أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي جاسم - انا ووالدي وعبد الكريم قاسم














المزيد.....

انا ووالدي وعبد الكريم قاسم


علي جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2222 - 2008 / 3 / 16 - 06:23
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اتذكر عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري سرت مع والدي في منطقة المنصور قرب حديقة الزوراء وفي التقاطع الذي يربط بين معرض بغداد الدولي وشارع الكندي نظرت نحو احد تماثيل الطاغية صدام الذي كان يجثو على ساحةٍ خضراء كبيرة ،فتأملت هذا الصنم الكبير الذي يعيد اذهاننا الى عصر الجاهلية والتخلف عندما كانت الاصنام والتماثيل الهةُ تعبد ،فسألت والدي الذي عودني منذ الصغر ان اتجنب الانزلاق في هاوية حزب البعث وعدم الاقتراب من ايديولوجيته العمياء حتى وان هوىجسدي تحت مقصلة المشانق ، او ادخلت السجون والمعتقلات المجانية التي كان النظام البعثي يرمي فيها مناوئيه وخصومه كجزء من سياسته العدوانية الشرسة، المهم اني سألته سؤالاً فطرياً "لماذا يكثر صدام من تماثيله؟" فنظر الي وابتسم ابتسامةٌ معبرة وهمس في اذني ببعض الكلمات التي مازالت عالقة في ذاكرتي قائلاً.. ان ضعف الشخصية والخوف من النهاية المخزية والشعور بالنقص وراء اللجوء الى تشييد تماثيل في كل زاويةٌ وركن ، فقاطعته ، اي نقص هذا وهويملك كل شي في هذا الوطن المذبوح ،اجابني انا لا اعني النقص المادي انما اقصد النقص المعنوي ، فقلت.. مازلت اجهل غايتك ياحبذا لو تفصح عن كلامك دون الغاز ، فأكد ان الطاغية يشعر بنقص حب الجماهير ويتحسس كرهها له لـذا يريد ان يملأ فراغه باصنام وتماثيل ، وصمت برهة واضاف ضاحكاً سأنبئك سراً لا اريد ان يعرفه احد سواك ، واريدك ان تكون خازن لاسراري الانتحارية فأجبته انني اهلاً لذلك ،فبدأ حديثه ..ان هذا التمثال لن يصمد طويلاً وسينحني ذات يوم امام ارادة الجماهير، وسيأتي قادة وطنيون يضعون امام اعينهم مصلحة الوطن قبل كل شيئ وستكون الممارسة الديمقراطية عنوان كبير يزين صدر العراق، وقلت ما هو الجديد بذلك ، انت علمتنا بان عمر الطغاة صغير ومصيرهم الى الجحيم ولعنة التاريخ، فقال تمهل حتى اخبرك الجزء الاخر من السر، فقلت :هات ماعندك اني اتشوق لسماع مايؤشر على نهاية الطاغية ،واسترسل بالحديث ان الجديد الذي لاتعرفه ان التمثال سيبدل باخر ،واستدرك انا لااقصد بان عراق مابعد صدام سيبقى قابعاً تحت الانظمة الدكتاتورية ،انما اعني بان تمثالاً اخراً سيوضع ذات يوم في نفس هذا المكان للزعيم العراقي عبد الكريم قاسم ويكتب تحته عبارة "محرر العراق الاول" لانه اول من حررنا من رجعية الحكم الملكي واسس لنا اول جمهورية في العراق ،وتابع حديثه ان عبد الكريم قاسم شخص قل نظيره في الوقت الحاضر ليس على مستوى العراق فقط انما على مستوى المنطقة باسرها ،انهينا حديثنا واقلنا مركبة اجرة وعدنا الى المنزل.
وقبل ايام كنت جلساً مع والدي في المنزل وكان يجمعنا حديث حول الوضع السياسي في العراق وعن خلو الساحة العراقية من القيادات السياسية ذات الرؤى المستقبلية الواضحة ، فبدات ذاكرتي تعيدني الى حواري معه قبل اربعة عشر عام وسرح بي الخيال الى كلماته عندما كان الحديث حول تمثال صدام، فحدثته بسري الذي حملته معي منذ تلك الفترة ،فقال لااتذكر شيء عن سرك وظل يتأمل وبعد صراع بينه وبين ذاكرته التي اتعبتها السنين تذكر وقال صحيح لقد حدثتك بذلك لكن حديثي لم يتحقق منه سوى سقوط النظام البعثي فلم يوضع تمثال لعبد الكريم قاسم وسط بغداد فقلت لا لقد وضعت امانة بغداد تمثالا في شارع الرشيد بدلاً من تمثال الغريري ،فقال اذن نبوءتي تحققت ، فقلت لم تتحقق كلها لان العراق مازال يفتقد الى قيادات وطنية تكون اهلاً للمسؤولية التي وضعها الشعب في اعناقهم لان السياسيين تركوا مصالح الشعب خلف ظهورهم وساروا نحو تحقيق مصالح شخصية وحزبية وطائفية ضيقة ، ان العراق بحاجة الى شخصية وطنية مثل عبد الكريم قاسم الذي مات وهو لايملك قطعة ارض في بلد يطفو فوق بحيرةٌ من النفط والثروات المعدنية ، فأجابني حتى لو كان هناك مثل هكذا شخص فانه سيكون مقيد الايدي بسبب المحاصصة الطائفية والفساد الاداري اللذين اصبحا هوية السياسيين في العراق الجديد ونظرالي نظرة حزن وقال ياولدي ان السياسيين في العراق اذا ظلوا بنفس هذا النهج فان العراق سيسير نحو المجهول وحينها لاينفعنا حتى عبد الكريم قاسم نفسه !!.



#علي_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تتخلص المرأة العراقية من مظلوميتها؟
- متى تمارس السلطة التشريعية في العراق دورها الحقيقي؟
- تشاد صراع المصالح والسلطة ...من الفائز في المعركة الاخيرة؟
- العلم العراقي واولويات المواطن
- دعماً لمانشره الاستاذ عبد الخالق حسين الديمقراطية الحل الوحي ...
- مستقبل حكومة المالكي في ضل التحديات الجديدة
- تجربتي مع الحوار المتمدن
- تداعيات قضية الكواز على مستقبلِ الاعلام العراقي -نظرة تحليلي ...
- المصالح العراقية بين فكي الولايات المتحدة الامريكية وايران
- نصيحة الى رئيس الوزراء العراقي -اسرع في تحقيق المصالحة الوطن ...
- الاعلام العراقي وضرورة اعادة تطوير المؤسسة الاعلامية وفق اسس ...
- بعد فشل حكومة حماس اصبحت العلمانية مطلب اساسي لبناء دولة فلس ...
- تمديد بقاء الوجود الامريكي في العراق ينبغي الا يتم الابشروط ...
- الدورالمطلوب من الحكومة العراقية لتحسين المستوى المعيشي للمو ...
- الترحيب الكردي لتقسيم العراق قراراً متعجلاً ويحتاج الى اعادة ...
- الحوار المتمدن ..مشروعاً علمانياً ويسارياً يستحق منا الشكر و ...
- واشنطن ..أستراتيجية جديدة لتقسيم العراق الى ثلاثة دول طائفية ...
- كسب الشرعية من الولايات المتحدة الامريكية يُخرج الديمقراطية ...
- الحوارمع البعثيين خرق دستوري يهدف الى ارضاء امريكا ودول المن ...
- بدون تحقيق العقد الاجتماعي في العراق لن تعود اواصر الاخوة بي ...


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي جاسم - انا ووالدي وعبد الكريم قاسم