أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - امرأة المُلك














المزيد.....

امرأة المُلك


صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 2235 - 2008 / 3 / 29 - 09:47
المحور: الادب والفن
    


يُحكى عن امرأةٍ ملكتِ الدُّنيا وركعت تحت قدميها الملوكُ والفرسان أنها انتظرت عاشقاً يأتي بسوسنةِ القلبِ .. يأتي باللوعةِ .. وفي شرفاتِ القصرِ الرَّحيبةِ ألِفت المدى وعاشرت الهواءَ .
انتظرت فارساً يأتي
في ليلٍ يأتي
في ريح
مع تنهيدةِ وردةٍ أدمنتْ مُنادمةَ النَّدى
يأتي نجماً مشبوباً في سماء بهيةٍ أو برقاً يهتك عفّةَ الليلِ
قيْلَ إنها تزيّنت كما ينبغي
أو كما تتزيّنُ الملكاتُ المالكاتُ حتى أجهشَ على صدرِها الضوءُ
عبقَ في الأرجاءِ عطرُها الفتّاكُ وعلى وجنتيها صرخت حُمرةُ التُّفاح
قيْلَ عن امرأةٍ تزيّنت بالعُريِّ لعاشقٍ يأتي بالشهوةِ
ويأتي بالنشوةِ
ويأتي بالسكْرَةِ والرعدةِ
يأتي فحلاً يدخلُ مملكةَ النار
يدخلُ لهيبَ امرأةٍ تشتعل فوقَ بحرٍ مِن المسرّاتِ
هذا العاشقُ يا سيدتي لم يُعطَ الكوثر
هذا العاشقُ أُعطيَ أكثر
هذا العاشق نالَ جميعَ الأشواقِ
هل تأتي يا سيد مَنْ ملكتِ الدُّنيا ؟
إنما الطيرُ القادمُ مِنْ عاد
إنما الطيرُ العابرُ حطَّ مُتعباً على عذوبةِ الأنثى وفجورِ الانتظار
والعابرُ هذا دخل شقّاً من ليلِ الصحوةِ واستراح
والفاجرُ هذا حين بلغَ الذُّروةَ اختطفَ قمرَها البرتقاليَّ المشرقَ في صدرِ الفستانِ وطار
بأحلامِ الملكةِ ونداءِ الشّرفاتِ طار
أفزعها الطيرُ حين حملَ قرصاً مثلوماً إلى ضحكةِ فجرٍ بعيد
أيتها الملكةُ ماذا لو أغريتِ بذرةً استنبتتها أرضٌ غريبةٌ ؟
ماذا لو انتزعتْ صدرَ الحديقةِ ؟
ماذا لو تفتقتْ في صبحِ القصرِ وجمعتْ حولها جواري المملكة وطبقةَ الغلمان ؟
قيل عن امرأةٍ ظلّت فيما بعد
ترى قمراً مذبوحاً وتسهد
وقيل من حواريها طلبت إغواءَ العامةِ وشياطين الرغبةِ بالتهامِ زهورٍ في الطريقِ باسقات
وقيل يا ربَّ المتعةِ إنَّ دمعاً مدراراً تذرِفهُ الزهرات
فيما نحن الأقنان
وطائفة الرعيان
نهتبلُ فرصةً فيها نحتلبُ النُّوقَ وفيها نشرفُ على إطعامِ الضيفِ
ربما جاء مفتوناً بِمَنْ ملكت وربما عضّتهُ اللوعةُ أكثر
هل أنتِ مَنْ سحرَ الملوكَ فتقدّم الواحدُ منهم يطبعُ على حافرِ مَنْ سبق ؟
هل أنتِ بُغية المُلْكِ ومنتهى المنال ؟
هل أنتِ أعزّ مِن التاجِ ومِن هيبةِ الصولجان ؟
هل أنتِ يا سيدتي مَنْ يُطفئ سعيرَ اللذةِ ويملأ رياضَ الأرضِ ورداً فيُدهش الطلُّ ؟
هل أنتِ مَنْ تحت قدميها ترنحت فحولُ ؟
هل أنتِ مَنْ إلى السماء فاضَ عطرُها ؟
مَنْ أنتِ يا سيدتي ؟
يُحكى عن امرأةٍ ملكت الماءَ فاستهوتها ، ذات غيابٍ ، فحولةٌ
استدرجتها إلى جسدِ نهرٍ بجناحين
قالت لها كلاماً جميلاً معسولاً :
هنا نسكن في رقّةِ جنحٍ من جنحي النّهرِ الطائرِ بنعشِ الماء .
في تلك الأيامِ ، اُنظري سيدتي ، كانت الشعوبيةُ تتنفسُ من حبلٍ سرِّيٍّ رُبِطَ إلى بذرةٍ نبتتْ في تربةٍ مزهرةٍ مِن أرضِ خراسان ونحن داخل أسوارِ المملكة نتلمظُ الحضارةَ المزعومةَ بالقربِ مِن ذي قار التي جئنا بشيءٍ مِن أطيانِها التي لا تشبه شيئاً فينا .
قيل إنَّ ملكةً في تلك الأيامِ كانت قد وِلِدَتْ
اسمُها يُبْهجُ نَفْسَ السامعِ ومنه تنشرحُ الصدور
ارتشفَ فحلٌ من ثغرِها رشفةً فجعلتها تُنادمه مدى العمرِ على رقّةِ الكأسِ
لم تكن امرأةً في الخمرة تدبُّ حين تعلّمت أخلاقَ القواريرِ ولم تُعاشرِ النّساء
انتهت الحكايةُ وابتعدنا شبراً عن الماء ودهراً عن الصحراء
أخذْنا أحلاماً في صناديق الحكايا وانتهت الحكاية
يا امرأةً حكمت جسد الدُّنيا ، وأمرتنا أنْ نحتفرَ في أطرافِ البصرةِ بئراً مِن جهةٍ في أور وتوغّلت بعد السّكرِ في بحرِ الانتظار ، سكرتِ وها نحن لم نسكرْ .
أخيراً لم يُعطَ الكوثر
أخذَ أكثر
العاشقُ يا سيدتي ارتشفَ أكثر
أخرجي من صدري يا امرأة المُلك وارشديني
أو انشقيني
ثم الثميني
فأنا لم أطلب غيرَ جسدٍ عنبر
يُحكى عن امرأةٍ ملكتِ الدُّنيا ظلّت ، بكاملِ زينتِها
بكاملِ سحرِها
بكاملِ أُبهتِها
تنتظرُ رجلاً يأتي
مِن بعد غياب




#صبري_هاشم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمسية
- سبب للحنين
- مجالس
- مزامير الغربة
- في حضرة الملاك
- حسرة في مقهى
- عدن حانة البحّار الأزلية
- دهشة الكوثر
- على مياهك أصبُّ هديلي
- ابن الرؤيا
- أغنيتان ليوسف الصائغ
- عطرٌ لجسدِ البلادِ
- عشقتنا أميركا
- حَيْرَةٌ على الكسندر بلاتس
- صاحب الهمس .. يحيى علوان حين يكون نديماً
- ورق الظلّ .. ورق الهمس
- سراباد .. المكان واتساع مساحة الحلم
- حيرة النادل في ليل الحانة
- ذاكرة الماء .. ذاكرة الصحراء
- برق في حانة .. من عناوين حانة القصب


المزيد.....




- مئات المتاحف والمؤسسات الثقافية بهولندا وبلجيكا تعلن مقاطعة ...
- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- تهنئة بمناسبة صدور العدد الجديد من مجلة صوت الصعاليك
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري هاشم - امرأة المُلك