أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم العامري - سلام خُذ!















المزيد.....

سلام خُذ!


عبد الكريم العامري

الحوار المتمدن-العدد: 2190 - 2008 / 2 / 13 - 09:27
المحور: الادب والفن
    


سلام خُذ!
(مسرحية)

المشهد الأول
(في ردهة مستشفى المجانين)

الأول: تجمعوا.. تجمعوا.. يا بلهاء الدنيا، عندي لكم حكاية.
الثاني: (من خلف الستار) اوووه.. هذا المعتوه يوقظنا فجراً..
الأول: اي فجر هذا..؟ الشمس اشرقت، والدنيا اضيات.. وانتم نائمون كالخراف..
الثالث: (من خلف ستار آخر) صه يا هذا.. لا تجعلني أكمم فمك بجواربي..
الأول: حتى أنت أيها النتن.. حتى أنت.. تكمم فمي بجواربك.. حسناً افعلها وستراني كيف البس جواربك ولا اعطيك اياها.. ها.. سكت.. الا تفعلها.. يله.. افعلها.. لو كان لديك جوراب لما قلت هذا..
الثالث: قلنا لك اسكت.. دعنا ننام..
الأول: نمتم كثيراً.. وقد حان موعد ايقاظكم..
الثاني: ما تراك فاعل بنا ايها الجربوع.
الأول: جربوع؟ أنا جربوع...
الثاني: جربوع ونص!!
الأول: اخطأت ايها المعتوه ما أنا بجربوع.. لو كنت جربوعاً اين ذيلي...
الثالث: ذيلك في مؤخرتك....
(الثاني والثالث يضحكان)
الأول: تضحكان عليّ لأني جربوع.. حسناً أنا جربوع رضيت بذلك.. ولي ذبل.. وهو في مؤخرتي.. ها.. رضيتم بهذا..؟
الثاني: ما الذي تريده منا..؟
الأول: طلب مني المدير ان اوقظكم.. وها انا افعل ما امرت به..
الثالث: المدير..؟ المدير ثانية.. اللعنة عليك وعلى مديرك..
الأول: (يضحك) هو ليس مديري انا فقط.. هو مديركما انتما ايضاً.. واللعنة سترتد عليكما حتماً..
الثاني: اغرب عنا يا هذا..
الأول: اغرب؟ الى أين؟ انت تعرف جيداً أن لا أهل لنا.. لقد ولدتنا امهاتنا ونحن في هذه القاعة..
الثالث: يظهر انك بحاجة الى من يلقنك درساً لن تنساه ابداً..
الأول: درس.. أي درس.. انا احب الدرس.. وأحب العرس ايضاً..
الثاني: اتركه يا أخي.. هذا مجنون..
الأول: مجنون؟ انا مجنون..؟ ما هذا، وانتما صاحيان اكثر مني..
الثالث: أووووف.. سالكمك بقبضتي وافرش انفك..
الأول: تفرش انفي؟.. أكثر من هذا الفرش.. (يضحك)
الثاني: من ألأفضل أن نعلمه كيف يكون الأدب..
الأول: اذن تعالا وعلمانني كيف يكون الأدب.. هذا ان لحقتما بي..
الثالث: هل ستركض..؟
الأول: تعرفني جيداً كالنعامة.. أنا سليل بيوت العرب، نحفر ثم نهرب.. ونهرب ثم نتوسل وهكذا...
الثاني: أرأيت.. انه يريد ان يغيظنا..
الثالث: هذا المعتوه يغيظنا.. معقولة.. هو أكثرنا جنوناً واخبلنا!!
الأول: ان كنتما تستطيعان اللحاق بي فافعلا.. ستروني حتماً في غرفة المدير..
الثاني: اذهب انت ومديرك الى الجحيم....
الأول: الجحيم....!! يااااااه.. يالها من مفردة ممتعة.. اشتقت الى الجحيم اين هو.. البرد هنا يقرص جسدي الهزيل.. اين الجحيم.. اريد جحيماً..
الثاني: حقاً أن من يعيش وسط الجحيم لا يراه..!
الأول: ماذا..؟
الثاني: انت ابله..
الأول: ومن قال لك انا ذكي..اسمع يا صاحبي.. أنت اذكى مني، وافضل مني.. واحسن مني.. واسمن مني.. واشجع مني.. ولكن هل تستطيع ان توقظني فجراً مثلما فعلت بك..
الثاني: اثرتني يا مخبول.. اثرتني..
الأول: اذن ان استطعت فاخرج لي ..
(الثاني والثالث يخرجان من خلف ستارتيهما ويطوقان الأول)
الثاني: ها آنذا امامك فما انت فاعل...
الأول: (صارخاً) يمه لحكيني.........................!


المشهد الثاني

الأول: (بملابس ممزقة) هكذا اذن، تتعاونان عليّ.. بسيطة.. لي معكما يوم ستريان كيف اجركما من ذيليكما واقذف بكما الى المزبلة.. لم أقصد اذيتهما.. ما بال الناس يعاملونني هكذا.. أنا احب ان اكون ظريفاً، ولطيفاً، ونظيفاً،و.... شريفاً.. لكنهم لا يعطونني الفرصة.. كلما تندرت معهم يحسبونني استهزا بهم.. حتى هؤلاء، اصحابي.. يظنوني اتجسس عليهما لصالح المدير.. مدير المستشفى.. المجنون الوحيد في هذا المبنى البائس.. انا ما عملت بأمره الا لكي يفتح لي شباك الردهة، لأنظر الى العالم الآخر.. أريد أن أرى أناساً.. اريد ان أرى حدائق.. وطيور وبلابل.. أريد ان ارى سيارات وبنات!! صه.. لا يسمعك احد.. بنات شنو أنته ما تستحي.. قل آنسات! هذا افضل.. أريد ان ارى كل ذلك ولكن يجب علي ان ادفع ثمن ذلك.. ان اتجسس على ناسي. واهلي.. واصحابي.. وعندئذ يفتح لي المدير المعتوه ستارة النافذة لأرى ما اراه واحياناً لا ارى شيئاً.. كم انا دنيء..
(يدخل الثاني)
الثاني: ها... أما زلت هنا.. لم تنظف المكان بعد.. تنتظر ماذا..؟ ايقظتنا فجراً.. أتراك تبحث عن شيء ما يمكن ان نكون قد خبّأناه في الردهة..
الأول: شيء..؟ اي شيء ؟ أنا لا اريد شيئاً، انت لم تفهمني.. لم تفهم ما ابتغيه..
الثاني: اعرفك جيداً.. يعرفك الجميع هنا.. الم تر انهم يسكتون كلما دخلت.. ذلك كي لا تذهب جلودهم الى الدباغ...
الأول: الدباغ..؟ من هو الدباغ..؟
الثاني: الذي يطهو الناس..
الأول: يطهوهم..؟ كيف..؟ ومن يأكلهم..
الثاني: ياكلهم صاحبك المدير..!
الأول: (صارخاً) ارجوك.. هو ليس صاحبي.. المدير ليس صاحبي.. انت صاحبي .. وذاك صاحبي.. والآخر صاحبي.. اما المدير فهو ليس صاحبي..
الثاني: المدير الذي يفتح لك النافذة لترى منها ما تشتهي ليس صاحبك..؟ عجيب..! الم تقل لنا انت ذاك اليوم انه صاحبك.. وهو يلاطفك..
الأول: نعم.. نعم.. اشهد اني قلت ذلك.. لكن لم اقل أنه صاحبي.. انا قلت انه يلاطفني فقط ولم اقل أنه صاحبي..
الثاني: يلاطفك دون ان يكون صاحبك..؟ كيف..؟
الأول: كيف...!! ماذا كيف...؟ اقول لك يلاطفني الا تفهم..
الثاني: متى....؟
الأول: هل انت جاد بسؤالك..؟
الثاني: هيا قل .. متى..؟
الأول: متى ماذا...؟
الثاني: متى يلاطفك المدير..؟
الأول: (بحياء) استحِ يا فتى الناس يسمعون!!
المشهد الثالث
(في غرفة المدير)
(الثالث يجلس في كرسي المدير..)
الثالث: آه.. يا له من مكان هادئ.. حيث لا قيل ولا قال.. مللت حياة الردهة.. آه.. كم نحن بلهاء اذ نعيش تحت سلطة هذا المدير..
(يدخل الأول)
الأول: سيدي المدير.. سيدي المدير...
الثالث: ماذا..؟
الأول: (ينظر له) انت ليس سيدي المدير..
الثالث: انا السيد المدير.. من انت..؟
الأول: خادمك المطيع سيدي..
الثالث: ليس لدي خادم.. قل .. من انت..؟
الأول: قلت لك أنا خادمك المطيع سيدي المدير..
الثالث: خادمي المطيع.. حسناً.. ماذا تريد...؟
الأول: ولكنك ليس المدير..!
الثالث: هل جننت..
الأول: لست مجنوناً.. لكنني لم ارك هنا من قبل..
الثالث: لم ترني..؟
الأول: ربما وجهك مألوف لي.. ولكن لست في هذا المكان..
الثالث: أين.. اين رأيتني..
الأول: ربما خلف تلك النافذة.. أو خلف تلك الصورة.. لا..لا.. اعتقد اني رأيتك في الردهة..
الثالث: الردهة..؟ اية ردهة..؟
الأول: ردهة المجانين..!
الثالث: أجننت..؟ انت رأيتني في ردهة المجانين..
الأول: ربما أنت سيدي أو شخص يشبهك.. لكني متأكد جداً أني وجدت أحداً مثلك..
الثالث: ليس غريباً فهذه الأيام كثرت اشباه الرجال..
الأول: ربما كثرت أيضاً اجهزة الإستنساخ..! (يضحك)
الثالث: هيا قل.. ماذا تريد؟
الأول: لدي ما يسرك سيدي.. هناك من يتآمر على جنابكم..
الثالث: يتآمر علينا.. من هذا المعتوه الذي يجروء على ذلك..
الأول: أنا......!
الثالث: أنت....؟! انت تتآمر علينا.. أيعقل هذا.. مثلك مجنون يتآمر علينا.. أين جنودك.. وعتادك.. وأسلحتك..
الأول: (يشير الى فمه) هنا.. هنا يا سيدي..
الثالث: اين..؟ في فمك..؟
الأول: كلهم هنا في فمي.. جنودي لساني.. واسلحتي اسناني.. وعتادي بصاقي.. باستطاعتي ان اغرقك وابيك حتى تعلن استسلام مملكتك..
الثالث: (ينهض صارخاً ويركض باتجاه الخارج) مؤامرة.. مؤامرة.. مؤامرة..
الأول: (يجلس على الكرسي ذاته) الم أقل لكم أني استطيع...!

المشهد الرابع
(في ردهة المستشفى)
الثالث: (مع الثاني) الم اقل لك لا ينفع معه شيء.. انه مثل اخطبوط يمد اذرعه باتجاه ما يرغب فيه..
الثاني: اعرفه.. هذا الذي لم يدع شيئاً دون ان يقضمه.. وحش كاسر..
الثالث: وظنناه ابلهاً.. نحن البلهاء دون ان ندري..
الثاني: لا ندري.. ندري جيداً لكننا كنا ننفذ له ما يريد بغية أن نملأ البطون بحشو لا ينفع..
الثالث: ملأنا بطوننا بينما فرّغنا رؤوسنا من كل شيء الا الهموم..
الثاني: ماذا عسانا أن نفعل..؟
الثالث: قل انت.. ماذا عسانا أن نفعل..؟
الثاني: اسألك وتسألني.. الا تعرف ماذا عسانا أن نفعل..؟
الثالث: لا.. لا استطيع ان اقول..
الثاني: لماذا..؟
الثالث: اخشى ان تكون انت هو............!
الثاني: حقاً..؟
الثالث: حقاً..!
الثاني: ربما يكون هو انت..!
الثالث: حقاً...؟
الثاني: حقاً..!
(يدخل الأول.. وينادي الثاني)
الثاني: سلام خذ.......!
الثالث: (يؤدي التحية) خذ ما تشاء فلم يعد الأمر يهمنا..

ستار
البصرة
3تشرين ثاني 2007



#عبد_الكريم_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عوالم
- من ملفات الاعلام العراقي
- من ملفات الاعلام العراقي (2)
- من ملفات الاعلام العراقي (1) الطارئون
- الى قاتلي مع الخزي!
- هل نسى المربديون نازك الملائكة؟!
- الرابعة ومشتقاتها
- العراق أولاً وأخيراً..
- ستراتيجية بوش الجديدة
- هل يتخلى الوطن عن مبدعيه؟
- هل تنتظرون موتكم أيها الأدباء؟
- لماذا يا كفاح حبيب؟
- الفيحاء تاج الإعلام العربي
- ليلة القبض على الكهرباء
- الى متى نبقى على التل؟
- نجيب محفوظ.. موت واقعي
- قانا.. الدم العربي المبارك
- عجيب أمور.. غريب قضية 2
- أليس لدمنا حق عليكم
- فتنة طائفية


المزيد.....




- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...
- كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
- المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر ...
- دور النشر العربية بالمهجر.. حضور ثقافي وحضاري في العالم
- شاومينج بيغشش .. تسريب امتحان اللغة العربية الصف الثالث الاع ...
- مترو موسكو يقيم حفل باليه بمناسبة الذكرى الـ89 لتأسيسه (فيدي ...
- وفاة المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد عن 70 عاما
- بسررعة.. شاومينج ينشر إجابة امتحان اللغة العربية الشهادة الا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم العامري - سلام خُذ!