|
أحب »كيث«.. لكني أحب الناخبين أكثر!
سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2235 - 2008 / 3 / 29 - 11:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كيث إليسون شخصية أمريكية استثنائية، علي الاقل من زاوية انه اول مسلم يتم انتخابه عضوا بالكونجرس الامريكي، حيث رشحه الحزب الديمقراطي وفاز بسهولة علي خصمه المرشح الجمهوري وتبوأ مقعده في مجلس النواب الامريكي عن ولاية منيسوتا في انتخابات نوفمبر 2006. وهو من أصول افريقية وقد شدد خلال حملته الانتخابية علي ضرورة انسحاب القوات الامريكية فورا من العراق، كما ابرز اهتمامه بقضايا بيئية وبحقوق المثليين، ومع انه لم يبرز انتماءه الديني خلال حملته، هاجمه عدد من المدونين الجمهوريين المحافظين قبل الانتخابات علي خلفية علاقته بمنظمة »أمة الاسلام«. فيما يتعلق بالعراق، يقول إليسون علي موقعه علي شبكة الانترنت »سوف اناضل من اجل انسحاب امريكي فوري من العراق ومن اجل جهد دولي لاعادة البناء«، ويصف السياسة الامريكية في العراق بأنها »فشل كارثى« مضيفا: »البعض يطالب بزيادة عدد الجنود، والبعض يطالب بالمزيد من الاموال، البعض يطالب بجدول زمني للانسحاب، الواقع هو ان السياسة الصحيحة الوحيدة بالنسبة للعراق هي الانسحاب الفوري لكل الجنود الامريكيين« كما يعتبر ان »وجود الجيش الامريكي »في العراق« هو العائق الأكبر امام السلام الذي يقول انه يحاول تحقيقه »ويمضي مطالبا بـ »وقف اعمال البناء للقواعد الامريكية الدائمة واعادة جميع الموارد الطبيعية العراقية للعراقيين والسماح للشعب العراقي ان يحدد مصيره بنفسه« ويتناول الفضائح التي لاحقت الجيش الامريكي في العراق كفضيحة ابو غريب قائلا: »مع كل فظاعة جديدة، نتحول نحن الي الشر الذي ندينه«. وفيما يتعلق بالهجرة يعتبر أليسون ان »حرمان ملايين المهاجرين الذين يعملون ويدفعون الضرائب من اي سبيل لكي يصبحوا مواطنين سيجعل من الاسهل.. استغلال هؤلاء العمال وتخفيض مستوي المعيشة لجميع العمال، وتاليا فهو يؤيد قانونا يمنح سبيلا واضحا للمواطنية لـ 11 مليون شخص »من المهاجرين غير الشرعيين« الذين هم في الولايات المتحدة الان يعملون ويدفعون الضرائب«. وفيما يتعلق بالمثليين يبدي اليسون تأييدا واضحا لـ »حقوقهم« ويعارض اي تعديل للدستور »زواجهم« ويشدد علي انه »كافح ضد اجراءات تؤدي الي وصم افراد من المثليين او المثليات«.. كما يبدي تأييدا لحق المرأة في اخذ اي قرار حول الاجهاض حين يكون قانونيا، ويقول في هذا الصدد: »يجب ان يتمتع الناس بالحرية لاتخاذ القرارات التي تؤثر علي حياتهم.. كيف لنائب او قاض ان يتخذ قرارا اساسيا متعلقا بعائلة كقرار ما اذا يجب ان تنجب المرأة طفلا« ويضيف: »اقر بقدسية الحياة البشرية بما في ذلك حياة الذين لم يولدوا، لكني اومن بشدة اكبر ان القرار الاخلاقي والديني والثقافي والطبي حيال الانجاب يجب ان يترك للمرأة ولاي كان تريد هي ان تستشيره«. اما بالنسبة لموقفه من الصراع العربي الاسرائيلي فإن إليسون لا يبرز موقفا مخالفا لموقف الادارات الامريكية المتعاقبة في هذا الشأن لا يختلف كثيرا عن موقف الادارة الامريكية باستثناءات بسيطة، فهو يؤيد »خارطة الطريق« للسلام، ويعتبر انها »السبيل الافضل للتوصل الي حل يشمل قيام دولتين« كما يري ان »حماس الان هي تمثل العائق الاكبر امام هذا السبيل«، ويعتبر ان علي حماس »نبذ العنف والاعتراف بحق اسرائىل المطلق بالوجود سلميا« لكي يتم الاعتراف بها كطرف شرعي للمفاوضات وفي حين يري ان »الارهاب هو العائق الاكبر امام السلام« ويؤيد موقف الادارة بعدم »دعم اية حكومة تتسامح مع الارهاب او تؤيده« يشدد في الوقت نفسه علي انه »يجب عدم اهمال حاجات الشعب الفلسطيني الانسانية، ويجب علي الولايات المتحدة ان تدعم هذه الحاجات من خلال استخدام المنظمات غير الحكومية«، وفي الشأن الايراني يري ان ايران هي »الداعم الاول للارهاب الدولي« ويجب منعها من حيازة سلاح نووي لكنه يبدي تفضيلا واضحا للسبل الدبلوماسية في ذلك. ومع ان اليسون لم يبرز هويته الدينية خلال الحملة، الا انه تعرض لهجمات علي خلفية علاقته بمنظمة »أمة الاسلام« وهي متهمة بالعنصرية ومعاداة السامية. وقد اضطر عضو مجلس النواب الامريكي السيناتور الجمهوري بيل سالي الي تقديم اعتذار لزميله المسلم السيناتور كيث اليسون بسبب التعليقات التي صدرت عنه وادعي فيها ان مؤسسي امريكا الاوائل كانوا سيرفضون وجود اعضاء مسلمين في الكونجرس، وكانت قد تسببت هذه التصريحات المهينة في زوبعة داخل الاوساط السياسية، ودعا السيناتور الديمقراطي ريتشارد ستالينجس سالي الي تقديم اعتذار عما صدر عنه او تقديم استقالته. هذا هو كيث اليسون الذي وصفناه في بداية المقال بأنه شخصية استثنائىة، وهو كذلك بالفعل. ولهذا.. تابعت باهتمام شديد المقابلة التليفزيونية التي اجراها معه الزميل عمرو اديب والاستاذ مفيد فوزي علي قناة »اوربت« الفضائية يوم الاثنين الماضي. كما تابعت ايضا اراء الرجل المتعلقة بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة وبالذات في الشرق الاوسط. لكن هناك احساسا لا زمني طوال مشاهدة المقابلة. فالاعجاب بالرجل لا يكفي. وانما تقتضي منا الامانة والنزاهة ان نسأل انفسنا عددا من الاسئلة ونجيب عليها بصراحة. هل يمكن ان »نتسامح« مع مواطن مصري قام بتغيير دينه، ايا كان، ولا نعتبره مرتدا«! وهل يمكن ان يصل بنا التسامح الي درجة الموافقة علي ان يقوم هذا »المرتد« بترشيح نفسه لعضوية البرلمان؟! وهل يمكن ان يتصاعد هذا التسامح الي خارج نطاق »النخبة«، ويمتد الي صفوف »جماهير« الناخبين فيصوتوا لصالح »الكفاءة« و »الجدارة« بصرف النظر عن اي اعتبارات ذاتية، ومن بينها ديانة المرشح، علما بأن كيث اليسون فاز بأغلبية اصوات الناخبين في منيسوتا وهي اغلبية غير مسلمة بطبيعة الحال، اي ان الناخبين اعطوه اصواتهم رغم انهم ليسوا مسلمين في الاغلب الاعم ورغم انهم يعرفون انه كان مسيحيا وتحول الي اعتناق الاسلام. فإذا كنا معجبين حقا بهذا النائب المسلم الامريكي وكثير من افكاره وارائه تستحق الاعجاب بالفعل فعلينا ان نكون قادرين علي قبول القصة بكاملها وليس بالصفحات التي تروق لنا منها فقط، فمن غير المعقول ان نصفق للنائب الامريكي كيث اليسون المسيحي الذي تحول الي الاسلام بينما ندين مجدي علام المسلم الذي تحول الي المسيحية. باختصار.. يجب ان نكون مخلصين لحرية العقيدة فعلا وقولا.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أزمة الرغيف .. عار على جبين حضارة مصر
-
الخبز الحاف!
-
مجالس الأعمال تبحث رغيف الخبز!
-
المصيلحى .. عدو الشعب رقم واحد!
-
من الذى يحمى أراضى الدولة؟!
-
سنة خامسة إصلاح: وماذا بعد؟! (1)
-
حاجة تكسف: هكذا تحدث «مشرفة» منذ 83 عاما!
-
جنون -الحجر-
-
سنة خامسة إصلاح .. وماذا بعد ؟(2)
-
قراءة هادئة في أوراق عصبية
-
إنتبهوا: محمود عبدالفضيل يدق نواقيس الإنذار المبكر
-
الإهانة -الأكاديمية- لبابا الفاتيكان .. والتطاول -الفنى- على
...
-
رغيف »العيش«!
-
بارقة أمل .. من -الصعيد الجوانى- (3)
-
تعمير سيناء .. مشروع مصر القومى
-
نصف أمريكا الآخر (2)
-
السعى بين -المهندسين- و-صلاح سالم-
-
بارقة أمل .. من -الصعيد الجوانى- (1)
-
بارقة أمل .. من -الصعيد الجوانى- (2)
-
الإنفاق الحكومى.. بين العقلاء والمجانين
المزيد.....
-
شاهد رد فعل ترامب بعد فوزه الكبير في المحكمة العليا.. وما يع
...
-
ترامب عن خامنئي: أنقذته من -موت شنيع-.. وسأضرب إيران مجددا ع
...
-
بوتين -مستعد لتفاهم- مع أوكرانيا ويمتدح ترامب.. ويقر بضرر ال
...
-
ذبحتونا: الشكوى حول امتحان الرياضيات جدية ويجب على الوزارة ا
...
-
نعي شاعر ومناضل كبير
-
بوتين مستعد لجولة ثالثة من المفاوضات مع أوكرانيا ولقاء ترامب
...
-
60 شهيدا في غزة والمجازر تستهدف أطفالا ومجوّعين
-
لماذا يُنصح بإضافة مسحوق الشمندر إلى نظامك الغذائي؟
-
فوق السلطة: مؤيدون لمحور الممانعة يتهمون روسيا وبوتين بالخيا
...
-
علماء الأمة يطلقون -ميثاق طوفان الأقصى- لتوحيد الموقف الشرعي
...
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|