أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم الكيلاني - مازلت أحلم وحدي














المزيد.....

مازلت أحلم وحدي


عبدالكريم الكيلاني
شاعر وروائي

(Abdulkareem Al Gilany)


الحوار المتمدن-العدد: 1764 - 2006 / 12 / 14 - 08:53
المحور: الادب والفن
    


في لحظة اعتدت على مزاولتها كلما تاقت نفسي إلى احتضان نهر ذكرياتي الطفولية على شاطئه الحبيب أسامره فتسامرني خفقات قلبه الذي أصبح حزيناً مثلي ومثل كل عاشق مخلص له ولبساتينه وحقوله ونخله وزرعه، في تلك اللحظة تساءلت سؤالاً بدأ ينزرع في داخلي مثل احتراب النحل على زهرة ترتعش في كأس ماء.
خرج السؤال حزيناً مثل ابتسامة باهتة صنعها اليتم على وجه طفل مسكين: لماذا الفرات يئن ودجلة يتضور ألماً من انعدام الفرح على شاطئيه، ولماذا تحول الجريان إلى صوت سقسقة ملولة؟ ماذا أملك لأفدي النهرين ؟
لم أفكر كثيراً لأن زادي هي تلك الأحبار وثروتي حبي لوطني وما يملكه قلبي من وفاء وفداء.
أقترب من النافذة لأطلق تحية المساء على نهري الحزين، أرى النور الذي زارني بالأمس يحلق من بعيد، ورويداً ، رويداً يتحول إلى عباءة فأفتح ذراعي فرحاً مغتبطاً وأصرخ بفرحة طفل سعيد: أهلاً بحاملة الأمل والسلام ، أهلاً بحاملة الأمان إلى قلبي ، أهلاً بك سيدي ، ما عاد يهمني من تكون!! إنسياً كنت أو جنياً، كل همي أن من يخاطبني لا يملك في جعبته سواطير الأذى ولا بنادق الموت ولا متفجرات التفخيخ.
- أما زلت تحلم بعودة السلام والأمان إلى وطنك الحبيب أيها الشاعر الجريح؟
خرجت من روحي آه بحجم الشمس واغرورقت عيناي بالدموع وبلا شعور أجهشت بالبكاء كعادتي عندما يزورني هذا الألم الذي كاد أن يصبح لصيقاً بروحي مثل مرض لا دواء له سوى عودة الفرح والطمأنينة إلى بيوتات مدينتي المعشوقة موصل الولادة والفرح والهدوء والأمان.
ربتت على كتفي بحنان شعرت أنني أحتاجه كطفل تهدهد على كتفه أمه الحنون ثم قالت :
- الرجال لا يذرفون الدموع يا ولدي.
قلت والدموع ما تزال تنساح على خدي:
- هل تعتقدين أيتها الحنون القادمة من سماء الرحمة أنني أبكي ضعفاً أو خوفا؟؟
ً ألا تقرأين الصحف ؟؟ ألا تسمعين الأخبار؟
قاطعتني :
- إنه امتحان يا ولدي!
- أي امتحان ذاك الذي تتحدثين عنه؟؟!!، أيمتحن الوطن بقتل بعضه بعضاً، ألم نكن كأسنان المشط......؟؟
ارتسمت في وسطها أربع شمعات أضاءت ظلمة روحي وهدّأت من روعي فسألت ما هؤلاء الشموع؟
ابتسمت وأفردت طرفيها مثل حمامة السلام ثم قالت: - هكذا كنتم ، والآن أطفأ واحدة.
ترددت فأنا لا أحب الظلام ، لكن صوتها اللحوح دفعني إلى الامتثال لأمرها ففعلت، فقالت: أطفأ الثانية !!
- لماذا؟
- ستعرف فيما بعد ، نفذ ما أطلبه منك . ففعلت مكرهاً أن أفعل!
وحين أطفأت الثالثة أصبح ضوء المكان باهتاً وساد الصمت وأنا في ذهول أنظر إليها وإلى الشمعة التي بقيت وحيدة بالكاد تنير ظلمة المكان قالت بصوت شعرت به يرتعش : أطفيء الأخيرة
فأجبتها : لكنني أخاف الظلام
كررت طلبها، اقتربت ثم تراجعت وقلت بإصرار نابع من إرادتي التي انتصرت على خوفي وضعفي : لا ، لن أفعل ، كنت غبياً وضعيفاً حين فعلت هذا، بالله عليك دعيني أعيد إشعال الشموع.
قالت: كيف؟
قلت: بقلمي وبمداد دمي، سأكتب نداء إلى القادة والمسؤولين في العراق , وطني الحبيب يبحث عن رأب لهذا الصدع الذي أصاب وطني أشعلوا شموع الحب والوحدة فيما بينكم وكفى ما خسره العراق من رجال، كفى.
ثم صرخت أين أنت أيتها الرحيمة، أين أنت؟ تردد صدى صوتي في أرجاء الغرفة التي تحتضن أحلامي التي أصبحت مشروخة وآلامي التي صارت مؤاخية لجسدي لقد اكتشفت أني ما زلت أحلم وحيداً.



#عبدالكريم_الكيلاني (هاشتاغ)       Abdulkareem_Al_Gilany#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غادتان وسمّان واحد
- حوار مع الشاعر والاعلامي كريم بدل
- إلى خلات أحمد.. ( لامكان .. لا أحد ).. ننثر الزهور في مدائنن ...
- نبال التمرّد
- الحداثة الدرويشية المؤنسنة
- جذرنة القصة الكردية ومزايا الحداثة: قراءة في المجموعة المترج ...
- الروائية المغربية زكية خيرهم في حوار خاص: الشرف الحقيقي للمر ...
- ماجدولين الرفاعي في حوار خاص : لا لغة بدون وعي ولا وعي بدون ...
- حمائم الكلمات البيض في أغاني الباز
- حـــــــــــزن
- قرقعة الطناجير والنفخ في المزامير
- تطل النوارس
- السرد الإجرائي في العقل الشرقي قراءة في رواية ( نهاية سري ال ...
- الطوفــــــــــــــان
- المجموعة الشعرية ( تزرعني في القلب فراشة ) للشاعرة فائزة عبد ...
- قولي (به لي ) غجريتي
- بشار عبدالله افضل شاعر في العالم لعام 2004
- الشاعر أديب كمال الدين :قصيدتي رسالة حبّ حروفية !
- الاديبة وفاء عبدالرزاق :الذين يعيشون خارج الوطن لهم مساحة كا ...
- القاص والروائي نزار عبدالستار :في فرانكفورت كردستان حازت على ...


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالكريم الكيلاني - مازلت أحلم وحدي