أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل الحاج عبد العزيز - اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [7]















المزيد.....

اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [7]


عادل الحاج عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2204 - 2008 / 2 / 27 - 02:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


اللاَّ مُنتَصِّرْ
جيلٌ مهدرة احلامه [7]

(( .. فيه من سمرة الأصيل/ شعرها المذهب النبيل/ ثغرها اليانع البليل/ كرزة حفّها العنب/ يا حبيبى ... أكلَّما / قلبىّ المغرم احتمى/ بك وانزاح ملهما/ عاد كأسا بلا حبب/ فاره .. مترف .. لدن ..))
( سال من شعرها الذهب، ابو آمنة حامد)[1]
الخروج
ها هي تراودني عن نفسي الرَّغبة في العودة للكتابة من جديد، ولكن ما اشعر به في لحظة اغوائها هذه هو خليط عجيب من المشاعر المتبعثرة؛ يجعل من رغبة تجشمها في هذه الساعة بالذات هو عبارة عن تحدي عظيم، به يوصَل كلّ ما يعتمل في الدواخل والذات مع هذا العبث الذي يجتاح الكون من حولنا/حولي. ويا.. له من شعور غامض ومفزع حين تشعر ان هناك شئ ما خفيّ على الإدراك، يحاول ان يحبس نصكَّ المكتوب في غرفة النوم الوطنية لا غير.
انه احساس قاتل بالظلام يعم كل ما يحيط بي/بنا؛ (لربَّما) هذه اللَّزمة التي تتسرب بين اصابع نصي المكتوب الآن لهي خير دليل يفضح ما يعتريني من حالة التردد واللاثقة، يدعمها التساؤل المتواصل لدى نصوصنا
ربَّما ... هل يوجد بالفعل بعضٌ من ضوء خارج تلكم الغرف؟
الطرفة ام الغصة لا ادري هي انني قد وجت نفسي ارتكب نفس الخطيئة المتكررة دوماً في وعينّا ولاوعيّنا في آن.
وذلك هو ربط او ارتباط بؤسنا وقتامة نفوسنا باللَّون الأسود! وأنا بدوري تورطت بنفس خطيئة آبائي جلّهم.وذلك بحماقة ربط السلوك الإنساني لمجموعة ما بلونها أو بسلوك بعض العاقين من آبنائها.
اذ كان فعلها من قبل جوزيف كونراد Joseph Conrads في رائعته قلب الظلام Heart of Darkness
فيما كان الشخص الوحيد الذي خبرته في بحر قراءاتي المتلاطم، فأغرقني في عشقه ذلك هو Patrick White
باترك وايت، غفر الله ذنوبه وأدام فضائله على الإنسانية.
اذاً هي رحلة للبحث عن مخرج من هذا الظلام الجاثم، ففعل الخروج نفسه في كامل تراثنا الموروث هو فعل مقاومة اصيل – منذ لحظة خروجنا من ارحامهن حتى لحظة خروج ارواحنا ونحن نغادر هذه الفانية.
لا احد في تراثنا يريد للنساء ان يخرجن من غرفهن المظلمة تلك بفعل الذكورة المسيطرة، او حتى خروج نصوصنا من محابسها التي صنعتها العولمة من حولنا [2].
فيا .. لنا من جيل لا يعلم من القاتل؟ ومن المقتول؟ ومن الرهينة؟. إذاً قبليني مرّة كل عام.

من يربح الحداثة؟
وأنا اشاهد البطولة الأفريقية الأخيرة بغانا؛ كفيري من الأجيال الفرّاجة. الأمر الذي استرعى انتباهي بشدة هو دأب بعض اللاعبين الأفارقة المخضرمين على مزاولة الرقص بالقرب من الرايات الجانية للملعب.
فاستفز ذلك اسئلتي بداخلي .. هل كان في ذلك احتفاء بالأهداف المسجلة ام انه مجرد محاولة لعرض تراثهم البائد للغير لا اكثر؟
في سياق مفارق تماماً لذلك الطقس الراقص، حدثني من لا اتهمه في صدقه؛ ان قيادي بارز بالمؤتمر الوطني الحاكم في السوداني؛ وفي سياق مخاطبته حشد شعبي جامع؛ قوله دون وجل: ان على الآنسة كونداليزا رايز ان تلحس كوعها؛ والكوع عند أهل السودان هو مؤخرة ساعد اليد؛ "للدلالة على استحالة بلوغ الغايات"
فأسفت غاية الأسف ان يصدر هكذا تصريح من احد قيادات بلادي، وقد جاءت تصريحاته تلك في زيارة اخيرة له لمنطقة شمال كردفان. وأنا الذي اعلم علم اليقين ان اهلي هناك لا يلحسون سوى النزير ممَّا تبقى من العسل الأسود والذي لربّما لا وجود له في مثل ايام حكمهم هذه؛ فبئس التعاون في مكافحة الأرهاب مع هؤلاء القوم ممّن لا يتوانون عن لحس قوت اهلهم الفقراء؛ ولحس اقوالهم في مراتٍ مجربات.
ولكن برغم كلّ ما تقدم تقر كل الدراسات الحديثة [2] ان ظاهرة التطرّف الديني هي ظاهرة تحتاج لمعالجات جذرية لها ولخطاباتها. ومنطقتنا جلّها موبوءة بشدة بها.
وهو الامر الذي يتطلب تضافر الجهود الدوليَّة والمحليَّة لتسييّد خطابات اكثر حداثة – ليكون بمقدور اجيالنا هذه ان ترفع علامة النَّصر على التطرّف وتغني دون تكفير من احد " انا يوسف يا ابي".

ما قبل قمة الثمانية G 8
على هدى ما افترعه مقالنا السابق عن اهمية التعاون من اجل احداث التعايش في عالمنا اليوم. وهي غاية لم تزل محض احلام تحملها الحداثة، ودائماً ما كانت تصطرع بغية انزالها لأرض الواقع المعاش بعدد من العوائق.
وهي لذلك آفة من آفات الحداثة ومنقصة بها ارقت كثير دعاتها من المفكرين الذي دائماً ما ترميهم بها النظرات المحافظة وهي تخبئ بداخلها ماذا عساكم تفعلون ايَّها الحالمون؟
وهي تساؤلات مشروعة تأرق كثيراً اجفان الجوعى من شعوب هذا العالم، ويا .. ليتنا نتفق على انَّنا جميعاً جوعى كل بطريقته!
تنقل الأنباء السارة ان في الأفق باقة امل بإنعقاد قمة مجموعة الثمانية القادمة؛ وباليابان هذه المرة.
ولكن لا بد ان تطارد اسئلتنا اللحوحةو هذه، تلك القمة لأخيار وأعيان العالم.
وتذكيرهم بان ما انجز حتى الآن هل هو يخاطب كلّ الذي تحمله تساؤلات الجوعى من مثل شعوبنا ام ماذا هم فاعلون؟
ونحن اذ ننحو هذا المنحى لا تنكر كتابتنا هنا الدور الرائد الذي لعبته كثير من المبادرات الخيرة لمخاطبة كثير من القضايا الملحة التي تحيط بفقراء عالمنا هذا. وإن كان اشهرها على الإطلاق هو مبادرة نيباد NEPAD وهي التي كانت تتطلع لإحداث شراكة جديدة من اجل تنمية القارة الأفريقية – كما لا يفوتنا ايضاً التذكير العابر في هذا المقام بمبادرات سابقات مثل Millennium Africa’s Recovery Program
او ما عاد يعرف لاحقاً ب OMEGA والذي هو بمثابة برنامج لانجاز المبادئ التي اتفق حولها.
دون توغل عميق قد يجرف كتابتنا هذه لطابع الأكاديميا، وهو الأمر الذي يمكن ان تلحظه اي محاولة للنظر في اسّ الأشكال الذي واجه التطبيقات على ارض الواقع الافريقي لدينا.
طبعاً المسألة الأساس هنا هو اعتماد رشتة سياسات الخصخصة الدولية والتساؤل الذي ان يجب ان يظل يطارد صناع تلك الرشتات هو: هل فعلاً هي تخدم قضايا القارة السمراء ام لا؟
كل تلك المبادرات الخارجية الخيرة لنماء القارة يجب لذواتنا السوداء ان تعترف بخطاياها وذنوبها بدورها؛ والتي على راسها؛ غياب الحكم الرشيد لدينا مهما زيناه لذواتنا.
واخطر الآفات على الإطلاق هي آفة الفساد المستشري لدى نخبنا العالمثالثية – الافريقية بشكل واضح للعيان.
علها بحق الأماني الجميلة وحدها ليست كافية لإنتشال قارتنا من وهدتها؛ وإخراجها بعد لأي من غرفة نومها الوطنية والتي ولجتها بفعل فاعلٍ ما. فنحن بصدق نعاني دون حجاب من آفتين خطيرتين؛ هما اجمالاً نخبنا الموَّرثة والأيدز HIV/AIDS حماكم الله.
عادل الحاج عبد العزيز
الهوامش :ــــــــــــــ
[] النص اعلاه غناه الاستاذ صلاح بن البادية المصدر: المكتبة الإلكترونية لموقع سودانيز اونلاين
[] حامد ابوزيد، نصر، دوائر الخوف "في خطاب المراة" الطبعة الرابعة 2007، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب.
[3] Cilliers, Jakkie, Terrorism and Africa, Essay: African Security Review, 2003
[4] Fourie, Vickeis, African Insight vol 33 No 3. Septemper 2003



#عادل_الحاج_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [6]
- اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [5]
- اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [ 4]
- اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [ 3]
- اللاَّ مُنتَصِّرْ جيلٌ مهدرة احلامه [ 2]
- اللاَّ مُنتَصِّرْ - جيلٌ مهدرة احلامه [ 1]
- استغاثة! لنجدة الأستاذ علي محمود حسنين
- ذهنيَّة التَّخوين - لإبداع المهجر السوداني المعاصر
- عيدٌ جنوبيّ الباسفيك
- إن جاز لكلماتي ان ترثيك يا محمد
- لا عليكِ -اشْراقة-- إنه التجني
- في ظِل الحرب: العلاقات الاسترالية مع السودان - من غُردون إلى ...
- التلفيقيون الجدد - سؤال الأخلاق والسياسة في السودان
- النًخبة وادمان الحفر
- التُرابي يَضع المرايا أمام الجميع[1]
- التُرابي يَضع المرايا أمام الجميع[2]
- التُرابي يَضع المرايا أمام الجميع[3]
- محاولة لفضّ الإشتباك
- ) قراءة من سيرة رجل1
- قراءة من سيرة رجل يهجو اهله ( 2 )


المزيد.....




- سوريا.. مراقب يكشف لـCNN تحرك فصائل المعارضة في حماة وماذا ي ...
- كواليس استقبال أمير قطر وزوجته في لندن.. سبب غياب الملكة كام ...
- عاصفة ثلجية تاريخية تُغرق البحيرات العظمى في الولايات المتحد ...
- مدينة صور اللبنانية تودع قتلاها.. مراسم مهيبة لنقل الضحايا إ ...
- يؤكد عدم وجود أساس للتفاوض مع أوكرانيا.. الكرملين يعبر عن ا ...
- رجل أعمال أمريكي يكشف حجم دين هانتر بايدن لعائلته
-  -أمة القنابل العنقودية-.. تصنعها وتستخدمها وتصدرها ولا تعبأ ...
- ماكرون يكشف عن اتفاق مع السعودية لدعم الجيش اللبناني
- الأردن يعلن استلام جثماني منفذي عملية البحر الميت في أكتوبر ...
- -تحلوا بالصبر!-.. زاخاروفا تنشر صورة لمقابلة تاكر كارلسون مع ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل الحاج عبد العزيز - اللاَّ مُنتَصِّرْ-جيلٌ مهدرة احلامه [7]