنَقَاوَةِ يَدَيَّ فَعَلْتُ هذَا». 6 فَقَالَ لَهُ اللهُ فيِ الْحُلْمِ:«أَنَا أَيْضًا عَلِمْتُ أَنَّكَ بِسَلاَمَةِ قَلْبِكَ فَعَلْتَ هذَا. وَأَنَا أَيْضًا أَمْسَكْتُكَ عَنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ، لِذلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا. 7 فَالآنَ رُدَّ امْرَأَةَ الرَّجُلِ، فَإِنَّهُ نَبِيٌّ، فَيُصَلِّيَ لِأَجْلِكَ فَتَحْيَا. وَإِنْ كُنْتَ لَسْتَ تَرُدُّهَا، فَاعْلَمْ أَنَّكَ مَوْتًا تَمُوتُ، أَنْتَ وَكُلُّ مَنْ لَكَ». 8 فَبَكَّرَ أَبِي مَالِكُ فيِ الْغَدِ وَدَعَا جَمِيعَ عَبِيدِهِ، وَتَكَلَّمَ بِكُلِّ هذَا الْكَلاَمِ فيِ مَسَامِعِهِمْ، فَخَافَ الرِّجَالُ جِدًّا. 9 ثُمَّ دَعَا أَبِيمَالِكُ إِبْرَاهِيمَ وَقَالَ لَهُ:«مَاذَا فَعَلْتَ بِنَا؟ وَبِمَاذَا أَخْطَأْتُ إِلَيْكَ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيَّ وَعَلَى مَمْلَكَتِي خَطِيَّةً عَظِيمَةً؟ أَعْمَالاً لاَ تُعْمَلُ عَمِلْتَ بِي».
عادل الحاج عبد العزيز

هوامش:ـــــــــــــــــ
[1] معلوف، امين، سمرقند، ترجمة: عفيف دمشقية، 2001، دار الفارابي، بيروت، لبنان.
[2] الأستاذ/ محمد المكي ابراهيم، مقالة: العالم بستان" الحدود الفاصلة بين الوطنية والصياعة"، 2008-02-26
[3] الجلابة من هم؟ - تقرير: واشنطن الخرطوم: عبد الفتاح عرمان، عن موقع سودانيزاونلاين
[4] القرآن والكتاب المقدس



#عادل_الحاج_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [7]
- اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [6]
- اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [5]
- اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [ 4]
- اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [ 3]
- اللاَّ مُنتَصِّرْ جيلٌ مهدرة احلامه [ 2]
- اللاَّ مُنتَصِّرْ - جيلٌ مهدرة احلامه [ 1]
- استغاثة! لنجدة الأستاذ علي محمود حسنين
- ذهنيَّة التَّخوين - لإبداع المهجر السوداني المعاصر
- عيدٌ جنوبيّ الباسفيك
- إن جاز لكلماتي ان ترثيك يا محمد
- لا عليكِ -اشْراقة-- إنه التجني
- في ظِل الحرب: العلاقات الاسترالية مع السودان - من غُردون إلى ...
- التلفيقيون الجدد - سؤال الأخلاق والسياسة في السودان
- النًخبة وادمان الحفر
- التُرابي يَضع المرايا أمام الجميع[1]
- التُرابي يَضع المرايا أمام الجميع[2]
- التُرابي يَضع المرايا أمام الجميع[3]
- محاولة لفضّ الإشتباك
- ) قراءة من سيرة رجل1


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل الحاج عبد العزيز - اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [8]