أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبد اللطيف المنيّر - الجزام السياسي














المزيد.....

الجزام السياسي


عبد اللطيف المنيّر

الحوار المتمدن-العدد: 1680 - 2006 / 9 / 21 - 11:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ استلام حزب البعث الواحد والوحيد الحكم في سوريا، عانت سوريا عامة، والشعب السوري خاصة، من قهر وقمع واستبداد وحجب للحريات، إذ غابت عن سوريا نسائم الحرية وطعم الاستقلال الحقيقي.

فمن هزيمة 67، ومن شعارات الأرض مقابل السلام، وأخرى في الوحدة والحرية والاشتراكية، ومن الضغوط الدولية على سوريا، ومن سوريا دولة المواجهة ومعقل الصمود والتصدي، إلى ذات رسالة خالدة، وصولا لـ" إلى الأبد يا أسد"، نجد أن الاحتكار السياسي هو الوجه الحقيقي لبقاء النظام مسيطرا في منظومة الحكم السوري. وأنه باع واشترى تحت هذه الشعارات، وتحولت سوريا من دولة ديمقراطية في عهد الاستقلال إلى دولة ذات احتكار سياسي وقمع للحريات.

ولن ننسى أنه في عهد الاستقلال من الاستعمار الفرنسي، والذي تجلت فيه ذروة الحرية السياسية في سوريا، حيث شاركت الأحزاب السياسية بشكل سلمي مسؤول. وكان للإخوان المسلمين في ذاك العهد، بقيادة مؤسس الجماعة في سوريا المرشد العام الشيخ مصطفى السباعي، دورا حضاريا امتد إلى أن جاء البعث كحزب حاكم أوحد من خلال انقلاب عسكري، عندها اختارت الجماعة صف المعارضة وبدأت تبحث عن أبواب للدخول في المعترك السياسي الطبيعي، وعندما أغلقت الأبواب في وجهها بدأت تدخل من النوافذ بشكل غير سلمي، واتبعت النهج العنفي الدموي، وعرضّت البلاد لمزيد من القمع والقهر.

ومن أحداث الثمانينات العنفية بين جماعة الأخوان المسلمين وبين النظام السوري بدأ الحزب الحاكم ( البعث) ـ حيث كان عبد الحليم خدام ركنا أساسا من أركان البعث السوري ـ بشن حرب نفسية على الشعب ووضعه على خط المواجهة مع اسرائيل، محذرا أن سوريا دائما مستهدفة. وهكذا صار الشعب السوري، ولما يزل، ضحية صراع بين فكيّ "شراهتين" للسلطة!.

وحين لم يؤت العنف والإرهاب الدموي أٌوكلهما، رمت الجماعة الأحزمة الناسفة وألقت بسلاحها أرضا، لتدخل من نافذة أخرى، وبنهج آخر أشد فتكا من القتل، وبدأت تصطاد فرائسها بشكل مختلف تماما، وبدلت وسائل حربها من الأحزمة الناسفة بوجه أفراد السلطة ،إلى الإرهاب الفكري والاحتكار السياسي الموجه هذه المرة إلى الشعب السوري عامة، وإلى قوى المعارضة الليبرالية في الداخل والخارج، وحتى التيارات الدينية المستقلة منها.

ومن صفقة التنازل عن الجولان حيث كان عبد الحليم خدام في حينها محافظا لمدينة القنيطرة السورية، وصولا إلى عزله من حزب البعث وإعلان انشقاقه؛ ومن الإرهاب الدموي لجماعة الأخوان المسلمين وتبنيهم مؤخرا الإرهاب الفكري والعقائدي، ولدت جبهتهم "للخلاص"! علما أن المراقب العام السيد البيانوني قد طالب خدام إثرانشقاقه بالاعتذار للشعب السوري عن السنوات التي شارك بها خدام في الحكم. وفي الخفاء،وسرا، بدأت طحالب النوايا المبيّتة ( لخدام وبيانوني) تستشري في عتمة هذا الحلف، وأسقط البيانوني مطالبته لخدام بالاعتذار !.

هذه الجبهة التي قطباها خدام والبيانوني، كانت أولى مهامها ضرب المعارضة في الداخل والخارج، فبدأت بتعطيل إعلان دمشق، ثم اتهام إعلان سوريا بالاستقواء بالخارج، وبدأت بدس عناصرها في اختراق منظم لكل فصيل وتيار معارض على حدى، بغية التعطيل والتهميش وإضعاف المعارضة عامة، مقابل إظهار الجبهة في مظهر المتماسك والقوي والقادرة بمفردها على الإمساك بزمام الأمور في حال انهيار النظام السوري!.

فإذا كان حزب البعث في همجيته السياسية وابتعاده عن الديمقراطية هوالحاكم الأوحد على مدى أربعة عقود، فإن هذا "الجزام السياسي" قد انتقل وبشكل قوي إلى جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، ممثلة بالمحامي البيانوني، والذي نصب نفسه وشريكه خدام وصيان على الشعب السوري حين أعلنا مؤخرا جاهزيتهما لاستلام السلطة في سوريا، وذلك في ادعاء غير مسبوق بأنهما قد تشاورا مع فرقاء المعارضة كافة!

ليس هكذا تصرح رجالات السياسة أيها المحامي" صاحب الميزان"! ولا هكذا يعامل الشعب السوري العظيم ضاربين بإرادتهعرض الحائط، "داسَين" موافقته في جيوبكما التي تأن بأموال الشعب السوري وجماجمه.

نحن في المحورالثالث وقد أعلنّا منذ البدايات "أننا لسنا بقطاع طرق سياسية، ولسنا بصيادي مناصب ولا بمولعي سلطة أومحترفي منابر"، نقول كفى تلاعبا بمشاعر الشعب السوري، هذا الشعب الذي صحا من كبوته. لن نسمح لأوهامكم بتداول السلطة بهذا الشكل المذري أن تتحول إلى فرض . فما محاولات احتكار المعارضة التي تنهجها جبهة الخلاص بزعامة "الصدر الأعظم" إلا أبلغ ظلامية وأشد بؤسا على سوريا من النظام الحاكم عينه.



#عبد_اللطيف_المنيّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستة أشهر في قبضة الجبهة
- لعبة الوقت.. رقصة الحرب
- أبطال خارج التاريخ
- الاقتصاد السوري بين الانكماش والعافية


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عبد اللطيف المنيّر - الجزام السياسي