أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم الكيلاني - الموصل متاهة الموت..الى غازي فيصل .. سنعبر الزمن الصعب














المزيد.....

الموصل متاهة الموت..الى غازي فيصل .. سنعبر الزمن الصعب


عبدالكريم الكيلاني
شاعر وروائي

(Abdulkareem Al Gilany)


الحوار المتمدن-العدد: 2231 - 2008 / 3 / 25 - 05:35
المحور: الادب والفن
    


يتماوج الحلم الساكن في مخيلتي حين يرتطم بمدارات الهم اليومي , ارتشف حسرتي بهدوء حين يلفحني هجير الماضي بسحره الصاخب , أزداد أسى ولوعة حين يباغتني ذاك العالق في قاع روحي وهو يتنهّد مثلي ويمسح بأنامله دموعي الغافية على رحيق الربيع , يرتد صدى صوتك ياصديقي في مسامعي وأنت تتساءل عن جدوى الكلمات الحالمة في زمن صعب المراس , مقنّع الوجه , يسوقه الروع , ويستفزه الموت وهو يتلاعب بالأنسان كل حين , فما عادالشعر والفن يجديان نفعا ولا يرويان ظمأ ارواحنا المحلّقة كأسراب اليمام في سماء النقاء ..
هي لعنة ملعونة سحقت ليالينا الدافئة ونهاراتنا العبقة الساطعة بالبهاء , هي ( لمّة الشر ) وسطوة الآتين من الجحيم , تجرجر خلفها نواعير ابليس لتبلغ نواصي الجحود لكل مايمت للبياض بصلة , يطلع علينا ( والي البغاء ) بقواميس جديدة ودساتير عجيبة لانفقه منها شيئا ولاتلوح منها رائحة الوجود , أوارها يزكم الأنوف ورحاها تحيل صباحاتنا الى كسوف.
سمعتك ترشقني بوابل اسئلتك الحرّى حين ارتوينا يوما من الهم :
_ أويعقل أن يهيمن الشر على أحلامنا الى مالانهاية ..!! ؟؟
_ أوتعتقد بأن روح ( أحمد كريم ) التي عانقت ارواحنا يوما وصاغت بعفويتها مدار السمو فينا , ستنزوي في قعر ذاكرتنا المنسية الى يوم يبعثون ..!!؟؟
_ أو يحق للعيون الغائرة المغمورة في غيابت التيه أن تحكم سيطرتها على ايامنا ببساطة , دون ان يرف لها جفن ..!!؟؟
_ هل سنبقى كشمعة عيد الميلاد نحرق أنفسنا دون أن نصل الى شرارة الخلاص من زمننا الملطخ بفوضى الحواس ..!!؟؟
كانت أذناي تنصتان الى احتراقاتك وذوبانك في مدار الأسئلة الظمأى , لكن قلبي كان ينزف دمعا وعيناي حبلى بالدموع ,, لم أشأ البوح ,, بقيت متسمّرا على كرسييّ المتجذر في ارض انهكها الموت وأذلّتها الموبقات وهي تئن أنين الطفل حين يفقد أمه .. نعم ياصديقي , اوراقنا رحلت مع الريح , وفاضت بالكلمات الجوفاء , والسنتنا آثرت الصمت , فماعاد يجدي الصراخ والنحيب وقد امتهننا الرقص على أكتاف الموت في زمن العهر , وكأننا نعيش في زمن غير زمننا ..
الوجوه الغريبة التي نراها تلقي الروع فينا .. والاصوات الملوثة التي تستبيح سكون مساءاتنا تبعدنا عن مسارات الحقيقة التي الفناها من قبل , ربيع موصلنا يدنّسها الجفاف وسماؤها يظللها الغمام ,, شوارعها حائرة لاتدري كيف تخرج من شرك الضياع ولاتستطيع ان تخلص روّادها من كنف الطاغوت ..كأنها ابتليت بلعنة الفراعنة ,, الداخل فيها ميت والخارج منها مجنون ,, والعالق بينهما ثمل دون خمر ,,
سنعبر الزمن الصعب ياصديقي فمازالت دجلة تسمعنا خريرها كل يوم ومازالت مآذن النبي يونس والنوري والخضر تكبّر فينا ( الله اكبر ) ..
سنعبره يوما ما لأننا باقون على العهد والحقيقة هي وثيقتنا التي بصمنا بألسنتنا عليها ,, وسنقهر الموت يوما ونقهر الطواغيت فينا ,, وهذا هو قدرنا ..



#عبدالكريم_الكيلاني (هاشتاغ)       Abdulkareem_Al_Gilany#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موصلي الهوى والروح
- الحلم المستحيل
- بغداد أنت الحب والحب أنت
- أيها العراقيون .. كفى
- مازلت أحلم وحدي
- غادتان وسمّان واحد
- حوار مع الشاعر والاعلامي كريم بدل
- إلى خلات أحمد.. ( لامكان .. لا أحد ).. ننثر الزهور في مدائنن ...
- نبال التمرّد
- الحداثة الدرويشية المؤنسنة
- جذرنة القصة الكردية ومزايا الحداثة: قراءة في المجموعة المترج ...
- الروائية المغربية زكية خيرهم في حوار خاص: الشرف الحقيقي للمر ...
- ماجدولين الرفاعي في حوار خاص : لا لغة بدون وعي ولا وعي بدون ...
- حمائم الكلمات البيض في أغاني الباز
- حـــــــــــزن
- قرقعة الطناجير والنفخ في المزامير
- تطل النوارس
- السرد الإجرائي في العقل الشرقي قراءة في رواية ( نهاية سري ال ...
- الطوفــــــــــــــان
- المجموعة الشعرية ( تزرعني في القلب فراشة ) للشاعرة فائزة عبد ...


المزيد.....




- -ألكسو-تكرم رموز الثقافة العربية لسنة 2025على هامش معرض الرب ...
- مترجمة ميلوني تعتذر عن -موقف محرج- داخل البيت الأبيض
- مازال الفيلم في نجاح مستمر .. إيرادات صادمة لفيلم سامح حسين ...
- نورا.. فنانة توثق المحن وتلهم الأمل والصمود للفلسطينيين
- فيليبي فرانسيسكو.. برازيلي سحرته اللغة العربية فأصبح أستاذا ...
- بمَ تسمي الدول نفسها؟ قصص وحكايات وراء أسماء البلدان بلغاتها ...
- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم الكيلاني - الموصل متاهة الموت..الى غازي فيصل .. سنعبر الزمن الصعب