أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الدفاعي - المشهداني ..امام الامبراطور عاريا !















المزيد.....


المشهداني ..امام الامبراطور عاريا !


عزيز الدفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2219 - 2008 / 3 / 13 - 03:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د.عزيز الدفاعي
لست ادري مالذي حملني على ان اعود بذاكرتي الى الرواية الرائعة (ملابس الامبراطور)للكاتب (هانس كرستيان اندرسون ) و أنا استمع الى حديث الدكتور محمود المشهداني رئيس البرلمان العراقي مع ابناء الجالية في بخارست يوم الثلاثاء 26-فبراير-2008 في قاعة فندق الانتركونتينانتال الملاصق للسفارة الامريكية في بخارست هذه البناية التي شيدها الامريكيون منتصف السبعينات في قلب العاصمة الرومانية خلال فترة حكم الرئيس الشيوعي الراحل نيكولاي شاوشسكو وهي البناية الوحيدة بهذا الارتفاع الشامخ القادرة على تحمل زلزال بقوة 8 درجات ونصف على مقياس رختر لان اعمدتها وضعت فوق نوابض هزازة تميل لامتصاص الصدمة وكانت احد رموز الرأسمالية الامريكية في دولة شيوعية سابقة .
في تلك القاعة التي غصت بالعراقيين المتلهفين لتقديم أي شيء لوطنهم الجريح كنا ننتظر ان يقدم لنا رئيس السلطة التشريعية ماقد يساعدنا على ايجاد اجوبة للكثير من تساؤلاتنا عن تحديات الوضع الراهن في العراق في هذا المنعطف التأريخي الخطير خاصة وان الكثيرين منا يكنون لهذا الرجل الكثير من الاعجاب لجرأته السياسية .
كنا نتوقع ان يتحدث عن نجاحات الخطط الامنية والهدوء النسبي والانفراج في صراع القوى السياسية التي تلاطمت امواج تياراتها بما يوسع من بصيص الامل في قلوبنا التي اوجعتها الغربة الطويلة لنحزم حقائبنا استعدادا للعودة الى الديار .
لكن الدكتور المشهداني فاجانا بحديثه المفرط في التشائم عن الاوضاع العراقية في مشهد من ( الكوميديا السوداء) التي الفها واخرجها ومثلها وحده امامنا على طريقة المخرج الالماني برخت حيث اختلطت في القاعة الضحكات بالحرقة واليأس بالضبابية خلال 45 دقيقة تحدث فيها المشهداني قبل ان يغادرنا على عجالة دون ان يستمع الى تساؤلاتنا و ملاحظاتنا وتكرم علينا بالنصح بان لا نقدم توصيفا للوضع العراقي لانهم اعرف منا بحقائقه وخفاياه حسب وصفه وان علينا فقط ان نقدم علاجاً لمريض اوحى لنا انه في حالة موت سريري ...فما هو الدواء الذي نملكه نحن؟
كنا ننتظر من المشهداني ان يكون لقائه مع الجالية او على الاقل اعضاء رابطة العراقيين,متقدما على المباحثات التي اجراها مع المسئولين في رومانيا ليتمكن من مناقشتها وعرضها عليهم وعلى السفارة العراقية لكنه وضع الحصان خلف العربة ولم يترك لمضيفه السفير العراقي الاخ عادل مراد فرصة لتقديمه للجالية في بداية اللقاء وكأن الامر كان من باب اسقاط الفرض لا غير.

الدكتور المشهداني بدا حديثه عن السفيربول بريمر ناعتا اياه بعبارة (سخم الله وجهه) لانه اسقط الدولة والسلطة معا ووصف امريكا, التي يترأس المجلس التشريعي بفضلها لانها أزاحت النظام السابق, بأنها اشبه بحوت ضخم ابتلع العراق ولن تلفظه من جوفها مثلما حصل في المعجزة السماوية مع نبي الله يونس (عليه السلام) وانها طلبت من الحكومة العراقية تعويضات بقيمة تريليون دولارعن الرهائن الغربيين الذين احتجزهم صدام حسين بعد غزو الكويت كورقة ضغط لفرض شروطها على العراق للتوقيع على اتفاقية أمنية طويلة الامد بين البلدين ...
ثم القى امامنا اطنان من المشاكل التي يعاني منها الشعب العراقي دون تقديم أي حلول او بارقة امل ووصف معظم ساسة العراق بأنهم (مقاولون تهديم) وليسوا مهندسين بناء قادرين على اعلاء هياكل الدولة ومؤسساتها على حد وصفه متحدثا عن ازمة الكهرباء والخدمات دون الاشارة الى تحديد من قاموا بنسف وتدمير البنى التحتية في الاقتصاد العراقي على مدى 5 سنوات وهو يعرفهم جيدا .

حين استمعت الى حديث الدكتور المشهداني تمنيت ان اسمعه قصيدة الشاعر ابن الرومي التي يقول فيها (الا من يريني غايتي قبل مذهبي ومن اين والغايات بعد المذاهب) و أظنني على يقين بان الغايات السياسية والشخصية غالبا ما امتطت صهوة المذاهب والاحزاب و اطلقت عليها رصاصة الرحمة بعد الوصول الى الاهداف دون التخلي عن اسلوب البالونات الثورية وشعارات العداء للامبريالية التي ابتلعناها وتقيئناها .
وفاجأنا رئيس البرلمان العراقي بأدعائه بان قادة العراق في الحقبة الأمريكية قد فوجئوا بان بلادهم خاضعة للاحتلال الأمريكي وفقا للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة .
كم تمنيت ويا للاسف ان يكون حديث الدكتور المشهداني مفعما بذلك الاصرار الذي يمتلكه القادة الكبار في لحظات التأريخ المعسرة حين تتطلع عيون الشعوب بقادتها. لقد وصف السياسي الكبيرورئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية ونستون تشرشل القائد المنهزم بأنه الذي يرى صعوبة في كل فرصة متاحة,اما القائد المنتصر فانه يرى فرصة نجاح في احلك الظروف والصعاب التي تواجهه .

كنا نتمنى على ضيفنا العزيز وهو في موقعه في قمة هرم السلطة التشريعية ان يقدم لنا ولو شرحأً موجزاً عن تقييمه لاداء الحكومة بعد سنتين من تشكيلها بأعتبار ان البرلمان هو المسئول عن مراقبة وتقييم اداء السلطة التنفيذية او عن تصوراته بشأن الخروج من الازمة الوزارية الراهنة ومن يتحمل عرقلة اكتمال النصاب الوزاري او ان يتطرق الى وقائع مايجري في البرلمان من غياب مستمر وتحول البعض من البرلمانيين الى ابواق دعائية ضد مصالح العراق الوطنية او ان يبرر لنا كيف تم التصويت لاول مرة في التأريخ البرلماني في العالم على ثلاث قوانين بالجملة سوى ادعائه بأن القانون لا يمنع ذلك وهو يعرف حقيقة صفقة التسوية في بازار البرلمان وفق اجندات المحاصصة ومن مبدا ساندني واساندك وليذهب العراق ومصالحه الى أي مكان ..؟بنفس الطريقة التي اوصلت المشهداني الى موقعه الكبير هذا وليس نتيجة لاستحقاقات نتائج الانتخابات .
كنا نتمنى ان يحدثنا الدكتورمحمود المشهداني عن اسباب السكوت على استغلال النفوذ والسلطة داخل البرلمان الذي وصفه الدكتور همام حمودي بقوله ان كثيرا من البرلمانيين يبحثون عن مصالحهم واحزابهم على حساب المصلحة الوطنية ...ان يتطرق الى السلفة التي يرغب بعض اعضاء البرلمان تحويلها الى هبة وعن جدول الرواتب الذي اقض مضاجع هؤلاء وعن سبب فشل البرلمان في استدعاء احد الوزراء المتهمين بالتقصير والفساد رغم توقيع 63 نائباً على طلب معزز بالادلة الدامغة ضد ذلك الوزير ....ولماذا فشل البرلمان الذي يترأسه في اصدار عشرات القوانين التي قدمها نواب مخلصون تهم مصلحة المواطنين الفقراء والمهجرين والمتعففين وشهداء الارهاب .
كنا ننتظر من السيد المشهداني ان يحدثنا على الاقل عن رحلة الحج الميمونة الاخيرة التي تركت كراسي البرلمان فارغة وجدرانها تردد الصدى خلال اكثر من شهر . وغابت عن بال الدكتور المشهداني مجرد الاشارة لسياسة العراق الخارجية ودور البرلمان العراقي في تقييم ادائها او ان يتطرق الى اعضاء البرلمان الذين ثبت بالدليل القاطع تورط البعض منهم مع الارهاب ووجود صلاة مدعومة بالادلة لدى الحكومة والامريكيين تدمغهم بالتعامل مع القاعدة والتكفيريين ربما لان ذلك الامر كان سيسبب الاحراج للبعض من التيارات التي يعرفها الدكتور المشهداني جيدا ولا يرغب بمزيد من الصدام معها .لكنه لم ينسى ان يخبرنا بان حكومة المالكي غير قادرة على حماية شارع ابي نؤاس وسط بغداد فكيف يمكنها ان تحمي جبال كردستان حسب تعبيره .
ان حديث المشهداني عن ان الحكومة العراقية وهو شخصيا لم يكونوا على علم بخضوع العراق للبند السابع من ميثاق الامم المتحدة كجزء من تداعيات احتلال الكويت وقرارات مجلس الامن التي صدرت عامي 1990-1991 يثير الاستغراب والحيرة لان القرارات التي صدرت من مجلس الامن الدولي في عام 2003 بعد سقوط النظام السابق كانت واضحة وصريحة ويعرفها جميع الساسة العراقيين والمواطنين وهي القرار(1473) و(1483)و(1490)و(1500)و(1511)والقرارين (1517)و(1518) والتي كانت توضع تحت تصنيف( الحالة بين العراق والكويت) .فهل ان الدكتور المشهداني لايعرف هذه القرارات عندما صدرت لانه كان في موقع اخر انذاك ؟ام انه يحاول الايحاء لنا بانه والتكتل السياسي الذي ينتمي اليه قد اشترك في العملية السياسية وهو متوهم ان العراق بلد كامل السيادة وهو المقيم في المنطقة الخضراء والمستظل من رمضاء العنف بعلم الولايات المتحدة الامريكية ؟...وان كنت تدري فلمصيبة اعظم!!

ان الدكتور المشهداني كرجل سياسة يعرف جيدا ان الولايات المتحدة الامريكية ليست شراً مطلق او خيرا مطلق والنظام الجديد في العراق لم يرفع يوما شعار محاربة الاستكبار العالمي او العداء للامبريالية الامريكية مثلما هو الحال في الجمهورية الاسلامية التي كانت ولازالت الداعمة الاقوى لابقاء المشهداني في منصبه هذا رغم انف الاتلاف العراقي الموحد .

فلولايات المتحدة الامريكية دولة عظمى شئنا ام ابينا وهي تبحث عن مصالحها وقد تنظر احيانا الى العالم ككرة ارضية موضوعة فوق مكتب الرئيس الامريكي في البيت الابيض الا انها تتعامل مع الحكومات والشعوب وفقا لقوانين الاخذ والعطاء والعقود والمساومات خارج نطاق الايدولوجيا في كثير من الاحيان الا انها بعيدة عن بازار الاستبداد الشرقي والخطاب الاعلامي الرخيص وهستريا الدعاية المتطرفة .
فاذا كان الدكتور المشهداني قد فتح النار كعادته على السياسة الأمريكية وتجنب الحديث في الكثير من المناسبات عن دور القوى الاقليمية ومن بينها السعودية وايران فلماذا لا يترك منصبه ويغسل يديه من هذه الخطيئة السياسية و الأخلاقية ويعود الى موقعه السياسي بين صفوف تنظيم (انصار السنة) وليترك هذه المسئولية لغيره من القادرين على التعامل مع استحقاقات الوضع الراهن لاعادة السيادة تدريجيا للعراق ويتخلى عن امتيازاته وحرسه الخاص و بحبوحة العيش داخل المنطقة الخضراء والسفرات الخارجية والتي تحققت بفضل الولايات المتحدة والمحاصصة الطائفية,لابفضل القوى الداخلية والخارجية التي ساهمت في عرقلة المشروع الوطني واخرت رحيل الاحتلال وزرعت الشكوك بين مكونات الطيف العراقي وجعلت الولايات المتحدة تبحث عن ضمانات اكبر لمصالحها في العراق وتطالب بمزيد من التعهدات من الساسة العراقيين. وعلينا ان ندرك جيدا ان لكل شيء ثمنه في هذا العالم فلا احد يغامر بثلثي قواته وينفق مئات المليارات من خزينته ويسفك دم ابنائه من اجل لا شيء .
فاذا كانت الولايات المتحدة قد قامت بغزو العراق دون قرار من مجلس الامن فعلينا الاعتراف بان الملايين من العراقيين وهم الغالبية قد رحبوا بسقوط الدكتاتور ولم تكن لديهم حساسية في اقامة علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة تحمي حدود العراق من أي عدوان وتكون حائلا دون ظهور دكتاتور جديد او قيام الجنرالات بأنفلاب على الشرعية والدستورية وتحول دون تبذير موارد العراق وثرواته ودماء ابنائه في مغامرات عسكرية طائشة ضد دول الجوار. وشاركهم في ذلك الموقف شعوب الكثير من الدول العربية التي تمنت ان يساعدها الامريكيون والغرب في التخلص من دكتاتوريات حكامها الظلمة لولا عاصفة الارهاب والتطرف الطائفي التي اشترك فيها النظام العربي واغلب دور الجوار رغم ان غالبيتها من حلفاء الولايات المتحدة واصدقائها .

ان الامريكيين يدافعون عن مواقفهم تجاه انتقادات العرب والمسلمين بما حصل في حرب البوسنه والهرسك في التسعينات والاعتراف مؤخرا بدولة للمسلمين الالبان في كوسوفو في قلب اوربا وانفقوا مئات المليارات على شكل مساعدات وهبات للعديد من الدول العربية فلماذا لا ننتقد هذا الموقف الامريكي الذي تم ايضا خارج مجلس الامن ؟
اننا لا ندافع ولا نتبنى السياسة الامريكية في العراق مطلقا ونتحفظ على الكثير من تفاصيلها ومعايرها المزدوجة في الشرق الاوسط ولكننا نقوم بالتوصيف فقط لبعض مما حدث على المسرح السياسي في العراق والمنطقة خلال السنوات الاخيرة بواقعية ودون مهاترات او تقمص لشخصية الزعيم الكوبي فيدل كاسترو . ولعل من المحير والمؤسف ان يقبل أي مسئول في السلطة العراقية بان يكون احد الاعمدة الثلاثة الرئيسية للسلطة ويمارس في نفس الوقت دور المعارض الاشد قسوة من الشيخ حارث الضاري وعدنان الدليمي .
لقد اراد الدكتور المشهداني بوصفه لساسة العراق ووزرائه الجدد وبعضهم من الخبراء الدوليين والمختصين في مجالات عملهم بانهم اشبه بمقاولي تهديم يمارسون اسلوب التجربة والخطأ في ادراة شؤون الدولة مما يعني ان عزت الدوري وحمزة الزبيدي وحسين كامل خريجي هارفرد وبروكلنز وادمبرة قد اداروا شؤون العراق بمهنة وخبرة ودراية افضل متناسيا الحقيقة المرة ان سياسة النظام السابق كانت تطبق على مدى 35 عاما باحواض التيزاب ومن خلال فوهات الكلاشنكوفات ومراكز الابحاث في الامن العامة والشعبة الخامسة وتنفذ تجاربها على البشرالاحياء في حقول الرضوانية وحلبجة .

بينما يناقش قرار الشعب اليوم رغم المظلة الامريكية في البرلمان وفي قاعات منظمات المجتمع المدني وتستطيع ارادة الشعب ان تصححها وتصوبها بعد ان كانت الارادة الوطنية معتقلة لدى علي كيمياوي وغيره من الذين اصبحوا من اشتراطات المصالحة الوطنية رغم انهم متهمون ومدانون بالابادة الجماعية والعرقية ضد ابناء شعبنا ولولا حال العنف والارهاب الذي تعرفه سيدي المشهداني جيدا لكان حال العراق بعد 5 سنوات من سقوط النظام السابق افضل من أي تجربة اخرى في العالم العربي ولاستطعنا ان نقنع امريكيا باننا متحضرون وانه يمكن الوثوق بتعهداتنا مثلما فعل الالمان واليابانيون والكوريون .
ترى كيف استطاع الدكتور المشهداني ان يصف التدنيس التركي للارض العراقية في كردستان بانه ضارة نافعة لتعزيز ايمان الاكراد بعراقيتهم وكأنهم قومية متهمة ومشبوهة بولائها وكانت بحاجة الى درس مرير من جنازير دبابات وطائرات الاتراك ونهر أضافي من الدماء لكي يستخلص الاكراد شهادة عدم محكومية بوطنيتهم وهم الذين احتضنوا جميع فصائل المعارضة الوطنية الشريفة ضد النظام السابق ومن بينهم الفصيل الذي كان هو احد قياداته. وكم تمنينا ان تبادر هذه القوى ومن بينها التكتل الذي ينتمي اليه الدكتور المشهداني والاخرين الى ارسال مقاتلين من ميليشيات احزابهم الى كردستان ولو رمزيا ليشعر اشقائنا الاكراد باننا معهم في السراء والضراء لا بمجرد اصدار البيانات الجوفاء التي لامعنى لها .وسوف يكتشف التحالف الكردستاني قريبا حقيقة مواقف الكتل السياسية بعد اربعة اشهر حين ستطرح قضية تقرير مصير كركوك .

كم تمنيت ان اخاطب الدكتور المشهداني واذكره وهو المحسوب على التيار الاسلامي بمقولة امام المتقين علي بن ابي طالب (اعطي الكلام من المزح بمقدار ماتعطي الطعام من الملح)فهل يدرك معاني هذه النصيحة الصادقة للحديث بين الاصدقاء فكيف اذا كان الحديث بين مسئول رفيع المستوى ومواطنيه ؟ وهل سمع المشهداني بمسئول او منظر من التيار الاسلامي من امثال حسن البنا او سيد قطب أوالتلمساني أوعارف البصري أوالبدري الذين يمثلون مرجعية عقائدية وسياسية بالنسبة له قد استخدم اسلوب الضحك والنقد اللاذع بين محدثيه ..

رحم الله الداعية المصري عبد الرحمن كشك الذي خطب ذات مرة قائلا :لقد دعونا الله ان يرزقنا بأمام عادل ..فرزقنا بعادل امام !!
ان مقارنة بين المشهداني والعديد من رؤساء البرلمان في العهد الملكي والنظام السابق تدفعنا على الاعتقاد ونتمنى ان لا نكون من المخطأين او المتجنين على شخص الدكتور المشهداني وليسامحنا ان كان استنتاجنا مجرد ظنون بانه يعتمد هذا الاسلوب اللاذع الذي تسبب له ولكتلته السياسية في كثير من المشاكل التي أدت الى تجميده لفترة من الزمن ربما بحثا منه عن صيغة لتكميل الكارزيما التي يفتقد اليها أو تعويض عن ثقافة سياسية رفيعة هو بأمس الحاجة اليها وكم نتمنى ان يعود لقراءة سيرة أرشد العمري او جميل المدفعي او ياسين الهاشمي وتوفيق السويدي ونور الدين محمود وحكمت سليمان ليتعلم منها الكثير .

لقد لجأ صالح جبر الى عقد معاهدة بورت سموث مع ارنست بيفن ضنا منه انه سيستطيع ان يخرج العراق من معاهدة عام 1930 مع بريطانيا والتي اشعلت وثبة كانون وواصل ساسة العراق بعد حركة رشيد علي الكلاني الذي لجأ الى الخيار العسكري لانهاء الهيمنة البريطانية جهودهم من اجل نيل الاستقلال بالحوار والضغوط والمساومات مع لندن وكادوا ان ينجحوا في مهمتهم هذه مثلما فعل حسين الصدر وعبد الوهاب مرجان وفاضل الجمالي اخر وزراء العهد الملكي الذي يعترف الشعب التونسي بأنه الذي كان وراء انتزاع سيادة بلادهم واستقلالها في عصبة الامم ولهذا منحوه الجنسية التونسية وعاش هناك حتى وفاته غريبا رحمه الله .

ولولا الاخطاء التي ارتكبها بعض الساسة والبرلمانيون في العهد الملكي الذين افرطوا في الرهان على تحالفهم مع بريطانيا لربما أستطاع العراق ان يبني مؤسسات المجتمع المدني ويحقق جزء كبيرا من سيادته الوطنية حتى قبل قيام حركة 14 تموز -1958 التي كانت حرقا للمراحل و استندت على تحالف جبهة الاتحاد الوطني وهذا درس نتمنى على الدكتور المشهداني ان يعيد قرائته لاستخلاص العبر منه, دون ان ننسى مجرد المقارنة بينه وبين الدكتور سعدون حمادي رحمه الله الذي ترأس البرلمان العراقي في عهد النظام السابق وكان مفكرا وسياسيا بارعا رغم مأخذ الكثير من المثقفين على قبوله بذلك الدور في ظل نظام دكتاتوري قمعي.

ففي الحكمة والسياسة الثاقبة وبعد النظر ووحدة الكلمة وتحويل القرار الى الشارع السياسي ودعم رئيس الوزراء نوري المالكي نستطيع ان نمارس لعبة صياغة أي اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن السيادة وقانون النفط من خلال نقل صلاحية ابرام كلا الاتفاقين عبر اسلوب الاستفتاء الشعبي الذي يحفظ ماء وجه الحكومة والبرلمان ويجعل مسئولية اتخاذ مثل هذه القرارات الوطنية المصيرية رهيناً بصناديق الاستفتاء بما يحقق اقصى درجة من مصالحنا الوطنية. ويدفع الولايات المتحدة على تقديم المزيد من التساؤلات لانها قد تجد حرجا في الوقوف بوجه الارادة الشعبية والديمقراطية التي يدعي الامريكيون انهم حملوها معهم الى العراق انطلاقا من مبادئ جيفرسن .

لقد وصفت شخصية سياسية دولية الامريكيين بأنهم يمارسون لعبة البوكر في سياستهم الخارجية وعلينا ايضا ان نتعلم كيف ان نمارس نفس هذه اللعبة معهم رغم ان الميسر محرم لدينا كمسلمين ولكن عندما يتعلق الامر بمصالحنا الوطنية وثرواتنا فان كل شيء مباح .
ان الطفل البريء الذي شاهد الملك عار لم يتردد بان يهتف بانه بدون ملابس... وفي الاسطورة فان الملك يفاجئ شعبه بان ليس ثمة ثياب على جسده, لكن المستشارين يبادرون الى توضيح الموقف لسيدهم بأنه لايجوز تمزيق شرانق الاكاذيب ويخترعون تبريراً جديداً للعري وهو انه كساء وجوده موضع خلاف.!!

اننا مؤمنون رغم سوداوية الصورة التي رسمها في اذهاننا الدكتور المشهداني عن العراق الذي يحمل اقدم شهادة جنسية في التأريخ كتبت احيانا بالدم وبسخام الاحزان تارة اخرى لن يركع ابدا طال الاحتلال ام قصر وانه سطر لن يمحى ابدا ففي تأريخنا مثل باقي الشعوب فترات نصر وكبوات وهزائم لكننا لن نفقد ابدا ايماننا بعظمة العراق على الرغم من نير البند السابع الذي سنكسره مادمنا مؤمنين حقا بوطننا وترابنا ووحدة مصيرنا
من الان فصاعدا على الكثيرين ان يتذكروا ان خط الاستواء خط وهمي وانه لم يعد بامكان احد ان يضع قدما في خندق التمرد واخر في المنطقة الخضراء وانه لا يجود نصف وطني او نصف عميل فاما هذا او ذاك.
وليتذكر الكثيرون من ساسة العراق بانه ليس الطفل البريء بل أولائك الذين راهنوا على العنف والمساومة واللعب على حبال السياسة والذين مسخت السلطة والدعاية وعيهم قادرين على ايهامنا بان الملك ليس عارٍ وان الاحتلال هو تحرير لكنه موضع خلاف .

وعذراً للدكتور محمود المشهداني فما قصدت والله الا النصح .



#عزيز_الدفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستعلو راية العباس(ع)....علماً للعراق؟!
- العراق في الحقبة الامريكية (الجزء السابع)
- العراق في الحقبة الامريكية (الجزء السادس)
- العراق في الحقبة الامريكية (الجزء الخامس )
- العراق في الحقبه الامريكيه(الجرء الرابع)
- العراق في الحقبه الامريكية (الجزء الثالث)
- العراق في الحقبة الامريكية(الجزء الثاني)
- العراق في الحقبة الامريكية
- الحسابات الخاطئة في العلاقات السعوديةمع العراق
- هل تستحق الكويت آن نموت من اجلها؟!!
- اول فرحة منذ سقوط الصنم
- !!!عراق ....بلا نفط
- من اعدم الزعيم عبد الكريم قاسم؟*
- ولا عزاء للشعراء... !!
- عائد الى كربلاء
- في الطريق الى سامراء
- صيف كردستان.. الدامي!!!
- الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في العراق
- الخليج من فصاحة الطالباني ...الى مفاجئات نجاد
- نيران زرادشت ...وأحلام رجوي!!


المزيد.....




- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- إسرائيل تتأهل إلى نهائي مسابقة يوروفيجن الأوروبية رغم احتجاج ...
- شاهد: فاجعة في سان بطرسبرغ.. حافلة تسقط من جسر إلى نهر وتخلف ...
- المساعدات الأوروبية للبنان .. -رشوة- لصد الهجرة قد تُحدث الع ...
- بوتين يوقع مرسوما بتعيين ميخائيل ميشوستين رئيسا للحكومة الرو ...
- -صليات من الكاتيوشا وهجومات بأسلحة متنوعة-.. -حزب الله- اللب ...
- بالفيديو.. -القسام- تستهدف جنود وآليات الجيش الإسرائيلي شرقي ...
- سوريا..تصفية إرهابي من -داعش- حاول تفجير نفسه والقبض على آخر ...
- حماس: في ضوء رفض نتنياهو ورقة الوسطاء والهجوم على رفح سيتم إ ...
- كتائب القسام تقصف مجددا مدينة بئر السبع بعدد من الصواريخ


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الدفاعي - المشهداني ..امام الامبراطور عاريا !