أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين ابو سعود - فقاعة خرساء من عقل الوجع النائم














المزيد.....

فقاعة خرساء من عقل الوجع النائم


حسين ابو سعود

الحوار المتمدن-العدد: 2189 - 2008 / 2 / 12 - 07:01
المحور: الادب والفن
    



حليب احمر نزَ
من ومض الليمون
بلل أرجل الليل
فغارت نجمة عمياء
تمسحت بأهداب فراشة
كانت تسير بمفردها في صحراء القيامة
وأنا امسح حروف الأخبار
وحبك ينعى دفء المراعي
عند ولادة الأعشاب على أسرة الهواء
يتكئ حزني مع فرحي
على غصن يتدلى من رحم الحقول الناعسة
ويختال الأسى أمام الدكاكين
وهو يرجم الذاكرة بكرات الفجيعة
فتتسلل المسرات من أفواه الحكايات
والنوارس صارت تبني قصورا لها في أعماق المحيطات
وتبكي البكاء هناك أمام مجمرة التمني
وصورتك من جانبه الأيمن
صار كينبوع بركاني
يصدر المسامير إلى التضاريس
والمواعيد تنتحب
والنجوم تشكو الياسمين الصيفي
المياه الآسنة
تأتي بالبريد المثقل بالمناديل
وصار الكلام أشجارا
لا تعطي سوى المفاتيح للطرق الفسيحة
وللصدى وخز جارف
يداعب مؤخرة الريح
دونما موعد
احرث الحريق الباكي في غفلة من الوقت
لا ستنبات الجواهر الصدئة في دروبك الحالكة .
لقد نسجت لك من بقايا دمعي
ساعة تؤخر الوقت الهزيل
بمعزل عن الجدران المتحركة
في نهر الشوق الذي يطير في باطن الأرض كسيحا
وتعالى من داخلي صمت حزين
ظل يثرثر حتى مغادرة الصباح باب المدينة
ولكي تهدأ الجراح
أحرقت أنين الفلاسفة
في قدر من زجاج طيني المزاج
عصبي الانثناء،
وظللت أتقافز في محراب الظلمة
كقبّرة ملساء تبحث عن حزمة نور خافت
كيف افعل بحبك
الذي صار كصوت المومياء
يداعب جفون الحوت
ويتبع القمر في أنفاق الرمان
وظفائرك تتدلى من كهف المساء
تدخن خارطة الصحراء
وتسكب في طريق الصالحين زيتا لا يضئ
ترتفعين على ظهر حصان طائر
يرفع معه كل فواكه الأرض
إلى مآدب النائمين على الشهب
والقارات تسير للاحتفاء
بموت القطب الشمالي في فنجان قهوة
هناك بوذي مخمور
يبكي في حضرة الأرق
بلغة تفهمها العناكب الذهبية
المعششة على أسلحة التتار
ويضئ للمراثي
ويمضي نحو نهر جيحون
ليغتسل هناك الغسل الأخير،
ويختفي في حقيبة امرأة
صنع نهداها من خشب الصاج المعطر
وعلى أرصفة الذاكرة
أضع أجزاء صوتك المعجون
بالنحيب الضاحك
المحلى بشيخوخة الشباب العذب
وتنبت من الأسى
شامة على شعرك المصبوغ بلون المتاحف.
حبيبتي أتمنى لك السلامة
من ثورة النيران في عشق الخاصرة
المضمرة من هول المنعطفات
والرمال تكسوني
كالهدهد الضال
وهو ينوح على خبز يصرخ
من لفح التنور في نهار الصيف
يشرح طقوس القيظ بغيظ ظاهر
لقد تعبت كما تعب جنود الروسنطوريس
من السير على الماء
وهم يحملون أردية الأشباح
على زجاج ظهورهم المدببة،
عيناك سيدتي
مثل جمال الكون
عندما يستطيل على حقول اليانسون
ويُرضع مرتزقة الإمبراطور تحت ظلال المعابد .
اشتهي صوتك
الذي ينبعث من بين الصخور
كموسيقى دامسة
تتمايل على اسدية الزهور
وتـُُنفـّر الوحوش عن الغزلان
وعندما أصحو عند كل خاطرة
انثر رغبات الأطفال على هموم المطر ،
وأسافر مع الفجر إلى الضفة الأخرى
اجمع هواجس التاريخ
وبعض الألوان من اجل الحلم الوسط
واضرب خساراتي بسوط الملوك
الضوء فيك فقد ملامحه
وقبعتي ما زالت تشكو الظمأ
وتتصلب قشرة الموز
حتى لا يفتضه احد
وأظل في صلاتك مذبوحا
اكتم أنفاسي
كي لا تجرفني اسماك الساقية ،
امرأة ميتافيزيقية يداها تحل محل الرجلين
وتبصر بأذنها صمت الصوت
وتسمع بعينها الوحيدة
دقات المطر في ساعات الضجر ،
وأظل امشي واقفا.
[email protected]



#حسين_ابو_سعود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليماني الجديد ومسئوليات المرجعية
- تأليب الدين على التدخين والمدخنين
- وراء كل امرأة معذبة ، امرأة
- اناشيد الصوت المتكرر
- ما تبقى لي من كربلاء
- قصائد وفاء الربيعي دعوة طفولية لعناق البحر
- في رحاب ملكة سولاندا
- ورود الموسوي
- رسالة سريالية الى الحبيبة
- شوق لاحاديث العراق
- شعر
- ويظل الغناء للمدينة مستمرا
- غبار على رسائل الغرام
- المرأة تحكم العالم
- حرب بلا راء
- ما اقل الزاد واطول الطريق
- انتحاريون ولكن شرفاء
- فن قلب الحقائق
- سجين في حي سكني
- قرصان ماليزيا


المزيد.....




- دار النشر -إكسمو- تطلق سلسلة كتب -تاريخ الجيش الروسي-
- قبل نجاح -Sinners-.. مخرج وبطل الفيلم يتحدثان عن علاقتهما ال ...
- نعي الصحافي والأديب والناقد المناضل نزيه أبو نضال (جميل غطاس ...
- وفاة النحات الروسي البارز زوراب تسيريتيلي
- المترجم سامر كروم: لماذا ينبض الأدب الروسي بحب العرب؟
- العمود الثامن: زعيم الثقافة
- التورنجي يتحدث عن تجربته الأدبية والحركة الأنصارية في جبال ك ...
- الكشف عن الإعلان الترويجي لفيلم -المشروع X-.. ما قصته؟
- فلة الجزائرية: تزوجت كويتيا ثريا أهداني طائرة خاصة ومهري لحن ...
- الكشف عن الإعلان الترويجي لفيلم -المشروع X-.. ما قصته؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين ابو سعود - فقاعة خرساء من عقل الوجع النائم