أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبدالكريم الكيلاني - الحداثة الدرويشية المؤنسنة














المزيد.....

الحداثة الدرويشية المؤنسنة


عبدالكريم الكيلاني
شاعر وروائي

(Abdulkareem Al Gilany)


الحوار المتمدن-العدد: 1432 - 2006 / 1 / 16 - 07:35
المحور: الصحافة والاعلام
    


انقشع الغبار وظهر زيف الكلمة المغلفة ببقايا أنين ووجع أمة كاملة اتخذها درويش قناعا ليخفي خلفه وجهاً لم نألفه من قبل ولايمكن القبول به من شاعر كبير كان يوما لسان حال قضية وصوتاً من أصواتها حتى خيّل لنا أن لاقضية فلسطينية بدون محمود درويش ولا محمود درويش بدون قضية فلسطينية .. كنا نراهما وجهان لعملة واحدة .. وتوأمان لانكاد نفرّق بينهما .. أصبنا بالاحباط وبالحزن حين ظهر لنا الشاعر الكبير في برنامج (( خليك بالبيت )) ليلة الثلاثاء 3 يناير العام 2006 لمقدمّه زاهي وهبة وهو يتباهى بما لا يكاد يصدق ممتطيا صهوة السراب بدلا من صهوة المجد ممتشقا سيف المراوغة والتظليل بدلا من امتشاقه سيف البطولة والخلود ..
خسرت محبيك وخذلت قرّاءك ومعجبيك ايها ( الرمز ) الذي كنت يوما ما تتوسد شغاف القلوب وتلتحف بالاروح الهائمة من خلال نصوصك المقاتلة كنت فيما مضى تسكرنا حتى الثمالة بكلماتك الصادقة والنافذة كالرصاص في صدور المحتلّين .. فلم آثرت الترّجل عن صهوة المجد ؟ .. لتنزل الى درك مظلم حيث اللا مكان في ضمائر الشعوب العربية ..
(( أنسنة العدو)) مصطلح دافع عنه وروج له بعض من الأدباء الفلسطينين ومنهم غسان كنفاني وإميل حبيبي ومحمود درويش كانت تنظيراتهم في هذا المجال مربكة وغير مفهومة بل غير مقنعة رغم أن التنظيرات قد تخرج الى أرض الواقع بلا وعي وهذا المفهوم لايمت للواقع بصلة والواقع الفلسطيني كان حقلا للتجارب فلو كان العدو حافظا للعهود والمواثيق الدولية والانسانية إتجاه من يحارب نستطيع أن نؤنسنه بأطر لاتخرج عن التقاليد والأعراف المتبعة في هذا المجال إلا أننا على طول الخط وعلى مدى السنين الماضية وجدنا ان العدو الاسرائيلي معبأ بالكامل لمحو فلسطين شعباً وتاريخاً بكل الطرق المتاحة .. لافرق .. فمن القتل الجماعي الى التهجير الى بناء المستوطنات وصولاً الى شراء الذمم والأقلام .. والآن تيقّن لنا هذا بعد ان سمعنا درويش هو يحاول ايهامنا بحداثوية القضية الفلسطينية أدبا على طريقته الخاصة .. ولعله يحسب إنه يستطيع الضحك على الملايين من خلال تنظيراته الهلامية وتحليلاته السفسطائية لواقع ملموس لايحتاج الى منظّر يغيّر من آيدلوجيته أو يشكّل تراكيب التواصل بين الشعوب حسب مفهومه .. فكان بحق جرسا من أجراس عدة تدق ناقوس الخطر لينذرنا بنجاح المخطط الامريكي بعصرنة القضية الفلسطينية مفهوما استعماريا وبالتالي الرضوخ والخنوع لهذا المخطط المسمى بالشرق الاوسط الكبير لتمرير المآرب والمطامع وتوسيع هالهيمنة الامريكية وهذا مانخشاه ..
وقد يقول قائل إن العقل والقلب متلازمان عند الأنسان الوعي لكننا نقول بأن هذا صحيح لكن يمكن للشاعر والقاص والكاتب أن يفرق بينهما حين نعي حجم المخاطر وحجم التحشيد والتعتيم الأعلامي الذي يتمارسه إسرائيل بأياد أخرى لحجب الحقائق ولإسكات الأصوات التي تناهض الأحتلال من خلال شق صف المثقفين العرب واختلافهم على مفهوم المقاومة وهذا ما نراه جليا في الساحة الادبية حاليا

ولعل الأديبة غادا فؤاد السمان حاولت إخبارنا وإقناعنا بهذا الأمر الجلل وهي تستعرض بعض الخطوط الحمر التي تخطتها ثلة من الأقلام العربية في كتابها الموسوم (( إسرائيليات بأقلام عربية ))ومما ورد في كتابها هذه الرسالة التي أرسلها درويش الى إحدى اليهوديات " "(( ..السيدة شيرلي هوفمان أميريكية - إسرائيلية، تعيش في مدينة القدس. التقيت بها في مهرجان الشعر العالمي في روتردام. قرأتُ شعرا عن أزقّة القدس، وهي قرأت شعرا عن حجارة القدس. قرأتُ عن تيهنا الجديد، وهي قرأت عن تيهها القديم. ولكنّها عرفت ْ ما لم أعرف، قالت: إن أسباب الحروب الدائمة في الشرق الاْوسط هي غيرة النساء، الغيرة التي اندلعت نارها بين جدتهم سارة، وجدتنا هاجر.. ضحك الجمور طويلا.!!!)) إلا أننا لم نشأ إيقاظ واستفزاز الوحش النائم في دواخلنا إملا بأن تكون الزميلة غادا مخطئة ولكننا بعد أن سمعنا باذاننا ورأينا بأم أعيننا ماقاله الشاعر الوسيم حد الأقناع محمود درويش لمحاوره زاهي وهبة ليحدث فينا شرخا لايمكن له أن يوارى وجرحا سحيقا لايندمل .. والذي زاد الطين بله عن المحاور لم يتطرق للأاتهامات الموجهة للمحاور بل كان يروج لمجموعته الشعرية ( لزهر الوز أو أبعد )) أملا في لفت الأنظار اليها ومن ثم بيع نسخ أكثر منها متعكزا بدرويش الماضي .. درويش سجل أنا عربي.. بينما كان المراقبون يأملون أن تكون هذه المحاورة مدخلا لنقاش فكري واسع الثراء يشمل كل المسائل العالقة في خضم أدب المقاومة وكنا نأمل أيضا أن تناقش فيها سيل الاتهامات الموجهة لدرويش من قبل الأديبة غادا فؤاد السمان والواردة في كتابها ( إسرائيليات بأقلام عربية) لتبيان وجلاء الحقائق وإقناعنا بعكس ماجاء فيها إلا أنا رأينا تحاشيا متعمدا من قبل الاثنين مكتفين بالمجاملات والألفاظ المنمقة والأيحاءات السلبية فأصبنا بخيبة أمل .. لنستيقظ بعدها حاملين بأعيننا الصور البشعة التي نراها كل يوم في الاراضي المحتلة ونعود بخفي حنين الى واقع مزر يهان فيه الدم الفلسطيني كل يوم وتستباح فيه الحرمات ونحن لازلنا نناقش ونحلل للتطبيع وننشر مفهوم (( أنسنة العدو )) ليصبح الجلاد إنسانا لايمكن لنا المساس به وخدش شعوره حتى بالكلمة أما الفلسطيني فهو الجاني ويجب عليه السكوت والخنوع امام الغطرسة الاسرائيلية كي لاتخدش أحاسيسه وبالتالي كي يحظى درويش بامتيازات سلطوية ويزيد من رصيده في البنوك السويسرية والاوربية وكل هذا على حساب الانسان العربي الفلسطيني وتحت غطاء الأدب المقاتل والحداثة الدرويشية.



#عبدالكريم_الكيلاني (هاشتاغ)       Abdulkareem_Al_Gilany#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذرنة القصة الكردية ومزايا الحداثة: قراءة في المجموعة المترج ...
- الروائية المغربية زكية خيرهم في حوار خاص: الشرف الحقيقي للمر ...
- ماجدولين الرفاعي في حوار خاص : لا لغة بدون وعي ولا وعي بدون ...
- حمائم الكلمات البيض في أغاني الباز
- حـــــــــــزن
- قرقعة الطناجير والنفخ في المزامير
- تطل النوارس
- السرد الإجرائي في العقل الشرقي قراءة في رواية ( نهاية سري ال ...
- الطوفــــــــــــــان
- المجموعة الشعرية ( تزرعني في القلب فراشة ) للشاعرة فائزة عبد ...
- قولي (به لي ) غجريتي
- بشار عبدالله افضل شاعر في العالم لعام 2004
- الشاعر أديب كمال الدين :قصيدتي رسالة حبّ حروفية !
- الاديبة وفاء عبدالرزاق :الذين يعيشون خارج الوطن لهم مساحة كا ...
- القاص والروائي نزار عبدالستار :في فرانكفورت كردستان حازت على ...
- مابعد الهشيم
- لماذا لايكون النشيد الوطني العراقي باللغتين العربية والكردية
- بالحب وحده يحيا الانسان
- أدونيس والعائلة السعيدة
- حوار صريح مع المذيعة ومقدمة البرامج فرقد ملكو


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عبدالكريم الكيلاني - الحداثة الدرويشية المؤنسنة