أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم اسماعيل - الزائدة الدودية....!!














المزيد.....

الزائدة الدودية....!!


جواد كاظم اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2189 - 2008 / 2 / 12 - 06:59
المحور: الادب والفن
    


كانت قد تعودت الاستيقاظ مع الخيط الأول للفجر..وبعد دقائق تنبعث في البيت رائحة الشاي الممزوج برغيف الخبز الحار من تنور الطين, الكل في سكون تام الأ هي في حركة دوؤبة.. هكذا هي في كل صباح تغالب النعاس وتمارس عملها بحيوية نادرة يحسدها عليها أهل القرية وبناتهن , وفيما الظلال الرمادية مازالت تداعب عذرية الانبلاجة أحست بألم شديد ومفاجيء.. حاولت ان تداري الألم بصبر خرافي لكنها في النهاية صرخت بصوت حاد لتستيقظ الأم على صراخ ابنتها المدوي الذي مزق سكون البيت , وحاولت ان تبدو متماسكة لتخفف من الرعب الشاهق في وجه أمها وتغالب اوجاعها لكن الألم سرعان ما عاودها وهذه المرة كان أشد شراسة مما جعلها لا تقوى على الحراك .

وبدا وجه الام خائفا وهي لا تفهم ما يجري حولها فيتحول كل شيء حولها إلى موج متلاطم .. فيما اختلطت على محياها الالوان لتشكل قلقا غير مفهوم … احتضنت جسد وحيدتها المسجاة وغاصت بها الافكار الى مدايات لا قرار لها يملؤها الخوف والقلق لاشيء يغسل عنها هذه الوساوس وهذا التوجس الأ الإسراع لأيقاظ زوجها واولادها الأربعة جاء الكل يهرول الى مكان أبنتهم فوجدوا الألم يزداد عندها والصراخ يعلوا مما اضطر الأب ان يوجه أبناءه بضرورة الذهاب الى المركز الصحي اليتيم في القرية التي سكنوها منذ عقود من الزمن عرضوا حالتها على الطبيب الخفر .. عاينها و شاهدها ..

حاول أن يتلمس جسدها ويحدد مكان الالم جوبه بمعارضة شديدة من الأهل فحينها لم يتمكن الطبيب من تشخيص حالتها بشكل دقيق . توالت الاعتراضات بعدم لمسها بدا الطبيب ملولا من كل ذلك الصراخ الذي يطوقه لذلك خطر ببال هذا الطبيب أن ينتقم لذاته في ان يشعرهم بأن ابنتهم قد تكون حاملا , أندهش الاب والإخوة وإلام … حاااامل ؟؟ …. كيف ؟؟ ياللعار .. ياللفضيحة… نقلت الى البيت مرة اخرى … وهناك اجتمع الاخوة بأبيهم … وحدث للفتاة ما كانت تخشاه؟؟ بدأ الضرب المبرح ينهال عليها وهي مستسلمة لألام اخرى لا تجعلها تقوى الدفاع عن نفسها .
تعالت الصرخات :
- لقد أتت لنا بالعار و الفضيحة
- أين نحن من كلام الناس وهي دنست سمعتنا وسمعة عائلتنا ، هذا ما فكر به الجميع بأستثناء الأم المدهوشة والمذبوحة أمام هذا المشهد المرعب ..كيف لا وأن أبنتها الوحيدة أمامها يفعل بها هكذا وهي لا تملك أجوبة للدفاع عن أبنتها فيما أستمربكاء البنت وصراخها المدوي ويدها لا تفارق موقع ألمها الذي شغلها عن صد الضربات المتتالية عليها .
وتمتمت بصوت ضعيف لم افعل شيئ .. والله لم افعل شيئ ..
ألى أن ضعفت وخارت قواها ..
وتوجهت بعينيها الى أبوها وهمست
(( بوية والله ما فعلت شيئ وانا بريئة وانتم ظلمتوني )) وبعد أن فرغت من هذه الكلمات فقدت الوعي حتى أعتقد الجميع أنها فارقت الحياة.. الأب ينظر الى زوجته وهي مذهولة تأخذ ساحة البيت ذهابا وأ يابا .. فيما شوهت اظافرها معالم خديها .. وناثرة شعرها مولولة حزينة منكسرة .. هذه الصورة حركت مشاعر الأب طالبا من أولاده أن ينقلوا أختهم الى المستشفى في مركز المحافظة عل هناك تستكشف الحقيقة وتبان .. نقلوها للمستشفى .. وادخلت العناية المركزة ..
وجاءهم الجواب كالصاعقة
انها تعاني من مرض عادي لكنه تفاقم كونه مضى عليه وقت طويل ياللعجب .. ياللهول ..
لقد اثبتت الفحوصات ان البنت كانت تشتكي من الزائدة الدودية وليس من ألم الحمل كما صور لهم طبيب القرية ذلك..
وحين طبع الأب قبلة العرفان على جبين أبنته المدمى صدمته برودته التي ما حفلت بأن تستلم جوابا من الاب على عبارة بقيت ترن في رأسه …
- لست مذنبة صدقني .



#جواد_كاظم_اسماعيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أنا....؟؟
- حبك أكذوبة......!!
- أرحم ضعفي في هواك....!!
- بكل حب أودعك ياموتي
- حبي ليس سلطانا متجبرا..........!!
- أنت والمدى والجنون
- حقيقة الحب............!!
- حب الحسين أجنني...!!
- الحسين يبكيني دائما.....!!!
- أطالب بحل مجلس النوب 275 مرة....!!!
- كل عام ونون حبيبتي....!!!
- حلم أنكيدوا....................!!!
- محموم بك.......................!!!
- أنت في حدود القلب..........!!..
- الحب يأتي دفعة واحدة...!!!......
- إنحرني من الفرات الى الفرات...!!!
- في حوار مع الشاعرة انتظار الشمري:
- أُريدك كما أنتِ
- قلعة سكر بوابة الناصرية الشمالية تعيد الألق السومري بديوانها ...
- تعددت النساء والمرأة واحدة...!!!


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم اسماعيل - الزائدة الدودية....!!