أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علي جاسم - كيف تتخلص المرأة العراقية من مظلوميتها؟














المزيد.....

كيف تتخلص المرأة العراقية من مظلوميتها؟


علي جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2219 - 2008 / 3 / 13 - 10:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ممالاشك فيه ان المرأة العراقية عانت ومازالت تعاني من الاهمال المتعمد من قبل الدولة منذ تأسيسها ، وتعرضت للتهميش المقصود في كافة المستويات السياسية والثقافية والاجتماعية بالرغم من انها تمتلك جميع المقومات الملائمة التي تمكنها من اخذ مساحة اكبر في بناء الدولة، ولعبت الظروف المأساوية التي عاشها العراق دوراً مشبوهاً في تغيب دورها وطمس هويتها ومنعتها من ممارسة حقوقها المشروعة في الحياة اليومية،ولكن هذه الظروف لم تأثر على قدرتها في التعامل مع المعطيات الاجتماعية والاقتصادية لاسيما بعد انطلاق الحرب العراقية_الايرانية فمنذ انطلاقها وجدت المرأة العراقية نفسها امام مسؤوليات وتحديات كبيرة بعد ان اضطر الجميع لحمل السلاح واخلاء ميادين العمل لها لتكون بديل حقيقي للرجل في سد لقمة العيش ، وكذلك في سنوات الحصار التي اضاقتها طعم العوز والاحتياج وأجبرتها على طرق ابواب المهن والصناعات الشعبية بغض النظر عن مشاقها وصعبوتها فنجدها تعمل لساعات طويلة في الاسواق والمصانع وحتى خدمة المنازل التي لايكفي مردودها المادي لسد احتياجاتها المنزلية خصوصاً النساء الواتي ليس لهن معيل .
وبالرغم من المراحل السابقة اثبتت قدرة المرأة على الصمود امام الظروف الحياتية والمعيشية الصعبة من خلال مشاركتها الرجل في ميادين العمل اليومي وتأقلمها مع مستجدات الحياة السياسية والاجتماعية بكافة ظروفها وتداعياتها ، الا ان ذلك لم يشفع لها من التعرض الى عمليات تعذيب عشوائية على المستوين الجسدي والنفسي لانها من جانب فقدت محبيها واقربائها بسبب سياسة الطيش التي اتبعها النظام البعثي التي ادت الى ثلاثة حروب خاسرة راح ضحيتها ملاين العراقين بين ابن واخ واب وزوج ، ومن جانب اخر فانها تعاني من القسوة والعنف بسبب تسلط الرجل لاسيما في المجتمعات الفقيرة والتي لم تحصل على قدرها من التعليم، هذا هو الواقع المرير للمراة العراقية التي تحملت عبء كبير لسنوات طويلة .
واليوم هل حصلت المراة على حقوقها الشرعية ام انها مازالت مركونة على رف التهميش السياسي والاجتماعي ؟..ان الاجابة على هذا السؤال تحتاج الى متابعة دقيقة للسنوات الخمسة الماضية والتي نجد فيها ان المراة العراقية نالت النصيب الاكبر من المعاناة والتعب بسبب الارهاب ونقص الخدمات وارتفاع الاسعار وقلة المردودات المالية ، ولم تعطى الدور الحقيقي الذي يتناسب مع حجمها في المجتمع و اضيف لها الى جانب القهر الاجتماعي والتخلف والتهميش السياسي والثقافي مضايقات ومتعاب جديدة تتعلق بعمليات القتل العشوائي التي طالتها في مناطق مختلفة من العراق ،ففي محافظة البصرة قتلت اكثر من 140 مراة خلال العام الماضي بسبب التطرف الديني والتعصب ومازال مسلسل الاغتيال قائماً في حين العدد يزداد في اقليم كردستان الذي يتمتع بحرية واسعة ومناطق امنة فان عمليات الانتحار او القتل تزداد بشكل مخيف قد تصل وحسب الاحصاءات الى موت ثلاث نساء يومياً تحت مسمى غسل العار والشرف..وهذا يدلل على الماسي الحقيقة التي تعيشها المراة الان بالرغم من اجواء الديمقراطية التي يتمتع بها العراق والتي اعطتها مساحة عريض داخل البرلمان العراقي بلغت 25% من مقاعد المجلس وهذه النسبة لانجد لها نظير في المحيط العربي .
ان المراة العراقية عانت لسنوات طويلة من مظلومية الانظمة الحاكمة واستبدادها الا انها مازالت تعاني في زمن العراق الديمقراطي ولم يكن لمؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان والمنظمات النسوية دوراً يذكر في توفير ارضية خصبة تمكنها من اخذ مكانتها الحقيقة خصوصاً بعد فشل البرلمانيات داخل مجلس النواب من اعطاء المرأة حقوقها وعدم تمكنهن من رسهم هوية ثابته وواضحة للمرأة العراقية التي انهكتها الحياة في الامس واهدرت كرامتها اليوم في الاستجداء امام محطات تعبئة الوقود عندما تقف في طوابير طويلة بحثاً عن وقود يحميها من برودة الشتاء او وقوفها في الارصفة والاسواق الشعبية لتبتاع الخضار والاطعمة بحثاً عن لقمة العيش او في الشوارع والاشارات المرورية وهي تبيع كرامتها من اجل "250"دينار تعطى لها بمنية ، ينبغي على مؤسسات حقوق المراة والمنظمات الانسانية ان تلعب دوراً فعالاً في الدفاع عن اهم قضية انسانية وهي قضية المراة العراقية التي اصبحت حبيست الشعارات الانتخابية الرنانة التي تطلق باسم الديمقراطية والدفاع عن حقوقها المسلوبة.



#علي_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تمارس السلطة التشريعية في العراق دورها الحقيقي؟
- تشاد صراع المصالح والسلطة ...من الفائز في المعركة الاخيرة؟
- العلم العراقي واولويات المواطن
- دعماً لمانشره الاستاذ عبد الخالق حسين الديمقراطية الحل الوحي ...
- مستقبل حكومة المالكي في ضل التحديات الجديدة
- تجربتي مع الحوار المتمدن
- تداعيات قضية الكواز على مستقبلِ الاعلام العراقي -نظرة تحليلي ...
- المصالح العراقية بين فكي الولايات المتحدة الامريكية وايران
- نصيحة الى رئيس الوزراء العراقي -اسرع في تحقيق المصالحة الوطن ...
- الاعلام العراقي وضرورة اعادة تطوير المؤسسة الاعلامية وفق اسس ...
- بعد فشل حكومة حماس اصبحت العلمانية مطلب اساسي لبناء دولة فلس ...
- تمديد بقاء الوجود الامريكي في العراق ينبغي الا يتم الابشروط ...
- الدورالمطلوب من الحكومة العراقية لتحسين المستوى المعيشي للمو ...
- الترحيب الكردي لتقسيم العراق قراراً متعجلاً ويحتاج الى اعادة ...
- الحوار المتمدن ..مشروعاً علمانياً ويسارياً يستحق منا الشكر و ...
- واشنطن ..أستراتيجية جديدة لتقسيم العراق الى ثلاثة دول طائفية ...
- كسب الشرعية من الولايات المتحدة الامريكية يُخرج الديمقراطية ...
- الحوارمع البعثيين خرق دستوري يهدف الى ارضاء امريكا ودول المن ...
- بدون تحقيق العقد الاجتماعي في العراق لن تعود اواصر الاخوة بي ...
- قناة الشرقية انموذجاً للاعلام السياسي المشبوه والمزيف


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علي جاسم - كيف تتخلص المرأة العراقية من مظلوميتها؟