|
وجهة نظر
صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 2221 - 2008 / 3 / 15 - 09:43
المحور:
الادب والفن
تأخرت في العودة الى منزلي ، ككل مرة يستغرقني العمل النهاري ، فأظل أتابع الطلاب ، الى ان ينصرف آخرهم ، بصحبة احد أبويه ، أيمم وجهي شطر المنزل ، الذي اطمح ان أجد فيه راحة ، من عناء عمل يستغرق الكثير من جهدي ، حارقا أعصابي ، أتوجه ماشية على قدمي ، فالمنزل قريب جدا من مكان عملي ، ولا يتطلب مني وسيلة أخرى للنقل ، سوى قدمي اللتين أوصاني الطبيب بحسن استخدامهما كل شيء مهيأ في المنزل ، وليس علي الا عمل السلطة ، التي لايمكن تجهيزها في وقت سابق ، على موعد تناول الطعام ، غسلت الخضر اللازمة لعمل تلك السلطة ، وأوصيت ولدي اليافع ، البالغ من العمر أربعة عشر ربيعا ، الا يسرع في تناول الطعام لأني احرص على ان يكون طعامه كاملا هالني ان أجد في منزلي شخصا آخر ، لم أكن أتوقع ان يكون اليوم حاضرا ، وفي غيابي ، اخبرني ابني انه سمع دقا خافتا على الباب ، وحين استفسر عمن يكون الطارق ، وجد امرأة لايعرفها ، أخبرته أنها صديقة أمه ، وهي تريد ان تكون وقت تناول الغداء ، ولان ولدي قد علمناه منذ الصغر ان يحسن استقبال الضيوف ، فلم يعرف كيف يرد على الضيفة ، فرحب بها ، داعيا إياها الى الدخول والانتظار ، فعودتي أصبحت وشيكة. سألت الضيفة ماذا يكون طعام الغداء ؟ لم يكن ولدي يعرف ، دخلت مطبخي ، وفتحت القدور ، و عرفت ما هو موجود فيها ، فأرادت ان تضيف صنفا آخر تحبه ، لم يكن من الأطعمة المتوفرة ، فتناولت لحما من مجمدة الثلاجة ، وأنواعا من الخضر ، وشرعت في تقطيعها ، وضعتها على النار ، وشرعت تنتظر أوبتي ، وهي تشكو الجوع ، و تأخري في العودة كان أبي في زيارتي ، وقد خرج من المنزل تلك الآونة ، وعاد رفقة زوجي ، والاثنان لايعلمان ان شخصا آخر في المنزل ، قد دعا نفسه على طعام الغداء ، وشرع في عمل أصناف لم تكن ربة المنزل قد هيأتها. الطريق طويل ، والسيارات تملأ المكان ، وعبور المشاة عسير جدا ، فالسائقون يحبون ان يصلوا الى منازلهم في أقل وقت ، بعد ان امضوا نهاراتهم في عمل مضني ، آن لهم أن يستريحوا منه - أف ، تأخرت أمك ، أين تمضي بعد العمل ؟ - لااحد لها غيرنا ، والطريق متعب - ان تأخرت سوف أتناول طعامي ، أنا جائعة وصلت المنزل ، فاجأني الوضع ، السيدة رأيتها مرتين فقط ، وفي مناسبات متباعدة سمعت شكوى ولدي الصامتة ، وهدأت من غضبه ، فنحن أسرة تحسن استقبال ضيوفها ، رغم عدم معرفتها بهم وضعت القدور على النار ، ليسخن الطعام ، ريثما أغير ملابسي ، جهزت المائدة ، وضعت عليها الصحون والملاعق ، نقلت الأطعمة المطبوخة ، دعوت أفراد عائلتي جميعنا كان صامتا ، لايعلم ماذا يقول ؟ في وضع لم يكن يعلم انه سيكون مجبرا عليه ، ضيفتنا كانت تتكلم باستمرار ، شاكية من بؤس حالتها ، ونحن نحاول أن نطمئنها ، ان كل شيء سيتبدل ، وانه بالجهد يحقق المرء أحلامه طرحت علينا الضيفة سؤالا ، لم اعرف كيف أجيبها عنه - أنت لديك ثلاثة رجال ، ولا واحد لي ، أعطيني واحدا منهم فكرت فليلا ، فلم أجد الجواب الشافي ، لكني نطقت أخيرا - ولدي ما زال صغيرا ، وليس بمقدوري ان أنجب غيره ، وأبي لايمكنني ان امنحه لغير أمي ، وزوجي خذيه إن كان يرغب نظر إلي زوجي باستنكار ، وقام دون ان ينبس بشفة ، نظر أبي بعتاب صرخ ولدي : - لا أريد صبيحة شبر 9 مارس 2008
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
احتفالات عيد المرأة العالمي في السفارت العراقية
-
الى امرأة في بلادي
-
الجثمان : قصة قصيرة
-
بالاحضان يا عامنا الجديد
-
الناس والكتابة
-
لقاء : حوار عن مجموعة قصصية
-
اشهار ..قصة قصيرة جدا
-
حقوق المواطنة وواجاتها
-
حوار
-
منطق : قصة قصيرة جدا
-
حرية رأي : قصة قصيرة جدا
-
الزمن الحافي : رواية مشتركة عن العراق قبل دخول القوات الامري
...
-
العانس : قصة قصيرة
-
احتفال تقييم : قصة قصيرة
-
رأي في - مؤسسة - الحوار المتمدن
-
التابعة : قصة قصيرة
-
وجاهة :قصة قصيرة
-
حول اشاعة الديمقراطية في العراق
-
أحلام محبطة
-
حالة
المزيد.....
-
طرد مشاركين من ملتقى تجاري في أوديسا بعد أن طالبوا المحاضر ب
...
-
المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها
...
-
أولاد رزق 3 وعصابة الماكس.. شوف أقوى أفلام عيد الأضحى 2024 خ
...
-
الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
-
كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
-
6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
-
فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك
-
قصة الحملات البريطانية ضد القواسم في الخليج
-
أفراح وأتراح رحلة الحج المصرية بالقرن الـ19 كما دونها الرحال
...
-
بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون
...
المزيد.....
-
الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد
...
/ الويزة جبابلية
-
تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً
/ عبدالستار عبد ثابت البيضاني
-
الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم
...
/ محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
-
سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان
/ ريتا عودة
-
أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة
/ ريتا عودة
-
صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس
...
/ شاهر أحمد نصر
-
حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا
/ السيد حافظ
-
غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا
...
/ مروة محمد أبواليزيد
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
المزيد.....
|