أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي جاسم - الشعر العربي مازال يبحث عن اميرهِ والشاعرحازم التميمي لم ينصف من قبل لجنة التحكيم















المزيد.....

الشعر العربي مازال يبحث عن اميرهِ والشاعرحازم التميمي لم ينصف من قبل لجنة التحكيم


علي جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2028 - 2007 / 9 / 4 - 10:51
المحور: الادب والفن
    


عانى الشعرالعربي الفصيح ازمة كبيرة خلال العقدين الماضيين بسبب غياب الشعراء ممن يمتلكون صورة شعرية متدفقة وسلاسة لغوية عالية تقترب اوتصل الى الانتاج الشعري الغزير الذي كان سائداً خلال العقود الماضة والذي اخرج لنا مجموعة كبيرة من الشعراء امثال الجواهري والسياب واحمد شوقي وصلاح عبد الصبور ونزار قباني وغيرهم من شعراء الرعيل الاول الذين شقو للحركة الشعرية طريقاً جديداً اصبح خلالها الشعر العربي مقترناً بالعالمية ،اضافة الى ان اغلب قصائد هذا الجيل من الشعراء ترجمت للغات عدة ،واصبحت السيرة الذاتية لهؤلاء الشعراء مادة دسمة للكتاب العرب والغربين على حد سواء فقد وقف احد المستشرقين الاوربين امام نهر بويب في البصرة منذهلاً وقال "هذا نهر بويب الذي يصفه السياب في قصائده لقد كنت اتصور انه نهر بحجم نهر السين" وهذا يدلل على اهتمام الغربيين بالقصيدة العربية عامة والعراقية خاصة ويعكس قدرة السياب الشعرية في خلق صور دلالية في اذهان قراء قصيدته ..الاان العقدين الماضيين شهدا قلة في الاعمال الشعرية الكبيرة التي يمكن ان نتفاخر بها ونحفظها عن ظهر قلب اضافة الى ان الجمهور العربي الذي تاثر بالحركة السريعة للعولمة والتطورات التكونلوجية التي صعبت عليه الصمود امام قصيدة عامودية مكتوبة باللغة الفصيحة كما صعبت عليه فهمها وتحليل مضمونها .
وبعد هذه القطيعة الطويلة بين الشعر الفصيح والشعب العربي طلت علينا قناة ابوضبي الاماراتية ببرنامج شعري اسمه "امير الشعراء " يعرض الساعة العاشرة من مساء كل يوم جمعة وبمشاركة سبعة شعراء لكل حلقة ومن مختلف الدول ويتم اختيار شاعر واحد بنسبة "50%" من قبل لجنة التحكيم وشاعر يختاره جمهور المسرح واثنان يختارهم الجمهور العربي عبر التصويت برسائل SMS"" وعلى الرغم من هذه المبادرة التي قامت بها الهيئة الثقافية بقناة ابو ضبي يشاد بها وبمنظميها الاان هناك امورسلبية يجب تشخيصها في هذا البرنامج الذي نعترف بانه اكبر مسابقة شعرية نظمت على صعيد الوطن العربي.
ومن هذه الامور مايتعلق بالجنة التحكيم والية اختيارهم للمرشح ..فالمتتبع للقصائد التي يقرائها الشعراء خلال المسابقة لاسيما ممن يمتلك ذهنية شعرية وادبية تمكنه من فهم بنية القصيدة وهضم مفرداتها يستطيع ان يميز بين النص الشعري القوي وبين النص الشعري الضعيف فمثلاُ نجد ان اعضاء اللجنة ورغم ثقافتهم الشعرية والادبية الكبيرة وخصوصاً الدكتور علي بن تميم الاانهم يقعون في فخ المجاملات والتحيز والانجراف وراء رغبة جمهور المسرح الذي يصفق على ابيات شعرية لاتستحق ان تسمى شعراً فمثلاً في الحلقة السابعة قرأ الشاعر العراقي حازم التميمي قصيدة شعرية بغاية الروعة جمعت بين قوةالبناء اللغوي وجمالية الصورة الشعرية وحملت مزج بين الدلالة والمعنى بطريق فلسلفية ندرة بين شعراء المسابقة الاان لجنة التحكيم رشحت الشاعر الاماراتي عبد الكريم معتوق الذي قرأ قصيدة لاتمتلك صورة شعرية واحدة من صور قصيدة حازم بل ان كل الجمهورالعربي اندهش من مدح اللجنة غير المستحق لقصيدة المعتوق التي تقترب من الشعر المسرحي ، وفي الحلقةالتاسعة وماقبل الاخير اندهشنا مرة اخرى عندما اختارت اللجنة عبد الكريم معتوق مرة اخرى برغم من ان قصيدته ركيكة جداً ومتعددة القوافي وخالية من اية صورة شعرية في حين كانت قصيدة حازم التميمي بمثابة اسطورة شعرية هزت ادراج المسرح واعترفت اللجنة بخطورة هذه القصيدة وبامكانية ملقيها بل انهم اجمعوا على ان قصائد الشاعر حازم التميمي تحتاج الى ثقافة ادبية وفلسفية لافهم مضمونها ، وكذلك الامر لقصائد لشعراء اخرين قدمت خلال هذه الحلقة التي تفوق قصيدة المعتوق بكثير.
ان اتباع اللجنة هذا الاسلوب في ترشيح الفائز من بين الشعراء المتنافسين يعكس لنا حجم الانحياز للشعار المعتوق كونه ينتمي الى نفس الدولة المنظمة للمسابقة فلو كانت قصائد المعتوق لشاعر عراقي واسوري فاعتقد انها خسرته منذ الحلقة الاولى ، هناك مسالة اخرى تتعلق باختيار جمهور المسرح لاحد الشعراء ممن لم ترشحه اللجنة للحصول على بطاقت التاهلي للحلقات المتقدمة فهذ ه الطريقة اثبتت فشلها لان الجمهور قد يكون من جنسية واحدة او يكون متعاطفاً مع احد الشعراء بغض النظر عن مكانته الشعرية وهذا ما لوحظ في بعض الحلقات ففي احدى الامسيات رشح الجمهور شاعراً ليبياً قرأ قصيدة ركيكة جداً بحيث ان لجنة التحكيم انتقدوها بشكل كبير بل وضعوا الشاعر موضع السخرية ولهم الحق في ذلك لانها قصيدة لاتسحتق ان نسميها شعراً الا ان جمهور المسرح اختار الشاعر الليبي ليترشح الى المراحل المتقدمة وفضلوه على شعراءاخرين يمتلكون قصائد تفوق قصيدة الشاعر الليبي بعدة مرات وهذا يدللا على قلة المعرفة الشعرية لدى الجمهور ويعكس في الوقت نفسه تعاطفهم مع الشاعر دون اي حيادية او موضوعية .
ثمة موضوعاً اخر يتلعق بترشيح الجمهور لاحد الشعراء عبر رسائل "SMS" فمن غير المنطق وضع مصير شاعر بيد جمهور يختلف بذوقه وحسه الادبي فقد يكون الجمهور يتعاطف مع شاعراً بسبب معاناة بلده مثل الشاعر تميم البرغوثي من فلسطين الذي عزف كثيراً على وتر القضية الفلسطينية وكذلك الشاعر حازم التميمي من العراق الذي ذكرت قصائده كثيراًبجرح بغداد العميق .
ينبغي على القائمين على هذه المسابقة الشعرية المتميزة ان يبحثوا عن طريقة اخرى لترشيح الشاعرلنيل اللقب حتى نستيطع ان نقول ان من فاز في هذه المسابقة هو امير للشعراء لان الجمهور العربي اصبح على معرفة مسبقة بالفائز بجائزة البرنامج البالغة مليون درهم ليس من خلال معرفته بقدرة الشعراء ومواهبهم الشعرية بل من خلال معرفته بالية التصويت التي تمر عبر اللجنة والجمهور خصوصاً وان اللجنة تتعاطق كثيراُ مع شاعراً معيناً .
نتمنى للشعار العراقي حازم التميمي الذي قدم اروع مايكون من القصائد الشعرية الجميلة التي تعيد الى اذهاننا اشعار المتنبي والجواهري والسياب وغيرهم من شعراء وادي الرافدين الذي ارفدوا الحركة الشعرية ليس على صعيد العراق فحسب انما على صعيد الوطن العربي والعالم والذي مثل العراق خير تمثيل وبرهن من خلال مشاركته بان هذا البلد المعطاء مازال قادراً على انجاب العمالقة وفي كافة الصعد.


قصيدة الشاعر حازم التميمي في احدى مراحل المسابقة والتي رشحته اللجنة على ضوئها كافضل شاعر في تلك الامسية

مـا نجمـة فــي مـنـزل الشـعـراء كانـت ورائـي قبـل كـون ورائـي

أسكرت فيها الضـوء لـو قديسـة لترنحت مــن خــمـرة الأضــواء

ردنـاي منديـل الغيـاب حشاشتـي جســر الرحيل إلى الضفاف النائــي

حشد مـن الأسمـاء حفنـة حكمـة نـثـرت عليـهـا حفـنـة الأسـمــاء

قـارورة الشجـن العتـيـق حكـايـة كــانـت لامـي عـن هــوى الآبـاء

حيث ( الصرائف ) جنة مفتوحة عــرش يهـدهـده هـديــل الـمــاء

والخبـزة السمـراء وجـه قصيـدة مـنحـوتـة مـــن إصـبع الـحـنـاء

والليل ألـثـغ ثـاؤه فــي سيـنـه غنجـا أتعـرف طـعـم حـرف التــاء

والكركـرات رفيـف هـدب ساهـر فـــي مـقـلـة جنيــة وطـفـــاء

كنا صغـارا ما انتظـرنـا هـدهـدا يـأتـي مــن المجـهـول بـالأنـبـاء

نعـدو بأسمـال الحـروف وخلفـنـا يــعدو السحـاب شريطـة الإغــمـاء

لم تعـرف الريـح التـي بجيوبـنـا إلا صلـيـل ( دعـابــل ) زرقـــاء

لا صاحـب إلا الفـرات ولا يـــد تمتــد إلا خـشــيــة الـغــربـاء

كم مـارد ختمـت علـيـه قلوبـنـا مــا انـفـض إلا لـيـلـة الإســـراء

كل سلـيمان بـــردة طــرفــه يـأتـي بـعـرش الـتـمـر للـفـقــراء

انا آخر الباقيـن خـلـف رحيلـهـم روحــا بــأوراق الهــوى الخضــراء

أخفينا عـن وطـن أذاب شموعـه بـبــرودة الـنـاطـور والـخـفـــراء

سعفي فوانيس وجذعي سلمــــاً والصاعدون تعلـقوا بلحــــــــــاء

جــوعي جلالي صولجان اصابعي قــدسية مــنقوشـة بلـــــــــواء

بردي ســلام النار لحظة خوطبة يــانار كـوني ايــة استصفــــــاء

اذ استـعيد الفـجر اذ اُغــري به الظلمــاء اذ تمشي علـــى استحيـــاء

حشت عصاي الغيم لـــم تعرف يدي اني هششـت القــطرعن ابنــــاء

كــشفت الاف القبور نزعتــها مـن مــوتها وســـترتها بــــرداء

ادمــنت خــاء خرائبي فتناسلت خــاء الخرائب فـــي انـاء الــراء

حـــتما تلتقط الشموع حمامــة لتُمـــيت في وهـــج القلـــوع ولاء

سدوامام الريح شــرفة اضــلعي كـي تستريح مــن الهــطول دمـــاء

لـــــن تستطـيعوا فك احجيتي انـــا عــــرق العراق ينط في اعشاء

عندي من الحسناء حاء بريدهـــا وكـذا سنــــاء الخنس فـي الحسنــاء

وخرافتي الالوان تحت عبائتـــي مـــطوية ســوداء فــي بيضـــاء

خلقت من زغـــب الحواصل طفلة منــها ،اليـــها، عندهــا خيـــلاء

لـــن يبرد الجمر فـــي خافقي مــادام مــوالي علــى الجـــوزاء

فاللــيل والبيداء بعــض معارفي والسيــف والقــرطاس من اشيــــاء

وانـــام ملئ الجفن حيث شواردي نهـب لــكل قصيــدة عصمـــــاء

ولانني رئــت الزمان تزاحمــت كـــل الرئات علــى اغتيال هـــواء

لوّح إلــى الأثــداء كل مديـنـة فـي جـرحـنــا أم بــــلا أثـــداء

أطلـق عصافيـري مللـت وقوفهـا عــــنـد احتـفـال الخـرقـة الـسـوداء

زدني سـماء كـل أفـقـي مظـلـم وقصيـدتـي أفــق بـغـيـر سـمـــاء

اشـرب تقهقـر أحرفـي مسكوبـة زهرات عمــري فـي كئيـب إنـائـــي

أنا نقطـة البـاء التي مـا طوّفـت إلا لتـبـقـى نـقـطــة فــي بــــاء





#علي_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسباب نشاة الارهاب في العراق ومصادر تمويله
- جبهة المعتدلين لان تتخطى التحديات والمصاعب التي تنتظرها دون ...
- رغد صدام و بنازير بوتو تطلعات وهمية لعودة السلطة الضائعة
- عراق الصراع والمصالحة تجربة جديدة للحوار المتمدن لدعم المصال ...
- الانظمة الدكتاتورية وجوه لعملة واحدة....النظام الليبي انموذج ...
- الديمقراطية في العراق تجربة تحتاج الى فهم وادراك وممارسة
- هل اصبحت كتلة المعتدلين ضرورة سياسية لالغاء المحاصصة الطائفي ...
- تحديات المالكي وفرصته التاريخية لتشكيل حكومة جديدة قائمة على ...
- فضيحة دار الحنان لشديدي العوق بين الحقيقة والوهم
- ليس بالانقلابات والاصطفافات السياسية الضيقة يبنى العراق
- نقطة ضوء على القضاء العراقي الدساتير والقوانين وحدها لاتكفي ...
- الحوار المتمدن في كتاب شهري ........العلمانية مطلباً وضرورة
- من وراء تفجير جسر ديالى........؟
- نشوة اللذه


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي جاسم - الشعر العربي مازال يبحث عن اميرهِ والشاعرحازم التميمي لم ينصف من قبل لجنة التحكيم