بهجت عباس
الحوار المتمدن-العدد: 2231 - 2008 / 3 / 25 - 06:14
المحور:
الادب والفن
قريباً سنغـرق في عَـتمة متجمِّـدة
وَداعاً ، يا صفاءَ صيفـنا القصير جـدّاً !
قبل الآن سمعتُ الخريفَ بأسىً
على الغابة متساقطاً على فناء الدار المرصوف.
الشتاء سيجتاح وجودي : غضب
شنآن ، برد ، رعب ، وعمل قسريّ ،
وكالشمس في جحيمها الثلجيّ ،
قلبي ليس سوى قطعةِ جليدٍ حمراءَ طافية ٍ.
أحِسُّ برعشةٍ عندما أسمع غصناً واهناً يسقط .
ليس للمشنقة صدى أكثر صخبـاً .
إنَّ روحي مثـلُ برجٍ يستسلم
لضربة المنجنيق الثقيلـة غير الكليلـة .
هادئاً هنيـهة بهذا الصوت الرتيب ،
ربّما تابوتٍ ، في مكان ما ، سُـمـِّـرَ على عجل ،
لمن ؟ الصيفُ أمسِ ، الخريفُ الآنَ !
هذه الضوضاء الغامضة تُسمع كوداع .
2
أعشق الضِّياء المُخضَـرَّ في عينيك الواسعتين ،
أيها الجمال الهادئ ، ولكنْ كلُّ شيء هو مُـرّ ٌ هذا اليوم ،
لا شيءَ ، لا حبَّ ، المخدع أو الموقـد
أعــزّ من شروق الشمس على البحـر .
أحبِـبْـني دومـاً، أيها القلب الحنون ! كُـنْ أمّـاً ،
حتـى لناكـر الجميـل ، للشرّيـر،
حبيباً ، أختاً ، حلاوةً سريعةَ الزوال
لبهاء الخريف أو للشمس الغاربـة .
مهمَـة قصيرة الأجـل ! القبر ينتظر بلا رحمة .
آه ! دعْـني ، دعْ رأسي يستريح على ركبتيك ،
مستمتعـاً ، نادماً على ذهاب الصَّيف الأبيض الحارّ ،
بأشعّـة الخريف الأخيرة ، صُـفـراً ولِطافـاً .
ترجمها عن الإنكليزية بهجت عباس
#بهجت_عباس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟