|
خبز وخمر 7 - 9 للشاعر الألماني فريدريش هولدرلين
بهجت عباس
الحوار المتمدن-العدد: 2116 - 2007 / 12 / 1 - 11:08
المحور:
الادب والفن
ترجمة بهجت عباس
7 ولكن يا صديقي! نأتي جِـدَّ متأخرين. حقّـاً إنَّ الآلهة تحـيا، ولكنْ فوق الرأس عالياً في عالم آخر. تعمل هناك إلى ما لا نهايةَ لتحافظَ على بقائنا ، ويظهر أنّـها لا تبالي إلا قليلاً ، فيما لو عِشـنا . لأنَّ وعاءً رقـيقاً لا يستطيع أنْ يحتـويَها دائماً ، إلاّ عند أزمـنةٍ فقط يتحمّل فيـها الإنسانُ العبءَ الإلهيَّ . وبعد هذا فالحياة هي حلم منها حولهم . ولكنَّ الجّـنونَ يُسعِفُ، مثلَ سُـباتٍ ويجعلنا الشَّـقاءُ والليلُ أقوياءَ ، إلى أنْ يترعرعَ أبطالٌ من المهد الحديد ، تكون لهم قلوبٌ قوية ، كما كان مألوفاً من قبلُ ، تضاهي قلوبَ الآلهة . ومن ثمَّ يأتون راعدين. ولكنْ في غضون ذلك أفكّر غالباً أنْ أنامَ أفضلَ من أنْ أكونَ بلا رفـاق ، منتظراً دومـاً ، ماذا أعمل خلالَ ذلك ، وما عسى أنْ أقولَ ، لا أدري ، وما فائدة الشعراء في زمن عَجـيف؟ ولكـنْ ، كما تقـولُ ، إنَّهم مثلُ كهّـانِ إلـه الخمر المقدّسـين، الذين تجَوّلوا في ليلة مقدّسة من مكانٍ إلى آخرَ.
8 وذلك ، منذ بعض زمن مضى ، يتراءى لنا طويلاً ، صعدوا إلى أعلى كلُّهم ، أولئك مَنْ جعلوا الحياةَ سعيدةً ، عندما أدار الأبُ وجهه عن البشر ، أخذ الحزن بحقِّ يخيّم على الأرض ، عندما ظهر أخيراً شبحٌ (روح) هادئ ، مواسياً روحانيّـاً ، أعلن نهاية اليوم واختفى ، ثمّ كعلامة أنَّها كانتْ موجودةً مرَّةً هنا وستعود ، تركتْ جوقة المرتّلين السّماوية خلفَها بعضَ الهدايا ، فرحنا كبشرٍ بهذا العطاء كما هي عادتنـا ، و بالفرحة مع الأرواح يصبح الأعظمُ جدَّ عظيمٍ بين البشر ولا يزال ، لا تزال تَعـوزُ الأقوياءَ المسرّاتُ القصوى ، ولكنّ بعضَ الشكر يحيا صامتاً. الخبز فاكهة الأرض ، ومن النور مُبارك ، ومن الإله الرّاعد تأتي نشوةُ النبيذ . لذا بهذا نتـذكّر الربّانيّـيـن ، الذين كانوا هنا والذين سيعودون مرّة أخرى في الوقت الصحيح ، لذلك يغنّي الشعراءُ لإله النبيذ بجدّ أيضاً ، وليس باطلاً أبداً أنْ ينطلقَ نغَمُ ثناءِ القُدماء .
9 نعم! يقولون بحق ، إنّه يوفّق بين النّهار والليل ، يُسَيِّـرُ نجـومَ السَّماء عالياً وسافلاً إلى الأبد ، جذلٌ دوماً كأوراق شجرة الصّنوبر دائمة الاخضرار ، التي يُحبّـها ، والإكليلُ ، الذي اختاره ، من اللبلاب ، لأنّـه يدوم و يجلب أثرَ الآلهة الهاربيـن إلى الجاحديـن إلى أسفلَ تحت الظّلام. وما تنبّـأتْ أغاني القدماء لأطفال الإلـه ، انظرْ! نحن هـو، نحـنُ ؛ إنّـه فاكـهة هيسبيريـا* مدهشٌ وبدقّـة تحقّـق تماماً كما للبشر. فليعتقـدْ به مَـنْ اختبـرَه ! ولكنْ كثـيرٌ يحدث ، لا شيءَ ينجح ، لأنّـنا ظِلالٌ ، لا قلـوبَ لنـا ، إلى أنْ يجعلـَنا أبونـا الأثـيرُ معروفين ويخصَّـنا كلَّـنا . ولكنْ في غضون ذلك ، يأتي ابن الذات الأعلى ، السّـوريّ ، كحامل قنديل إلى أسفلَ بين الظِّلال . وما يرى الحكماءُ السّعداء ؛ تشعّ بسمة في الروح السّجينة ، وعينُـها لا تزال تذوب من الضّياء . ينام الجبّـارُ بين أذرع الأرض ويحلم بلطفٍ أكثـرَ ، حتّى ذلك الحاسد ُ، سَـربَـرَسْ ** ذاتُـه ، يشربُ وينـامُ . = = = = = = = = = = = = = = = * هيسبيريا Hesperia في الإنكليزية، Hesperien في الألمانية: هي واحدة من هيسبيرايدس Hesperidesفي الميثولوجيا الإغريقية وتعني حوريات الغابات أو الماء اللائي تـرعيْـن الحديقة المباركة في أقصى الغرب من الدنيا. وهناك مدن أمريكية سُمِّـيتْ بها . ** سَـربَـرَسْ Cerberus هو كلب هادس Hades إله العالم السفلي ، وهو بثلاثة رؤوس ، يحرس الباب التي تؤدّي إلى هادس ليتأكد من أنَّ أرواح الموتى تدخل ولا تخرج ، كما يمنع أيَّ حيٍّ أنْ يأتي إلى هادس.
#بهجت_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خبز وخمر 4 - 6 للشاعر الألماني فريدريش هولدرلين
-
خبز وخمر 1 - 3 للشاعر الألماني فريدريش هولدرلين
-
البحيرة - للشاعر الفرنسي لامرتين ( 1790-1869) - ترجمة بهجت ع
...
-
هلاك سنحاريب - لورد بايرون (1788-1824)
-
طموح حفاة الثقافة
-
المقامة الثقافية
-
إلى هولدرلين - للشاعر الألماني راينر ماريا ريلكه
-
الجينات والعنف والأمراض
-
الروبوت وجراحة البروستاتة
-
أوراق الخريف - للشاعر الفرنسي جاك بريفير
-
من سونيتات إلى أورفيوس - راينر ماريا ريلكه
-
عندما يُصبح الجميع غير أوفياء
-
استئصال البروستات بواسطة الإنسان الآلي
-
خماسيّات
-
هل يستطيع العقل تفسير ما يحدث داخل خلية الإنسان ؟
-
ترتيلة محمد - لشاعر ألمانيا الكبير غوته
-
العصر البرونزي* – لورد بايرون - 1788 - 1824
-
قطرس الخليج - سونيته
-
الحوار المتمدن في عامه الخامس
-
المرثية الخامسة - راينر ماريا ريلكه
المزيد.....
-
المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب
...
-
هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
-
“نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق
...
-
مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل
...
-
فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي
...
-
انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة 68 Yal? Capk?
...
-
فيلم السرب 2024 بطولة احمد السقا كامل HD علي ايجي بست | EgyB
...
-
أستراليا تستضيف المسابقة الدولية للمؤلفين الناطقين بالروسية
...
-
بعد إطلاق صندوق -Big Time-.. مروان حامد يقيم الشراكة الفنية
...
-
انطلاق مهرجان أفلام السعودية في مدينة الظهران
المزيد.....
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|