أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد اللطيف المنيّر - الذات الرئاسية : حسني مبارك نموذجاَ














المزيد.....

الذات الرئاسية : حسني مبارك نموذجاَ


عبد اللطيف المنيّر

الحوار المتمدن-العدد: 2041 - 2007 / 9 / 17 - 05:34
المحور: كتابات ساخرة
    


لم تعد صحة الريّس حسني مبارك أو مرضه هي المشكلة في إدراجها ضمن الأخبار اليومية، إنما المشكلة لها بعد ثالث، وهي تنحصر اليوم في مفهومنا للذات الرئاسية والتحريم الرسمي بالمسّ بألوهيتها.

ليس على الريّس بالطبع حرج في اعتقال وسجن رؤساء تحرير صحف عُرفت بالنزاهة وصحوة الضمير المهني – ضمير الصحافي الذي لا يباع ولا يشترى!. ذنب هؤلاء الصحافيين الأوحد هو أنهم كتبوا عن مرض رئيسهم، متناسين أن رؤساءنا لا يمرضون " ما بيعيوش" ، وأن لهم خاصية أنصاف الآلهة، فهم خالدون، ولهم ملكوت الأرض، ولا يكبرون ولا يهرمون، ولهم الولاء، وكلنا بالأرواح نفديهم، وإن غيبتهم الطبيعة، فهم أحياء عند شعبهم يرزقون.

أربعة من رؤساء التحرير المصريين ممن يغرّدون خارج سرب المدّاحين والمنتفعين والمرتزقة، لم تشفع لهم سمعتهم الصحافية الشفيفة ونزاهتهم الإعلامية، فكان مصيرهم غياهب السجون!. فالويل والسبور لمن تلفّظ أو كتب أو حتى خط سطرا عن حالة الريّس الصحية، فهم بذلك ينزلون الريّس إلى المراتب البشرية الدنيا، ويضعونه بمنزلة توازي منزلة المستضعفين من رعيته، ويجردونه من خواص الألوهية التي يتمتع دون العالمين بها، ويخرجونه من هالة كهنوت الرئاسة، ويدخلونه دائرة الخبر العادي في صحفهم اليومية.

كيف يجرؤون وهوالريّس ليس كمثله بشر، ولا ينطق عن الهوى، ولولا أنه يلد وله ولد لكان
أوزيروس بعينه متبخترا على أرض مصر القرن العشرين! هوإله الخصب، الأول في الدخول على عروس النيل قبل عريسها، وهوالذي يهب أولاده فداءاٌ للأمة ليكونوا رؤساء من بعده، و يطلق العنان لذريّته في جني المال، سرا وعلانية، من أجل بناء هذا البلد العتيد وتأمين الرفاه لشعبه الذي اختاره ليكون ولي أمره ورئيسه وسيد قراره إلى أبد الآبدين.

الشعب، الصحافة والإعلام المرئي والمسموع، الأسواق والمتاجر، المزارع وكل الأراضي الأخضر منها واليابس، مياه الأنهار والجداول، وكل ما على الأرض وما بباطنها كان قد تيسّر له من إرث أبيه المسجل في أوراق رسمية!.

هو الريس الذي يحي ويميت، اللهم رضّه عنا ورضّنا به، وأكمم أفواه من يطالونه بالكلام الباطل عن وضعه الصحي، ومرّضنا واشفيه، وخذ من عمرنا وضعه في عمر الريّس.

اللهم خفف من غضبه علينا ولا تجعلنا من الجاحدين لنعمه، وانصره على الصحافة والصحافين ورؤساء التحرير، يا قدير!.



#عبد_اللطيف_المنيّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين فكيّ الترسانتين: المائية والنووية
- بيت المال- والتسّول السياسي
- -صح النوم- ياعرب !
- تعديل الدستور أم إعادة كتابته؟
- موت أمّة وفرار يقظة
- الأموال العربية هل تُستثمر سياسيا؟
- بلقيس.. والمسافة من المرأة اليوم
- إعلان دمشق وخطوطه الحمراء
- أسئلة الإنتخابات الأميركية وغياب ال -لا - النقدية
- مناضلو الجبهة: الإخوان كارامازوف
- لو كان ديكارت..!
- الجزام السياسي
- ستة أشهر في قبضة الجبهة
- لعبة الوقت.. رقصة الحرب
- أبطال خارج التاريخ
- الاقتصاد السوري بين الانكماش والعافية


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد اللطيف المنيّر - الذات الرئاسية : حسني مبارك نموذجاَ