أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين ابو سعود - تأليب الدين على التدخين والمدخنين














المزيد.....

تأليب الدين على التدخين والمدخنين


حسين ابو سعود

الحوار المتمدن-العدد: 2169 - 2008 / 1 / 23 - 11:02
المحور: المجتمع المدني
    


اذكر كيف كان التدخين يوما لا يضر بالصحة حيث كانت علب السجائر لا تحمل التحذير المخيف بالتسبب بالسرطان، وعندما أدركت الحكومات خطورة الوضع ألزمت منتجي السجائر بكتابة التحذير على علب السجائر وهو تحذير لم يؤد الغرض إلا بنسبة ضئيلة، كما اذكر كيف كان المسافرون يدخنون داخل الطائرات في أعالي الجو، ثم تحولت شركات الطيران إلى تخصيص بعض المقاعد الخلفية للمدخنين حتى توجهت إلى منع التدخين مطلقا على رحلاتها وصارت تستخدم ذلك للدعاية بأنها لا تسمح بالتدخين على رحلاتها للترغيب إلى اختيارها حتى صار الناس يرغبون في الناقل الجوي الذي لا يسمح بالتدخين، وهاهي دولة عظمى مثل بريطانيا قد منعت التدخين في معظم الأماكن ولا سيما المطارات ومحطات القطار، فيما قامت فرنسا بالإعلان عن منع التدخين في الأماكن العامة، لتوجه ضربة قاصمة نحو هذه العادة السيئة، والسؤال الذي يفرض نفسه هو متى تقوم المرجعيات الدينية الإسلامية بعمل ثوري موحد بإصدار فتوى موحدة بتحريم التدخين إلى الأبد وبأثر رجعي باعتباره من الخبائث ولا يمكن لذي عقل أن يصنف التدخين ضمن الطيبات مطلقا ، واعني بالمرجعيات الدينية السنية والشيعية معا وكذلك الزيدية والاباضية وجميع أهل القبلة، لان المسئولية مشتركة أمام الله والتاريخ والأجيال، على ان موقف علماء نجد والحجاز معلوم من هذه القضية وهو التحريم، وكان التدخين يعتبر من العادات الاجتماعية المنبوذة في منطقة القصيم مثلا، وقد آن الأوان أن ينتهي الخلاف على حرمة التدخين بعد أن زال الخلاف على ضرره الكبير وما صرح به أهل الاختصاص بهذا الخصوص وصار تأثيره لا يقتصر على البشر بل حتى على الأجنة التي في الأرحام، كما يجب على رجال الدين وأهل العلم أن يقلعوا رأسا عن التدخين إذا كانوا قد ابتلوا به إذ لا يليق بهم أن يدخنوا أمام الملأ باعتبارهم قدوة للآخرين، وما عهد تحريم التنباك ببعيد عن الذاكرة عندما اقلع من كان في البلاط الشاهنشاهي عن التدخين عندما أفتى الشيرازي الكبير بحرمة التنباك وباليته كان باقيا على فتواه بعد زوال السبب.
وقد تحذوا الحكومات الإسلامية حذو فرنسا بدعوة من علماء الدين فتحرم التدخين في الأماكن العامة وتجرمه وتمنع بيعه لصغار السن كمرحلة اولى وعليها أن لا تعبأ بما تحققه من فوائد مالية بهذا الخصوص.
لان الخسارة المتوقعة أكثر من الأرباح المتحققة لا محالة.
أقول قولي هذا لنحافظ على صحة شبابنا وان يعيش كهولنا شيخوخة سعيدة خالية من الأمراض، وحتى لا يقال بان علماء الدين المسلمين لم يلعبوا دورا في هذا المضمار، فالتدخين لعنة وعلينا إنقاذ اكبر عدد ممكن من الشباب والمراهقين من الجنسين من الوقوع بين براثن هذا الشيطان الفتاك الذي ثبت انه يمهد الطريق أمام الوقوع في جحيم المخدرات أيضا.
وقد سمعت با ن احد كبار العلماء كان يدخن بشراهة ولكنه عندما تصدى للقيادة اقلع عنها دفعة واحدة في إثبات باهر لقوة الإرادة قائلا بأنه لو لا يستطيع كبح جماح نفسه فلا يجدر به أن يقود الناس.
وأدعو بعض العلماء الذين أصدروا فتاوى بتحريم التدخين ابتداء إلى مراجعة فتاواهم وإعادة إصدارها بتحريم التدخين ابتداء وانتهاء ويمنعوا طلبة العلم بأمر عام حازم من التدخين لا سيما وانه إضرار بالصحة والمال والبيئة، ولا أظن بان هناك من العلماء من يعتبر التدخين من المستحبات فهو إن لم يعده حراما يعده مكروها لا محالة، على أني لست متفائلا من موقف الحكومات في الدول العربية والإسلامية من هذا الأمر لأنها لم تفعل شيئا بعد أمام التلوث الكبير الذي تشهده أجوائها بفعل الأدخنة الضارة المنبعثة من السيارات، وانتشار مادة الرصاص السامة في الجو مما زادت من حالات الربو وسودت المبان بفعل الدخان.
ألا فهل تتصدى المرجعيات الدينية للتدخين كما فعلت المرجعية السياسية لدولة فرنسا ؟
وقفوهم انهم مسئولون.



#حسين_ابو_سعود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وراء كل امرأة معذبة ، امرأة
- اناشيد الصوت المتكرر
- ما تبقى لي من كربلاء
- قصائد وفاء الربيعي دعوة طفولية لعناق البحر
- في رحاب ملكة سولاندا
- ورود الموسوي
- رسالة سريالية الى الحبيبة
- شوق لاحاديث العراق
- شعر
- ويظل الغناء للمدينة مستمرا
- غبار على رسائل الغرام
- المرأة تحكم العالم
- حرب بلا راء
- ما اقل الزاد واطول الطريق
- انتحاريون ولكن شرفاء
- فن قلب الحقائق
- سجين في حي سكني
- قرصان ماليزيا
- الطفل العراقي ... وقفة عاطفية
- لا (عراق ) في غوغول


المزيد.....




- الأمم المتحدة: ما يجري في غزة فظيعة القرن ويجب إنهاؤها
- اعتقال قاصر بعد إطلاق النار في أوبسالا
- في الذكرى الـ77 للنكبة: تصعيد ضد الأونروا وتضييق على مخيمات ...
- كبير مسؤولي الإغاثة في الأمم المتحدة يتهم إسرائيل بتعمد منع ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تفكيك معمل متفجرات في طولكرم ويشن حملة ...
- في الجلسات الخاصة يقر الإسرائيليون بأن غزة على شفا المجاعة
- الأمم المتحدة: اجتمعنا مع إسرائيل بشأن مساعدات غزة بلا جدوى ...
- الأمم المتحدة تحذر من تصاعد العنف في العاصمة الليبية طرابلس ...
- -يجب أن نطرد العرب-.. رسالة بن غوريون لابنه وتأسيس الأونروا ...
- المنظمة الدولية للهجرة: رقم قياسي لأعداد النازحين حول العالم ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسين ابو سعود - تأليب الدين على التدخين والمدخنين