أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد اللطيف المنيّر - العودة إلى الجذور














المزيد.....

العودة إلى الجذور


عبد اللطيف المنيّر

الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 11:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن أمعنا النظر في التعددية الإجتماعية، نجد أنها أساس نجاح الأمم، ودليل قوتها وسرعة تطورها، وتسارع نموها. وعندما نتحدث عن التعددية، علينا أن لانقف عند حدود المفهوم الإثني فقط، بل يجب علينا أن نتجاوزه إلى مختلف أشكال التعددية مثل العرقية، والدينية، والطائفية، مروراً بالتمايز الجنسي، والعمري أيضا، وأنه لافرق بين حضري وقروي، أو بين كهل وشاب، أو بين فتاة وامرأة مسنّة، لنصل إلى أنه لافرق بين أكثرية وأقلية، وأن الجميع يذوب في بوتقة المجتمع، والكل يعمل لحماية وتطورالوطن، وواجب الوطن أن يعامل أبناءه بالتساوي على السواء.

ولن نبالغ في القول، أن نجاح أميركا ومعها كندا، سببه الأول هذه الخلطة الإجتماعية، وطالما أنها تعرف كيف توظف هذا التنوع وتسخره في نمو مجتمعها، ومنه إلى إقتصادها. ولا يخفي بيل غيت سراً، وهو صاحب أكبر شركة برمجيات في العالم - ميكرو سوفت Micro Soft، كيف يستفيد تحت سقف شركته من طاقات وخبرات أبناء العالم!

وفي عملية مسح سريعة نجد في كل زاوية من دوائر والمؤسسات الحكومية في شمال أميركا، العامة والخاصة منها، ومراكز البحث العلمي، وحتى مؤسسات حماية المستهلك، نجد فيهم التنوع والتعددية، وهذه الخلطة الرائعة والتي ينظر إليها بإهتمام شديد تحت إسم Diversity ، ويتم التركيز عليها دائماً كمفهوم ثقافي في قبول الآخر، وتقديره من خلال العمل الجمعي، وكما يسمى دائما بفريق العمل Team Work.

هذا الوعي الغائب والمعدوم في أوطاننا يتحول من ثقافة التواصل في الغرب إلى ثقافة نبذ الآخر في الشرق، في سلوك صراعي ليكّون مصطلح "صراع الأجيال" جزء من هذا التباين، وهوالتعبيرالأصح هناك! ليتم الانطلاق منه إلى الصراع الفكري والديني، وصولا إلى مفهومي الأقلية والأكثرية.

بيد أن الإسلام وقبله المسيحية، قد نّوه وشدد على هذه القضية، وسبق الغرب بأحقاب عديدة لجعل هذه التعددية جزء من الدين نفسه، بقول الرسول الكريم عن العصبية القبلية " اتركوها فإنها نتنة" وأيضا في قوله الكريم، لافرق بين عجمي وعربي وبين أبيض وأسود إلا بالتقوى! وأن الدين دين الجماعة، ولم يحدد هوية هذه الجماعة! ليشمل المفهوم بأوسع مما فسّرته الجماعات الإسلامية المتطرفة، ومتشدقي الفتاوى، لحصرهم مفهوم الجماعة في صلاة المسجد فقط!، ونبذ الآخر خارجه ومحاربته حتى لو كان أخاً في الإسلام، فما بالك بالمختلف الضد؟ ولجهلهم أيضا بمعاني الإسلام، فقد حرص هؤلاء المتأسلمين في نشر ثقافة الكراهية التنفيرية، متناسين قول الرسول أيضاً في هذا المقام "بشّروا ولا تنفروا". بعد ما أخذ الغرب هذه التعاليم القيّمة وعمل بها كأساس في السلوك التعددي الإجتماعي وتفوق بها، حين أسقطها المسلمون! هذا ما عبر عنه الفيلسوف المسلم الفرنسي الأصل روجيه جارودي بقوله "ذهبت الى الدول المسلمة ولم أجد الإسىلام، وذهبت الى الغرب فوجدت الإسلام".

يبقى السؤال، أما آن للمسلمين الإستفادة من تجارب الغرب الإيجابية، والعودة إلى الجذور النقية بسعي حثيث؟



#عبد_اللطيف_المنيّر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحس المعرفي لمفاتيح اللعبة الدولية
- الانفصاليون الجدد: مائة عام من العزلة
- المعارضة السورية عجزت عن تحقيق شعاراتها الرنانة وتحويلها إلى ...
- التغيير في سوريا بين الخداع البصري والمشروع البديل
- الذات الرئاسية : حسني مبارك نموذجاَ
- بين فكيّ الترسانتين: المائية والنووية
- بيت المال- والتسّول السياسي
- -صح النوم- ياعرب !
- تعديل الدستور أم إعادة كتابته؟
- موت أمّة وفرار يقظة
- الأموال العربية هل تُستثمر سياسيا؟
- بلقيس.. والمسافة من المرأة اليوم
- إعلان دمشق وخطوطه الحمراء
- أسئلة الإنتخابات الأميركية وغياب ال -لا - النقدية
- مناضلو الجبهة: الإخوان كارامازوف
- لو كان ديكارت..!
- الجزام السياسي
- ستة أشهر في قبضة الجبهة
- لعبة الوقت.. رقصة الحرب
- أبطال خارج التاريخ


المزيد.....




- انتقادات لترامب بعد استخدامه كلمة معادية لليهود
- تحقيق حصري: هل الكنيسة الروسية في السويد وكر للجواسيس؟
- فوق السلطة: نتنياهو مكلف بتعجيل ظهور المسيح وهذا ما يفعله
- روسيا تصبح أول دولة تعترف بالإمارة الإسلامية في أفغانستان
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- أغاني حصرية هتفرح أطفالك طول اليوم .. تردد قناة طيور الجنة ب ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- السعودية وفكرة بناء كنيسة قبطية على أرضها.. البابا تواضروس ا ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- قرأت لكم -انكسار الروح- لمحمد المنسي قنديل


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد اللطيف المنيّر - العودة إلى الجذور