أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - السياب عاشق انقلاب 8 شباط النازي














المزيد.....

السياب عاشق انقلاب 8 شباط النازي


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2184 - 2008 / 2 / 7 - 09:53
المحور: الادب والفن
    


كان المخرج السينمائي السويدي الكبير انجمار بريمن الذي رحل قبل فترة كآخر عمالقة الفن السابع مأخوذا بالإعجاب بهتلر و محبته.و رغم أن النخبة الثقافية في السويد سكتت عن هذا الجانب المخزي في حياة أكبر مخرج سينمائي ، ولم يتناولوا سيئاته في كل مقالاتهم و احتفائهم به، ألا أن المرء كان يتلمس من أجواء الحزن على وفاة آخر عمالقة الفن السابع أن ثمة شعورا بالخجل ينتاب الأوساط الثقافية السويدية من ماضيه ، و أن تاريخهم الذي يتباهون به الأمم قد تلطخ ببقعة سوداء عجز الزمن عن امحائها. هذا الماضي الأسود كان من دواعي عدم إقامة تأبين رسمي مهيب له، وعدم مشاركة أي شخص من العائلة المالكة، والشخصيات الأبرز في البلاد في تشييعه.
بدر شاكر السياب نراه في تمجيده للانقلاب الدموي في 8 شباط 1963الذي تمر هذه الأيام ذكراه الأليمة ، ليس ذاك الشاعر الرقيق المجدد الأول للشعر العربي الحديث. إنه في قصيدته هذه يقطر عنصرية و طائفية و نازية . هذا المديح للقتلة بمثابة خنجر في ظهور من أحبوه ، ومجدوه و يفتخرون به . القصيدة أدناه لا تحتاج إلى شرح ، فهي واضحة ، وشعاراتية، كلها حماس للقتلة القوميين في سفك الدماء العراقية ، و شتائم لضحاياهم وإجحاف بحقهم. لا أدعي هنا أن رجال انقلاب 14 تموز 1958 كانوا أكثر إنسانية من مجرمي 8 شباط 1963. الأولون أيضا ارتكبوا من الجرائم ما يندى لها الجبين. في القصيدة يصور السياب قائدَ الانقلاب عبد السلام عارف ، وحلفاءه البعثيين الدموي المخلّص والمنقذ لأطفال العراق ومسيحا صاحب معجزات من إعادة البصر إلى العمى و شفاء الكسيح و غيرها.. ، ويشبهه بهارون الرشيد الخليفة العباسي الفاسد ( وله الحق في هذا) ، كما يشبه عبد الكريم قاسم الذي قتله الانقلابيون أبشع قتلة بجعفر البرمكي الذي فتك الرشيد بأهله البرامكة في المجزرة المعروفة تاريخيا بنكبة البرامكة. ويشمت السياب بالبرمكي لأصله الأعجمي ، ويتشفى لمقتل البرامكة مشبها قاسم و أنصاره بهم ، متجاهلا أن سبب نكبة البرامكة هو الصراع على السلطة ، لا التناحر العربي الأعجمي كما يحلو للسياب و القوميين العروبيين تصورها.
أثناء كتابتي هذا النص المتواضع تخيلتُ أن جماعات قومية قامت بانقلاب دموي على الحكومة الطائفية الحالية في العراق ، وأن شعراء محسوبين على اليسار والشيوعية ، قد كشفوا عن روحهم المظلمة في الالتحاق بالانقلابيين ، و إلقاء قصائد المديح لقادة الانقلاب. فالنزعة القومية داء خبيث يصيب كثيرا من المثقفين ، إلى درجة أخذ البعض يبرر وجودها عند حتى من يسمون بالشيوعيين و اليساريين، و هذا ما عمله السياب من منطلقات قومية عنصرية ، لا لزعله من الحزب الشيوعي العراقي كما يدعي كثيرون.
هذا هو ديدن القوميين العنصريين في كل الأزمان و البلدان من روح دموية ، وأفكار رجعية عنصرية هوجاء ، و معاداة مصالح الكادحين بتضليلهم وخداعهم بخرافات تاريخية وأكاذيب فظيعة. والأدهى أن السياب يكتب مثل هذه الشعارات المقززة بعد عقود من ثورته التحديثية في الشعر العربي بكتابة روائعه الخالدة و في مقدمتها" أنشودة المطر" . ثمة كتّاب كثر معروفون في العالم مبدعون ، لكن مواقفهم اللا إنسانية منعت الأوساط الثقافية من تكريمهم ، ولكنني لا أدعو إلى عدم تكريم السياب ، لكنني أبتغي اعطاءه حقه كاملا بدون نقصان.
وإنني أترك الآن القارئ مع قصيدة السياب ليحكم بنفسه على السياب و على قصيدته "العصماء" في عروس الثورات ، كما يطلق عليها البعث العفلقي.

ثورة 14 رمضان



ألف لسان ٍ جاء عندك يشكر ُ ............... لإيفاء ما أسديت َ ، هيهات يقدر ُ
بعثت َ حيلة َ من رداها ونفضت َ............... ... أياديك عنها كلّ ما كان يوقر ُ
جزاك الإله الخير عن أم صبيّة..................أعدْتَ لها البعل َ الذي كان يقبر ُ
فصار اليتامى من جداك ذوي أب................ فداك الأبُ الفاديه درّ ٌ وجوهر ُ
أسير ُ فيكسو شارق الشمس جبهتي ... فيعلو دعائي ، ظللت َ بالله تنصر ُ
ألست الذي أحيا وقد ثار شعبه..................... فصاح ابتهاجا منه الله أكبر ُ
وقام الكسيح المبتلى من فراشه............. يسير ُ على ساق يعدو ويطفر ُ
تقحمت أو كان المنيات والسنا..................... يئن ّ وآلاف الشياطين تصفر ُ
فما هي ألا ضربة الثأر وانجلى.................... ظلام من البلوى وبغداد تنظر ُ
فمن ير بغداد التي أنت نورها................... يقل عاد هارون وقد مات جعفر ُ
ثأرت َ لشواف وأمطرت ناظما................. بما قد روى القبر ُ الذي كاد يطمرُ
وسد من التهريج أعلاه قاسم.................... وما كان كاسْمِهِ ، فهو يشطر ُ
يحن إلى النيل الفراتُ ودونه...................... صحارى وقد قالوا لنا تلك كوثرُ
ألوف الضحايا سامها الخسف والأذى............. ... غلوم ورقاع وبخش وقنبر ُ
ولولاه ما عاد الشيوعي حاكما.............. كما شاء ، أو كان الشيوعي ينحرُ
فكنت َ الجواب المرتجى من دعائه…........... وكنتَ لنا النور الذي فيه نبصر ُ
فيا جيش لا نلت الأذى دونك الذي......... هبطنا إلى الأعماق إذ كبان يهذر
يمن بمال الشعب أعطاه عاجزا................ ومن ظلمة الداء الذي فيه ينخر ُ
لقد جاع حتى حطم الجوع جسمه…... وطورد حتى ما على المشي يقدر ُ
لك الحمد إذ أرويت بالثأر أرضنا............. فسرنا على الدرب الذي كاد يطمرُ

القصيدة موجودة في موقع:
www.adab.com




#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار الاشتراكي في العراق في مواجهة قطبي الإرهاب وتوابعهما
- -ميلاد آخر- أروع قصائد فروغ فرخزاد
- دعي ومضاتك ترتشفني!
- المرأة العراقية وجحيم التقاليد
- -الدمية ذات الزنبرك- ، و - بعد كلّ هذا- قصيدتا فروغ فرخزاد
- ما ظهر من أسباب العدوان التركي على أهالي كُردستان العراق ، و ...
- قصيدتا فروغ فرخزاد( 1935- 1967) -الأسيرة والخطيئة -
- آنية النحيب
- مقتل بينظير بوتو نتاج المشاريع الإمبريالية و الرجعية
- مكافحة جرائم الشرف نضال طبقي
- لا ريب في أنه يؤلم
- انطباعاتي عن -أجمل غريق في العالم- لماركيز
- ساركوزي يعبّر عن حقيقة النظرة البرجوازية الغربية إلى الإنسان ...
- مشاهدة فلم -الخامسة عصرا- لسميرا مخملباف
- قصيدتا غزل لجلال الدين الرومي ( 1207-1273)
- لك الخبز والخمر والهيام
- ثورة أكتوبر الاشتراكية كانت تغييرا للعالم لا تفسيرا له
- كل شيء كذب ونفاق على الجبهات الوطنية والقومية – 2
- كل شيء صاخب ودام ٍ على الجبهات الوطنية والقومية - 1
- ما جدوى النسوية البرجوازية واليسارية التقليدية؟


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - السياب عاشق انقلاب 8 شباط النازي