أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي جاسم - تشاد صراع المصالح والسلطة ...من الفائز في المعركة الاخيرة؟















المزيد.....

تشاد صراع المصالح والسلطة ...من الفائز في المعركة الاخيرة؟


علي جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2185 - 2008 / 2 / 8 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرة اخرى تثبت الانظمة الدكتاتورية فشلها ويثبت للجميع ان الممارسة الديمقراطية الحرة والنزيهة وحدها قادرة على تكوين منظومة اجتماعية وسياسية مثالية يعيش تحت ظلها الجميع خصوصاً في البلدان المتعددة الاعراق والطوائف مثل تشاد ،والاحداث الدامية التي يشهدها الواقع اليومي على يد السلطات الحكومية في تشاد وانتهاك حقوق الانسان لاسيما بعد تشدد المعارضة على الرئيس ادريس ديبي في محاولة لاسقاط نظامه دليل على ضرورة تطبيق الديمقراطية والالتزام بمفرداتها.
والمتتبع للصراع بين الطرفين يجد ثمة عوامل داخلية وخارجية مهدت لهذا الصراع السياسي القبلي ، واولها تصرفات ديبي الذي جاء الى الحكم على اثر الاطاحة بالرئيس السابق بحسين حبري الذي كان ديبي يعمل مستشاراً له،اذ اعتمد ديبي على تقريب اقاربه وابناء عشيرته المقربين واعطائهم مناصب كبيرة في الدولة "وهذه الصفة لاتحسب على الرئيس التشادي وحده انما تشترك معه كل الانظمة العربية والدكتاتورية" فضلاً عن الفساد الاداري الذي ينخر المؤسسات الحكومية وعدم وجود توزيع عادل للثروة النفطية التي دخلت ضمن صادرات تشاد منذ عام 2003 ،ولكن يبقى العامل الابرز الذي تسبب باطلق شرارة المعارضة هواعلان ديبي تعديل احدى فقرات الدستور التي تسمح له باجراء انتخابات لولاية ثالثة سعياً لانشاء نظام دكتاتوري قبائلي ويسحب البساط من تحت اقدام القوى السياسية المعارض في تشاد ،هذا على الصعيد الداخلي اما على الصعيد الخارجي فان ابرز العوامل التي ادت الى انتفاضة التشاديين سببه تشجيع ديبي المسلحين في دافور جنوب السودان ضد الحكومة السودانية وتقديم الدعم المادي واللوجستي لهم لذلك فان حكومة السودان وجدت فرصتها الذهبية في اسقاط ديبي من خلال الوقوف بقوة وراء المعارضة التشادية واسنادها وتعزيز سيطرتها على السلطة.
ومن هنا نستنتج اولاً ان مفتاح الصراع بين المعارضة التشادية والسودانية من جهة وبين حكومة البلدين من جهة اخرى بيد رئيسا الدولتان اللذان اعتقد بانهما سيخسران منصبهما اذا بقيا بنفس هذه الوتيرة السياسية الطائشة ،ثانياً ان قوى المعارضة في تشاد ومثلها في السودان تدرك ان بقائها اصبح مرهون بالقضاء على ديبي والسيطرة على السلطة وفي حال تحقق هذا الامر اعتقد ان المقاومة في جنوب السودان ستلفظ انفاسها الاخيرة لانها ستجد نفسها بين مطرقة الحكومة وسندان المعرضة التشادية ...لذلك ستسير المعارضة التشادية بقوة نحو اسقاط الرئيس ديبي بالرغم من ادراكها بان هذا الامر اشبه بالمستحيل مع وجود تحديات دولية كبيرة تاتي في مقدمتها فرنسا التي رغم استقلال تشاد منها منذ عام 1960 الانها مازالت تتحكم بمصيرها ومقدراتها ، وفرنسا اعلنت عن تدخل اكبر لها في حل هذه القضية وقد تلجاً الى استخدام القوى العسكرية ضد المعارضة في حال نجاح انتفاضتها ،وموقف فرنسا من مشكل تشاد واصرارها على لعب دور الوصايا عليها يقودنا الى الاسئلة التالية: لماذا فرنسا قلقة من قضية تشاد ؟ ولماذا تنظر للموضوع بعين واحدة؟ ولماذا تلوح الى استخدام القوة ضد المعارضة التي تحاول اعادة العمل بمبدأ الدستور الى مسارهِ الصحيح خصوصاً ان فرنسا عارضت امريكا عندما حشدت الجيوش على الحدود العراقية لاسقاط صدام ؟
ان سيطرة فرنساعلى تشاد بهذه القوة وامتداد نفوذها في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية يعكس حنينها الى ايام الحملة الفرنسية التي اجتاحات عدد من دول افريقيا واسيا وتريد اليوم ان تعيد هيبتها امام منافيسها "امريكا وبريطانيا" بانها قادرة على مسك الارض في تشاد وانها تمتلك ثقلاً عسكرياً في العالم وهذا الامر ينعكس بشكل سلبي عليها لانها تصنف نفسها الاولى في منح الحريات ودعم الممارسات الديمقارطية وهذا الموقف الفرنسي المتحيز للرئيس ديبي يوضح المفهوم العريض الذي تنطلق منه الاستراتيجية الفرنسية وهو تحقيق المصالح ،لان تشاد تتمتع ببعض الثروات المعدنية مثل البترول الذي بدأت تصديره عام 2003 وهناك مخزون هائل من الذهب والحديد واليورانيوم والزنك والرخام والذي لم تستفد منه الدولة حتى الان.
وعلى الرغم من ان الديمقراطية بمفاهيمها ومبادئها تقف ضد استخدام العنف وسيلة لتغير انظمة الحكم واسقاطها الاانها تؤازر الجماهير التشادية في رافضة للاستبداد والتسلط الذي يسعى ديبي الى ممارسته عبر تجاوزه على الدستور والديمقراطية وتؤيد فكرة الاستقلال التام عن النفوذ الفرنسي الذي يتدخل في كافة مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية في هذه الجمهورية الافريقية.
اما تحدي الاخر الذي سيواجه المعارضة اضافة الى فرنسا يتمثل بـ "ليبيا" صاحبت الدور الكبير في في وصول ديبي الى دفة الحكم لااعتقد انها ستقف مكتوفت الايدي دون تقديم مساعدة الى الحكومة التشادية لاسيما وان الرئيس الليبي يتقاطع مع الانظمة الديمقراطية ويرفض الممارسة الديمقراطية رفضاً قاطعاً واذا كان النظام الليبي قد دعم المسلحين في العراق ووقف بشدة ضد التجربة الديمقراطية فيه فماذا سيفعل بتشاد وهو يدرك خطورة تطبيق الديمقراطية الحقيقية في هذا البلد؟.
ولوعدنا الى المعارضة التشادية فانها في حال اسقاط ديبي فانها لن تجد امامها الطريق سهل ومعبد لانها اذا سارت في طريق ضيقة نحو تحيقيق المصالح فانها ستصدم بحجرة الانقاسمات لانها في الاساس تنقسم الى جبهتيين الاولى تتكون من مجموعات كثيرة تتحالف في الجبهة الموحدة للتغيير بقيادة محمد نور، وتنتمي غالبيتها الى قبيلة «التاما»، التي تتنافس على النفوذ والثروة مع قبيلة الزغاوة الواسعة الانتشار، التي ينتمي اليها الرئيس ديبي،والجبهة الثانية حركة التغيير من اجل الديمقراطية والتنمية، وهي احدى فصائل المعارضة ايضا بزعامة محمد نوري وعدد من ضباط الجيش التشادي السابقين، فتنتمي الى قبيلة الزغاوة ،وهذا الامر سيجعل تشاد في مواجهة جديدة قد تؤدي الى حرب اهلية لاسيما وان تشاد تتكون من "200"قبيلة عرقية وجماعات متشعبة ،وفق هذه التركيبة المعقدة يصعب ايجاد حلول ترضي جميع الاطراف باستثناء العودة الى الاسس الديمقراطية عبر صندوق الاقتراع وتطبيق النهج الديمقراطي لتحديد من يتسلم الحكم واستثمار الثروة الاقتصادية بالشكل الامثل وهذا هو الحل الوحيد المطروح امام المعارضة الان ،اما اذا فشلت الانتفاضة وبقي ديبي على رأس السلطة فاعتقد ان تشاد ستقف على رأس لغم جاهز للتفجير في اية لحظة لان المعارضة اذا لم تحقق مطالبها فان الحرب في هذا البلد لن تنتهي بسهولة، والايام حبلى وسوف نرى ماستلد على ارض تشاد التي تشكل قنبلة موقوتة كبيرة في القارة السمراء لان الاحداث في تشاد مخطط لها ضمن سيناريوا محكم اعدته الدوائر السياسية بالاتفاق مع فرنسا.



#علي_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلم العراقي واولويات المواطن
- دعماً لمانشره الاستاذ عبد الخالق حسين الديمقراطية الحل الوحي ...
- مستقبل حكومة المالكي في ضل التحديات الجديدة
- تجربتي مع الحوار المتمدن
- تداعيات قضية الكواز على مستقبلِ الاعلام العراقي -نظرة تحليلي ...
- المصالح العراقية بين فكي الولايات المتحدة الامريكية وايران
- نصيحة الى رئيس الوزراء العراقي -اسرع في تحقيق المصالحة الوطن ...
- الاعلام العراقي وضرورة اعادة تطوير المؤسسة الاعلامية وفق اسس ...
- بعد فشل حكومة حماس اصبحت العلمانية مطلب اساسي لبناء دولة فلس ...
- تمديد بقاء الوجود الامريكي في العراق ينبغي الا يتم الابشروط ...
- الدورالمطلوب من الحكومة العراقية لتحسين المستوى المعيشي للمو ...
- الترحيب الكردي لتقسيم العراق قراراً متعجلاً ويحتاج الى اعادة ...
- الحوار المتمدن ..مشروعاً علمانياً ويسارياً يستحق منا الشكر و ...
- واشنطن ..أستراتيجية جديدة لتقسيم العراق الى ثلاثة دول طائفية ...
- كسب الشرعية من الولايات المتحدة الامريكية يُخرج الديمقراطية ...
- الحوارمع البعثيين خرق دستوري يهدف الى ارضاء امريكا ودول المن ...
- بدون تحقيق العقد الاجتماعي في العراق لن تعود اواصر الاخوة بي ...
- قناة الشرقية انموذجاً للاعلام السياسي المشبوه والمزيف
- الشعر العربي مازال يبحث عن اميرهِ والشاعرحازم التميمي لم ينص ...
- اسباب نشاة الارهاب في العراق ومصادر تمويله


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي جاسم - تشاد صراع المصالح والسلطة ...من الفائز في المعركة الاخيرة؟